82
خرج من غرفته عازم أمره بالبوح بمكنون صدره، يخطو مهرولا عائدا إلى مجلسه الذي تركه على عجلة خوفا من افتضاح أمره قلبه يقرع طبول متعددة غير راسي على واحدة …غيره وعشق وخوف وتشتت، وقف متخوفا من نتيجة ما هو مقدم عليه قدمه تيبست مكانها عينه مشتتة يحاول الهرب من النظر لمن استحوذت عليه قلباً وقالباً، يبلع ريقه بصعوبه وتلك العظمة بحلقة تفاحة آدم! تعلو وتهبط بوضوح ترى رؤى الشمس للجميع!
أنفه انتفخ عينه توهجت أصبحت كنيران مشتعلة مع كل كلمة وقعت على مسامعه، يخطو للداخل بخطوات ثقيلة مجاهدا نفسة على التحمل ولا يفتك بالجالس يتدلل ويتغنج على الجالسة بجواره، يلقى السلام وهو يجز على أسنانه، محاولا الاعتذار برحيلة مسرعا.
عبدالرؤوف: السلام عليكم ، آسف والله رحلت سريع ومرحبت بعودتك بحمد الله سالم، السموحه منكم.
هوت قدمه قلبه خرج من مكانه يسمع حديثها كأنغام موسيقية
يستمتع بسماعها يغمض عينيه يحرك رأسة.روحية: محصلش حاجه تطلب عليها السماح انت صاحب دار تدخل وتخرج وقت ماتحب، طلباتك أوامر وإن مشالتكش الارض نششيلك فوق روسنا و جوة عنينا و نغطيك برموشنا.
فقد أخر ذرات حصونه رمش عدة مرات تلمس بيده الفضاء حوله يبحث على شيء يستند عليه خوفا من أن يهوى أرضًا
من معسول كلماتها التي تشدو به._تتسع عينيه يوزع نظراته بين الواقف هيمان وبين إمه وتلك الابتسامة التي ملئت وجهها ونعومة صوتها التي تجلت بكلامها ينظر تارة لامة وأخرى لرؤوف،لـ ينتفض كمن لسعه عقرب،بما جال بمخيلته لـ يحمحم مرات متتالية مخرج كلاهما من هيامهما.
وائل: احم احم ولا يهمك يا عم إحنا إخوات مبناش الكلام ده واعتبر نفسك في بيتك تخرج وتدخل من غير ما تحس انك غريب واعتبرني اخوك وامي أمك.
تسعل بشدة بعد سماعها تلك الكلمات التي هوت عليها كالخناجر تطعنها لا تعلم لما شعرت بالحزن تجهم وجهها ومحيت ابتسامتها، تنظر للأرض بحزن ودمعه هاربة من مقلتيها تدحرجت لترفع يدها تبعدها خوفا من ملاحظتهم ما أصابها، لتمد يدها تلتقف كوب ماء مد لها، ترفع عينها تجد رؤوف هو من يحمله وتظهر بوضوح معالم القلق والرعب عليه.
روحية: مدت يدها تحمل الكوب منه توم براسها شاكرة اياه
تتناوله بيد مرتجفه تتساقط المياه منه.
_وائل بغيره جالية للعيان ينفس بغضب انفاسه كثور فى حلبة مصارعة ينظر لـ مصارعة بشراسة يضرب قدمه بالأرض مصدر انفاس عالية وفجأة ينقض عليه يود الفتك به.ـ مش تتفضل تقعد تكمل أكلك يا أخ رؤوف لان فى كلمتين عاوز أقول هملك بعتهم زهور مع حاجتك الل طلبت منها تجيبها ليك.
روحية تضع كوب الماء على الطاولة، شعرت بحدة وتهكم فى حديث إبنها الموجه لرؤوف، تجلى صوتها تخفض بصرها حتى لا تشعر بالتوتر وتثير الريبة حول تبدل حالها.