البارت ٩٤
منى عبدالعزيز
زهور بنت سلسبيل. احيانا الظروف تضعنا قدام اختيار صعب والاصعب لما تفتكر انك اخترت صح وتصدم بإن لحظة تفكير كانت ستغير حالك من حال الى حال.
ــــــــــ
بعد رحيل المأذون ووائل من الغرفة نظرت زهور لجنات التى انهارت من البكاء تقترب منها وتحدثها بقلة حيله بكلمات مواساة لها لتبتلع رمقها بخوف وجسدها ينتفض مع كل كلمة
تقولها جنات لتشرد فيما تسمعه.
جنات: شفتي ياجنة اللي حصل لينا شفتي ليه بابا الله يرحمه كان دايما يقولنا خايف عليكم لَمَّ اموت يستضعفوكم لان مالكمش اهل وعائلة واعمام يخافوا عليكم ويحموكم
و تتبهدلوا من بعدى اهو كل كلمة بابا قلقها حصلت.زهور: ممكن تهدى وبلاش تحركى ايدك بالشكل ده غلط على الجرح.
جنات: أهدى أهدى ازاي وليه انتي مش في ظروفنا يتامه ومناش حد يدور علينا ويدافع عننا لا لينا اب ولا اخ ولا عم حتى الراجل لابونا وصاه علينا، وأكتر حد عارفنا وعارف تربيتنا صدق الكلام علينا.
زهور: ليه بتقولى كده احنا ظروفنا زى بعض.
جنات وهى تحرك يدها بصعوبه: ماتقوليش زى بعض دي انتِ مش زينا ولا ظروفك نفس ظروفنا ممكن نكون يتامه زى بعض آه لكن شوفي نفسك جاية مع مين وايه اللي جابك من الاصل من وقت ما دخلتي علينا وانتي بتمدحي بجدك واولاد عمامك وانهم استحالة يغلطوا .
قوليلي لو حصلك نفس ال حصلنا ممكن كنتي تجوزي بالشكل المهين ده طبعا لا عارفة ليه لانك عندك اهل جدك وعمامك وولاد عمامك ، هيقفوا جنبك هيحموكي ابسط حاجة هيعملوها هتتجوزى واحد فيهم خوف عليكِ
شوفي انتي نفسك اقنعتنا نوافق على الجواز وقلتي بنفسك ان زين كلم جدك على طلب ايد جنة عملتي ده خوف علينا ولا على ولاد عمك دمك ولحمك، كنتي عارفه بطلب زين معنى كده انكم كعائلة اتكلمتم وأخذتم رأي بعض انا واختى حصلنا ايه تجبرنا نتجوز عشان منتفضحش هندخل عائلة مش راضين على جوازه مفروضة عليهم هندخل منبوذين من قبل ما يعرفونا هندخل خطافين ولادهم ، سيبك من كل ده أنا وضعي ايه مع واحد لا بيطقني ولا بطيقه، لو في يوم واليوم ده جاي جاي قل مني ولا هاني هعمل ايه وقتها ، وساعتها هروح فين ومين هياخدلي حقي منه ولو طلقني ورماني هروح فين هينفع ارجع هنا تأتي للبلد اللي هنوني وشكوا فيا انا واختى تفتكرى هيقبلونى بنهم ولا هينبزوني ويخافوا مني وهبق عرضه لكلاب السكك والف مين هيطمع فيا.جنة تضم شقيقتها ويبكيان قهر على حالهم، زهور حاولت ان تتحدث انعقد لسانها جلست على طرف التخت بعد ان أصابتها رجفه قوية بجسدها وقدميها هالميتين،تعيد حديث جنات في رأسها، تذكرت كم مرة احلام قصت أمامها كم عانت من موقف مشابه كم مرة هى عانت من نظرات الناس إليها تذكرت قبل يومين ما حدث لها ومحاولة عاصم بأذيتها من أنقذها منه لما أتت البلدة منهارة مما حدث كيف رقبتها غادير تحميها دون ان تظهر حالها لها، جدها لم يتحمل واتى اليها
منذ صغرها وأحلام بجوارها، تحميها وترعها وتدافع عنها، لو حدث أمر مشابه لها يوجد عائلة ستحميها هناك أحلام ستقف جوارها وتدافع عنها، هنا اصبتها قشعريرة كم كانت تائه وكلمات جنات أعادتها كم كانت ضعيفة والآن أصبحت قوية بعائلة تخاف عليها وسعداء بوجودها بينهم، ستعيد حساباتها وتستظل بظل تلك العائلة.