٢٥-"ضَمادٌ".

548 50 25
                                    

ضياء:

صوت المطر، الرعد يجعلاني أتذكر بوضوح
أواجه نفسي رغمًا عني، أود الأختباء من ذاتي
وذكرياتي خبئني لديك
أود الشعور بذراعيك حولي
أود الاحساس بأفكار أخرى غير التي برأسي
وأسمع صوتًا غير الصوت الذي يخبرني
أن أقتلني أو أقتل العالم.
أود الشعور بوجود شخص آخر غيري
لاتترُكني لوحدي مع نفسي، لأنني أتعذب

رائحتك الهادئة لاتزال تصلني، لا أزال أشعر بعمق نظراتك نحوي، ودفء أنفاسك، وأنتظام دقات قلبك
أخبرتني بحلُمك فجأة، وكسرني هذا..
شعرتُ بالألم، والمرارة..خططتُ لكسرك فلماذا تكسرني أنت!

بأهتمامي بملاكي الحارس وأحلامه تجاهلتُ أن أسألك
تجاهلتُ أن أعرفك، كُل الذي كان يدور برأسي هو جنون أفكار تخبرني أن أجعلك تتحطم، رغم إنني لدي الكثير من الأفكار التي تشير بأن لدي زاوية صغيرة من عقلي تتقبلك، وهذه الزاوية دمرتني.

أستفزاز مشاعرك، تعذيبك
عمدتُ كُل شيء، عمدتُ أن أعانق وأوطد علاقتي مع كل من هب ودب، عمدت أن أرى كيف تحترق لشعورك
لكنني أحترق أضعافك، يؤلمني تجاهلك،  ويجعلني أزداد مرضًا، شعور إنك تراني مثير للشفقة.

أردتُ أن أحصل على هذا، أن تحبني وأرى الشعور يفيض من عينيك،  أن أضغط على نقاط المك وضعفك وأستمتع
أن أراك تتعذب مثلما تعذبت بسببك، كان أمر التقرب منك صعبًا، أمرًا مقززًا وأنا أزرع الافكار برأسي
الأفكار الجيدة عنك، والافكار التي سببت لي غثيان
فقط التفكير بأنني ركضتُ خلفك وتصرفت مثل طفل ملتصق أحمق ميت على قربك ورضاك، يجعلني هذا أود قتل نفسي لأنني أنزلتُ ذاتي إليك.

لكن كُل هذا كان.. كان ماضيًا
وأكتشفُ الآن أنني ماعدتُ أستطيع العودة..

بهذه الست شهور فقط
روحي تتألم بسببك، دموعي لاتتوقف لأجلك
وشيء ما يؤلمني بصدري، حزنًا أو هلعًا لا أدري

لمَ  أصبحت بين يديك،  لمَ سهل جدًا أن تؤثر فيني
وتهشمني،  وتكسرني، وتبعثرني
وأنت مألوف، مألوف جدًا، وهذه الألفة تقتلني وتدفنني
لأنني أكره أن أعترف إنني وقعتُ بالفخ، وبدلاً من الحصول على قلبك، حصلت أنت على قلبي.

أغارُ من علاقتك مع الله، أغار وأنا أرى أن هاتفك ليس فيه أي مواقع تواصل، وأراك تظلُّ تقرأ الأذكار كل يوم
أغار وأنا أراك تُطيل بصلاتك وسجودك، وأغار عندما أستيقظ فجرًا تقرأ القرآن أجدك،  حسدتُك أنتَ مثالي
أنتَ النقي الطاهر، وأنا الملوث.

شعرت إنه يحتاج الكثير والكثير كي أكون مثلك
فأنا لن أصل لرضا والدي، لأنني لا أشبهك
حاولت، حاولت كثيرًا تقليدك،  التزام الصلاة
السير مثلك بثقة، والحديث بهدوء ورزانة، البقاء صامدًا
لم أفلح
لانني بشخصيات ملوثة، لايمكنها أن تصبح أنت.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن