بسم الله الرحمن الرحيم
في تمام الساعة العاشرة صباحا ، جلست " تالا " امام الحاسوب الخاص بها لتنعم بالقليل من الهدوء قبل الذهاب للعمل ، استيقظ " اصيل " منذ قليل و قد غادر المنزل بالفعل ، كانت تتابع الحلقة الجديدة من الانمي المفضل لها ( ون بيس ) و قد قررت أن تشاهدها سريعا ثم تذهب للعمل فورا... تعمل " تالا " ممرضة في أحدي المستشفيات القريبة من الحي الذي تسكن به .. اما " حور " فلازالت طالبه في الصف الأول الثانوي .. و بالنسبه لـ " رحيق " فهي في عامها الاخير من كليه الطب ..و قد أخذت سكنا مع صديقتها لتذاكر جيدا بعيدا عن ضجيج المنزل ..
" اصيل " هو شقيقها الأكبر.. و الذي لم تعرف معني الامان سوي بقربه ، أتم عامه التاسع و العشرون منذ فتره ليست ببعيده... يذهب لعمله صباحا ثم يعود في المساء .. لكنه يخصص عدة أيام للبقاء مع شقيقاته لكي لا يشعرن بالوحده لانشغاله عنهم ..
كانت تظن " تالا " أنها تمكث في الغرفه وحدها .. خصوصا أنها لم تسمع صوت صرير الباب عندما تم فتحه .. لم تكن تدري بتلك العيون التي تراقبها في الخفاء كالمفترس الذي ينتظر أن يهجم علي فريسته
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★
أمام احدي الابواب العتيقة الطراز الموجودة في إحدي المستشفيات .. وقفت " كانزا " و قد تمكن منها القلق كليا ، كانت تطالع الساعة بين الفينة و الأخري بوجل .. تقف بجوارها شقيقتها الكبري و التي صنعت من الاقتضاب وشاحا .. و أخيها الأصغر و الذي لم يكن يعي ما يحدث ، فقط يمسك بيد شقيقتيه كالتائه عله يشعر بالأمان الذي فقده منذ رحلت والدته
خرج الطبيب من الغرفه و قد نزع كمامته الطبيه ، اتجه في رسمية نحو الجالسين ليلقي بما في حوزته من كلمات .. حمحم قائلا :
- انتو ولادها ؟هزت " كانزا " و شقيقتها رأسيهما في قلق .. نطقت " كانزا " بعد أن بللت شفتيها الجافتين بلسانها :
- ماما كويسه يا دكتور صح ؟هز الطبيب رأسه فهدأ قلبها قليلا و هدأت أنفاسها المتسارعة و التي كانت في سباق مع الزمن .. تابع الطبيب قائلا :
- حالتها الطبيه مستقرة نوعا ما ، بس لازم تكونوا معاها و جنبها فتره عشان لو احتاجت اي حاجه .. متقلقوش هي هتخرج النهارده بليل من المستشفيتابع الطبيب بوجه ممتقع :
- انتو ازاي سيبتوها توصل للمرحله دي ؟ واضح أن بقالها فتره تعبانه و محدش كان مهتم بعلاجها .. عموما أنا زي ما قولت هكتبلها علي خروج .. و اتمني تخلوا بالكم منها كويستنفس جميعهم الصعداء بعدما تأكدو أن حالتها جيده ، لكن لم يلبث دقائق حتي انفردت كل منهن تأنب نفسها لاهمالها والدتها
لقد جاء كل منهما علي وجل منذ قليل عندما اتصل بهم أحد الماره في الشوارع يخبرهم بأمر والدتهمflash back
كانت " كانزا " مستلقيه علي فراشها و قد خانتها دموعها كالعادة.. ظلت تفكر كيف احضر هذا الشخص رقم هاتفها ، و لما يريد معرفة عنوان السكن الذي تبقي فيه " رحيق " !
كانت تشعر أن الحزن ينهش روحها بالبطئ ، عيونها ذبلت و هي التي كانت بسمتها لا تفارق وجهها
أصدر هاتفها صوت رنينه فجأه و كان رقم والدتها مدونا علي الشاشة ، إرتشفت القليل من الماء لكي لا تظهر اثار البكاء في صوتها عندما تجيب علي الهاتف
اجابت علي المكالمة لكن قبل أن تنطق هي .. نطق شخص ما علي الطرف الآخر من المكالمه ، كان هذا صوت رجل غريب لا والدتها ، من نبره صوته تتوقع أنه رجل خمسيني .. لم تسمع ما قال بالضبط فقالت باستغراب :
- مين حضرتك ؟ فين ماما ؟
أنت تقرأ
قل مات عمر
Action- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "