part 28 ( اول لقاء )

2K 286 155
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" أحدهم يحفظ كلماتك التي تظن أنها ليست مهمة، و يحب صوتك الذي تكرهه "
- شارلي شابلن

عادت " حور " للخلف بذعر ما إن رأته و قد تمسكت في ذراع " لبني " .. سألت " لبني " بصوت هامس ملئ بالقلق :
- مين ده تعرفيه؟

حثتها " حور " علي التراجع فورًا دون أن تتحدث و سلكتا طريق آخر، مرت دقائق لم تتحدث فيها إحداهما .. نطقت " لبنى " علي الفور:
- فيه اي يا حور مين اللي كان هناك ده ؟

تنهدت " حور " بحزن ثم قالت :
- معرفش .. واحد شكله قلقني بس

قالت " لبنى " بغير تصديق :
- بجد ؟ حسيت انك عارفاه

قالت " حور " بارتباك :
- يعني هكدب يعني يا لبنى قولت معرفهوش

هزّت " لبنى " رأسها بغير اهتمام و انتهى الحديث بعدها

              *★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

أشرق صباح يوم جديد، سعيد للبعض و تعيس للبعض الآخر، كان الجو ملبدًا بالغيوم، الأرض تضيف لونها الاخضر لهذه اللوحة الجميلة من صنع الخالق لتجعلها أكثر جمالًا
اليوم تم أخذ " داوود " الى النيابة العامة ليمتثل أمام القاضي، و يُرى إن كان يستحق حريته أم سيمكث في الزنزانة بقية حياته ! أو ربما يموت شنقًا
بالنسبة له فكل الأدلة كانت في صفه، لكنه يخشى أن يكون له قدر آخر أو أن يتلاعب أحدهم بالاوراق و لا تُثبت برائته
نظر " داوود " للقاضي و رأسه ملئ بالضجيج، كانت الأصوات تتداخل في المحكمة و هو لا يعي ما مصيره بعد، حاول تجميع ما بقي له من تركيز و من ثم بدأ يستمع للمحامِ الخاص به، كان يلقي بالأدلة التي سمعها من " معتصم " أمس ..
نطق المحامِ لينتشر صوته في الارجاء :
- عندما تم فحص هاتف موكلي بعد القبض عليه في موقع الحادثة، وجدنا أن هناك رسالة محذوفة بينه و بين المجني عليه المدعو " عمر "، و قد تم إرسال الرسالة في تمام الساعة الرابعة و خمس دقائق، أي بعدما حدثت الجريمة بخمس دقائق كاملة، حيث أثبت تقرير الطب الشرعي وفاة الجثة في تمام الساعة الرابعة و هذا التقرير يثبت صحة حديثي

وضع تقريرًا أمام القاضي ثم عاد يتحدث بصوته الخشن :
- أي أن المرسل لم يكن المجني عليه، و هذا يثبت وجود طرفًا ثالثًا في الجريمة، كما أثبتت شهادات بعض السكان مثل الخباز " محمد اسماعيل رضا " أن دخول موكلي للمنزل المهجور و الذي حدثت فيه كافة الملابسات كان في تمام الساعة الرابعة و الثلث .. اي بعدما أُرسلت الرسالة بثلث ساعة ! و هذا يدل أن الجريمة كانت فخًا مدبرًا لموكلي

هتف الدفاع في نفس اللحظة مجيبًا علي المحامي :
- لكن المتهم كان يمسك بسكين حاد عندما أمسكته الشرطة متلبسًا في جريمة القتل، و قد أثبت الطب الشرعي أيضًا أن جروح المقتول كانت بنفس السكين .. ما الرد علي هذا ؟

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن