زهور وجنة جنات البارت 78
عاد إلى بيته ليجد كالعادة صراع زوجتيه، والجميع يقف حولهم لا يعرف ابناء من فيهم متحيزين لمن من الزوجتين
،يقف يضحك من قلبه بسعادة غامرة كل خلية في جسده تتراقص فرحا،ينظر للجميع و يستمع لحديث كل واحد في أفراد عائلته ليصمتوا جميعا مع تردد صوت ضحكات من خلفهم يلتفوا لمصدر الصوت،ويجروا جميعهم تجاهه وهم يرونه فاتح ذراعيه تتعلق به طفلته الكبرى زوجته نسمة كعادتها منذ صغرها ليرتد للخلف عدة خطوات.حسن: نسمة حبيبتي إهدي أنا مش قدك كبرت على حركاتك دي.
تذوم وهي لازالت تحيطه بيديها، يربت على ظهرها بحنان كعادته يهمس في اذنها بكلمات جعلت ابتسامتها تتسع وسط نظرات حبيبه التي ترفع حاجبها لأعلى لتقترب منه تضمه وتهمس هي بأذنه ليضيق ما بين حاجبيه ويهز راسه من حركاتها الطفوليه ، يقبل أبناءه واحد تلو الأخري، ينحنى على يد زوجة أبيه ووالدة حبيبه يقبل يدها.
زوجة ابيه: حمد الله على سلامتك يا حسن، سنين وانا مشفتش ضحكتك الحلوة منورة وشك كده.
_حسن يجلس بجوارها خلاص يا ماما من هنا ورايح مفيش غير الضحك والفرح.
_ ربنا يجعل ايامك كلها فرح ياحبيبي، ايه طمني زهروان رجعت.
اقعدوا كلكم وأنا هحكيلكم كل حاجه طبعا كلكم عارفين زياد صديق عمري و حكايته وحكاية بنته بس أنتم متعرفوش أصل الحكاية هاحكيلكم كل حاجه من يوم ما صحبت زياد للساعة دي.
_ زمان وأنا طفل صغير كنت منطوي أوي ماليش أصحاب كنت أسمرانى وشعري مجعد ولابس نظارة سميكة وفوق كل ده كنت ضعيف جداً كان الأولاد بيتنمروا عليا من مدرسة لمدرسة لحد ما استقريت في مدرسة وبالصدفة لقيت ولد تاني والولاد بيتنمروا عليه، كنت أنا وهو بنهرب جوه جنينه المدرسة كنا تقريبا مش بنشوف بعض غير وقت البريك لما بنهرب في الجنينه اتعرفنا علي بعض وبقينا نحكي علي تنمر الولاد علينا،الغريب إحنا نفسنا تنمرنا على بعض وفضلنا نضحك، يومها قالي حاجه غريبه،قال ربنا خلقنا بالشكل ده لحكمه عنده واننا مميزين ولازم نتعامل مع الأولاد على الأساس ده، وفعلا بعدها الاولاد بطلوا يقربوا مننا، وقتها صحوبيتنا قويت يوم ورا يوم بقينا صحاب زياد كان طيب جدا وحنين اوي نظرة عيونه كلها حزن، دايما كان كتوم اوي بيتكلم بالقطارة حزنه دفنه جواه، نسيت أقولكم زياد كان عنده حدبة
فى ظهرة، تعرفوا أنا دخلت طب تخصص جراحة ليه عشان كنت سبب رئيسي في تشوه ظهرة بشكل مباشر، عشان كده تخصصت جراحة كنت بحلم اعالجه واشله الحدبة دي لان كنت فاكر انه سهل انها تشال، المهم. كبرنا مع بعض لينا مكان مخصص نتقابل فيه كنا تقريبا بنعرف عن بعض كل حاجه ده اللي كنت فكرة، بس النهاردة عرفت قد ايه زياد كان كتوم معرفش عنه غير ربع اللي جواه النهاردة عرفت سر حزن عنيه، زياد كان عظيم بدرجة لا توصف، النهاردة بس إتأكدت حزني عليه مجاش من فراغ،افتقادي ليه العشرين سنة الفاتو ولا حاجه جنب شعوري دلوقتي، بعد عشرين سنة عرفت الحقيقة كاملة عرفت سر وفاة زياد اللي أنا دكتور معرفتهاش ولا شكيت انه مات بسبب الصرع ابدا ،
أو ما يعرف بـ واللي أحد أهم أسبابها فعلا الشعور بالحزن المستمر والضيق والضغط العصبي. ده بجانب أمراض تانية كانت عنده، بعد عشرين سنة ظهرت براءة الكل أبوه وأخواته حتى سلسبيل مراته ظهرت براءتهم والغريبة لعشرين سنة كانت بين ايديا الحقيقة ومعرفتهاش غير من بنته زهروان.
حبيبة: انا مقبلتش زياد غير مرة وحدة، بس متهيألي زهروان شبه.
زهوان مش بس شبه شكلا لا دي فولة واتقسمت إتنين، بس تختلف عنه في شخصيتها القوية ونفس الوقت ضعفها، اللي. بدريه ببراعة،كلمها فيه رزانة وهدوء عندها ثقة في نفسها،تشفيها وهى بتكلم عن كل واحد من كلام زياد،كأنها عاشت معاه العمر كله.