بسم الله الرحمن الرحيم
" رايتك تغرقني بكلتا يداك و كأنني لم احادثك يوما عن خوفي المفرط من المياه ، فلم اتوقع يوما أن أبحث عن ملجأ يحميني ممن اعتقدت أنه ملجأي من البشر "
تلك البرودة القارسة التي حلت علي قرية نعيم القابعة بمحافظه بني سويف أجبرت الجميع علي البقاء في المنزل ، سواء ممن كان لديهم أعمالا هامة ، أو من كان يجب عليهم البقاء خارج المنزل لأي ظرف كان ، و برغم هذا العناد و بقاء اغلقهم بالخارج امطرت السماء بغزاره لتجبرهم مره اخري علي العوده ،
أمام مدفأه كبيرة جلس " معتصم " و " رائف " ، كل منهم مشغول بشئ مختلف عن الاخر , حيث جلس " معتصم " يحاول حل اوراق قضيته الجديده و التي فُرضت عليه من المحافظ ، برغم اعتذاراته العديدة عن انشغاله بقضايا اخري ..
أما عن " رائف " فكان يجلس علي حاسوبه ينهي مشروعا خاصا بالكلية و كان منهمكا للغايه
القي " معتصم " القلم بعصبية قائلا :
- زفت زفت !رفع " رائف " حاجبه ببرود و نظر له بعيدا عن الحاسوب قائلا بهدوء :
- اي فيه اي يا عم اي اللي معصبك كده ؟قال الآخر و قد بدأ يهز قدمه بتوتر :
- قضيه قتـ.ـل المحافظ أجبرني امسكها و اتحري فيها .. و مفيش خيوط فيها خالص ! مفيش ولا خيط اقدر امسكه و امشي وراه لحد ما تتحلابتسم " رائف '' ببرود قائلا و قد ترك الحاسوب :
- احكيلي يا باشا يمكن اطلع بفهمتنهد " معتصم " بغيظ من تلك الأوراق التي كادت تجن جنونه ثم قال :
- رجل اعمال ، غني جدا و كل العيون عليه ، راجل أربعيني مراته متوفية ، عنده بنت واحده و بيحبها جدا وولد واحد و ده مكنش عايش معاه و محدش شافه غير يوم الجنازه .. الراجل اخر يوم ليه في الدنيا كان في ديسكو .. و محدش يعرف ليه .. بالرغم من إنه مش بيحب دخول الاماكن دي .. مش لانه ملتزم .. لانه غالبا مش فاضيسأل " رائف :
- مين قالك ع النقطه دي ؟ ما يمكن ملتزم ؟قال " معتصم " و قد زفر بضيق :
- يبني انت بتسأل ليه في النقط دي بلاش غباء ده مش مفيد للقضيه ، عموما لأن باين علي اخلاق بنته .. بنت كده يتقلد الأوروبيين ، لا لابسه حجاب ولا بتحترم حد .. و open minded بدرجه غريبةهز " رائف " رأسه ليتابع " معتصم " حديثه بجدية :
- الديسكو اللي كان فيه كان آخر مكان راحه .. بعدين مات في بيته .. محدش ليه مصلحه في قتله .. بنته دي كانت بتحب حد و لما الشخص ده رفضها كان باباها الداعم الوحيد ليها في الوقت ده .. كما أنه كاتب نص شركاته بإسمها .. يعني من الآخر ملهاش مصلحة في قتله .. ابن الراجل ده كان مسافر برة مصر عشان كده محدش كان بيشوفه غير يوم الجنازة ..و اتاكدنا من ده بنفسنا .. و ده يخلينا نستبعده برضهسأل " رائف " :
- الراجل ده ملوش صحاب ؟قال " معتصم ":
- اه كان ليه صديق واحد و كانوا علي خلاف في الفتره الاخيره ، بسبب الشغل .. و بعد التحريات و المقابلات مع الراجل ده اتاكدنا أنه مكنش قريب حتي من موقع الحدث لما الجريمة حصلت
أنت تقرأ
قل مات عمر
Action- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "