بسم الله الرحمن الرحيم
" تعاقبنا الحياه علي اشياء ليس لنا ذنب فيها .. و تسلب منا احباءا كانوا جزءا من الروح فينا "
- اروي مدحت" بعد مرور شهر من الأحداث "
تحت ستار الليل بينما الجميع نيام، قلوب شريرة تخطط لإيذاء الأبرياء، و قلوب بريئة تخطط للإنتقام
يمشي فيس الشارع وحيدا عائدا من تلك المحاضرة التي انتهت في وقت متأخر، بالنسبة لسكان المدينة فإن هذا الوقت ليس متأخرا كثيرا
أما لسكان القري فإنه بعد صلاة العشاء تقريبا يخلد كل من في القرية للنوم ليعم السكون في الانحاء
و ينتشر الهدوء في المكان و يبدأ في بث الطمأنينة، برغم أن هذا الهدوء يقطعه صوت صراصير الليل الخضراء و اصوات العشب المتحركة بفعل الرياح
قطع مسافة ليست بقليلة سيرا علي قدمه، اليوم تشاجر مع " داوود " لسبب تافه
لم يكن يود أن ينتهي النقاش بينهما اليوم لكن " داوود" أنهاه فعلا برحيله
كانا قد خططا صباح اليوم أن يعودا سيرا علي الاقدام لذا ترك كل منهم سيارته
لكن بعد الشجار اضطر كل منهم علي العودة وحيدا
صدر صوت من هاتفه ينذر بوصول رسالة جديدة .. فتحها فورا علها تكون من " داوود " فإذا به يجدها من ذلك الحصير الذي كان يرسل له منذ فترة
وقف في موضعه و كان في أوج غضبه، ارسل رسالة انهي بها كل شئ و قد قال فيها " أنا صبرت عليك كتير يمكن ربنا يهديك و تعقل، بس واضح انك مش حابب غير الطريقة اللي هتصرف بيها ايا كنت مين "
اغلق الهاتف و تابع طريقه بغضب.. مر صدفةً من جوار منزل و اذا بشخص يسحبه للداخل رغما عنه، وصل إلي غرفة في الطابق الارضي و قد كان يحكم القبض علي " عمر "، حاول إعطاءه ابره في عنقه لكنه لم يفلح حيث ركله " عمر " في قدمه ركلة قوية سقط علي إثرها ثم قام بنزع القناع عن وجهه سريعا
وقف " عمر " متسمرا في موضعه عندما وجد أنه " مالك "، " مالك " الذي خرج من السجن منذ ايام قليلة ! ماذا يفعل الان ؟ يريد قتله !
تركه " عمر " و رحل سريعا و قد ظن أن كل شئ انتهي بكشفه لخطة " مالك "
لكنه بعد أن خطي اغلب الطريق شعر بثقل قوي في جسده .. ثم لم يشعر بشئ آخر عدا تلك العينين التي رآهما قبل أن يغمض عينيه .. كانتا عيني " مالك "*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*
وقف " داوود " في شرفته بقلب قلق، إنه يرسل العديد من الرسائل لـ" عمر " منذ حوالي ساعة لكنه لا يجيب.. و من عادات " عمر " أنه يرد علي الرسائل الواردة متي استطاع ..
شعر " داوود " أن هناك شيئا خاطئا في الأمر لكنه سرعان ما استبعد هذه الفكرة قائلا :
- اكيد بيعمل كده عشان يخضني عليه، والله لو طلع ليعمل كدة عشان يخضني عليه ما هعديهالهوضع " داوود " الهاتف جانبا و قرر أن يري هذا الأمر بعد ساعة .. فإن مر ساعة اخري و " عمر " لم يجيب إذا هناك خطب ما و هو سيذهب لرؤية هذا الخطب
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*
وصل " مالك " الغرفة بعدما تأكد أن لا أحد يراه .. كان يشعر بالتوتر لأن هذا ليس من الحسبان، و كان من المفترض ألا يري " عمر " وجهه، هكذا بالطبع تأكد من كل شئ.. و أنه من كان يهدده.. نظر إلي " عمر " المُلقي أمامه ثم شعر بالتوتر الشديد مرة اخري
فتح " عمر " عينه بعد لحظات ثم أخذ بضع ثواني لإستيعاب ما حوله، كانت الرؤية مشوشة في البداية و هناك خيالات تمشي حوله
قال بتعب شديد لـ" مالك " دون أن يستطيع النهوض من الأرض :
- اقسم بالله.. اللي بتعمله ..ده ..حسابه تقيل اوي
أنت تقرأ
قل مات عمر
Action- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "