part 21 ( اختُطِفت )

1.9K 303 49
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لا السيف يفعل بي ما انت فاعلة.. ولا لقاء عدوي مثل لقياك
لو بات سهم من الأعداء في كبدي.. ما نال مني ما نالته عيناك "
- ابو الطيب المتنبي

كانت الرؤية ضبابية بشدة ،تحول الجو من مشهده الصافي الجميل الي مشهد دموي تعيس ،كل شئ قد تغير في لحظة ،تغير لون العالم و الأشخاص قد اختفوا ،كل شئ قد تحول لألوان غير ألوانه الأصلية و كأن العالم ينذره بما كان يتوقعه و بما كان يطارده من طفولته و حتي الآن
نظر أمامه لوالده الذي يقود السيارة ,فكر قليلا.. والده لم يكن موجودا قبل قليل !
نظر له مرة أخري ليجد انها والدته تجلس محل والده الذي كان قبل قليل ،ما الذي يحدث بالضبط ! كانت تنظر له بعتاب ،بعيون معاتبة و حزينة ،سألها مرارا و تكرارا ما الأمر لكنها لم تجب ،اكتفت فقط بنظراتها المعاتبة تلك ثم تحول وجهها الي شخص آخر ،كان " عمر " ! كان اخر شخص يتوقع وجوده الان
نظر له الاخر بحزن شديد بدوره لكنه نطق عكس والدته حيث قال :
- مفروض كنت تسيبني ..معتصم انت ..انت غلطان

انهي " عمر " جملته ثم أمسك " معتصم " من عنقه و بدأ يخنقه بقوة ،لحظات من الالم مرت عليه حتي استيقظ " معتصم " اخيرا في هذه اللحظة من الكابوس يشهق بذعر
تزامن مع استيقاظه صوت طرق علي الباب ،قال بصوت مجهد و قد بدأ في السعال بشدة :
- ادخل !

كان السجان و قد احضر " داوود " كما أمر " معتصم " قبل قليل ،لقد أمر بجلب " داوود " و من ثم غفي بلا قصد و قد راوده ذاك الكابوس المزعج ،هز رأسه ليسمح لـ " داوود " بالدخول .. دلف " داوود " للغرفة فأغلق السجان الباب و خرج ،تنهد " معتصم " و قد شعر أن حلقه آلمه من شدة السعال
مثل " داوود" أمامه و كان ينظر للحائط ببرود شديد ،قلبه أصبح باردا أكثر من ذي قبل بعد موت " عمر " ،حتي الان لا يصدق ما حدث ، حتي الآن لا يصدق أن هذا حقيقة واقعية عليه التعايش معها ، قطع شروده صوت نهوض " معتصم " و الذي دار حوله قليلا ببطئ ،نطق " داوود " ساخرا ليوقف تحرك " معتصم " :
- يعني من ساعة ما جيت امال تلفوا حواليا .. هو أنا مهم اوي كده ؟

قال " معتصم " ساخرا و قد حاول ألا يتم استفزازه من ذلك الوعد في ظنه :
- انت تعرف إن كان زمانك ميت دلوقتي قبل بكره لو كانت الأدلة اللي جاتلي دى مجاتش ؟

تنهد ثم تابع :
- أنا عارف ان مش انت اللي قتلت عمر

سقطت هذه الجملة علي مسامع " داوود " و كانت آخر شئ يتوقع سماعه من " معتصم " .. تعجب " داوود " كثيرا ،بل ظهرت تعابير الاندهاش علي وجهه جلية ،قال مردفا بسخرية :
- افرجتوا عني يعني ولا اي

تحدث '' معتصم " مبتسما و كأن هذا الجزء من الحديث يعجبه :
- مش بالظبط

استغرب " داوود ' ابتسامة " معتصم ".. كان يظن أنه يود قتله حقا ،قطع شروده قول " معتصم " متابعا :
- مالك اللي قتله و انت بقي اللي هتقولي ازاي

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن