74
زيدان يجوب الغرفة ذهابا وايابا، ممسك الهاتف في يده ينظر به كل ثانيه يكاد يسقط أرضا من القلق، قدماه لم تعد تحملاه
ضربات قلبه سريعه، يشعر بالاختناق والبكاء،يعض شفتاه
يكتم أنينه من العجز، يتلفت حوله جالس بشقة خالته لم يدخلها غير مرات لا تتجاوز أصابع يديه، اليوم هو حبسها حبيس غرفة، نعم متسعة لكن تطبق على روحه، إنارة خافضة،
تحيطه ذكريات، لم يعيشها ينظر بعين مرغوة بالدموع
، علي تلك الصور المعلقة بالحائط حوله، يدور حول نفسهيتلفت بكل زاويه، صور لطفولة شقيقه، فرت دمعه هاربه
سحب نفس عميق كتمه بداخله،يصرخ بصوت مكتوم باااه
موجعه فالحنين غلبه، لذكرى يوم قضاه مع زياد بمفردهم، واعترافه بحبه لابنة عمه، هذا الحب الذي جلب كل هذه المتاعب؛ يلوم حالة على أنانيته فضل حبه لابنة عمه وشروطعمه المجحفة في حق والده وشقيقه، حتى يتزوج من هواها قلبه، نعم لازال يهيم بها عشقا، ولعل حبه أصبح عشق مجنون ليلى، لكن فى تلك اللحظه فقط شعر بجدران الغرفة يطبقون عليه يكاد يخنق،أغمض عينه تتدحرج دموعه متتاليه، وما أصعب تلك الدموع، تحرق كل جزء تتدحرج عليه، ما بهم اليوم هو وحبه السبب به هكذا يجوب بعقله،
احن جزعه يضع يديه على ركبتيه يتنفس بصوت عالي، يرفع جزعه لاعلى يصرخ بصوت عالي، ليفتح باب الغرفة، يلتف لمن دخل، يسرع بخطواته يرتمي بأحضانه.
____
زهروان الأم فتحت باب غرفة شقيقتها لحظة دخولها لمنزلها، حنينها لشقيقتها الكبرى التى ربتها منذ صغيرها، كانت امها وابيها وكل عائلتها،حرمت حالها من الزواج حتى اطمأنت عليها زوجتها لمن احبته، ضحت بميراثها عندما تعثر عبدالرحيم وباعت ميراثها واعطته لها تساعد عبدالرحيم،
عندما واجهتها لما فعلت ذالك منزل والدهم هو آخر ذكري لهم، اخبرتها بان سعادتها لديها أهم من كل أموال الدنيا،انتقلت لتعيش في منزل بالإيجار حتى لا تكون عبء عليها وعلى زوجها، راعتها كما ترعى الأم رضيعها، تعود بذاكرتها فى احدى الليالى كانتا جالستين على طاولة بعيدة عن الأنظار في إحدى الحفلات، التابعة للشركة، وأثناء جلوسهما، أت زوجها وهمس لها برغبة أحد رجال الأعمال، الأغنياء الزواج من شقيقتها، بعد أيام من إقناعها وافقت، وتزوجت ذلك الشخص ولكن لم يرزقها الله بأطفال، تمر
الأيام والسنين ولم تنجب زهروان، يمرض زوجها ويصبح قعيد الفراش تمرضه زهروان لأكثر من خمس عشر سنة،
تفيق يوما على أسوأ خبر موت زوج شقيقتها، ومرضها بعدوى فيروسية، جعلتها مصابة بمتلازمه تؤدي الى ضمور عضلات جسدها مع التقدم بالعمر، لم تستطع تمريضها ولا رعايتها، لم تستطع رد جميلها وتضحياتها، انهمكت بزوجها وأبنائها، عندما طلبت إحدى بناتها ترعها،رفض زوجها،وأرسل فلذة كبدها زياد طفلها الصغير الذي لا يقوى على رفع يده، يرعى خالته المريضة، بكت بقهر ظلمت أعز إثنين بحياتها،شقيقتها وابنها، ثلاث عشر سنة قضاها طفلها مع
خالته، أصبح شاب يافع قوي الشخصية، تزوج باموال عملة راتبه الذي يتقاضاه من عمله في فندق خالته، وعمله بشركات والده، رفض رفض قاطع مساعدتها له، تزوج بفتاة كان يعشقها لا يخجل من اعترافه بحبه لها، كم غارت في تلك الفترة من إهتمامه بها، أحد عشر شهر مدة زواجه، كم تندم الآن بعد فوات الزمن من المشكلات التى فعلتها مع زوجته،
كم تتمنى من رجوع الأيام والسنون وتعتز منها تدعوا الله بعودة حفيدتها، تتنفس رائحة ولدها، تحنو عليها، تعوضها عن سنوات شقها وحرمانها من والدها، تجلس على الفراش