بسم الله الرحمن الرحيم
من المعروف أن الصرامة و السكينه لا تجتمعان في مكان واحد بالتأكيد .. لكن بالنسبه لـ " اصيل " و صديقه فقد خالفا تلك القاعده
انهي اصيل تسجيل دبلجة الحلقة الاولي من المسلسل الجديد .. كانت حنجرته تؤلمه كثيرا بسبب التحدث المستمر .. لم يأخذ قسطا من الراحه سوي الان برغم أن الحلقة كانت طويلة للغاية .. قرر الاستراحه قليلا قبل البدء في تسجيل دبلجة حلقه اخري
جلس علي الأريكة يحتسي كوبا مثلجا من الماء ، ثم ظل يعبث بالهاتف قليلا من الوقت حتي شعر بتحسن ملحوظ .. ناداه " سامي " صديقه ليتابعا العمل .. حقا بالنظر الي سامي .. ذاك الصلب الذي لا يستريح ! أولي أولوياته بالحياه هو العمل .. عمل عمل عمل .. طوال اليوم ! فتره استراحته تكون دقيقه علي الاكثر ! كما أنه صارم للغايه .. ليس من النوع اللين .. و هذا ما لم يعرف اصيل سببه بعد .. علي كل حال انهما اصدقاء منذ أكثر من عامين
وقف " اصيل " منتصبا في الغرفه يسجل ما دون في الورقة التي بيده بصوت رائع .. لكن ما إن بدأ و اندمج مع الاحداث بينما يرتدي سماعات و ينظر للشاشه التي أمامه و التي تعرض المسلسل غير المدبلج .. حتي لاحظ جلبة من قادمه من الغرفة المجاورة .. بالتحديد الغرفة الموجود بها " سامي " .. من طباع " سامي " أيضا أنه لا يحب المشاكل برغم صرامته و صلابته الشديدة .. إلا أنه صبور ولا يتشاجر مع أحد إلا إذا وصل غضبه ذروته
نظر " اصيل " من الزجاج الموجود في غرفة التسجيل و الذي يفصل بين الغرفتين بعدما ترك السماعات و الورق علي الطاولة ، ليجد أن شابا يتشاجر مع " سامي " و أحد العاملين بالمكان.. و يبدو أن ذلك الشاب يريد الدخول لكنهم منعوه بالقوة .. خرج بقلق تاركا التسجيل و المسلسل ليري ما يحدث و ماذا يريد هذا الشخص بالضبط .. ليتفاجئ أنه ينادي بإسمه في كل جملة !قال " اصيل " مستفهما و قد بدأ يمسح حبيبات العرق الناتجه عن الجهد المكثف الذي بذله :
- فيه اي هو حضرتك تعرفني ؟ امال تقول ( فين اصيل ؟ هاتولي اصيل.. ) أنا أصيل اتفضل ؟قال الشاب و قد حاول تمالك أعصابه :
- ما كنت تطلع من الاول بدال ما سبت الزفت ده يستفزني !كان يقصد بحديثه " سامي " و الذي يقوم بمنتجه الحلقات
لم يمهله " سامي " وقتا حيث لكمه لكمة قويه في وجهه سقط أرضا علي أثرها و قد سببت نزيفا في فمه .. لكنه نهض فجاه محاولا الامساك ب " سامي " مره اخري ليلكمه .. لكنه لم يستطع الوصول إليه بعدما وقف " اصيل " محاولا الفصل بينهما و قال ليهدئ من حرارة الموقف :
- اهدا يا استاذ و تعالا نتكلم.. فيه اي محصلش كل حاجه للي بتعمله ده .. فيه اي و جاي مكان شغل ليه ؟نظر الاخر بغضب نحو " سامي " و عينيه ينبعث منهما الشراره .. ظل صامتا لعده ثواني و هناك حرب نظرات شرسه بينه و بين " سامي " .. حتي نطق بعد صمت موجها حديثه لـ " اصيل " :
- أنا هسكت المره دي عشانك انت .. بس المره الجاية مش هسكت
أنت تقرأ
قل مات عمر
Aksi- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "