بسم الله الرحمن الرحيم
" و سقط بين يدي اليأس.. في وقت كان الامل يعده بالبقاء "
الجو يعصف بالخارج حتي كاد يعتقد أنها تمطر جمرا لا ماء ، تلك الأصوات تخترق أذنه بفظاظه غير مقدرة الحالة التي وصل إليها من تعب ، كل رحل الي منزله تجنبا الأمطار و الرعد و البرق .. بينما هو ملقي علي الارض غير قادر علي الحراك ، يعي ما يحدث حوله بصعوبة بعدما فقد وعيه لعدة ساعات .. فقد مرت عدة ساعات منذ رحيل " مالك " ذلك الحقير الذي يمقته بشدة ،،
لكنه مازال في موضعه غير قادر علي الحديث مع أحدهم حتي .. ولا احد يعلم بمكانه اساسا ،،
حرك يده بصعوبة بالغه و قد شعر أن ثقل العالم كله تجمع فيها في تلك اللحظه ، ثواني حتي طلب رقم " عمر " و قد أجابه بالفعل و لم يأخذ هذا منه وقتا .. لاحظ " عمر " أن صوته متقطع و متعب.. كأن أحدهم قد امسك سكينا و لعب في احباله الصوتية ! لا مبالغة في ذلك الوصف الذي وصفه عقل " عمر " فتلك النبرة المجروحة قد سمعها من قبل ، و يعرفها جيدا
أخبره " داوود " أنه الآن في المركز فجاء الاخر ركضا.. لم تمر سوي عشر دقائق كان قد ارتدي فيهما سترة صوفيه و أمسك بمظلته و انطلق ركضا نحو المركز غير آبه بالامطار و التقلبات الجوية التي تحدث من حوله
و لحسن حظه أن والده لم يكن موجودا بالمنزل .. بل كان في الجامعة ينهي العديد من أوراق الطلاب الذين ينوي جعلهم راسبون ، و هذا في مصلحته بالفعل .. فإن كان هنا لم يكن ليسمح له بالخروج في ظروف كهذه ، و لأجل شخص مكروه بالنسبه له مثل " داوود "
كان الباب مفتوحا .. وقعت عينا " عمر " علي تلك الأوراق المبعثره و الاجهزه التالفة .. حتي الارائك الطبية لم تسلم منهم ، فهناك من مزقها بسكين .. القي نظره في المكان عل عيناه تقع علي الشخص المراد.. وصل إلي غرفة علاج الاطفال ليجده ملقي في حاله يرثي لها ، الدماء تسيل بغزارة من جرح في قدمه اليسري ، يداه قد ملئت بالندوب و الجروح .. وجهه به بقعه زرقاء كبيرة دلت علي أن أحدهم أعطاه ضربة قوية فيها ، جلس بجواره يسأله و قد كسي الوجل نبرته بشدة :
- فيه اي ؟؟؟ اي اللي حصل يا داوود بظبط مين عمل فيك كده ؟حاول الاخر التماسك قائلا بصوت متعب و متقطع :
- مش مهم .. دلوقتي .. مفاتيح عربيتي .. في جيبي .. العربية عند... عند بيتنا .. هاتها و تعالا .. بسرعةقال " عمر " بحزن :
- متتكلمش عشان ما تتعبش يا داوود من فضلك .. عاوز تروح فين بس؟ .. تعالا اسندك نروح المستشفي دي الاولكان " عمر " سينهض ليسنده بالفعل لولا صوت الاخر المعترض قائلا :
- مش هروح .. المستشفي دي .. هات المفاتيح نروح واحده تانية .. برة القريةحاول " عمر " الاعتراض فأتاه صوت '' داوود " مردفا :
- عمر .. اسمع كلامي عشان خاطريتنهد الاخر بقلق ثم أخذ المفاتيح بالفعل و عاد ليحضر السياره ، كان يظن الأمر سهلا حتي عندما وضع بها المفاتيح و أصدرت صوتا... خرجت والدة " داوود " و السعاده تملأ وجهها.. و ما إن رأت عمر حتي إصابتها الخيبة من جديد .. قالت بوجل :
- داوود فين يعمر أنا فكرتك هو
أنت تقرأ
قل مات عمر
Acción- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "