البارت الثامن والثمانين
زهور بنت سلسبيل
منى عبدالعزيز
دائما نتسرع في الحكم على بعض الأشخاص نتيجة تراكمات سنين أو مواقف، مع اننا كبار وواعين إلا أننا نفتقر للفطنة وقراءة لغة العيون الأ اننا قد نندم من قرارات نتخذها فلا تجعل قراراتك بناء على تراكمات أو موقف قديم.تسرع في خطواتها خلف ولدها، تقف بالقرب من باب المنزل الداخلى تنظر في إثره وهو يصعد السيارة وينطلق مسرعًا تنادي عليه تترجاه بالعودة، دون جدوى، تلتفت للخلف تستمع لمن يحدثها بصوت شغوف.
_ صوتك اللي متل الكروان ما ابغاه أحد يسمعه غيري، أوعدك هجعله يوافق على هاي الزيجة، لا يكون بقلبك شر
ولدك متل والدي ما ها قصر معه، ولا هجعل ما بينكم مشكلة بسببي، لكن أجول هو معذور اللي عنده إم بها الفطنة والحنان ومجهره«شديدة الجمال»متل الوردة قهدة «البنت الصغيرة» لا بد يغار أحد يشاركة فيها، ابغاكي تدشين دارك ولا يكون على بالك شر أنا مهعاود غير بيه ما هتركه الا وانا راضية وأخذ موافجته على طلب يدك حتى لو ذبحني ماهتركة إلا وهو موافج ، اكيد هو راح في مكان يهدئ روحه.
صدجن أنا ما بعرف شو صار ليا، أشعر بجلبي انحاش من وقت ما ريتك وصوتك وقت سمعته خطف عقلي، إكيد ما يحق لي أجول هاد الكلام وانتي مو حرمتى وحلالي لكن أنا ماعاد اعرف حالي، والله وقت ما يوافج وتصيرى حلالي
ما اعرف وقتها وش راح أسوي.تتسع ابتسامتها وعينها تلمع بفرحة واضحة تنظر للأسفل بخجل و تهرول مسرعة من أمامه كأنها فتاة صغيرة تستمع لكلمات غزل لأول مرة في حياتها.
_ تقف على أول درجات الدرج تحدثة دون ان تلتفت له: وانت هتعرف مكانه منين ولا هتعرف راح فين وتقنعه إزاي.
يبتسم وهو يستمع لحديثها : يابعد عمري ما تقلقي، هايد صغيرة، أكيد ما هيروح بمكان بعيد وخصوصًا وأنا هون
مؤكد هو في مكان قريب بيريح أعصابه مو بسهل أدرى لكن والله قلبى هو اللي نطق قبل لساني بلهفته وشوقه بأنك تكوني حلالي، منك السموحه على الكلام لكن فقدت كل ذرات التعقل وأنا بين إيدكي هالا، استغفرا الله أنا ما ليا واقفة هون أنا هرحل قبل ما أفقد عقلي على الاخير.تدلف غرفتها وتغلق الباب خلفها وتقف خلفه تستند عليه بظهرها قلبها يدق بسرعه تضع يدها على صدرها تهدئ من قوة ضرباته، ترفع يدها الأخري تحركها امام وجهها كمروحة يد تبرد تلك الحرارة المنبثقة من وجنتيها التي أصبحت مشتعلة بالحمرة زادها شبابا وجمالا، تقترب من النافذة مع سماعها لأصوات خارج المنزل تقف تستمع لما يقال تجد عبدالرؤوف يقف بالقرب من الباب الخارجي للمنزل ينادي على أحد الغفر الواقف على بُعِدْ من المنزل،
عبدالرؤوف: يا اخي لو سمحت شفت السيد وائل وين راح.
الغفير: حضرة العمدة مشي من السكة القبلية.
عبدالرؤوف: شو هاي السكة.
الغفير: ها.
عبدالرؤوف: قصدى يعنى ايه السكة القبلية.
الغفير يشير إلى الطريق الذي عبر منه وائل: هي دي السكة القبلية.
عبدالرؤوف: فهمت عليك حبيب لو تكرمت تدلني وين ألقاه.
الغفير: العمدة مالوش غير مطرح واحد بيقعد فيه، الخص اللي عند الساقية.
عبدالرؤوف: ما ابي اتعبك لكن لو ما أضيقك فيك تدلني على الساقية هاي.
الغفير يشير له وهو يتقدمه إتفضل أنا هوديك لحديه.
يسير خلفه وهو يحدثه ويتعرف عليه.