زهور بنت سلسبيل البارت الخامس والثمانين
قلبي ممزق بنار فراق عهد قطعته على قلبي بعدم النسيان
جسد بلا روح قلب بلا دقات عقل رسمت مخيلته بحبيب
توارى تحت التراب عين لم تعد ترى من بعده إلا سواه
أنامل لاتخط إلا بإسمه وورقة لا ترسم إلا بملامحه
عين لا تهنأ بنوم إلا وصورته بين الجفون تنعم بدفئه .ممدة على الفراش تتثأئب تلتفت للجهه الاخرى تحرك يدها تتلمس الفراش بيدها تنادي على النائم جوارها.
_ يحيى يحيى قوم الفجر بيأذن .تنتفض جالسه بعد ملامسة يدها للفضاء تلملم شعرها للخلف تهبط من على الفراش تخطو تجاه الباب تضع يدها على فمها
وهي تتثائب تفتح الباب تخطو خارج الغرفة ترى إنارة المنزل مضاءة تنادي على زوجها.
_ أصبحنا وأصبح الملك لله، يحيى ليه ما صحتنيش لما صحيت، يحيى يا يحيى فينك، أنتي يا احلام عليكي مخ أكيد نزل يصلي الفجر بالجامع.
تتنهد بحزن وهي تمر من أمام غرفة زهور: ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا زهروان بنت زياد وسلسبيل وحشاني يا زهور البيت من غيرك وحش أوي مش عارفة كنت هستحمل ازاي اعيش فيه من غيرك، الحمدلله ربنا رزقني بيحيى سند وحمى بعد السنين دي.أنهت حديثها دلفت للمرحاض اغتسلت وتوضأت وخرجت أدت فرضها وجلست تصبح الله وتتلو بعض من القرآن الكريم مر وقت وهي جالسه حتى شقشق ضوء النهار معلنا عن بزوغ يوم جديد تقف من جلستها تنظر بساعة الحائط أمامها تشعر بنغزة بقلبها مر وقت ولم يعاود يحيى للمنزل
ظلت جالسه عينها على باب المنزل يتآكلها القلق تجوب المنزل ذهابا وايابا تقف خلف النافذة المطلة على الشارع تنظر عبرها على المارة تستمع لأصواتهم._ معقوله يكون راح السوق ولا راح يشق على أهله طيب مقالش ليه بس لا هو متفق معايا هنروح النهارده البيت الكبير مش عارفه قلبي بينغز عليا وحاسه بخنقه ياترى في ايه حصل، لا مش قادره اصبر اكتر من كدة اتصل على يحيى قلبي واكلني على زهور أوي يارب يسترها عليكي يا بنتي، خطت الى غرفتها لا تعلم لما هذا الثقل على قلبها
أمسك هاتفها بيد مرتجفه ضغطت على رقم يحيى بعد محاولات أتاها الرد بعد أن هوى قلبها من الخوف.أحلام ببكاء وصوت متحشرج : الو الو يحيي يحيي .
يحيي بلهفه: الو احلام.
أحلام: يحيى إنت بخير طمني عليك .
يحيى: عيون يحيى إهدي يا نور عيني أنا بخير متقلقيش.
أحلام : صوتك ماله يحيى في حاجه حصلت صوتك مش عادته في ايه سبتني وسبت البيت ليه يا يحيى.
يحيى: إهدي يا أحلام أنا مسبتش البيت أنا في المستشفى.
أحلام مقاطعته: مستشفى ليه مالك تعبان في إيه ما تنطق يا يحيى مش قادره اتحمل.
يحيى : مفيش انا…
أحلام مقاطعته: قولي اسم المستشفى ايه.
يحيى : أحلام أنا شو.
أحلام ببكاء بصوت مختنق لا يكاد يسمع: الله يخليك قول اسم المستشفى ايه وفين معتش قادره اتحمل دماغي بتودي وتجيب ومش هرتاح الا لْمَ أشوفك قدامي.