بسم الله الرحمن الرحيم
" و تلك الحياة لحظة، إما أن تغتنمها، أو تتركها تضيع هباءًا "
- اروى مدحت عليلم يشعر " مالك " بأي شئ حوله، و كأن ذلك الضجيج و تلك الأصوات في عقله انقطعت تمامًا، حتى ألم رأسه الذي كان منذ قليل قد هدأ، خارت قواه و ارتمى أرضًا بلا حول أو قوة، كل ما كان ينوي فعله قد ضاع هباءًا، هبط سائق الشاحنة و الراكب الذي كان بجوراه على عجل عندما صدموه بسيارتهم
- لا حول ولا قوة الا بالله!
نطقها السائق بحزن و قد ضرب كفًا بكف على ذلك المنظر المهول الذي يراه أمامه، فتى غارق في دماءه في منتصف الطريق صدمه للتو، قال الراكب بذعر بينما يحاول حمله :
- شيله معايا بسرعة نوديه أي مستشفى!لم يحرك السائق ساكنًا لثوان حتى أدرك خطورة الموقف و ذهب يحاول نجدته
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*
- مين عمل فيك كدا؟
قالها " معتصم " بغضب مقطبًا جبينه، أمسك " رائف " زجاجة المياه ليشرب ثم نطق ببرود مستنكرًا رد فعل شقيقه :
- وقعتقال " معتصم " بغير تصديق و قد رفع إحدى حاجبيه على الآخر :
- انت هتحور؟ انت عارف كام واحد بيجيلي يوميًا ضاربين بعض و بينهم مشاكل! فاكرني مش هعرف افرق بين الضرب و الوقوع؟ انطق يرائف مين عمل فيك كدا؟تذكر " رائف " ذلك الفتى الذي دب معه الشجار لأنه كان يريد اللحاق بـ" حور "، مر مشهد على ذاكرته سريعًا عندما ضربه الفتى لكمة، و كان جزاؤه أن ذهب للمشفى بعدما سدد له " رائف " عشر لكمات متتالية في وجهه!، نطق " رائف " ببراءة و قد أفاق من شروده :
- يعني هكون عملت خناقة مثلا.. اكيد لاضيق " معتصم " عينيه ثم قال و قد ضرب بيده على الطاولة :
- اه عملت خناقة! و ياريت تقولي عملتها مع مين بقى!!ربت " رائف " على كتفه و قد وضع زجاجة المياه في الثلاجة بجواره ثم نطق :
- متقلقش عليا الواد في المستشفى بيتعالجشهق " معتصم " قائلًا بغير فهم :
- عملتله اي!نطق " رائف " و قد هز كتفيه بلا مبالاة :
- ضربني رديتهاله عشرة.. عمومًا يستاهلضرب " معتصم " رأسه براحة يده في خفة قائلًا بضيق :
- أنا عارف انك ناوي تلبسنا في مصيبة.. عارف ده لو اشتكاك؟ أنا مش هعمل حاجة.. عشان انت تستاهل!قال " رائف " متسائلًا و قد أبدى علامات اللا مبالاة على وجهه :
- هو أنا اشتكيتلك؟ انت اللي جاي تكلمني.. لما ابقى اشتكيلك و اقولك خدلي حقي.. و ده في المشمش، ابقى قولي لاقال كلماته ثم خرج بعدما نجح في إشعال الغرفة بقوله! ترك أخاه غاضبًا بالداخل لا يدري كيف يسيطر على تصرفات أخيه الحمقاء تلك!
أنت تقرأ
قل مات عمر
Action- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "