part 34 ( لكَ إرث من الراحلين )

1.9K 310 100
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" صدى صوتكِ لا يزال معلقًا في أذناي
عيناك صورة محفورة بداخل عقلي
ويل لهذا القلب الذي أحبكِ و لم يزدني هذا الا ضررًا
أين أنتِ اليوم ؟ أذهبتِ للأبد ؟
أنتهت كل القصائد بموتكِ ؟
أبهذه السهولة تتركيني أمام هذا العالم بمفردي !
ليت الموت لم يسلبكِ مني .. ياليتني لم أعرفكِ من البداية كي لا تكون هذه هي النتائج "

- اروى مدحت علي

*★*★*★*★*

أفاق " معتصم " بصعوبة ثم أخد يستوعب ما حوله، نظر إلى الأشياء و الأجهزة و الأسرة فوجد أنه في غرفة مشفى، كانت الرؤية ضبابية في البداية لكنه استطاع استجماع قواه بصعوبة و نظر مجددًا بتعمق
و على امتداد بصره كانت تقف إحدى الممرضات تبدل عبوة الجلوكوز لمريض آخر بعيد عنه .. و لوهلة لم تنتبه أنه أفاق لذا لم تأتِ
كان " معتصم " يشعر بالعطش الشديد بينما لم يكن قادرًا على الحراك، حاول النهوض عدة مرات و لم يستطع لذا نادى على الممرضة بصوت ضعيف حاول تقويته قدر الإمكان لكنها لم تسمعه .. نادى مجددًا فلم تسمعه أيضًة .. نادى للمرة الثالثة فسمعت أنينًا بسيطًا من خلفها.. نظرت خلفها فلم تنتبه له .. لذا تابعت العمل و ظنت انها تتوهم و أن هذا الأنين هو تخيلات و ليس حقيقة، ظن " معتصم " أنها تجاهلته عمدًا لذا استجمع قواه و نهض بصعوبة بالغة ثم جلس على السرير.. قال بصوت خشن حاول استجماعه :
- انتي ما بتسمعيش !

انتبهت له فجاءت ركضًا بينما تقول لتحاول تهدأته كي لا يعود له الألم مضاعفًا :
- اهدا حضرتك .. قومت ليه بس و انت تعبان هتتعب اكتر

أجابها بغضب مضاعف :
- قومت عشان انتي مش شايفة شغلك كويس و مطنشاني .. بكلمك من بدري و عطشان و مش بتردي !

قالت " تالا " بصوت حزين إثر غضبه الذي كان بلا سبب مقنع :
- أنا ما سمعتش حضرتك والله .. حالاً هجيبلك كوباية ماية

كانت ستخرج لكن دلف والده في ذات الوقت إلى الغرفة و سمعه يصرخ في الممرضة .. قال " عزت " بأسف :
- اتفضلي طيب انتي و انا جايبله كل حاجة .. أنا آسف نيابة عنه اتفضلي

خرجت " تالا " من الغرفة سريعًا و كأنها كانت تتمنى ذلك منذ البداية فنطق والده بلوم فور خروجها :
- مالك يمعتصم إهدا .. اهي المية اهي

قال '' معتصم " بينما يلتقط من والده زجاجة المياه :
- معلش يا بابا اتعصبت شوية.. مكنتش اقصد بس كنت تعبان جدًا و هي مش مركزة و..

تنهد والده قائلًا :
- الف سلامة عليك .. عموما مكنش ليه لازمة ابدا تكلمها بالشكل ده .. هي مش من العبيد يمعتصم ..

تنهد " عزت " ثم تابع :
-منهم لله اللي كانوا السبب في اللي حاصلك ده

عاد الغضب لـ " معتصم '' الذي قال :
- والله لاوريهم ! شوية مطاريد يضربوني بالرصاص ! حسابهم معايا بقى عسير

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن