البارت الخامس والستين
عبدالرحيم ذهب برفقة زوجته وزيدان إلي المستشفي الخاصة بحسن، ليزوروا أحلام توجهوا إلى مكتب حسن ليسألوا عن حالتها الصحية وهل يستطيعون زيارتها أم لا؛ ليقفوا مصعوقين مما سمعوا، ليمد يده ويفتح الباب بغضب جامح
يشير إلي إلينا وبصوت رخيم يحدثها، وسط زهول يحيى وحسن الذين اقتربوا من عبد الرحيم خوفا من انقضاضة عليها.!
عبدالرحيم: متخفش يا سيد يحيى أنا مش همد ايدي على عيلة من دور أحفادي اللي غلطت في حق صاحبتها وغدرت بها لا ومكتفتش.بخيانتها، لا كانت جاية البيت تكمل لعبتها الدنيئه مع شركاتها وتخبي مسروقات من الفندق في اوضتها، ليقترب قليلا منها من غير نفس تتفضلى معايا تعرفني طريق حفيدتي.
إلينا بخوف تنظر ليحيى لنجدتها: معرفش والعزراء ما اعرف.
عبدالرحيم: متعرفيش ازاي امال عرفتي منين الكلام ال جيتي قلتيه وكنتِ عاوزة تورطيها بالمسروقات عشان تثبتِ السرقه عليها.
الينا تبلع ريقها بخوف: انا مكنتش عاوزه أازيها ولا اخبي عليها وحياة بابا انا بحب زهور وكنت هعرفها الحقيقه بس في حاجه منعتني وكنت لازم اعمل كدة عشان خطيبي يكمل الجواز وإلا كانت هتبقى مصيبة لو سبني وبابا ممكن يروح فيها زهور صحبتي واختي والرب كنت هعرفها كل حاجه حتي السرقة وانها بنت صاحب الفندق،بس خطيبي خوفني وهددني يسبني وتجهش في البكاء والعذراء ما كنت بشترك معاهم ولا بمد ايدي على اي حاجه انا بس كنت بعرفهم بخطوات زهور،والعذراء ياعم يحيى وحياة بابا ماكذبت في كلمة وانا انا هحكلكم كل ال حصل من اول اليوم، خطيبي أقنعني أخذ أجازة من الفندق كام يوم قدام زهور وفي نفس الوقت معرفش اهلي اني واخدة إجازة ويوم السفر اتصل بيا وقال أن المدير رفض الإجازة ولازم أرجع الشغل الا انفصل وطبعا كنا متفقين على كده ونزلت عادي من البيت مع بابا وماما وتيتة كأننا مسافرين البلد،ورحت انا
الفندق،وهناك عرفت من خطيبي أن الشيخ الخليجي ال زهور مسكه الجناح بتاعه اتفق مع مدير الهوم سيرفس يدي زهور ظرف مليان فلوس مكافأة منه نظير شغلها وأمانتها، وقال
انها مسيرها تعرف انها صاحبة الفندق وهتلعب بالملايين، مش هيجرى حاجة لو أخدنا الظرف ده وموبايلها الجديد
وكمان زي كل يوم ناخد كام حاجة من اوض النزلاء، ونقسمها علينا كلنا عشان ميشكوش بالمبلغ ال بالظرف ويطمعوا فيه واحنا أحق بيه عشان نجهز شقتنا، عملنا كده
وزي كل يوم واحد من الشباب ينزل عند صندوق الزباله ويبعده ويقف هو مكانه وياخد الكيس ال مجمعين فيه المسروقات من مسورة كبيرة بنخرج منها اكياس الزباله
تنزل بالصندوق ويرجع الصندوق مكانه ويخبي كيس المسروقات في عربيته واخر اليوم يصرف فيها ونتقابل كلنا بعد الشغل نقسم الفلوس،بس النهاردة في اتنين شافوه وهو بيعمل كده وخصوصا لما رن تليفون زهور فجأة وهو من خوفه منهم جري وهم قبضوا عليه واعترف بكل حاجه واخدوه من المدخل الخلفي للأوتيل وطلعوا جناح الشيخ وعرفوا منه اني انا الوحيده ال اعرف كل حاجه عن زهور واعرف مكانها،جبونا انا وخطيبي والاثنين بتوع الأمن،ال كانوا موقفين كاميرات المراقبة في مخرج الفندق،هددونا
لو معملناش اللي هم عاوزينه، ها يبلغوا الإدارة تفصلنا غير
ها يتهمونا بخطف مديرهم، بهدلوا السويت وسرقوا كام حاجه منه بتوع الامن لعبوا بالكاميرات وجابوا تسجيل لزهور وهي بتخرج من السويت هي والشيخ معرفش
هي خرجت ازاي لان مسفتش التسجيلات وبما ان خطيبي
واحد من الامن قدر يحذف جزء كبيرمن والتسجيلات دي
واتفقوا اني ارجع الحارة وادخل شقة خالتي احلام واحط كام حاجه من حاجات الشيخ.
ليقطعها زيدان: حاجات ايه.
إلينا بشهقات فتحت حقيبتها، وأخرجت حقيبة بلاستيكية ومدت يدها ليحيى ليخرج محتوياتها امام الجميع.
يحيى: موبايل وساعة يد و ازايز برفان رجالي وايه ده.
إلينا: ده صابون مخصص للفندق.
عبدالرحيم: هيستفيدوا بأية لما يحطوا الحجات دي في اوضة زهروان؟ً!
إلينا: معرفش كل اللي طلبوه مني اني اخبي الحجات دي في اوضة زهور عشان يسموها ويسموا خالتي أحلام لو مقلتش على مكان زهور.
حسن: إيه الناس دي عملتلهم ايه زهور عشان يؤزوها بالشكل ده.؟
إلينا: ببكاء معرفش معرفش انا سألتهم قالوا ضيعت شغلهم وتاعبهم وملايين كانت بأيديهم .
عبد الرحيم : حسبي الله ونعم الوكيل انتم ايه مش بشر عملتلكم ايه البنت عشان تؤذوها بالشكل ده،حرام والله حرام
كنتم جربوا تحكٌلها عن حقيقتها وأنها صاحبة الاوتيل كنتي عرفتيها طريقنا، تفتكري بشخصية زهور كانت هتعمل معاكي ايه لو حكتلها؟!
إلينا ببكاء: تضع يدها على وجهها وتتحدث بصوت يكاد يسمع كنت هحكلها كل حاجه بس في سبب أقوي مني
مقدرتش كان لازم اعمل كدة سامحوني سامحني ياعم يحيى
سامحنى،ارجوك.
يحيى ينظر لها بذهول يتساءل بينه وبين نفسه ماهو السبب القوي الذي جعل إلينا الفتاة الطيبة تفعل كل تلك الامور وما معنى كلامها ليفتح عينيه بإتساع فور وصول ما تقصده لعقله ليقترب منها وهو يستمع لبكاها وطلبها السماح منه!!؟
يحيى: معقوله انتى يا إلينا معقولة تعملي كده بقي ماجد ونفين يستهلوا منك كدة دول مربينك أحسن تربية دي جزات ثقتهم فيكِ دي مكافئتهم منك؟
حسن: بعد اذنك يا معلم يحيى الأنسة شكلها تعبانه ونفسيتها مدمرة وأكيد السبب ال خلاها تعمل كده كان قوى أنا مش بديها مبررات إن ال عملته كان صح، بس دلوقتي تقدر تصلح غلطتها وتعترف على شركاتها والاتنين ال في الفندق قبل ما يوصلوا لزهور او لو كانت معاهم نلحقها قبل ما يعملوا لها حاجه.
زهور الجدة: شهقة وبصوت مهتز اصرف يا عبد الرحيم اصرفوا كلكم انا عاوزة بنت ابني باي طريقه تجبهالي.
يحيى: إلينا انطقي تعرفى مكان زهور ولا لا.
إلينا: معرفوش وحياة بابا معرفة ولا هم يعرفوه لأنهم كانوا بيدوروا عليها وطلبوا مني اعرف لهم مكانها، والتليفون معك يا عمي يحيى شوف الرسايل وانتم تعرفوا أني مش بكذب.
زيدان: بعد اذنك يا بابا انا هتصل باللواء مصطفى الغمراوي
هو يصرف في الموضوع ده، وكلام الأنسة والرسائل واكيد لنا يتقبض علي الولاد دول يعترفوا بكل حاجه .
إلينا بانهيار: بلاش بوليس عم يحيى ابوس ايدك بلاش البوليس.
زيدان: متخفيش يا أنسة أنت هتكوني شاهدة وعشان تتأكدي من كلامي هطلب من اللواء يتكلم معاكي بشكل ودي.
ليصمتوا جميعا إثر سماعهم خبطات علي الباب.
ويسمح حسن لمن بالخارج بالدخول، تدخل ممرضة تخبره إفاقة أحلام.
ويهرول يحيى خارجا من المكتب تجاه غرفة أحلام فتح الباب سريعا ويتجه اليها مباشرتًا يضمها.
أحلام ببكاء: يحيى زهور يا يحيى زهور عمرها ما تعمل ال قالوا عليه زهور دي تربية ايدي، زهور حافظة القرآن من وهي لسه عيله عمرها ما مدت ايدها لتخرج من بين احضانه تتلفت بعينها الغرفه وتعاود النظر ليحيى فين زهور رجعت ولا لسة قولي الحقيقة بنتى جرالها ايه يا يحيى؟
يحيى:إهدي يا نن عين يحيى من جوه زهور كويسة متقلقيش،
كلنا مش ساكتين وهنعرف مكانها.
أحلام ابتعدت عنه تحاول الهبوط من على الفراش وهي تنزع جهاز المحلول من يدها ،انا هدور عليها بنفسي مش هرجع ال بيها.
زوجة حسن تدخلت تهديها وتمنعها عن نزع جهاز المحلول من يدها : إهدي يا ست أحلام لتنظر لحسن الحقنا يا حسن الكانولا مفتوحه.
حسن بخطوتين كان أمامها ممسك بيد احلام بقوة يعيد الجهاز بخفة.
أحلام: لو سمحت أبعد يا دكتور انا هخرج يعني هخرج بنتي بخطر مش هفضل قاعدة هنا ومش عارفة هي فين و جرالها ايه.
يحيى: ممسك بيدها اوعدك نطمن على صحتك وهدور عليها بنفسي.
أحلام: أنا كويسة متقلقيش عليا، بس مش هقدر استني لحظه كمان وبنتي مش عارفين هي فين.
يحيى: هدورى عليها فين بس،مخلناش مكان مدورناش فيه!
أحلام: مافيش غير مكان واحد بس هو المكان الوحيد اللي زهور ممكن تكون راحته.
زهور الجدة لم تقوى على الوقوف خارج الغرفة فور سماعها لكلام أحلام : هو فين المكان ده يا ست احلام ابوس ايدك.
أحلام: بيتنا ال في البلد هو المكان الوحيد اللي زهور ممكن تروحه هي متعرفش حته تانيه .
زهور الأم: قولنا العنوان وإحنا نروح حالا نجبها.
أحلام: أنا هروح بنفسي مش هقدر استنى اكتر من كده.
يحيى: ايه رايك نتصل بي بدير يروح يشوفها في البيت ولا لا بدل ما نروح على الفاضي احنا عدينا نص الليل وعلى ما نوصل هنكون قربنا على الفجر .
أحلام: زهور لو هي هناك وفي صدمتها وكسرتها مش هتفتح لحد حتى لو كسر الباب عليها مش هتتحرك من مكانها بنتي وانا عرفاها الفجر الفجر .
زهور الجدة: رجلي على رجلك مكان ما هتروحي هروح.
حسن:كلنا يا طنط هنروح سوي زهور محتاجنا كلنا جنبها .
ليخرج الجميع من الغرفة بعد نزع حسن الحهاز من يد أحلام
تاركين المشفى للذهاب الى البلدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالرؤوف ممدد على الأرض فاقد الوعي كما تركة
وائل ظل فترة كما هو، ليفيق بعد مدة يشعر بألم في رأسه من الخلف و ظهره، لينهض متألمًا ممسك برأسه يشعر بدوار وهو يستمع لصوت دقات على الباب ليخطو تجاه الباب بعدم اتزان يفتحه وكاد يسقط أرضا لولا يد وائل التي ساعدته ليخطو به للداخل ويجلسه على الاريكه.
لتدخل خلفه روحية تحمل بيدها أكياس وخلفها شاب يحمل صينية بها طعام تشير له على الطاوله أن يضعها.
روحيه: حط الصينيه إنت واستنانا برة، بعد رحيله التفت الي وائل شرب الجدع مايه شكله تعبان ولاكل ولا شرب من فترة.