part 16 ( يعقوب )

2.3K 314 79
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" عندما يصبح البحر ساكنا يصبح الجميع بحارة ماهرين"
- ويليم شكسبير

وصل " معتصم " الي السجن و فورا التقطت أذنه صوت تلك الجلبة التي انطلقت، دخل صارخا بالسجانين :
- اي فيه اي ! مش عارفين تهدوا الصوت ده ! اي اللي حصل

أدي أحد السجانين التحية العسكرية له ثم قال بقلق :
- حاولنا نهديهم يا فندم و السجان وائل اتصاب، حاولنا نسيطر عليهم معرفناش و فقفلنا الزنزانة عليهم و سيبناهم

اخرج " معتصم " مسدسه و أطلق رصاصتين في الهواء ليصمت الجميع فورا بعدها .. صرخ فيهم قائلا :
- فيه اي يا همج ! كل واحد منكم في زنزانة منفصلة و اللي هيترحل ع النيابة هو اللي يفضل، نفس تاني و هقتل واحد فيكم النهاردة و يبقي مات عشان اعترض طريق ظابط أثناء تأدية عمله، و اظن محدش هيعملي حاجة بقي !

اهتز صوته الغليظ في الارجاء قلم يجرؤ أحدهم علي التحدث من بعده، فتح الزنزانه و دلف ليري ما كان مصدر تلك الجلبة، وجد " مالك " ملقي علي الارض و قد كان ذراعه ملطخا بالدماء ووجهه ملئ بالعديد من الجروح شبه العميقة، و بعيدا عنه جلس سجين ضخم الجثة لكنه لم يكن مجروحا بشكل كبير مثل " مالك " بل يبدو أنه من كان الطرف المنتصر في الشجار الذي حدث قبل قليل، القي أوامره قائلا بحزم :
- مالك يتحط في التخشيبة لحد ما يترحل و هاتوله دكتور من اي داهية ، قاسم يتحط في زنزانة انفرادي لحد ما يخلص مدته .. ١٠ دقائق يكون ده اتنفذ و ابقي اسمع اي صوت بقي جاي من هنا

خرج سريعا بعدما انصرف السجانين ينفذون ما أمر ثم دخل مكتبه الجديد، كان هناك ذكريات قديمة تلاحقه، نفس الذكريات التي يتذكرها منذ توفت والدته، لكنها هذه الأيام تزوره بشكل مبالغ فيه
احداث ذلك اليوم تُعاد علي ذاكرته مرارا و تكرارا، كل جملة قيلت و كل حدث حدث يومها، كل ذكري سيئة انتهت يومها لازالت عالقة في روحه، نسي الجميع و لم و لن ينسي هو، حاول العديد من المرات في نسيان ذلك و لم يفلح
ظل ممسكا برأسه في غضب كأنه يأمر تلك الذكريات بالرحيل لكنها أبت أن تطيعه
في يوم تلك الحادثه الأليمة كان قد تشاجر مع والدته في الصباح قبل النزهة، لكنها لم تذكر شيئا عن هذا الشجار أمام الجميع، لكن نظراتها الحزينة التي كانت توجه له يومها و الذي حاول تجاهلها لم تذهب عن عقله قط
ذلك العناد الذي يحكم الغلق عليه، لو أنه لا يتذكر تلك النظرات الحزينة و المعاتبة لربما ذهبت تلك الذكريات عنه كما ذهبت عن " رائف " شقيقه
قطع تفكيره الأليم ذلك صوت الاقدام التي مرت بجوار المكتب، كان هذا موعد إحالة " مالك " الي التحقيق
حمد الله أن هذا قاطع تفكيره .. خرج ليعود الي " رائف " و يسمع منه بقية القضية، لكنه قرر الاتصال به بدلا من الوقت الذي سيقضيه في العودة للمنزل

اتصل به عدة مرات عله يجيب، ار منه أن يرسل له التفاصيل و الأدلة لكنه كعادته لم يجب

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن