part 26 ( صديق قديم يدعى رائف )

1.8K 282 161
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لماذا أراكَ علي كل شئ ؟
كأنكِ في الأرض كل البشر !
كأنكِ دربٌ بغير إنتهاءٍ
و أني خلقت لهذا السفر !
إذا كنت أهرب منكِ إليكِ
فقولي بربك أين المفر ؟ "
- فاروق جويدة

حاول " داوود " التحرك مجددًا بغضب فلم يستطع التحرك نظرا لأنه رُبط بإحكام، ركضت والدته فورًا لتفكه بينما كانت مشتتة الذهن بسبب ذلك الطرق علي الباب !
كان خيارًا خاطئًا منذ البداية عندما ربطته، لكنها فعلت هذا خشية أن يهرب و يفتعل مصيبة !
نهض " داوود " بعد أن انتهت والدته من حل ربطة يده، ثم حل عقدة أقدامه بنفسه و فورًا تحرك نحو الباب، قالت والدته بذعر :
- انت رايح فين !

قال " داوود " بحزم :
- هسلم نفسي مش ههرب !

لم يترك لها مجالا آخرًا للحديث حيث اندفع نحو الباب لينهي هذا الضجيج و هذا الطرق المستمر المزعج !

                  *★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

طُرق باب المخزن عدة مرات فاستيقظت " رحيق " علي كرسيها و الذي رُبطت عليه بإحكام كي لا تهرب كما حدث في الامس، نظرت " رحيق " إلي روضة و التي كانت لا تزال في نومها العميق ذلك، ياله من غبي كبير ! يترك فتاة مثل هذه اغتنم أي فرصة جاءت أمامها في النون كي تقوم بحراستها ؟؟
ظل يترك الباب عدا مرات بإزعاج فصرخت هي بقلة حيلة :
- فيه اي بقي !! اي الزن ده ! ادخل !

دلف " يونس " الي الداخل بسعادة و ابتسامة شقت وجهه و كأنه لم يسمع ذاك التوبيخ و الصراخ الذي كان قبل قليل، قال بهدوء :
- بخبط عشان لو خالعة الحجاب تلبسيه

قالت بإستنكار :
- ليه غيران عليا إن شاء الله ؟ بعدين عمري ما هخلع الحجاب هنا ! بعدين حتي لو فكرت .. هخلعه بسناني مثلا ؟! ما أنا مربوطة ! بعدين اي الاحترام الزايد اللي جه فجأة ده ؟؟

تبدلت ملامح " يونس " للأسوأ خصوصا أنه سريع الغضب :
- اولا ..لا مش غيران عليكي ! بس مجرد احترام عادي ! ثانيا بقي فـ انتي تستاهلي تتربطي ! عشان انتي اللي بتهربي و تجري زي القرود ! أنا مشوفتش واحدى بالصحة دي !

ظلت تسعل في تلك اللحظة رغما عنها ثم قالت بغضب هي الأخري :
- منك لله هموت ! انت الحسد عندك فوري !

قال مشيرا لها بسبابته :
- انتي تتعاملي معايا كويس ! يا إما هتشوفي مني وش تاني !

قالت بصراخ و حاولت تعمد استفزازه لربما يتركها :
- أنا مش عاوزة اتكلم اصلا ! لو راجل خليني امشي اروح بيتي ! لكن انت جبان ! خاطفني عشان اوافق و انا إن كنت ناوية اوافق اصلا فلغيت القرار ده نهائي ! اللي عاوز حاجة لما يطلبها بنفكر.. رضينا خير و بركة ما رضيناش بترد بكل أدب و احترام مش هتلاقيه عند كتير ! و قولنا لا باحترام و كل شئ قسمة و نصيب ! المفروض علي حضرتك تعمل اي بقي ؟ تنسي و تصبر ؟؟ لا ! انت تقوم تخطفني عشان اساس كدة ممكن تضغط عليا أو علي اخويا ف أوافق ! في احلامك ! أنا اتكلمت بالادب في الاول منفعش !

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن