part 39 ( ربما مات )

1.8K 324 87
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" و إني أراكِ بقرب عيني جنة
يا من بقربك مر الحياة يطيب

و أرى الحياة بدون وصلك مرة
و أرى جروحي ما لهن طبيب

و أرى الغروب إذا التقينا متعة
و أرى الشروق لدى الفراق غروب "

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

سألت " رحيق " بينما تفتح الباب و قد تملك منها الاستغراب كثيرًا من ذلك الصوت الذي لم تتوقعه إطلاقًا :
- الله!؟ كانزا؟! اي اللي جابك و عرفتي المكان ازاي؟!

دلفت " كانزا " بلا استئذان قائلة بنبرة إعتذار :
- معلش دخلت من غير استئذان بس عاوزة اتكلم معاكي ضروري

قالت " رحيق " بحنق بعدما نظرت إلى " كانزا " :
- نعم؟ قولي اللي عاوزاه بسرعة عشان ورايا شغل

اتخذت " كانزا " أحد المقاعد لتستريح قليلا.. قالت مشيرة إلى المقعد الاخر :
- اقعدي بس

جلست " رحيق " مقابلة إياها و بدأت تستمع، كان جزء منها ينفر بشدة من " كانزا " التي كانت سببًا في تأخر الحقيقة عن أخيها عندما خافت و عادت لمنزلها دون أن تخبر أشقائها بأمر اختطافها.. و التي لم تتحدث معها منذ ما يقارب تسعة أشهر منذ الخطف!.. بينما كان جزء آخر يحن للماضي.. إلى تلك الذكريات التي كانت دومًا تطردها بعنف من رأسها.. ذكريات الصداقة بينهما.. لطالما لم تثق " رحيق " بصديقة.. و كانت تحاول أن تبقى بعيدة عن الأنظار دومًا و أن لا تختلط بالناس خشية من الخذلان.. إلا أن " كانزا " استطاعت محو تلك الأفكار عن رأسها دون مجهود يذكر!

قالت " كانزا " و قد سقطت دمعة من عينها بينما تربت على " رحيق " :
- أنا اسفة

أبعدت " رحيق " يدها قائلة بعنف :
- على إي؟! مين قال إني زعلانة أصلا؟! بتعتذري ليه؟! احنا مش أكتر من مجرد زميلات في السكن.. بعد ما الجامعة خلصت مفروض ما نعرفش عن بعض حاجة

قاطعتها " كانزا " قائلة باعتراض :
- بس انا اعتبرتك أكثر من كدة يرحيق.. انتي كنتي أكتر من زميلة ليا.. انتي كنتي زي اختى حنان بالظبط!

قالت " رحيق " بغضب محاولة منها أن تنهي الحديث :
- طب عاوزة إي دلوقتي؟

مسحت " كانزا " جبينها المتعرق بأحد المناديل ثم قالت :
- انتي عارفة إني مكنتش أقصد اني اسيبك مخطوفة.. و انا لحد دلوقتي معرفش انتي أنقذوكي ازاي.. بس بحمد ربنا على ده بجد.. انا معرفش اي اللي خلاني أعمل كدة بس بجد خوفت جدا.. معلش

أبعدت " رحيق " يدها و نطقت بغيظ :
- طيب امشي لو سمحتي

قالت " كانزا " في محاولة منها بتوضيح الأمور :
- على فكرة.. أنا لحد دلوقتي اللي اسمه يونس ده معرفش بيجيب صوري ازاي.. و غالبا مهكر تيليفوني.. أنا شكيت في ده زمان بل و اتأكدت من كدة لكن استبعدت الفكرة لفترة و معرفش ليه.. لكن دلوقتي عاوزة اتاكد.. هو السبب أنه يفرق ما بيننا.. عشان هو اللي كان بيبعتلي اقول على مكانك و انا مكنتش بقول.. ممكن تسامحيني و تقوليلي اعرف ازاي هو مهكر فوني ولا لا و انا بجد مش هعمل كدة تاني؟!

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن