بسم الله الرحمن الرحيم
" كذب البشر حين قالوا أن الحزن زائر مؤقت "
- اروي مدحتدلف " معتصم " الي الغرفة ليجد " عمر " مُلقي علي الارض غارقا في دمائه و بجواره " داوود " ممسكا بسكين حاد
شعر فورا أن أحدهم قد طعنه بنصل حاد في قلبه، " عمر " لم يكن قريبا منه البتة، لكنه لا يزال قريبه و من دمه
ركض نحو " داوود " يلكمه و يركله دون وعي منه أو عن ما يفعله، كان في حاله هياج شديدة و كأن شخصا آخر يتحكم في جسده الان
لكن " داوود " و للمفاجأة لم يبدِ أي ردة فعل، كان كالجثة المتحركة يتأرجح بين يدي " معتصم " .. كانت قواه خائرة بما فيه الكفاية لعدم الدفاع عن نفسه، كان عقله مغيبا عن الواقع، كان يستطيع تقبل أي شئ سوي ما يحدث الان
بينما كان " معتصم " ينطق بجملة واحدة و كأنه لم يحفظ في حياته سواها :
- عملك اي !! آذاك في اي !ابعد جنديين من الواقفين" معتصم " عن " داوود " بصعوبة بعدما سالت الدماء من فمه و لم يطلق اي صرخة أو يظهر أي رد فعل
بينما أمر " معتصم " بغضب عارم حيث أفزع صوته كل من سمعه و اهتز في الارجاء :
- ودوه ع الحبس لحد ما نتصرف فيه .. حالا !!امسك الجنود بـ" داوود " سريعا و قاما بأخذه للسجن كما أمر " معتصم " ، بينما بقي هو و عدة جنود في الموقع
كان التصرف في موقف كهذا صعب للغايةاقترب " معتصم" من " عمر " بعدما هدأ قليلا من نوبة الغضب التي أصابته، لكنه سرعان ما دخل في نوبة حزن لم يدرِ متي سيخرج منها أو إن كان سيخرج ام لا
شعر أن قلبه يتمزق كلما خطي خطوة للأمام
اقترب من " عمر " أكثر بينما يبكي ثم جلس بالقرب منه.. أشار بيده للجنود بالخروج و أمرهم بعدم لمس اي شئ حتي يتحري باقي رجال الشرطة بعد قليل عن الأدلة و الملابسات
كان يكذب الواقع، بالتأكيد هذا حلم، أو ربما كابوس، لم يكن من النوع الذي يبكي كثيرا، لذا فهذه المرة من المرات التي ستؤثر فيه و في شخصيته، لثاني مرة الموقف يتكرر أمامه.. في البداية رأي والدته و خالته بعدما توفيا، و الان يري " عمر "
قال ناطقا بنبرة محترقة :
- اقسم بربي يا عمر، لادوق اللي عمل فيك كده التمن غالي، طب انت أذيته في اي ؟ أنا حذرتك .. من الاول قولتلك ابعد عنه، انت اللي مسمعتش الكلام..تنهد قائلا بينما يمسح دموعه :
- انت اللي عارضتني ..*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*
( قبل ثلاث اسابيع من اليوم )
ذهب " أصيل " للمدرسة مع شقيقته الشقية التي كادت تصيبه بجلطة دماغية، يوما ما ستسقطه صريعا اما بالشلل أو بمرض مزمن
علم منذ يومين بالمشكلة التي قامت بها في المدرسة انها كانت مفصولة و لا تتغيب بإرادتها .. و قد قرر الذهاب معها فعلا لكنه سينظر في أمرها بعدما يعود، يبدو أنه دللها أكثر من اللازم و يجب أن يتخذ رد فعل تجاه هذا
كانوا علي وشك الوصول إلي بوابة المدرسة فنطقت " حور " بعدما شعرت بحالة العصبية التي أصابت " أصيل " الان و الذي يصعب اغضابه في الأوقات العادية
- بابا .. اصل هو طردني و...
أنت تقرأ
قل مات عمر
Action- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلية، و فصوص عقلي الذهنية، فتلك اليد ما كتبت الا عنكِ، و تلك العين ما رأت سواكِ، و ذاك القلب يهواكِ، فهل بعد ذلك لا اكون أسير حبك ؟ "