بسم الله الرحمن الرحيم
أيام مرت على الجميع بلا أخبار جديدة تذكر، عدا قراءة فاتحة " عمر " التي تمت في سرية دون علم أحد سوى المقربون فقط
اعتدل " معتصم " في جلسته باستغراب عندما دخل " رائف " الغرفة، نظرات باردة علت وجهه قبل أن يجلس على طرف السرير
إحساس سئ أصابه، ثمة شئ ما سئ سيحدث، هكذا شعر " معتصم " في رأسه، لكنه حاول أن يبعد تلك الأفكار عن رأسه فورًا كي لا يلحظ " رائف "
- مالك؟
قالها " معتصم " بوجوم لشقيقه الجالس أمامه، نطق " رائف " متنهدًا و قد استلقى للخلف بجسده لينام على السرير :
- مليش.. عمر كان عاوزني اطلع معاه نجيب شوية حاجات عشان بيوضب البيت بتاعه.. و لأن داوود طالع النهاردة مع مراته فهو كان عاوز حد يطلع معاهرفع " معتصم " إحدى حاجبيه بمعنى - تابع -، فقال " رائف " بضيق :
- مفيش بقى.. كنت عاوز اقولك تروح انت أنا مش عاوز اخرجخابت آمال " معتصم " كلها، كان يظن أن شقيقه سيأتي و يعتذر له عن تلك الوقاحة التي تحدث بها عندما سأله عن الندبة في وجهه.. لكن لا! يبقى " رائف " كما هو ! لن يغير من طباعه الباردة يومًا! و لن يخرج أعصابه من الثلاجة أبدًا!
نطق " معتصم " بعدما أعاد نظره للاوراق أمامه باهتمام و قد آثر إخفاء ضيقه :
- لا.. قالك انت يبقى تروح انت.. عندي قضية مهمةقال " رائف " باعتراض :
- طب ما أنا كمان عندي شغل مهم! فيه شركة عارضة عليا فلوس كويسة و ده عرض ما يترفضش!قال " معتصم " :
- بس ده عمر! قريبك اهم! بعدين هو طلب منك انتقال " رائف " بسخرية بينما نهض ليرحل :
- على أساس أنه قريبي لوحدي! بعدين ماشي.. اصلا محدش بيلاقيك في وقت ضيق!أشار " معتصم " بيديه بينما يقول :
- يعم اتوكس! اهو ع الاقل بتشوفوا وشي.. إنما انت محدش بيشوف وشك اصلا!خرج " رائف " من الغرفة و ذهب ليتجهز ليخرج مع " عمر "
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*
جلس يتقلب في موضعه و الغيظ يملؤه، كان يود قتل الجميع بما فيهم هي، هي التي امتلكت قلبه مذ رآها، و صدمته برفضها له، كان يجب عليها الرضوخ و القبول به!
الآن، هي زوجه أحد. آخر، حتى آخر لحظة كان يتمنى إفساد هذه العلاقة، لكن ما لم يكن يعلمه أن هذه العلاقة التي بينها و بين " داوود " كانت يومًا بعد يوم تزداد قوة لا ضعفًا!
تنهد بألم، لم يكن ينوي قتلها لكن هي من تسببت في هذا، هي من ستتسبب في موتها و موت " داوود "، هي السبب في كل شئ.. لولا عنادها لما وصلت الأمور لهذا الحد!
افترق عن شقيقه بسببها، بل و خسر ثقته، و عذبه و أعطاه المخدرات!
كل هذا كي لا يهرب منه.. و كل هذا أيصًا لأنه أحبها.. !
أنت تقرأ
قل مات عمر
Action- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "