الخامس والاربعون الجزء الثاني

39.9K 1.9K 211
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس والاربعون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
ملاك كانت تبحث عن شقيقتها ،طرب ليست هنا ولا هناك ، والسؤال هو أين طرب الآن ؟
ربما تراها هناك في سيارة رعد على الأريكة الخلفية تستند برأسها إلى صدره تلف ذراعيها حول جذعه تغمض عينيها ، في حين يلف رعد ذراعيه حولها يمسح على رأسها برفق يتنهد متعبا حزينا على حالها بعد كل تلك المدة عرفها أحد المدعويين في الحفل ولم يكتف بذلك بل ذهب يصافحها يخبرها أنه كان مغرم بها ، صحيح أنه هشم عظام وجهه ، ولكن ما قال جعلها حزينة فأخذها وابتعد إلى السيارة ومن وقتها وهي تحتضنه هكذا ، نظر إليها قب أن يهمس يواسيها :
- طرب خلاص أنا مش عايزك تزعلي ، طرب دا ماضي ومات بالنسبة لي وبالنسبة لك ، أنا مابحبش اشوفك حزينة كدة يا طرب ، يلا يا حبيبي ندخل القاعة ، زمان ملاك زعلانة عشان مش شيفاكِ
فتحت عينيها تحرك رأسها هو محق عليها الدخول لشقيقتها رفعت رأسها عن صدره تنظر لوجهه فمد يده يربت على وجنتها برفق تلاقت عينيها بعينيه يتحدث صادقا :
-أنا بحبك يا طرب، وعمري أبدا ما هبطل أحبك ولا صورتك هتتغير في عينيا ، يلا يا حبيبتي ننزل
فتح باب السيارة المجاور له نزل يُمسك بيدها يصطحبها معه للداخل ، ابتسم حين رفعت هامتها بإباء وابتسمت تلوح لملاك تتحرك إليها ،
بحث عن طاولة والده إلى أن وجده ، يجلس يُمسك بيد مريم الجالسة جواره ومراد يقف أمامه يكاد يبكي ليترك له مريم ، تحرك إليهم فسمع مراد يتوسل أبيه :
- يا عمي أرحمني ، دا زين اللي لسه هيلبس شبكة شال خطيبته ولف بيها ، ومراتي مش عارف أمسك ايديها حتى ما تتكلم يا عم رعد أبوك واخد أختك رهن
ضحك رعد قبل أن يجذب مقعد جلس جوار أبيه من الناحية الأخرى يضع ساقًا فوق أخرى ينظر لمراد من أعلى يتهكم منه :
- أنا شايف أن الجوازة دي مش مستوانا فأنا بقول تطلق أختي أحسن
شخصت حدقتي مراد ذهولا نقل أنظاره بينهم قبل أن يردف منفعلا :
- لاء بقولكوا إيه مش مراد عاصم اللي يطلع مسرح ، أنا مجنون وعندي نص طاير
كاد جاسر أن يقل شيئا حين أمسكت مريم بذراعه بخفة ، قربت رأسها من أذنه تهمس متوترة :
- بابا معلش أنا عاوزة أروح مع مراد شوية
لف رأسه لابنته وابتسم يحرك رأسه موافقا ، ومن ثم نظر لمراد يتوعده :
- عينيا عليك لو غبت من قدام عينيا هرجلشك
حرك مراد رأسه يوافق سريعا ، ترك جاسر يد مريم التي قامت تتحرك صوب مراد الذي أسرع يُمسك بيدها يتحرك بها بعيدًا يهمس حانقا :
- يتقفل عليا أنا وأنتي باب بس ، وهطلع كل الحوارات اللي بتحصلي دي من أبوكي على عينك
أما هناك فسترى وليد يقف بالقرب من يوسف ، جذب يوسف ذراعه ليهبط إليه قليلا فسمع يوسف يهمس له حانقا :
- واقف متخشب وسرحان كدة ليه يا زفت ، مش كفاية ما بقتش بشوف خلقتك
اقترب أحد الشباب من يوسف يجذبه معه فجذب يوسف يد وليد معه يهمس له :
- لينا قاعدة يا وليد على اللي عملته الفترة اللي فاتت دي
ضحك وليد يُمسك بيد يوسف يتحركان لساحة الرقص دقائق وجاء مراد يتحدث حانقا :
- بترقصوا من غيري يا جزم
أما هناك عند ملاك وقفت طرب جوارها تلتقط معها الصور قبل أن تنضم مريم إليهم تضحك وهي تقول:
- مراد كان هيتجلط عشان بابا يسيبني أروح معاه ، ولما لاقى الشباب بترقص سابني وراح يرقص معاهم
ضحكت طرب تحرك عينيه تبحث عن رعد لتراه يجلس على الطاولة يحمل يونس بين أحضانه ، جذبت طرب يد ملاك لتقوم من مقعدها ويد مريم تتحرك بثلاثتهم صوب مرام التي يلتف حولها جمع ليس بصغير من الفتيات دفعتهم بخفة صوبها فما كان من مرام إلا أنها أمسكت بيد ملاك ترقص معها ، نظرت طرب حولها مرة أخرى فرأت رقية خطيبة عمار ، تجلس وحيدة على الرغم من أن المكان مزدحم  ولكن هي ليس جوارها سوى صديقتها التي تحاول أن تمازحها ، تحركت طرب سريعا إليها وقفت أمامها تحادثها ضاحكة :
- ايه يا عروسة قاعدة كدة ليه ، يلا يا روكا ما فيش وقت للتفكير
ومدت يدها تجذب يد زينب عنوة تتحرك بها صوب جمع الفتيات الذي بدأ يكبر تحركت بها إلى المنتصف تُمسك بيديها تُراقصها تضحك في وجهها ، فابتسمت زينب لها تشير لصديقتها أن تقترب ، نظرت طرب من جديد حولها هنا وهناك فرأت چوري تنظر إليها وكأنها تستنجد بها أن تأتي إليها فتحركت طرب إليها سريعا ، أمسكت چوري بيدها تهمس لها :
- خديني وأجري ، حسين قام يرقص مع أخواته وبيقولي ما تتحركيش من الكوشة
ضحكت طرب تُمسك بيد چوري تجذبها معها يتحركان سريعا صوب جمع الفتيات دخلت چوري تختفي في المنتصف تتمنى أن لا يراها حسين
أما عند شريف ، فاقتربت مليكة من زينب تحادثها عابسة :
- ايه يا أمي ، هتفضلي قاعدة طول الفرح كدة زي اللي اتدلق طبيخها ، تعالي نروح للبنات هناك ، شريف خاربها وأنتِ قاعدة
ضحكت زينب مدت مليكة يدها تُمسك بيد زينب تحركت بها خطوة فسمعت صوت جاسر من خلفها يتحدث :
- مليكة على الله  أشوفك بترقصي ، تتصوري وتسقفي بس
لفت مليكة رأسها إليه تعطيه ابتسامة كبيرة تحرك رأسها لأعلى وأسفل تسبل عينيها قبل أن تجذب يد زينب تتحرك بها سريعا تبتعد عنه فضحك جاسر يحرك رأسه يائسا ، في المنتصف بين الفتيات أمسكت مرام بيدي رقية رقية تحركها معها تتحدث معها :
- يا روكا فكي واضحكي يا حبيبتي ، النهاردة خطوبتنا تصدقي ممكن نتجوز في نفس اليوم بردوا ، واحنا الاتنين هنبقى سلايف زي ما بيقولوا ، بس صدقيني أنا والله كيوت خالص ، وأنتِ بسكوتة خالص فنبقى سلايف عسل ، لاء هنبقى أصحاب أنا هاخد رقمك عشان عايزة نتكلم ونخرج ولو فعلا هنعمل فرحنا سوا نشتري الفساتين مع بعض قولتي إيه ؟
ابتسمت رقية تشعر بالسعادة من أن يكن لها صديقة مثل مرام تريد مشاركتها الكثير ، هالة تزوجت من فترة وانشغلت وهي لا تلومها ، هالة كانت جوارها كتفا بكتف في أصعب أوقاتها ، أما أريچ فاقتربت من مليكة وزينب ، أمسكت مليكة بيدها تشبكها في يد زينب فقربت أريچ رأسها منها تسألها وسط الضوضاء :
- مش هترقصي معانا
حركت مليكة رأسها للجانبين بسطت يدها على بطنها تعلو بصوتها حتى تسمعها :
- لاء عشان الحمل ، وعشان جاسر كمان هيزعل أنا هحرك كتفي وأسقف بس
أمسكت چوري بيد مريم ومعهم طرب وملاك يتحركون على الموسيقى وسط الضوضاء العالية ، وآلات التصوير  التي تلتقط كل ما يحدث ، دفعت ملاك طرب في المنتصف بينهم فبدأت طرب ترقص ! وقعت عينيها مصادفة على رعد لتراه يرميها بنظرة حادة ، حمحمت تتوقف تبتسم مرتبكة وقفت جوارهم تصفق ، ويبدو أن ما يحدث لم يعجب جاسر أبدا فتحرك إلى رعد يطلب منه :
- روح هات مراتك وأختك ، وقولي لچوري اترزعي عشان حسين عمال يزغرلها بقاله ساعة وهي عاملة من بنها ، وخلاص دلوقتي الناس هتقعد اصلا عشان في ناس هتلبس شبكة
حرك رعد رأسه يعطي يونس لأبيه تحرك صوبهم اقترب من الجمع الذي به شقيقته وزوجته وملاك مخطوبة أخيه يتوعدهم بصوت خفيض :
- علي النعمة هتتعلقوا كلكوا ، وأولكوا طرب ، چوري هانم وملاك هانم حسين ويوسف عينيهم هتطلع من الزغر وانتوا من بنها ، ومريم هانم بابا بيقولك تعالي واتهدي
ومن ثم قرب رأسه جوار أذن طرب يهمس لها :
- لما نروح حاضر
أمسك رعد مريم في يد وطرب في الأخرى وعاد بهم إلى الطاولة ، تحرك حسين صوب چوري ينظر لها غير راضيا تماما ، أما هي فابتسمت له اقتربت منه تُمسك بيده عادت لمقعدها جلست جواره تبادر قائلة :
- لاء بقولك إيه ما تقفشش أنا أصلا مخنوقة لوحدي ، وأنت قولتي فكي وانبسطي ودي ليلة العمر
زفر حسين أنفاسه يمسح وجهه بكف يده يحاول ألا ينفعل لف رأسه لها يهمس يعبر عن ضيقه مما فعلت :
- ايوة بس مش بالرقص ، أنا طلبت منك ما ترقصيش ، وما تقوليش وسط بنات لأن في رجالة كتير في الفرح دا كفاية المصور اللي عمال يقرب عشان ياخد اللقطة كاملة ، لو سمحتي ما تقوميش ترقصي تاني ، الليلة مش ناقصة أي تنشنة من ناحية اي حد فينا
زفرت چوري أنفاسها تحرك رأسها توافق
صدح صوت منظم الحفل يطلب من الجمع الآتي :
- معلش يا جماعة ممكن نرجع على ترابيزة كل واحد فينا عشان في عرسان هتقدم الشبكة
وبالفعل بدأ الجمع المزدحم ينفض واحدًا تلو الأخرى وصدح من مكبر الصوت أغنية تقيلدية قديمة ، اقتربت رؤى من يوسف تُمسك علبة حُلي وقفت جواره تربت على كتفه فابتسم يوسف لها يقبل كف يدها ، نظر لملاك يفتح العُلبة ،هنا قفزت طرب من مكانها تلتقط هاتفه تهرول إليهم بسرعة أذهلت رعد، وقفت أمامها تصور يوسف وهو يضع خاتم في يد ملاك ، تملأ عينيها دموع الفرح ، في حين بدأ يوسف ومراد في الصفير والتصفيق بصوت عالي ،
وكاميرا المصور تلتقط ما يحدث ، قبل أن تتحرك ناحية عمار ، وقف عاصم جواره يضع يده على كتفه ، أخرج عمار الخاتم من علبته فمدت زينب يدها إليه ، كاد أن يضع الخاتم في إصبعها ولكن لمحت عينيه مليكة ، ابتلع غصته يشيح بوجهه عنها سريعا نظر لوجه رقية يبتسم لها وضع الخاتم في يدها ، يمد يده لها لتضع خاتم الفضة في يده ، ما أن فعلت قرب كف يدها منه يطبع عليه قبلة صغيرة ، فخجلت مليكة تسحب يدها سريعا ، وضحك عاصم يصدم عمار على ذراعه بخفة :
- يا واد ما تكسفهاش ، لسه بقول أنت المؤدب مش زي المنحرف التاني اللي هعلقه لما نروح بقى يشيل البت ويلف بيها ، دا أنا حوشت عمرو عنه بالعافية ، بص حتى واقف جنبه هناك مستحلفله
عند زين وقف عمرو جوار زين قرب رأسه من أذن زين يهمس يتوعده :
- عارف ياض أنت لو عملت أي حركة مُحن ولا نحنحة تاني هعلقك ، تلبسها الخاتم في ثانية ألا ثانية
ابتسم زين متوترًا يحرك رأسه سريعا أخرج الخاتم من العلبة يضعه في إصبع مرام سريعا يهمس لها :
- أنا آسف بس أبوكِ مستحلفلي وأبويا اتبرى مني وواقف عند عمار ، هو عشان دكتور يعني ما أنا مهندس قد الدنيا
ضحكت مرام عاليا فقبض عمر على كتف زين ، أصفر وجه زين يتمتم منتحبا :
- علي الطلاق ما عملت حاجة ، بنتك اللي ضحكت لوحدها  
بعد قليل من الوقت صدح صوت منظم الحفل يطلب من كل زوجين أن يتوجها إلى ساحة الرقص من جديد ففعلوا ، حتى مراد أسرع يأخذ مريم قبل أن يأخذها منه جاسر ، عدا وليد الذي تحرك هنا وهناك يتجول بلا هدف معين ، وقعت عينيه على فتاة يعرفها هو يثق أنها هي أقترب منها يهمس باسمها :
- رحمة؟
التفتت له على الرغم من أنها كانت ترتدي نقاب وجهها و لكنه عرفها ولا يعرف كيف ، ابتسم يقول سعيدًا :
- أنا ما كنتش أعرف أنك معزومة ، نورتي
بدت متوترة ، هو يعرف أنها تكون حين تفرك يديها، ربما تبتسم له سمع صوتها تهمس تشكره :
- متشكرة يا باشهندس ، باشمهندس جواد عزم المكتب كله على خطوبة آنسة مرام أخته وأكد على الكل أنهم يجيوا ، على العموم أنا كنت هروح عن إذنك
والتفتت تود المغادرة فتحرك خلفها سريعا اعترض طريقها يسألها :
- هتروحي لوحدك في الوقت دا ؟ إنتِ جاية مع مين ؟
عادت رحمة خطوة للخلف متوترة فركت يديها من جديد ارتعش صوتها فشعر أنها على وشك البكاء حين قالت :
- أنا كنت جاية مع مدام سناء بس شكلها مشيت ، أنا بقالي شوية بدور عليها مش لقياها ، عن إذنك أنا لازم أمشي
وتحركت بخطى سريعة صوب الخارج ولكنه لم يكن يتركها فالساعة اقتربت من منتصف الليل والفتاة أمامها مستحيل أن تتصرف وحيدة ، تحرك خلفها أعترض طريقها لتعد عدة خطوات للخلف هنا حمحم وليد يحادثها :
- رحمة ممكن تسمعيني هتروحي إزاي لوحدك دلوقتي ، إحنا قربنا على 12 وأديكِ شايفة القاعة اللي إحنا فيها أصلا في منطقة بعيدة عن العمار ، تعالي هوصلك وقبل ما دماغك تودي وتجيب أنا والله وبحلفلك بالله ما فيش في نيتي أي حاجة وحشة ، أنتِ زي أختي الصغيرة ، وممكن تركبي ورا عادي
تورت رحمة مرتبكة تشعر بالخوف من فكرة أن السيدة سناء تركتها بمفردها كيف تفعل بها ذلك ، تشعر بأنها طفلة تائهة في منتصف صحراء لا تعرف فيها أحد ، رفعت وجهها إلى وليد ابتلعت لعابها تحرك رأسها توافق فربما لا خيار آخر أمامها ابتسم وليد تحرك إلى سيارته يفتح لها الباب الخلفي ، مرت من جواره سمعها تشكره :
- متشكرة أوي لحضرتك
ابتسم لها يحرك رأسه دخلت إلى السيارة ليُغلق الباب ومن ثم يحرك تحرك يجلس خلف المقود وتحرك بالسيارة
أما في الداخل لفت طرب ذراعيها حول عنق رعد تتمايل معه على أنغام الموسيقى وسط حشد ليس بقليل ابتسم رعد في وجهها يسألها :
- كان نفسك في فرح يا طرب صح ؟
اقتربت منه تضع رأسها على صدره سمعها تتنهد قبل أن تقول :
- مين ما بيبقاش نفسها في فرح يا رعد ، أكيد كان نفسي ألبس فستان أبيض ويتعملي فرح ، بس خلاص صدقني أنا بجد سعيدة بوجودك في حياتي وبيونس حبيب قلبي ، وأن بقى ليا عيلة تانية ، ومستنية بفارغ الصبر إني أشوف ملاك بالفستان الأبيض
أراد أن يفعل ولو شيئا بسيطا يُسعدها به ، رآها حين لمعت عينيها فرحا وصفقت بشدة حين حمل زين مرام يلتف بها ، ابتعد عنها خطوة فقطبت جبينها مستنكرة ما فعل ، أحكم ذراعيه حولها يلتف بها توسعت حدقتيها قبل أن تضحك سعيدة تتمسك به لا تصدق أنه فعل ذلك لأجلها ، دفنت وجهها بين أحضانه حين سمعت صوت التصفيق العالي ، فضحك يهمس لها خفية :
- هو إحنا مش هنجيب فجر بقى ولا إيه ؟
أما هناك عند مرام ومريم زم مراد شفتيه ينظر لمريم يتمتم حانقا :
- طبعا أنا لو فكرت أعمل الحركة دي أبوكِ هيجيبني من قفايا يجلدني في نص الفرح
ضحكت مريم تحرك رأسها توافق ما قال لا تستبعد أن يفعل والدها ذلك ، ابتسمت تحاول أن تواسيه فزادته ضيقا :
- خلاص يا مراد هانت كلها كام سنة ونتجمع في بيت واحد
عض شفتيه مغتاظا مما تقول :
- محسساني أنهم كام يوم  بس يا مريم اسكتي ، جاية تكحليها عميتيها خالص
كبتت ضحكتها تمنع نفسها من أن تنفجر ضاحكة على ضيقه
بالقرب كانت تتمايل ترقص زينب مع شريف الذي زفر أنفاسه يتحدث متضايقا :
- إحنا بقالنا 3 ساعات بنرقص الفرح دا مش هيخلص بقى أنا عاوز أروح في جوز حمام هموت عليه
ضحكت زينب تحرك رأسها يائسة ، أما هو فابتسم حين رآها تضحك وتبدلت نبرة صوته لأخرى حنونة لطيفة يردف قائلا :
- عارفة يا بت يا زينبو ، أنا عايز أروح بجد عشان يتقفل عليا أنا وأنتِ باب واحد ، أنا بجد مبسوط أوي من فكرة بس أننا هنكون مع بعض دايما
أحمر وجهها خجلا ، وتسارعت دقات قلبها تنظر إليه تكاد تبكي لا تصدق أن بعد كل ما مرت به تسمع منه مثل تلك الكلمات تشعر بالسعادة تملأ كيانها
أما عند أريچ وسامر ابتعدت أريچ توسعت حدقتيها فزعا تردف مذعورة :
- سامر إحنا نسينا نحط أكل لشيتوس وبسكوتة وعيالهم
رفع سامر يده يمسح وجهه يحاول ألا يصرخ في وجهها الليلة زفر أنفاسه يتحدث يائسا منها :
- حرام عليكِ قطعت الخلف ، لا يا حبيبتي حطتلهم قبل ما أنزل ، أنا أصلا خدتهم وديتهم عند بابا هيقعدوا عنده لحد ما نخلص شهر العسل ونبقى نرجعهم
ابتسمت تتنهد قبل أن تحرك رأسها في هدوء تعود ترقص بين أحضانه وكأن شيئا لم يكن
أما هناك فسترى طاولة كبيرة عليها الآباء ، التفت عاصم حوله ينظر إليهم يتمتم ساخرا :
- ايه يا جماعة إحنا قاعدين زي عواجيز الفرح ليه كدة ، ما حدش ناوي يسبق وياخد المدام ويقوم يرقص
نظر جاسر له مستهجنا قبل أن يردف :
- لاء أنا مراتي ما ترقصش قدام حد ، دول عيال مش شايفين رباية وخصوصا الحيوان مراد ابنك
ضحك عاصم قبل أن يقول يدافع عن ولده في حادثة نادرة لن تتكرر :
- يا ابني أنت حاطط نقرك من نقر الواد ليه ، ما الواد طيب ومؤدب أهو بطل افترى بقى
نظر عمرو لعاصم رفع حاجبيه يعلق ساخرا :
- زي زين أخوه بالظبط ، لسه بنقول بسم الله الرحمن الرحيم في دي جوازة ، الاقيه بيلف بيها القاعة
شدت روان ذراع عمرو ليقترب منه تسأله بصوت خفيض :
- هو جواد فين مش شيفاه ، وبرن عليه موبايله مقفول
ابتسم عمرو ساخرا اقترب برأسه من أذن يهمس لها ببضع كلمات فتوسعت حدقتيها وأحمر وجهها خجلا تهمس مدهوشة :
- يا نهارك أبيض يا جواد
وكما فعلت روان فعلت رؤى ، شدت ذراع جاسر ليوجه تركيزه إليها يقترب برأسه منها فهمست قلقة :
- جاسر أنا حاسة أن چوري مش مبسوطة أو قلقانة
تحركت عيني جاسر إلى وجه چوري ابنته فرآها شاردة كما قالت رؤى ، تنهد حزينا على حالها ، يعرف لما هي شاردة بالطبع بسبب ما حدث في تلك الليلة ، رؤى لا تعلم ولا يجب أن تعلم ، تلاقت عينيه بعيني چوري ليبتسم لها فردت بابتسامة صغيرة شاحبة لم تعجبه
على طاولة قريبة منهم جلست نرمين جوار ياسر تنظر لابنتها تتساقط دموعها ، نظر ياسر إليها يسألها قلقا :
- مالك يا نرمين بتعيطي ليه يا حبيبتي؟
لفت نرمين رأسها إليه تهمس بحرقة :
- البيت خلاص هيفضى علينا يا ياسر ، جاسر اتجوز ، وأهي كمان أريچ وسما كلها كام يوم وتكتبوا الكتاب وتروح بيت جوزها وهنبقى لوحدنا ، أنا مش متخيلة البيت فجاءة كدة يفضى منهم كلهم
ابتسم ياسر لها يلف ذراعه حول كتفيها يقبل جبينها قبل أن يردف يمازحها :
- وأنا روحت فين يا فرنسا ، قصدي يا نرمين حبيبتي دي سنة الحياة ، وقريب بإذن الله نفرح بعيال جاسر ، وبعده أريچ أدعيلهم بس أنتِ يا نرمين ، صحيح جاسر فين مش شايفه وسما بردوا مش شايفها
أشارت نرمين له فرأى جاسر يحمل تميم الصغير فوق كتفيه وكيان على ذراعه في حين تجلس سما ومليكة يتناولان الطعام ، ضحك ياسر يسخر منه :
- شكله مسخرة وهو عامل فيها أبو العيال كدة

تحرك حسام في أنحاء الحفل يُمسك في يده كوب عصير حين اصطدمت به فتاة صغيرة ربما في العاشرة على أقصى تقدير رفعت وجهها إليه تصرخ في وجهه :
- مش تحاسب يا ابو طويلة
توسعت حدقتي حسام ذهولا يشير لنفسه ، فنظرت له الفتاة من أعلى لأسفل تسخر منه :
- لابس نضارة ومش شايف أبقى روح ركب عدسات مكبرة
وتركته وذهبت وهو يقف كمن تجمد في البرد يفغر فاهه مدهوشا ، انتفض حين وضع زيدان يده على ذراعه يسأله :
- مالك يا حسام متجمد كدة ليه؟
لف رأسه إليه يتمتم مصعوقا :
- أنا شوفت دلوقتي عيلة عندها 10 سنين بالكتير ومطلقة أربع مرات ومعاها عيلين
ضحك زيدان يضرب كفا فوق آخر قبل أن يجذب حسام يردف ضاحكا :
- طب يلا يا أهبل عشان هنمشي ، خلاص عملنا الواجب
حرك حسام رأسه يبحث عن تلك الصغيرة صاحبة اللسان الصغير يرغب في صفعها على رقبتها حتى يسترد حقه
أما هناك حيث الطاولة التي يجلس عليها علي وإيمان ومعهم شهاب وحنان شقيقته وسامح زوجها ، نظرت حنان لإيمان تحادثها وهي تبتسم :
- لاء بس حقيقي الفرح جميل أوي ، وأحلى ما فيه أن شهاب وليان نزلوا ، ياريت يفضلوا قاعدين معانا شوية ، ولا إيه يا شيفو
أمسك شهاب بكف يد ليان الجالسة جواره قبل أن يحرك رأسه للجانبين تنهد يقول :
- مش هينفع والله يا إيمان أنا يا دوب واخد إجازة يومين ، وكمان ليان بدأت شغل في شركة تصميم ديكورات ويادوب بردوا عرفت تاخد إجازة يومين
لفت إيمان رأسها إلى شهاب تطلب منه :
- طب ما تسيب ليان هنا ، وهنا هي ليها شغل في شركة عمرو أخويا وسافر إنت لحد ما تولد وتقوم بالسلامة وتسافر معاك تاني
حرك شهاب رأسه للجانبين يرفض الفكرة تماما :
- لاء يا طنط معلش أنا آسف ، بس أنا مش هقدر أعيش من غير ليان ، وفكرة إني أتغرب وأسيب مراتي كل دا لوحدها حتى لو معاكوا أو مع إيمان مش مستحبة بالنسبة لي ، هتخلق بينا فجوة كبيرة وهتبقى سبب في مشاكل أكبر إحنا في غنى عنها ، وبعدين افرضي حصلي ظروف في الشغل أو ما عرفتش أخد إجازة ، ما اشوفش ابني ولا بنتي أول ما يتولد ما اعرفش أخده في حضني ، أنا عمري ما كنت هسافر لوحدي أبدا وأسيب ليان
ابتسم علي ينظر لزوج ابنته يشعر براحة لا مثيل لها وكأن قلبه اطمأن أخيرا للرجل الذي سلمه ابنته أيده يردف :
- جدع يا شهاب ، ولو أن في شباب بتضطر تسافر لوحدها عشان تحسن مستوى المعيشة ، والموضوع فعلا بيفرق مع الأسرة ، يعني أنا لما سافرت اشتغل كام سنة في السعودية خدت إيمان ، عشان فكرت بنفس الطريقة اللي أنت بتفكر فيها دلوقتي ، الشغل والوقت
بياكلوا حياة الشخص ، فتلاقي نفسك عديت سنين في ثواني ، فتخيل بقى لو السنين عديتها لوحدك ومراتك وولادك لوحدهم ، بس بردوا نرجع نقول في الأول وفي الآخر في ناس بتبقى مضطرة لكدة ، واحد زميلي كان يا عيني بيبقى مستني الأجازة عشان ينزل جري يشوف ولاده ويشبع منهم ، وواحد تاني كان شايف أنه طالما بيبعتلهم فلوس كتير يبقى مش لازم ينزل ، وواحد تالت شاف أنه لازم يعف نفسه بما أنه عايش لوحده واتجوز على مراته ، وأشك أن لحد دلوقتي مراته تعرف أصلا ، الفكرة أنه من حقه يعف نفسه ومن حقه يتجوز دا حلال ، بس لو جرب حط نفسه مكان الطرف التاني ما هي مراته بردوا قاعدة لوحدها ، فبدل ما صرف مبلغ كبير وقتها في الجوازة كان صرف نفس المبلغ وجاب مراته تعيش معاه
حرك شهاب رأسه يوافق ما يقول علي :
- عندك حق والله يا عمي ، عشان كدة أنا مستحيل أسافر من غير ليان
هنا تدخلت حنان في الحوار تحكي لهم عن مأساة إحدى صديقاتها :
- أنا واحدة صاحبتي جوزها سافر بعد جوازهم ب6شهور بقاله عشر سنين ما شافش إبنه غير في الصور ، وهي يا عيني قاعدة في بيت عيلة كل الفلوس بتتحول على أهله ، وحماها هو اللي بيديها المصروف وبيديها ملاليم عشان ما تحوش منهم حاجة ، تخيل لما تحتاج تجيب حاجة شخصية وهي معهاش فلوس هتعمل ايه ؟! أخوها بيديلها كل شهر مبلغ عشان لو احتاجت تجيب حاجة لنفسها
قاطع جلسة المناقشة التي بدأ يغلب عليها طابع الحزن ، اقتراب سارة منهم تقول وهي تضحك :
- حنان عائشة بهدلت نفسها بالكيكة
_____________
بعد ساعة ويزيد انتهى الزفاف وأخذ كل منهم عروسه في سيارته وبدأ الجمع ينفض ، وعلى عكس ما حدث في ذهابهم أصر جاسر أن يقود سيارة چوري وبجواره رؤى ، فتوجه رعد إلى سيارة يوسف
قاد جاسر السيارة وعينيه تتحرك بين حين وآخر إلى ابنته التي تجلس شاردة عينيها مضطربة يتنهد حزينا على حالها ، بعد مدة توقفت السيارة ، فتح جاسر الباب المجاور ونزل يفتح الباب المجاور لابنته يبتسم في وجهها أمسك بكف يدها قبل أن ينظر لحسين يطلب منه :
- حسين خد عمتك واسبقوني على فوق ، هكلم چوري دقيقتين ونحصلكوا
تعجب حسين ولكنه وافق تحرك صوب رؤى الذي نظرت لابنتها قلقة ، خطت صوب جاسر تسأله :
- عايز چوري في ايه يا جاسر ، وبعدين ما نطلع واتكلموا فوق
ابتسم جاسر يحرك رأسه للجانبين يطلب منها :
- اطلعي بس يا لؤلؤتي وأنا هفهمك كل حاجة بعدين
تنهدت رؤى قلقة قبل أن تومأ برأسها توافق  ، أخذها حسين في المصعد في حين جلس جاسر جوار چوري على أحد درجات المدخل لف رأسه إليها يسألها :
- چوري طول الفرح وأنتِ باين عليكِ أنك متضايقة ، چوري انسي اللي حصل ، وابدأي مع حسين من أول وجديد ، چوري أنتِ مش متخيلة أنا حاسس بإيه وأنتِ هتبعدي عن البيت وأنا مش هشوفك كل يوم ، فتخيلي بقى تبقي بعيدة عني ومتضايقة كمان ، فكِ وانسي الماضي كله ، وعيشي حياتك اطلعوا شهر العسل واتفسحي واخرجي وانبسطي واعلمي كل اللي نفسك فيه إلا أنك تكشري وتزعلي كدة ، ماشي يا حبيبتي
ابتسمت لأبيها تحرك رأسها لأعلى وأسفل توافق أقترب جاسر منها يعانقها فتشبثت به خاصة حين سمعته يحادثها بنبرة حزينة تحترق ألما :
- عشان خاطري أنا ما تزعليش يا چوري ، أنا مش عارف أنا هروح إزاي وأنتِ مش معايا ، ما تخلنيش أقلق عليكِ
ابتعد چوري عن جاسر تبتسم في وجهه تحرك رأسها بالإيجاب مرارا وتكرارا ، قام جاسر يجذبها لتقوم ينفض الغبار عن فستانها تحرك يجاورها إلى المصعد صعدوا إلى الطابق الخامس حيث منزل حسين ، ما أن فُتح باب المصعد رأوا حسين أمامهم ، تنهد يردف :
- دا أنا كنت لسه نازل أشوفكوا لما اتأخرتوا ، قولت عمي عملها فيا مقلب وخدك وروح
ضحكت چوري بخفة تحركت للداخل تنظر لمنزل الزوجية تبتسم ، على الرغم من أنها هي. من وضعت كل قطعة فيه في مكانها مراته قبلا ولكن مشهده وهو مكتمل أكثر من رائع ، تحركت عينيها إلى والدتها التي أقبلت عليها تعانقها تهمس جوار أذنها تسألها قلقة :
- مالك يا چوري ايه اللي كان مضايقك يا حبيبتي
ابتسم چوري لرؤى تبتعد عنها تطمأنها :
- ما فيش يا ماما دي كانت حاجة في الشغل و بابا طمني أنه حلها خلاص
توسعت حدقتي رؤى تتمتم مدهوشة :
- شغل يا چوري ، شايلة هم الشغل في الفرح أنتِ عايزة تجلطيني إنتِ و أبوكِ
ضحك جاسر قبل أن يقترب من إحدى الارائك ارتمى بجسده يتمدد عليها يربع ذراعيه خلف رأسه :
- هو إحنا مش هنتعشى ولا إيه ، أنا ما بحبش أكل البوفية
توسعت حدقتي رؤى أنزلت النقاب على وجهها تحركت إليه تجذب ذراعه تمتم مستنكرة ما يفعل :
- نتعشى فين يا جاسر ، قوم هنتعشى في البيت ، يلا نمشي
زفر أنفاسه قبل أن يعتدل جالسا يتثائب ناعسا :
- والله عايز أنام ومش قادر أسوق ، خلاص نبات هنا النهاردة ، ونروح الصبح
مدت رؤى يدها تجذب ذراع جاسر إلى أن وقف أمامها فهمست له :
- بطل الحركات النص كم دي ، يلا نمشي عيب كدة
زم جاسر شفتيه قبل أن يرفع كتفيه لأعلى قليلا يردف :
- يلا بس ابقي سوقي أنتِ
تحرك جاسر يعانق ابنته يودعها ومن ثم توجه إلى حسين صافحه يضيق حدقتيه ينظر لوجهه قبل أن يتحدث يهدده :
- تبقي تجيلي مرة زعلانة بسببك، وأنا اتاويك اللهم بلغت ، ألف مبروك يا أبو نسب
وتركه وخرج لحقت به رؤى بعد وداع لطيف ، أغلق حسين الباب واستند عليه نظر لچوري يسألها يُمثل الذعر :
- تفتكري هيتاويني فعلا
ضحكت چوري تومأ برأسها ، فأصفر وجهه مذعورًا
حملت چوري طيات فستانها تتحرك به هنا وهناك دخلت إلى غرفة نومها جلست أمام مرآة الزينة تنادي باسمه فدخل يسألها مذعورًا :
- أبوكِ راجع ولا إيه
ضحكت تشير إلى حجاب رأسها قبل أن تردف :
- لاء تعالا ساعدني وشيل معايا دبابيس الطرحة أصلها كتير حاجة بسيطة يعني !!
____________
في شقة سامر وأريچ سترى الجميع هنا ، جاسر ومليكة ، وياسر ونرمين وسما والطفلين ، الجميع يضحكون سعداء إلى أن علا جاسر بصوته :
- إيه يا جماعة مش يلا بينا ولا إيه إحنا كدة بقينا عزول رسمي ، الواد سامر مش طايقنا بس هو عشان مؤدب مش عايز يطردنا
ضحكوا جميعا قبل أن يبدأ كل منهم يودع العروسين وقف جاسر في النهاية يعانق أريچ قبل أن يتحرك إلى سامر عانقه يهمس ينبهه :
- خد بالك ، ساعات العقل بيقرر يعمل رمونتادا ويرجع كل ذكريات الماضي فجاءة في أسعد لحظات الإنسان ، فما تسيبهاش لوحدها خالص
اومأ سامر براسع يطمأنه فابتسم جاسر له يربت على كتفه
خرج جاسر يلف ذراعيه حول كتفي مليكة يتمتم سعيدًا :
- أخيرا هنروح شقتنا ، تعرفي إني ما دخلتهاش من ساعة ما خرجنا منها سوا ، حلفت مش هدخلها غير معاكِ
_____________
في منزل جاسر مهران في غرفة الصالون سترى الجمع قائما ، يتحدثون ويضحكون ويعلقون على ما حدث في الزفاف ، تنظر ملاك كل لحظة وأخرى إلى خاتم الخطبة في يدها ، في حين ينظر يوسف كل لحظة وأخرى إليها
يبتسم سعيدًا ، ورعد يجلس جوار طرب يلاعب يونس ، وسليم وياسين قد ناما قبل قليل ووضعتهما مريم في فراشهم وذهبت لغرفتها ، قاطع ما يحدث رنين هاتف يوسف برقم وليد ، قطب وليد جبينه قلقا ، فتح الخط ليسمع صوت وليد يستنجد به :
- يوسف الحقني أنا في مصيبة
هب يوسف واقفا يصيح في وليد :
- مصيبة إيه يا وليد ، حصل ايه واختفيت فجاءة فين ؟
- يوسف بالله عليك مش وقته ، أنا هبعتلك لوكيشين هات بابا وتعالا عليه بسرعة يا يوسف
وأغلق الخط رفع يوسف يده يمسح وجهه حين سأله رعد :
-في ايه ماله وليد ؟
قص عليه يوسف سريعا ما حدث ، فوقف رعد يبادر :
- طب أنا جاي معاك
تحرك يوسف بصحبة رعد للخارج ؛ ليبصرا سيارة والدهم تقف نزل جاسر منها يردد محتدا :
- أنت رايح فين يا بيه إنت وهو دلوقتي
تحدث يوسف متوترًا قلقا على صديقه :
- وليد بيقولي أنه في مصيبة ، وقالي أجيب والده وأروحله ورعد قال هيجي معايا
قلق جاسر على ولديه فقرر مرافقتهما ، نظر لرؤى يطلب منها :
- رؤى ادخلي يا حبيبتي ، وأنت يا بيه إنت وهو
اركبوا لما نشوف البيه هبب إيه !

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن