الفصل الثامن عشر الجزء الثالث

35.6K 2.8K 308
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثامن عشر
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤
- أنا أقدر اعرفلك أريچ فين .. أنا ما كنتش ناوي أعمل كدة تاني ، بس إحنا لازم نلحق أختك
غمغم بها سامر سريعا ليهرع من غرفة جاسر يسرع خطاه إلى غرفته يخرج حاسوبه المحمول من إحدى حقائبه يهرع إلى الصالة أزاح اطباق الطعام الفارغة التي لا تزال على الطاولة منذ الأمس يضع حاسوبه وجد جاسر جواره يراقب متوترا خائفا ما يفعل ، لأول مرة منذ معرفته بجاسر يرى ذلك الخوف الكبير المرتسم على وجهه ، عمل سريعا على فتح إحدى تلك البرامج التي لديه يضع العديد من الأكواد الخاصة به لينفتح البرنامج نظر لجاسر يغمغم :
- قولي رقم أريچ
وسريعا أخبره جاسر بالرقم ليكتبه سامر وتبدأ أرقام كثيرة على الشاشة تتحرك بشكل غريب وسريع نظر سامر صوب جاسر يغمغم :
-بص يا جاسر أنا فعلا ما كنتش ناوي استخدم البرامج دي تاني عشان سمعت إنها حرام بس دي حالة انسانية أنا اقدر احدد بالظبط اختك فين الموقع والعنوان ولو في كاميرا مراقبة في المكان اللي هي فيه أنا اقدر اخترقها
وما تسألش أنا بعرف كدة إزاي اديني خمس دقايق بالظبط
وقف جواره قلبه يكاد يتوقف من الخوف الدقائق تمر ساعات وما على سطح الشاشة أمامه يتحرك بشكل غريب ، إلى أن وجد سامر يغمغم سريعا :
-أريج في شارع .... في الزمالك في شقة دكتور اسمه عمار كامل ... كاميرا المراقبة الوحيدة قدام الشقة بس اقدر اشغل صوت يمكن نلقط حاجة
وفعل، رأى جاسر أمامه ممر فارغ أمام باب شقة مغلق لا شيء بعد عدة لحظات سمعوا صوت أريچ وهي تصرخ :
_ارحمني أرجوك !!
انتفض جاسر مذعورا حين سمع صوت صرخات شقيقتها ليصدح صوته غاضبا:
- وحياة أبويا لأدفنه حي لو مسها
واندفع إلى غرفته لم يكن فقط يبدل ثيابه بل أحضر سلاحه المرخص معه خرج يركض من الغرفة ليجد سامر ينتظر يمسك في يده مضرب لعبة ( البيسبول ) الضخم يغمغم :
- يلا بسرعة
واندفع كلاهما إلى خارج الشقة رأتهم مليكة وهم على حالهم ذاك لتسأل مستنكرة :
- ايه دا في اي ، انتوا رايحين تتخانقوا
لم يجب اي منهما لم ينتظروا المصعد حتى تسابقت أقدامهم على السلم ، ومنه إلى السيارة يضعط جاسر على الدعاسات يكاد يدعسها
وصرخات شقيقته لا تفارق رأسه أبدا ، يتوقع أسوء الاختيارات ولكنه لا يفهم إلى الآن لماذا ذهبت أريچ لمنزل عمار ، ما الدافع الذي جعلها تفعل ذلك ... طال الطريق وهو يتلظى بنيران القلق كلمات سامر التي يحاول بها أن يطمأنه لم تنفع تماما ... أخيرا وصل للمكان ، اندفع يركض يسابق الريح ومن خلفه سامر إلى أن وصلا إلى الطابق المنشود هرع الشقة ولكن على عكس ما توقع بابها كان مفتوح من الأساس ، جذب مسدسه في يده يتحرك داخل الشقة هنا وهناك ، سمع صوت أنين متألم يأتي من غرفة مجاورة له تحرك إليها سريعا فتح الباب لتجحظ مقلتيه ما بين الذهول والألم والخوف ، تمنى أن يكن لا يزال يحلم ... أريچ شقيقته الصغرى ، تلك المدللة المشاغبة البريئة ... أمامه يستر جسدها بقايا ثياب يديها معلقة بسلاسل من حديد تنزل من سقف الغرفة ، التفت خلفه يصرخ في سامر :
- ما تجيش هنا شوفلي الكلب دا لسه في الشقة ولا هرب
دخل إلى الغرفة وأغلق الباب حتى لا يراها سامر ... سارع يكسر أقفال تلك السلاسل ويبدو أن عمار كان لا يزال يسخر منه فقد ترك له المفاتيح على قلادة حول رقبة شقيقته ... نزع القلادة يفتح لها الاقفال لتنهار أرضا جسدها ينزف ، الجروح تغطيها وجهها مكدوم ... نزل أرضا يرفع جسدها بين ذراعيه لتتمسك به تبكي بحرقة ، لم تكن في حال تسمح لها بأن يسألها أي سؤال وهو بالكاد يمسك دموعه من بشاعة ما يرى ... نظر حوله هنا وهناك يبحث عن شيء ليغطيها به ... قام من جوارها سريعا يفتح الدولاب لتشخص عينيه مما رأى ... ذلك الوغد المريض الساد..ي
سيمزق عنقه ما أن يضع قبضته عليه جذب فستان وجده في دولابه يضعه على شقيقته التي شبه فقدت وعيها حملها بين ذراعيه يخرج بها من الغرفة ليجد سامر يقف مكانه يكاد يشتاط غضبا هو الآخر ، نظر لأريچ شقيقة جاسر خائفا قبل أن ينظر إليه يهسهس محتدا :
- الكلب هرب كان عارف أننا جايين بس سايب ايه
رفع دميه من القماش طبع عليها صورته هو وأريچ تمسك بورقة كُتب عليها
( يا حرام اهي دلوقتي روچا هتبقى نسخة من ماما يا جاسورة )
إذا الوغد كان يستهدفه ... قتله فقط حل غير موجود في قاموس كلماته سيريه كيف سيتلذذ بتمزيق جسده إلى فتات ، حمل أريچ ينزل بها لأسفل وضعها في سيارته على الأريكة الخلفية  وهي بين أحضانه ليتولى سامر أمر القيادة ، نظر سامر لجاسر من خلال مرآة السيارة يسأله:
- نطلع على مستشفى
اومأ جاسر برأسه سريعا يغمغم :
- ايوة طبعا ، بس أكيد مش المستشفى اللي شغال فيها والدي شوف واحدة بعيدة ولا اقولك ... اطلع على عيادة **** ، دي في شارع***
حرك سامر رأسه سريعا ليخرج جاسر هاتفه من جيب سرواله يتصل بأحد ما يغمغم سريعا :
- ميرنا ، أنا جاسر أنا عارف إن العيادة بتاعتك مقفولة دلوقتي بس أنا محتاجك ضروري يا ميرنا دي مسألة حياة أو موت ، أنا جايلك على هناك
واغلق الخط ينظر لشقيقته الساكنة بين أحضانه تنهمر دموعها تنتفض بين الحين والآخر ... إلى أن وصل سامر للعنوان ، حملها جاسر بين ذراعيه يصعد بها إلى الطابق الثاني ... وجد باب العيادة مفتوح دخل لينظر خلفه يغمغم :
- سامر اقفل الباب بعد ما تدخل
خرجت من غرفة الكشف طبيبة شابة في نهاية العشرينات في مثل عمر جاسر تقريبا ، شهقت مذعورة ما أن رأت أريچ ، لتهرع إليه تغمغم سريعا :
- مالها أريچ يا جاسر
نظر جاسر لسامر يطلب منه الإنتظار هنا ، ليدخل وهو يحمل شقيقته إلى غرفة الكشف ، اغلقت ميرنا الباب اقتربت منه تسأله مذعورة:
- في اي ، ايه اللي حصل
وضع شقيقته على فراش الكشف ينظر لميرنا زاغت حدقتيه يشعر بأنفاسه تغلي من القهر والغضب يهمس محتدا :
- ما اعرفش ايه ، بس هعرف قسما بالله ما حد هيرحمه من أيدي ... المهم دلوقتي جسمها كله متجرح وعلامات ضرب .... اتصرفي يا ميرنا وفي حاجة كمان ...
أخفض صوته حد الهمس حتى باتت هي فقط من تسمع يردف :
- حاولي تسأليها إن كان اعتدى عليها ولا لاء ضروري يا ميرنا ، اسأليها مرة واتنين وتلاتة هي بتثق فيكِ وقوليها أنك مش هتقوليلي ، ميرنا أرجوكِ
اومأت برأسها سريعا تطلب منه الخروج من الغرفة تحرك للخارج ينظر إلى شقيقته التي فتحت عينيها تنهمر منها الدموع ، خرج يجذب الباب خلفه تهاوى على أقرب مقعد قابله يغمض عينيه ، قام سامر من مكانه يجلس جواره يغمغم يواسيه :
- اهدا يا جاسر هتبقى كويسة وصدقني هنلاقيه ، أنا هعرف الاقيه
لم يرد بحرف فقط نزلت دموعه في صمت ومشهد شقيقته يتكرر أمامه لا يصدق أن أريچ الصغيرة حدث بها ذلك ، ذلك المريض كان يتقصد الإنتقام منه فاختار شقيقته ليهشمها ، رفع سامر يده يضعها على كتفه يشد على كتفه يحاول أن يواسيه ، دقائق طويلة مرت وصلت للساعة وميرنا لم تخرج وهو على شفا الانهيار ، أخيرا بعد ساعة ويزيد خرجت من الغرفة هرع جاسر إليها ينظر إليها متلهفا لتمسك ميرنا بذراعه تجذبه معها إلى غرفة أخرى ليبادر يسألها مذعورا :
- هي عاملة ايه دلوقتي ، وأنتي عملتي ايه ، سألتيها
حركت رأسها للجانبين رفعت نظارتها تمسح دموعها تهمس بحرقة:
- اللي عمل فيها كدة لازم يتحاسب يا جاسر ، أنا ما سألتهاش عشان أنا اديتها مخدر ما استحملتش المعقم يا عيني كانت بتتلوى من الوجع ، بس هو ما اغتصبهاش أنا متأكدة وما تقوليش أنتي إزاي تعملي كدة هي ما كنتش واعية ... الجروح اللي جسمها كله صعبة أوي يا جاسر ، في حر..وق شمع على رجليها ، أنا لحقتها بسرعة عشان ما تسيبش علامات ، وشعرها أنت ما خدتش بالك أن شعرها اتقص منه جزء كبير
كور قبضته يشد عليها بعنف والنيران تنغرز في قلبه تحرقه ، نظر إليها حين أردفت :
- أنا عمقتلها الجروح كلها وخد الروشتة دي فيها كل الادوية بمواعيدها ، المهم دلوقتي هتقول ايه لطنط نرمين وعمي ياسر
نظر إليها ليغمغم سريعا :
- طبعا مش هقولهم حاجة دلوقتي خالص ، ميرنا أنتي الوحيدة اللي وثقت فيها ، عشان إحنا متربين مع بعض من صغرنا ... ميرنا وحياة محمد وأحمد ولادك ما تقوليش ليهم حاجة
تنهدت حزينة تعده أنها لن تقل شيئا ... ليشكرها ، تحرك إلى غرفة الكشف حيث شقيقته ، نظر لها ومنع نفسه من البكاء على ما يرى ، تقدم يحملها بين ذراعيه يخرج من العيادة ومعه سامر الذي أسرع يفتح له باب السيارة ... جلس جاسر جوار شقيقته يفكر فيما سيفعل لأول مرة يجد نفسه عاجز عن إيجاد حل ، حلوله أجمع دامية مخيفة ... حاول أن يرتب أوراق أفكاره الأهم فالمهم ، الأهم الآن أن يجد عمار وذلك ما سيبدأ به بعد الاطمئنان على أريچ والأهم أيضا أن أريچ ستحتاج إلى طبيب نفسي على وجه السرعة بعد ما حدث لها وأليس هو ذلك الطبيب النفسي البارع كما يفتخر ويتباهى ، ويأتي مع ذلك محاولة إخفاء الأمر عن والديه عليه أن يجد حجة مقنعة يقولها لهما يقنعهما بها حتى تظل أريچ عنده دون أن يشك أي منهما في شيء ولكن ما هي ، يشعر بعقله معطل عن إيجاد أي حل مناسب ، زفر أنفاسه يمسح وجهه بكف يده نظر لسامر يغمغم :
- سامر وقف العريبة قدام أقرب محل هدومي حريمي
اومأ سامر برأسه متفهما ، بعد دقائق توقفت السيارة أمام محل ثياب لينزل جاسر منها نظر لسامر يغمغم :
- خليك في العربية مش هتأخر
وفعل سامر ، جلس في السيارة لف رأسه ينظر صوب أريچ يشعؤ بالأسى على حالها تبدو الفتاة تبدو هشة للغاية على ما حدث لها ... ذلك العمار سيهدمه ما أن يجده ولن يطول اختفاءه أبدا ..
أما داخل المحل فتحرك جاسر بصحبة إحدى عاملات المحل يطلب منها عدة ثياب وقف ينتظرها لتحضر ما طلب ، ليتناهى إلى اسماعه صوت فتاة تغمغم :
- يا ستي أنا آخر مرة كنت عاوزة اروح عند صاحبتي قولت لماما دي باباها توفى وهو مسافر الخليج أصلا
فكر في الأمر ، ربما يخبر والديه أن إحدى صديقات أريچ توفت وهي منهارة لذاك ولكن أريچ لا صديقات لها من الأساس ، شقيقته كانت وحيدة للغاية لدرجة سقوطها فريسة لذلك الوغد ، جاءت العاملة واحضرت له الثياب ليشكرها دفع الحساب وتحرك للخارج إلى السيارة وضع الحقائب في صندوق السيارة يعد لمكانه من جديد ، جلس جوار شقيقته تحرك سامر بالسيارة عائدا للبيت ، في تلك اللحظة تذكر مليكة ... ألم يعزم على الانتقام في تلك اللحظة شعرت بمدى قبح ما كان يريد أن يفعل الإنتقام من فتاة لدرجة تدميرها فتاة لا ذنب لها سوى أن نفس مريضة اختارتها هو أسوء ما يمكن أن يحدث ، حين وصلت السيارة حمل جاسر شقيقته إلى شقته بالأعلى حين وصلا للطابق وجد مليكة تخرج من منزلها تضع حقيبة القمامة في الصندوق خارجا نظر إليها يهمس بنبرة خاملة متعبة:
- أنا محتاج مساعدتك
قطبت جبينها تنظر للفتاة على ذراعيه قلقة ولكن وجهه كان يعبر عن أقصى مراحل الألم والعذاب ، حركت رأسها توافق تقدمت تدخل إلى الشقة رأته يدخل وهو يحمل الفتاة إلى غرفة جانبية لتلحق به وقفت عند باب الغرفة لتراه يضع الفتاة على الفراش ، استقام ينظر إليها قبل أن يهمس بنبرة حزينة تتألم :
- دي أريچ أختي الصغيرة ، على قد ما كنت بتضايق من دلعها وشايفها مستهترة وما تعرفش تشيل مسؤولية على قد ما أنا ما خدتش بالي أننا اللي عملنا فيها كدة ، أريچ مالهاش ولا صديقة واحدة ومستحيل ابقى أنا الصديق دا مش هتوافق حتى ... أنا برجوكِ يا مليكة تخليكِ جنبها خصوصا الأيام الجاية أنا مش عارف هي لما تفوق هيكون رد فعلها ايه ، لاء أنا بكذب أنا عارف بس بتمنى ما يحصلش
لأول مرة تشعر بالشفقة عليه خاصة وهي ترى تلك الدموع الساكنة في مقلتيه يمنعها كبريائه كي لا يبكي أمامها ، دوما ما كانت تراه الطبيب المتعجرف المغرور وبعد آخر لقاء بينهما ما عادت تريد رؤياه من جديد ولكن ما يحدث الآن مرتبط بفتاة صغيرة تبدو مدمرة حرفيا
______________
اضطجع إلى ظهر مقعده ينظر لساعة الحائط الخامسة عصرا ابتسم حين مر بباله ما حدث قبل عدة ساعات
Flash back
حين انتهوا من الفطور تحرك بصحبة والده إلى خارج المنزل ليتوجهوا إلى المنزل قبل أن تخطو قدميه إلى خارج المنزل سمع صوتها تغمغم سريعا:
- رعد ثواني
تحرك والده يسبقه إلى السيارة ، أما هو فانتظرها لتجحظ مقلتيه حين رآها ترتمي بين أحضانه لفت ذراعيها حول عنقه تقبل وجنته تهمس برقة :
- هتوحشني ، ممكن اطلب منك طلب عشان خاطري
ابتسم يومأ لها من الجيد أن الباب بعيد عن غرفة الطعام وإلا كان رآه الجميع انتبه حين همست تترجاه :
- عشان خاطري يا رعد لو بتحبني وحياة أغلى حاجة عندك ، ما تشربش اي حاجة من أيد أي حد ، أقولك أعمل أنت لنفسك أكيد في كاتل في مكتبك ، عشان خاطري اوعدني واحلف
ابتسم يربت على خصلات شعرها برفق يحرك رأسه بالإيجاب يغمغم ضاحكا :
- حاضر يا ماما طرب أوعدك مش هشرب وهعمل لنفسي أي حاجة أنا عاوزها ، حاجة تاني
ابتسمت تعانقه فلم يرى ابتسامتها المتوترة الخائفة ، ودعها ... يتحرك للخارج جلس جواره خلف المقود ليغمغم جاسر ساخرا :
- شغل الكناريا دا على الصبح المرارة يا عم رعد والنبي
ضحك رعد عاليا ، يدير محرك السيارة لاحظ أن والده لم يرفع عينيه عن شاشة الهاتف طوال الطريق كان منهكما للغاية في الحديث مع شخص ما ، إلى أن وصلت السيارة إلى وجهتها ، نزل من السيارة ليجد أبيه يمسك بكف يده مما جعله يقطب جبينه متعجبا ، جذبه للداخل ليجد موظفي الشركة بأكملها يقفون في باحة الإستقبال قطب جبينه ينظر إليهم متعجبا ليجد صوت أبيه يصدح من جواره :
- صباح الخير ، مبسوط إني شايفكوا كلكوا قدامي دلوقتي ، ومبسوط أكتر أن رعد ابني ودراعي اليمين رجع لشركته تاني ، وبالمناسبة دي قررت صرف شهر مكفاءة لكل موظف في الشركة ... وقررت بردوا بما أن رعد يبقى المسؤول الأول عن كل الصفقات اللي هتقوم بيها الشركة من حيث الرفض أو الإيجاب
نظر رعد لأبيه مدهوشا في حين ابتسم جاسر يردف:
- أنت قدها وقدود يا رعد آل مهران
ومن ثم نظر للجمع أمامه الذي بدأ يصفق ليغمغم مبتسما :
- اتفضلوا كل واحد يرجع مكتبه
وبدأ الجمع يتفرق نظر رعد لأبيه يبتسم ليجذبه جاسر من يده يغمغم سعيدا :
- تعالا أوريك مكتبك الجديد أحلى من مكتبي والله
ابتسم رعد سعيدا يتحرك بصحبة أبيه وقف جاسر أمام باب مكتب مغلق ، فتح الباب يضئ إنارة المكان أشار له يغمغم مبتسما:
- مكتبك
نظر رعد حوله مدهوشا ، والده كان محقا مكتبه يفوق مكتب أبيه حجما به حائط كبير من الزجاج يطل على حديقة الشركة ، ألوانه هادئة متناسقة به مكتب كبير وكرسي كبير من الجلد الأسود وشاشة ضخمة ومرحاض خاص ، نظر لأبيه يغمغم:
- كتير كدة يا بابا المفروض دا يبقى مكتبك أنت مش مكتبي أنا
ابتسم جاسر ليتحرك صوب المكتب جلس على المقعد يغمغم :
- طب ما هو بتاعي فعلا ، أنت صدقت يلا ولا ايه ، أنا هاخد المكتب دا وأنت هتاخد مكتبي ، أنا من زمان كان نفسي يبقى عندي حيطة ازاز ابص منها على الجنينة زي أبطال الأفلام الأجنبي
ضحك رعد عاليا يضرب كفا فوق آخر لا يعرف كيف لم يلاحظ منذ البداية ذلك اللوح الزجاجي الموضوع على المكتب نقش على سطحه
( رئيس مجلس الإدارة ، جاسر مهران )
ودع رعد أبيه وهو يضحك لا يصدق تلك الأفعال الصبيانية التي تصدر منه ، ولكن مكتب والده لازال ضخم الحجم ، دخل الى مكتب أبيه وجد لوح الزجاج على المكتب تلك المرة باسمه هو ، ما أن جلس وجد الباب يُفتح ودخل علي يحمل الكثير من الملفات وضعها على المكتب ، نظر لرعد يغمغم مبتسما :
- أولا حمدلله على السلامة نورت مكتبك الجديد ، طبعا جاسر عملها فيك وخد المكتب الجديد لنفسه ، ثانيا بقى دول 35 صفقة عايزك تراجعهم كويس أوي ، خد بالك جاسر مش طايق حركة أنك سيبت الشركة وروحت اشتغلت مع حمزة السويسي وكسبت شركة أخوه كذا صفقة كانت هتاخدها الشركة ، فركز في الملفات كويس
ضحك رعد يومأ برأسه يغمغم :
- قول كدة بقى هو مش بيرقيني دا بيلبسني ، أنا قولت جاسر مهران مش سهل كدة بردوا
Back
عاد من ذكراه على صوت الباب يُدق سمح للطارق بالدخول لتتسع حدقتيه حين رأى طرب تقف أمامه تمسك بحقيبة من الورق عليها اسم مطعم شهير ، قام من مكانه توجه إليها يسألها مدهوشا :
- طرب أنتِ بتعملي ايه هنا :
ابتسمت تقترب منه تقبل وجنته تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم سعيدة :
- وحشتني فقولت لمامتك إني هجيبلك غدا واجي أشوفك ، هو دا مكتبك حلو أوي يا رعد
ووضعت حقيبة الطعام على سطح المكتب تتحرك هنا وهناك تنظر للمكان حولها ليقترب رعد منها ، امسك ذراعها برفق يجذبها لتنظر إليه يغمغم متعجبا :
- طرب أنتي لسه تعبانة واللي بتعمليه دا ما ينفعش ، مش عشان بقيتي كويسة شوية تفضلي تتنطنطي من هنا لهنا ، طرب من فضلك روحي وخدي علاجك وارتاحي ... يلا
قررت أن تدلل كما ترى في الأفلام التي لا يتابعها هو عله يتراجع عما يقول لفت ذراعيها حول عنقه تسبل عينيها بدرجة مبالغ فيها تهمس تصطنع الدلال :
- كدة يا رعدودي ، عايزني امشي
قلب عينيه يغمغم ساخرا :
- وأنتِ لما تقلدي سعاد حسني في صغيرة على الحب أنا كدة هنهار يعني ، يلا يا حلوة على البيت
زفر أنفاسه حانقة ، المخادع يخدعها كيف يخبرها أنه لا يشاهد الأفلام وعلم أنها تقلد أحدهم ... فما كان منها الا انها جلست على الأرض تربع ذراعيها تغمغم ساخرة :
- مش ماشية ، مش ماشية وأمور الاستعباط دي ما بتاكلش معانا ... وبعدين دا أنا جايبة أكل قد كدة عاوز تاكله لوحدك ايه الطمع .. يلا انزل اقعد على الأرض ناكل أنا وأنت لقمة هنية تكفي 300
ضحك يائسا يضرب كفا فوق آخر لتجذبه من ساق بنطاله الجينز تغمغم :
- يا بيه يا بيه يا طويل إنت ، اقعد بقى وألا والله هقعد أقولك قفشات من هنا لحد ما يجيلك صداع ، طيييييب عارف اممممم
لم تنطق بحرف حين سريعا نزل لمستواها يكمم فمها بكف يده يغمغم مذعورا :
- بالله عليكي كفاية قفشات هنهار ،  متجوز الخليل كوميدي ... هترزع والله هقعد
ضحكت عاليا تجذب حقيبة الطعام تفتحها ، ترص الطعام على الأرض تفتح العلب تشمر عن ساعديها ليضحك على ما فعلت أمسك بإحدى الشطائر ما أن قضم منها قضمة منها لم يمضعها حتى وجد الباب يفتح وصوت والده يغمغم :
- رعد الملف......
وصمت وتوسعت حدقتيه ينظر للمشهد أمامه مصعوقا ، لا يجد كلمة يقولها ، ينظر لطرب التي تمسك بحفنة كبيرة من البطاطا المقلية ولولده الذي يبدو أن فمه ممتلئ بالطعام طحن أسنانه يغمغم حانقا :
- دا أنا هعلقك أنت وهي لما نروح فاتحنها مطعم وبتاكلوا على الأرض ، لو حد دخل يفتركنا شغالين في سوق
كتمت طرب ضحكتها بصعوبة لتقم من مكانها تأخذ الورق من يد جاسر تضعه جانبا ، جذبت يده ليتحرك إليهم تغمغم ضاحكة :
-اقعد بس يا بابا كل معانا وأنت هتنبسط والله
تفاجئ رعد من كلمة ( بابا) وتفاجئ أكثر أن والده لم يعترض ولم يبدو حتى غاضبا فقط نزع سترة حلته يضعها جانبا يغمغم ساخرا:
- اديني هتزرع يا أخرة صبري أنتي وهو ، أما نشوف اخرتها معاكوا
وجلس أرضا جوارهم يشمر عن ساعديه ليبتلع رعد ما في فمه يشير إليها يغمغم يدافع عن نفسه :
- على فكرة والله هي مقعداني بالإكراه باستخدام سلاح الألش والقفشات وأنت عارف أنا بكرههم قد ايه هما والنكت الرخيصة
ضحك جاسر ينظر لطرب يغمغم ساخرا :
- تبقى تقول ألشة واحدة وأنا البسها طبق البطاطس
ضحكت طرب عاليا ليبتسم جاسر في وجهها وداخلها يزداد فيها شكا ، ما الذي اتي بها إلى هنا من الأساس ، ماذا تريد تلك الفتاة تحديدا ؟!
_______________
انتهى الدرس اخيراا ... لا تصدق مدى طول تلك الحصة شعرت أنها لا نهاية لها ، تعرف انها المراجعة الأخيرة ولكن عقلها توقف عن الاستيعاب قبل ساعتين من الأساس ، خاصة وأن مراد يجلس هناك يلتف رباط ضاغط حول كف قدمه يستند على عصا ، ما أن بدأ الطلاب بالرحيل انتظرته جوار سيارتهم جوارها ملاك
التي تبدو شاردة منذ مدة طويلة ولكن ذلك لا يهم الآن ، اقترب يوسف يسير جواره وليد ومراد ، وقفت سيارة خالها في اللحظة التالية ليخرج عاصم منها بدا حقا غاضبا ، واشاح مراد برأسه ما أن رآه ليتقدم عاصم منهم ابتسم يحادث :
- ازيك يا يوسف عامل ايه وأخبار رؤى ايه
ابتسم يوسف يرد تحيته والجميع لا يفهم ما يحدث ، تبدل وجه عاصم ضيقا ينظر لمراد يغمغم :
- مش يلا ولا إيه
تحرك مراد مجبرا يسير أمام أبيه حين مر من جوار مريم لم ينظر لها حتى ... اكمل طريقه إلى أن وصلا لسيارة عاصم ليجلس مراد على المقعد جوار أبيه الذي انطلق به بالسيارة دون أن ينطق حرفا ... قطب يوسف جبينه لينظر صوب مريم ليرى وجهها الشاحب وكيف تمنع دموعها بصعوبة ، شيء ما حدث ويبدو أن مراد كان يكذب ولم يسقط وهو يلعب الكرة كما قال
________
السابعة مساءً كانا يتشاجران ، السابعة والنصف ها هما في  مكتب مأذون شرعي يجلس في المنتصف بينه وبين وكيل لها ، نظر المأذون لحسين يغمغم :
- هل تقبل زواج چوري جاسر عبد الله مهران
____________

خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة

أنا حقيقي زعلانة ما فيش حماس ما فيش وجود ما فيش تفاعل كدة زي الأول مع أن بفضل الله وبشهادتكوا انتوا القلم بقى أفضل من الأول بكتير
حتى الإعلان على الورقي وعلى اقتباس رواية الباشا بقى حبيب الملايين اللي الفصل بتاعه كان بيطلع ترند من كتر المشاهدة اللي اللينكات كانت بتقع من ضغط الناس عليها
حقيقي الموضوع يزعل أوي بجد أوي
أنا امبارح كان المفروض انزل الفصل تصدقوا ما عرفتش اكتب حسيت بقفلة كدة اللي هو أنا في دربكة الدنيا عندي بحاول أرضي الناس والعكس غير صحيح

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن