٧١-«خَافِقٌ لايَهدَأ»

414 35 10
                                    

💛


«كلا لن أعـود معه، سيذهب لمفرده حتى أُكمل أجراءات بيع الشركة، ونقل آثاث منزلي للعاصمة، وما أحتاجه، ثم سأتبعه»
كان هذا ضياء الذي يجلس بجانب أدهم، وامامه سرمد، منذ أن وصلا وهما لم يتوقفان عن الاحاديث بلهفة وضحكات رافقتها.

«نزار أتىٰ هنا يركض، ومباشرةً بكى في حضن مروان، يخبره أنه سيفارقه، وإنه لايرغب بذلك، لم أتمكن من تهدأته ولكن أخي مروان ربت عليه قائلاً لاتقلق لاتقلق وإن أخذوك لنهاية الدنيا سأجيء إليك، أندهشت لضحكة نزار حينها وكيف تغير مزاجه ونهضا يتجولان بأريحية»
قال سرمد وضحك ختام كلماته يشاركه ضياء

«منذ أن وصلنا اساسا مزاجه سيئ، وكان معه فؤاد ومنعه ذلك من المجيء مباشرةً لمروان، لذا ربما حينما خرجنا أنا وأدهم وجدها فرصة للمجيء والفضفضة لرفيق روحه مروان»

أبتسم سرمد ثم أخذ كاسة الشاي الفارغة من يد ضياء

«أتود أخرى؟»

«كلا، شربت أربعة يكفي هذا»
أجاب ضياء وضحك حينما نظر لأدهم اثناء صمته
ووجده يحدق بأستنكار، عانقه بقوة والآخر أبتسم.

«ماخطبك صامتًا؟ أم لانك لاتشرب الشاي معنا»
سأله سرمد وغمز يضحكان هو وضياء


تنهد أدهم حينما فك ضياء يداه من حوله

«كلا، لكنني صامتٌ منذ وقت طويل أستمع لثرثرتكما وأتساءل متى ستتوقفان»
نطق بضجر، منذ أن كانا في الطريق لسرمد
وأخبره ضياء إنه لن يتمكن من العودة معه
ومزاجه يزداد سوء.

صمتَ لوهلة سرمد يتبادل نظرات مع ضياء
وحينما ضحك سرمد ضياء لم يفعل وأمسك بيده.

«أتشعُر بألم في رأسك؟»

«كلا، لكنني مُتعب»
أجابه وهو ينظر بعينيه وضياء تنهد.

«أتود العودة لمنزل جدي؟»
سأله بينما يمسح على كف يده
وصمت أدهـم يحدق بأيديهمـا.

«لن تذهبان، العشاء لدي
أنتظركما منذ وقت طويل والآن لن أدع أي منكما يذهب»
قال سرمد وهو يرمي الوسادة خلف أدهم وأردف

«أستلقي لأدلك لك اكتافك وظهرك
ستشعر بالأرتياح وسيزول تعبك»

أستلقى أدهم على بطنه، ويده المكسورة المُجبرة تركها جانبه، بينما تنهد بأرهاق حينما أمتدت كفوف سرمد لكتفيه يضغط عليهما بقوة طفيفة وبأماكن محدودة.

ظلَ ضياء شاردًا لوهلة، ثم نهضَ وجلسَ أمامه، يمسح على وجهه وأدهم فتح عينيه ينظر إليه وأبتسم بأرهاق
يعاود أغلاق عينيه يزفر أنفاسه حينما شعر بالألم مرة أخرى في أنحاء رقبته ومنكبيه.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن