لبارت التاسع الجزء الثاني
زهور بنت سلسبيل
بقلمى منى عبد العزيز
زهور وقفت قرب الباب أخذت نفس عميق واستجمعت قواها وخرجت من الغرفة تجد روحية جالسه وجوارها وائل ويقابلها بالجهة الأخري عبدالرؤوف لينتفض واقفا فور سماعه لصوت زهور تلقى السلام عليهم.
زهور: السلام عليكم.
الجميع: عليكم السلام.
لينتفض رؤوف ويقترب منها بسعادة: كيفكج زهور، عورتى قلوبنا عليج؟.
زهور: الحمد لله بقيت احسن، اسفة اقلقتكم.
روحية تشير لها: تعالي يا زهور اقعدي جنبي هنا.
زهور: تنظر لها بامتنان متشكرة أوي ياستى روحيه لولاكي كنت فضلت تايهه في ال انا فيه، معلش مش هقدر اقعد لاني لازم الحق قطار الفجرية ال رايح مصر وقبل منه عندي مشوار مهم اوي لازم اعمله لو سمحت يا خال وائل توصلني بعربيك،وحاجه كمان البيت زي ماانتم شايفين محتاج حاجات كتير عشان بنفع يتعاش فيه فبعد اذنكم تشوف بيت ينفع يقعد فيه الأستاذ عبدالرؤوف كام يوم بس لحد مشكلتة متتحل، ويرجع لحياته من تاني، أنا عارفة بتقل عليكم بطلباتي بس انا ماليش غيركم دلوقتي، لتصمت بمرارة حتى محدش دور ولا سأل أنا فين و جرالي ايه.
روحية: ازاي بس تقولي كده احنا أهل والاستاذ يتفضل ينورنا بالدوار وان مشلتوش الأرض نشلوه فوق روسنا، وازاي تقولي محدش دور عليكي أكيد أحلام هتجنن عليكى.
زهور: بسخرية عندك حق هتجنن عليا وبدليل ما اتصلتش عليا ولا مرة واحدة، وادي التليفون أهو.
تفتح زهور حقيبتها تمد يدها تبحث عن الهاتف لتقترب من الطاوله تفرغ محتويات الحقيبة لا تجد الهاتف ولا ظرف النقود التي أخذته من مديرها بالفندق.
زهور: مش لقية التليفون ولا الفلوس وانا متأكده انهم كانوا بالشنطه من قبل ما نسيب الفندق، لتجلس على اقرب كرسي لها تجز على أسنانها، وهي تتذكر حديثها مع زميلتها بالفندق التي كانت تتحدث معها بمواضيع غير مفهومة وكلام غير مرتب حتى مناداة أحد زملائها واستاذنها منها وسط ابتسامة لاحت بوجهها لتكور يدها، هم فاكرين نفسهم أذكياء، ومش هينكشفوا اتأكد بس من ال في دماغي ووقتها هعرف ازاي
أدبهم على عملتهم دى.
وائل: مالك يا زهور سرحانه في ايه.
زهور: تهب واقفة،مافيش حاجه لو مش هتعبك يلا بينا يدوب نلحق مشوارنا الفجر خلاص قرب.
تقترب من عبد الرؤوف الذي ملتزم الصمت غارق في أفكاره.
زهور : أنت هنا هتكون في ايد أمينة الناس هنا طيبين، سيتي روحية وخالى وائل هيشلوك جوه حبابي عنيهم، احكلهم حكايتك وخرج ال جواك اعتبرهم اهلك وان شاء الله قريب أوي هجيب حقك واعرف ازاى فندق كبير عريض نظامة الأمنى ضعيف بالشكل ده.
عبدالرؤوف: بحزن الله معج ويوفقج، انا عرفج قوية وتقدري توصلى لمسئولين الفندق،لكن كونى بعلمج ال عمل هذا اكيد
مأمن حاله ومتأكد من هذا، ثانيا بدك تاخدي حذرك كتير، ووقت ما يصحلك وتعرفي توصلى للسويت حقي في غرفة النوم حقي تلاقي بالخزانة الملابس، خزانة صغيرة بعطيچ الأرقام وكلمة السر بيها اوراچ مهمة وتلاقين دفتر شيكاتى مجموعه علب مكتوب عليهم بعطيهم لمين والسبب هچلك مرة ثانية عليه و ايش السبب اعطيهم لصاحبة الاسم واي جبل ما أنس في كاميرات مراقبة بكل زاويه في السويت حقي انا وضعهم بيدي من غير ما احد يعرف حتى بالتواليت هادول الكاميرات بيهم نظام فائق السرعة بيصوروا يسجلوا الصوت حتي لو أحد بيهمس بدك تخرجي التسجيلات هادول وتخرجي الخاص منهم والباقي تسليمه للشرطة لو احتجتهم ، بدك ترفعي درج أسفل المغسلة هتلاچين فلاشات دول مهمين كتير
بدي اياكي تحزري ولا أحد يعلم بيهم مهما حصل،ولو تقدرين
ارسليهم لي اكون مشكور، هادول الفلاشات وتسجيلات الكاميرات فيهم حياتي وكل ما املك.
زهور: إن شآء الله، اول حاجه هعملها، هو موضوعك بس ياريت متظهرش كتير بالبلد الفترة دي، أمان ليك أنا لسة معرفش الناس اللى وراك قدروا يوصلوا لاية، واسمع كلام خالي وائل هو هيكون المرسال بيني وبينك، وكمان هيعرف يحميك لو قدروا يعرفوا طريقك، يلا بعد إذنكم يادوب
ألحق القطار الفجر اذن خلاص.
وائل: يلا يمه نوصلك معانا البيت وجهزي المندرة للاستاذ عبدالرؤوف، وأخذ العربية اوصل بيها زهور لمصر.
زهور: لا للمحطة وبس بلاش تظهر دلوقتي نهائى معايا باي مكان، منعرفش ايه اللى حصل هناك والناس دول ايديهم وصلت لحد فين.
روحية: كلام زهور صح بابني وصلها المحطة وماتمشيش لحد القطار ما يمشي.
تخرج روحية هاتفها وتعطيه لزهور: خالي تليفونى معاكى، هتحتاجيه، وإحنا هنا نطمن عليكي بيه.
عبد الرؤوف ينظر لروحية باعجاب بالرغم من بساطتها الا انها سريعه البديهه.
عبدالرؤوف: والله كفو يا أم وائل كفو،الجوال هاد اجا بوقته،ليلتف لزهور اعطيج رقم هام لصديق ليا، عرفية كل ال صار وهو هيعرف ويش يعمل لا تخبريه عن مكانى هاتي الجوال اسجلك الرجم وايضا الأرقام والباسورد للخزانة.
زهور: يلا يدوب نمشي قبل ما النهار يطلع والناس تروح وتجي.
وائل: يلا انا جاهز هنادي الغفير يشيل الصينية ونخرج طوالي.
ليرحلوا جميعا مغلقين المنزل، وتجهوا الي الطريق للدوار
تدخل روحية وخلفها عبدالرؤوف ويرحل وائل وزهور
بالسيارة تجاه المحطة لتصعد زهور الي القطار قبل رحيلة بدقائق،ويرحل وائل عائد اً للدوار.
زهور صعدت القطار تبحث بعينها على مكان تستطيع الجلوس به بعد قليل وجدت مبتغاها تذهب إليه مقعد وحيد ليس جواره أحد في زاوية بطرف العربة تجلس عليه تنظر خارج القطار من النافذة تري ابتعاد القطار عن المحطة،تلتف مرة إخري تعتدل بجلستها تحدث نفسها.
زهور: سبحان الله اللى قال حياتنا قطار ال بتجي نهايته بينزل بمحطته، تبتسم بسخرية ياتري محطتي امتي قربت ولا لسة هعانى من جديد، ماهو صعب اتحمل اي وجع من تاني خلاص قلبي معتش يتحمل وجع وقهر كفاية علية الصدمات ال خدها في حياته كفاية العذاب ال لسة فيه والحيرة اللى بتموتوا بالبطيئ، ال عرفته لحد دلوقتى كفاية عليا كفاية والله كفاية، كم الصدمات ال عشتها في يوم واحد ولسة الى جاى يا ترى هيكون ازاى ماهو بعد الكلام الي قريته ده مش عارفه مين الظالم ومين المظلوم مين الطيب ومين الشرير،ياتري ليه كتبت الكلام ده يابويا قصدك من ايه وبتوصل ليا رساله ايه بتعرفني ماضيك ولا حاضر ومستقبل امشي عليه،ماضي مميت وحاضر معتم ومستقبل مش واضح اللغاز محتاجه تتحل ياااه يابويا لو كنت اعرف قصدك ايه من كلامك .
لتخرج المظروف من حقيبتها تقوم بفتحه وأخذ المذكرات الخاصة بأبيها تتصفحها بعناية تقرأ كل كلمة بها بصدمة وذهول! ما هذا الرجل لم يترك شخص في عائلته الأ وقص لها عنه علمت عدد أفراد عائلة والدها، وصف الجد والجدة وأشقائه شكلا وموضوعا، اغمضت عينيها تكبح جموح دموعها ابتسامة لاحت على وجهها وهى تقرأ كلمات أحد صغار العائلة مع والدها طوال مدة جلوسها بالقطار قرأت
جزء كبير من تلك المذكرات لم تمل للحظة كتابة والدها وهو يحكي عن عائلته وعلاقته بكل فرد بها جعلها تعيش بأحداثها كأنها واحدة منهم، كونت فكرة عن كل فرد من العائلة، لتوقفها ورقة اعتراف من والدها قراءة كل كلمة فيها بذهول
لم تأخذ المذكرات بقراءتها كل هذا الوقت التي قرأت فيها تلك الورقة تغلقها وتغمض عينها تتدحرج دمعه ساخنه علي جنبي وجنتيها ترفع يدها تجففها وهي تسمع اصوات القطار معلنة على الوصول للمحطة الأخيرة، تضع تلك المذكرات بحقيبتها مرة أخرى و تستعد للهبوط من القطار تمشي بالزحام بقوة دفع المارة ليس لديها قوة لتحريك قدمها تأن بألم خبطات
ودفعات المسافرين المهرولين للحاق بقطار هم لتصل لباب الخروج مع بزوغ ضوء النهار تخطو للخارج تسير بجوار السياج الحديدي الفاصل بين المحطة والشارع الخارجي تسير وتسير شاردة فيما قراءته لتجلس على رصيف أحد الشوارع تنظر لأقدام المارة بتخبط تسأل حالها.
زهور: أنا زهور ولا زهروان بنت زياد وسلسبيل ولا بنت الدنيا ال است عليا،كلام صاحب ابويا بيقول قد ايه كان طيب وعشقه لسلسبيل موته، طيب معنى الكلام اللي قريته ده ايه،
انا مبقتش فاهمه حاجه خالص، اسامح ولا انتقم، واخد ولا ارد حقوق، افرح بأهلى وعائلتي وارتمى بحضن هم، ولا
احزن وابعد واعيش زي ما انا عايشة وخلاص، ااقرب ولا ابعد، طيب لو قربت هواجهم ازاي للاسف معطنيش حلول
ليه تعمل فيا كدة يابويا تحملني وصية أصعب من الأولى،
وصية وراء وصية، أنا مش جبل هتحمل كل ده، حكتلى عن كل واحد فيهم ووصفته حته حته بخلت عليا ليه مقلتليش اتعامل ازاي للدرجة دي استخسرت راحتي، عملت زي الصياد اللى عطي لابنه الشبكه والمركب وقاله صيد غداك
ومعملوش الصيد ولا ازاى يقدف ويواجه الموج.
مر وقت زهور على حالها تجلس تضع يدها اسفل وجهها متكئة بها علي قدمها وعينها على الأرض ترسم بقدمها دوائر وهمية، دقائق أخري وصدح هاتف روحية الذي بحوزتها نشالها من دوامة أفكارها لتهب واقفة تخرج الهاتف من حقيبتها وتضغط على زر الأتصال.
زهور: السلام عليكم.
وائل: عليكم ورحمة الله وبركاته طمنيني وصلتي بالسلامه.
زهور: وصلت وموصلتش.
وائل: محتارة ليه ومن ايه.
زهور: قولي اختار طريق قلبي وامشيه معايا ولا عقلي وامشي وراه؟
وائل: مع اني مش فاهم وحاسس في اللغاز كتير معرفهاش ومش هتحكيها؛ بس طول عمرك حكيمة ورايك دايما صح، وبتختاري عقلك وتمشي وراه، المرة دي جربي قلبك ومشوا مع بعض مرة تصيب ومرة تخيب، والاهم ما تطلعيش خسرانه.
زهور: محتارة عرفت كتير اوى ماضي ماعشتهوش، ومطلوب مني أعيش حاضر مفروض عليا ومستقبل مجهول
ماضي مطلوب اسدد ديون لناس معرفهمش وحاضر أخد حقي من ناس عرفتهم ومستقبل هحصد فيه تمن اختياري.
وائل: زي ما بتعملي دايما اتجهي لربنا واشكيله همك
، وادعيه يذلل كل الصعاب، ومهما مر عليكى مش هيكون زي ال فات.
زهور: بابتسامه عندك حق، انا عرفت هعمل ايه اول حاجه .
تشكر زهور وائل و