part 33 ( مفاجأة قلبت الموازين )

2.1K 350 85
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اذا عاش الفتى ستين عامًا
فنصف العمر قد تمحقه الليالي

و نصف النصف يذهب ليس يدري
لغفلته يمينًا من شمال

و ثلث النصف آمال و حرص
و شغل بالمكاسب و العيال

و باقي العمر أسقام و شيب
و هم بارتحال و انتقال

فحب المرء طول العمر جهل
و قسمته على هذا المثال "

- علي بن ابي طالب

قال " أصيل " بضجر :
- مينفعش تروحي القرية يا رحيق ..

قالت " رحيق " بحزن :
- طيب اعمل اي .. مقداميش حل تاني .. يا اما كدة يا اما افتح عيادة خاصة بيا.. و انا عارفة انه مش في مقدرتنا دلوقتي نفتح عيادات خالص

قال " أصيل " بإصرار :
- كذا حاجة بتمنعك انك تروحي

قالت بغير فهم :
- هي حاجة وحدة اللي هي يونس .. اي تاني غير ده

قال " أصيل " بحرص :
- أنا مكنتش ناوي افكركم بالموضوع ده .. بس خليني افكرك انتي بس الاول

قالت باهتمام :
- اي بالظبط ؟

قال بحذر :
- ماما مكانتش عاوزانا نروح القرية دي لانها القرية اللي اتربت فيها و هي صغيرة

قالت بتساؤل :
- هي مش ماما اتربت في امريكا ؟

قال نافيًا :
- اه و لا في نفس الوقت .. هي اتربت هنا لحد ما كان عندها ١٠ سنين بعد كدا سافرت

هزت " رحيق " رأسها بتفهم ثم قالت :
- طيب بعدين .. كمل

قال بحزن :
- كنت وقتها صغير و معرفش ليه قالت كدا .. بس اعتقد كانت شايفة إن الحياة هنا احسن و اننا مش هنستريح هناك

قالت " رحيق " متسائلة :
- و ليه متقولش انها كان ليها قرايب هناك و حصل مشاكل بينهم و هي خايفة يأذونا ؟

أجابها بينما يهز رأسه إيجابًا :
- اه ما أنا فكرت في كدة فعلاً.. بس اكيد محدش هيعرفنا هناك صح ؟

هزت رأسها بتأكيد بعدما أيقنت ما يدور في رأس شقيقها ثم قالت :
- طيب اي بقى ؟

قال بتنتد بينما يربت على شعرها :
- مقداميش حل تاني يعمري غير أننا ننقل هناك مؤقتًا عشان نكون جنبك .. و بعد ما تقدري تفتحي عيادتك الخاصة إن شاء الله نرجع تاني

قالت بسعادة :
- بجد يا أصيل !

قال بابتسام بعدما رأى السعادة في وجهها :
- بجد يا حبيبتي.. و انا أقدر ازعلكم ؟ هسأل صحبي النهاردة لو فيه أي بيوت فاضية هناك و نروح و نشوف بقى على بليل و ننقل الحاجات بكرة أو بعد بكرة

ارتسمت على وجهها تعابير الحزن بعدما تذكرت أمرًا ما ثم قال بقلق :
- طيب و دروس حور اللي كلها هنا ؟ و شغل تالا ؟ و شغلك؟

قل مات عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن