part 32 ( عمل في القرية )

1.9K 324 105
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" إني لأنظر في الوجود بأسره
لأرى الوجوه فلا أرى إلاكِ
قالوا و يخلق أربعين شبيهًا !
من أربعينكِ لا أريد سواكِ "
- جميل بثينة

ركض " داوود " خلف ظل الآخر لأكثر من ميل ،لكنه لم يستطع اللحاق به على آخر لحظة ،عاد للكوخ بتروِ و قد كان يتنهد إثر الجري ، بدأ يحتضن اللوحات من جديد علّ تلك الذكريات تطفئ ناره ،ناره التي اشتعلت منذ موت صديقه و لن تنطفئ سوى بموت " مالك " ! ،قضى بضع ساعات في الكوخ علّ ذاك اللص يظهر مرة أخرى و يستطيع الامساك به لكن هذا لم يحدث ،و قد كان قلبه يشعر أن هذا اللص هو شخص يعرفه جيدًا ! ،خرج " داوود " من الكوخ و لم يكن يرى تلك العيون التي تراقبه عن كثب من خلف الأشجار و تنتظر رحيله كي ترتاح
أغلق الباب خلفه و رحل بينما يعتصر قلبه ألمًا.. كان ذلك الضجيج في رأسه كفيلًا بأن يفتك به ! لم يعد للمنزل فعليًا لكنه ذهب إلى منزل شخص ما عزيز عليه .. منزل " مالك " !
كان الحراس حوله كثيرون ،ظنّ " مالك " أن هؤلاء الاجسام الضخمة تستطيع حمايته ! منذ آخر مرة التقيا فيها عندما كبله و قام بضربه .. و " مالك " أصبح يخاف كثيرًا هذه الأيام ! ياللخسارة كان يود عدوًا قويًا لا ينكسر بسهولة كي تكون الأمور أكثر متعة .
انتهى من تفكيره ثم بدأ يفكر في خطة جدية ليبعد اولائك الحراس و يستطيع الدخول الى المنزل لـ " مالك " مجددًا ،فتلك المرة التي ضربه فيها لم تشفِ غليله .. و حتى لو كانت ألف مرة يضربه فيها ! فلن يشفِ شئ ما غليله سوى موته

قرر العودة للمنزل الآن ثم التفكير في أمر " مالك " بتروِ في وقت لاحق

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

دلف للمنزل يتنهد بقلق .. نظر خلفه فلم يجد أحدًا ،حمد ربه في نفسه ثم أغلق الباب و قد ازدادت الطمأنينة في قلبه بشكل جيد ،كان علي وشك الامساك به !
كيف فكر في زيارة الكوخ اليوم .. و هو يعلم أن " داوود " خرج من السجن و سيذهب الى هناك بالطبع !
كان شئ ما يدعوه لأن ينزع القناع و يظهر أمام ' داوود " بهيئته .. و يخبره أنه لازال علي قيد الحياة ! و أنه لم يمت كما يعلم
لكنه خشي أن لا يسامحه ،أو أن يقطع التعامل بينهما أو الصداقة تمامًا
لكن هذا يعد جبنًا ،لأنه سيُجبر يومًا ما علي قول الحقيقة ! الحقيقة التي يتهرب منها حتي الان و يرفض مشاركتها مع صديقه المقرب ،كم هو صديق غير وفي أمام نفسه

_هتفضل واقف كدة كتير ؟
كانت هذه جملة " معتصم '' الغاضبة وقد كان ينظر إليه بعدما أدرك من قناعه أنه عاد من الخارج للتو ،قال " عمر " بينما يبعد الوشاح :
- لا أنا داخل أنام اهو

سأل " معتصم " ليقطع طريقه :
- قولتله ؟ روحتله البيت ؟ كنت فين ؟

قال " عمر " بحزن :
- اهدى .. أنا كنت رايح البيت اللي على البحيرة بس لقيته هناك ،متخفش معرفش حاجة جريت قبل ما يشوفني

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن