للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس و الثلاثون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
- وإني هتجوز وجيالك هنا عشان تطلقني !!
وقعت الجملة على نفسه وقع الصاعقة لم يكد يستيقظ من مفاجأة ظهورها المفاجئ ، ورؤيته لطفله الصغير لأول مرة ، جاءت هي لتُكمل سيل المفاجآت تخبره أنها جاءت هنا ليطلقها لتتزوج غيره ، هل جُنت ؟
شعر بالغضب وهو في الآونة بات سريع الغضب يشتعل دون مقدمات ولا يهدأ بسهولة ، قبض على عضد يدها يصرخ فيها بعلو صوته :
-تتجوزي ، جاية بعد سنة هربتي فيها ، بعد سنة قلبت عليكي الدنيا فيها ، جاية تقوليلي طلقني هتجوز ، دا في المشمش ، مين دا وعرفتيه امتى وفين ؟!
نزعت ذراعها من يده تبتعد خطوة للخلف خافت على صغيرها من أن يفزع من صوتهم ، فتحركت تضعه على الأريكة تحاوطه بالوسائد قبل أن تعد إليه وقفت أمامه تُشهر سبابتها في وجهه طحنت أسنانها تحادثه منفعلة :
- أنت مالكش أي حق أنك تسأل ، بعد كل اللي عملته أنا خرجتك برة حياتي خالص ، عايز تعرف هو مين ، هو واحد مش هيعايرني في يوم إني كنت رقاصة غصب عني ، هو واحد هيصدقني ويحترمني ، مش هيتعامل معايا على إني واحدة رخيصة جايبها لمزاجه وبعد ما ياخد غرضه منها يسمعها كلام زي السم ، هو راجل يا رعد
توسعت حدقتاه غضب تتقد نارًا ، مد يديه يقبض على ذراعيها يهزها بعنف يصرخ فيها:
- وأنا مش راجل يا طرب
حركت رأسها للجانبين في اللحظة التالية تحادثه متشفية :
-لا يا رعد مش راجل
في اللحظة التالية صرخت من الألم حين هوى بكفه على وجهها بعنف ، كانت متيقنة من أنه سيفعل ذلك ، التف وجهها أثر صفعته تشعر بها كالنيران تحرقها رغم ذلك التفتت له تبتسم ساخرة تتهكم منه :
- كدة أنت راجل يعني ، لو فاكر أن الرجولة بفرد عضلاتك عليا ، تبقى أبعد ما تكون عن كدة ، أنا حبيت رعد ... حبيت رعد الطيب اللي كان ليا السند والأمان والحماية والضهر ، حبيت رعد اللي كنت بنام جنبه وأنا مش خايفة من أي حاجة في الدنيا ، حبيت رعد اللي ما سمحش لحد أبدا أنه يهين كرامتي حتى أبوه ، بس واضح إني حبيت قشرة وأن الحقيقة عكس كدة
اقتربت منه تدفعه بكفيها في صدره بعنف ليرتد للخلف في حين بدأت هي تصرخ فيه بعلو صوتها :
- بتضربني ، إنت عايش دلوقتي بسببي ، أنا اللي حميتك ، أنا اللي خدت السم بدالك ، أنا اللي منعتهم يأذوك ، أنا اللي رغم كل اللي عملته فيا ، ما حبتش احرمك من ابنك وسميته يونس زي ما كنت عاوز ، أنا أنضف منك ألف مرة
ومن ثم أشهرت سبابتها في وجهه تصرخ فيه تتوعده :
- إياك تفكر تمد إيدك عليا تاني ، فاهم
ومن ثم التفتت تود المغادرة ليسارع يمسك بكف يدها يمنعها من ذلك يحادثها غاضبا :
- أنتي رايحة فين ، أنتي فاكرة إني هسيبك تهربي تاني بابني
نزعت يدها من يده تنظر لها من جانب عينيها تبتسم في سخرية ، تحركت صوب الأريكة تحمل الصغير قبل أن تلتفت له تتحدث بلامبلاة :
-أنا رايحة عند ماما ، ياريت ورقة طلاقي توصلي على هناك ، إنت عارف العنوان ، ومن غير سلام
تحركت تود الرحيل ؛ ليسارع خلفها سريعا اعترض طريقها يقف أمامها يمنعها من الرحيل يتحدث غاضبا :
- سيبي إبني ، وروحي عند والدتك لو عايزة ، وترجعي تاني
ضحكت تسخر مما يقول ، نظرت لعينيه تتحداه قبل أن تتحدث تتهكم منه :
-عايزني اسيب ابني مع أب خمورجي بتاع كاس ، لا يا حبيبي أنا آسفة ابني هيريبه راجل محترم ويكون في علمك يونس متعلق بيه جداا وبيحبه جداا ، باي
تحركت تتجاوزه وهو يقف مكانه يكاد ينفث اللهيب من الغضب ، لا يعرف لما انفجر فيها غاضبا بذلك الشكل ، أراد رؤياها ليعتذر منها ولكن ها هو ينفجر فيها دون سابق إنذار ، والأسوأ يصفعها ، قبض كفه ينظر للمكان حوله ليبتلع لعابه مختنقا يتذكر جملتها( عايزني اسيب ابني مع أب خمورجي بتاع كاس )
بات نموذجًا سيئا لا يجب أن يحُتذى به بعد أن كان العكس ، ارتعش كف يده وتعرق جبينه وجملتها تطرق في رأسه بعنف
____________
أما هي فأخذت سيارة أجرة تخبره بعنوان منزل أبيها ، دقات قلبها على وشك أن تتوقف تمنع دموعها بمعجزة لأنها في سيارة الأجرة ، لا تصدق مدى تدني الحال التي وصل إليه رعد ، حين أخبرها جاسر والده في الهاتف أن رعد على شفا السقوط في فوهة من نار ، أنه ينهار لم تكن تظن أن الوضع بذلك السوء ، لم تتخيل في أسوأ كوابيسها أن تجد عاهرة في منزله ، ولكن النقطة الجيدة أنه لم يقم معها بعلاقة محرمة ، ربما لو تركته لنفسه يوما آخر لفعل ذلك ، من يدري؟!
لقائها بجاسر والد رعد من جديد كانت مصادفة ولكنها علمت الآن أنها كانت من تدابير القدر لتعد في الوقت المناسب ، وقف السيارة بعد رحلة قصيرة ووقفت هي أمام منزل أبيها من الخارج تنظر له مشتاقة تدمع عيناها من الشوق والحنين ، تحركت للداخل تمر عبر الحديقة إلى أن وصلت لباب المنزل رفعت يدها تدق الباب تحادث صغيرها سعيدة :
- دلوقتي هنشوف تيتة وخالتوا ملاك
لحظات وسمعت صوت ملاك وهي تصيح من الداخل:
-حاضر جاية
ابتسمت سعيدة قلبها يدق بعنف ، كم تود رؤياها وهي تقف على قدميها أخيرا وبالفعل فُتح الباب وظهرت ملاك ، ارتسمت الصدمة على ملامح وجهها ظلت تنظر إلى طرب مذهولة تنقل عيناها بينها وبين الطفل الصغير الذي تحمل قبل أن تصرخ فجاءة من الفرح :
- طرب ، طرب انتي رجعتي ، طرب أخيرا
واندفعت تعانقها تنهمر الدموع من عيناها بحرقة تهمس ملتاعة:
-وحشتيني يا طرب ، أنا كنت خلاص فقدت الأمل أنك ترجعي تاني ، وحشتيني اوي أوي
ابعدت طرب ملاك عنها تمسح بكفها على وجنتها برفق لمعت الدموع في عينيها تحادثها وهي تبتسم :
- وأنتي كمان يا حبيبتي وحشتيني أوي ، مش عاوزة تسلمي على يونس .. يونس دي خالتو ملاك
توسعت عينا ملاك للحظات قبل أن تصرخ من الفرح تسرع تأخذ الصغير من بين يدي طرب تحتضنه بقوة تتحدث سعيدة :
- دا ابنك ، دا جميل اوي يا طرب ، تعالي ادخلي واقفة عندك ليه ، أنا هطلع أنادي ماما
دخلت طرب إلى منزل أبيها تنظر لكل ركن فيه تتذكر مشاهد من حياتها القديمة وكم كانت سعيدة ، توقفت عيناها عند الصورة الكبيرة في منتصف الصالون لوالدها ووالدتها وهي وملاك ، تتذكر تلك الصورة جيدا ، أجفلت على صوت والدتها تحادث ملاك وهي تنزل درجات السلم :
- في اي يا ملاك عمالة تصرخي ليه كدة
التفتت طرب برأسها تنظر إلى والدتها التي توقفت مكانها ما أن رأتها تنظر إليها بلهفة شديدة تدمع عيناها ألما ، ابتسمت طرب تحرك رأسها وكأنها تأكد لوالدتها أنها هنا حقا ، تحركت ناحيتها لتسارع كاملا تنزل الدرجات الفاصلة تهرع إلى ابنتها تأخذها بين أحضانها تبكي ويتعالى نشيجها تعاتبها :
- ليه بعدتي يا طرب ، ليه حرقتي قلبي عليكي لما اختفيتي ، أنا كنت هموت من الخوف ليكون جرالك حاجة ، حرام عليكي دا أنا ما صدقت رجعتوا لحضني تاني
ظلت طرب بين أحضان والدتها طويلا لم تنطق بحرف، لم تُبرر لم تقل شيئا فقط ظلت تعانقها تغمض عينيها ... إلى أن قاطع كل ذلك صوت يونس وهو يبكي يُعرف عن نفسه ، ابتعدت طرب عن أحضان والدتها تأخذ الصغير من ملاك تحركت إلى والدتها تعطيها الصغير تعرفها به :
- يونس ، ابني يا ماما
شهقت كاملا بقوة تضع يدها الأخرى على فمها تتمسك بالصغير بين أحضانها جيدا تدمع عيناها فرحا ، تضمه إلى أحضانها ... تحادثها مدهوشة :
-ايوة صح ، دا جاسر كان قالنا أنك حامل ، طب حصل ايه وولدتي فين إزاي
ضحكت طرب بخفة تبعثر خصلات شعر يونس الخفيفة بأطراف أصابعها تردف :
- الأستاذ يونس معاه الجنسية البريطانية ، هحكيلك كل حاجة بعدين يا ماما ، بس مبدئيا أنا اللي ساعدني الفترة اللي فاتت عمو كمال صاحب بابا فكراه
حركت كاملا رأسها بالإيجاب سريعا تنظر للصغير تبتسم سعيدة ، قبل أن تفوح رائحة غير سارة تماما من حفاض يونس ؛ لتضحك طرب تردف :
-الأستاذ يونس عاوز يغير الحفاضة ، الشنط كلها عند عمو كمال ، هنعمل ايه دلوقتي
قاطعتها كاملا تردف سريعا :
-مالكيش دعوة بأستاذ يونس أنا هتصرف ، هتصل بالصيدلية القريبة مننا تجبله بامبرز ، وفي هدوم هنا ليكي أنتي وملاك وانتوا صغيرين ، وهنروح نعمل شوبينج ونجبله أحلى هدوم في الدنيا ، اقعدي أنتي ارتاحي ، وأستاذ يونس بقى في عهدتي خلاص
ابتسمت طرب لوالدتها تومأ برأسها لوالدتها ؛ لتتحرك كاملا لأعلى ، في حين تهاوت طرب إلى الأريكة وملاك جوارها تغمض عيناها متعبة تفكر في القادم ، مرت عدة دقائق إلى أن دُق الباب وجاء عامل التوصيل ، أخذت ملاك منه الحفاضات وصعدت تعطيها لوالدتها ، نزلت لطرب بعد دقائق تحادثها ضاحكة :
-ماما هتطير من الفرحة بيونس
ابتسمت طرب شاردة تومأ برأسها ، ارتمت ملاك جوارها على الأريكة ترفع يديها تعقد شعرها في دائرة خلف رأسها ، نظرت طرب إليها وهي تفعل ذلك تبتسم جذب انظارها تلك الاصابع الحمراء المطبوعة على ذراع شقيقتها لتعقد جبينها مستنكرة أن تكن ملاك تتعرض للعنف ؟! أمسك بذراعها تزيح كم قميصها للخلف تسألها مستنكرة :
_ صوابع مين دي يا ملاك اللي معلمة على دراعك ، مين دا يا ملاك ، يوسف ؟
التوتر الذي ظهر على وجه ملاك وهي تحرك رأسها للجانبين سريعا أكد لها أن حدسها صحيح ، ولكن لما يفعل يوسف ذلك ، هل جُن مثل شقيقه ، عقدت جبينها غاضبة تحادثها منفعلة :
_ أنتي بتكدبي يا ملاك ، إزاي تسيبيه يعمل كدة انتي اتجننتي ، هو بيضربك؟!
حركت ملاك رأسها للجانبين سريعا تهمس متوترة:
_وطي صوتك يا طرب عشان ماما ، لاء طبعا ما بيضربنيش ، هو بس اتعصب عشان أنا كنت بتكلم مع جارنا وهو بيغير عليا أوي ، واعتذرلي كتير أوي وكان أصلا عاوز يسيبني عشان خايف يإذيني
قبضت كف يدها غاضبة ، خبيث ذلك اليوسف بشكل يصعب تصديقه وشقيقتها حمقاء بشكل مبالغ فيه لم تستطع أن تظل صامتة فصرخت فيها :
_ انتي عبيطة أنتي بتبرريله ، وانتوا لسه على البر اومال لما تتجوزا هيعمل فيكي ايه ، هيصبحك بعلقة ويمسيكي بعلقة دا مش طبيعي تتصلي بيه دلوقتي تخليه يجي هنا ياخد شبكته ونفضها سيرة ، ولو ما عملتيش كدة يا ملاك لا انتي ولا أعرفك
حركت ملاك رأسها للجانبين سريعا تجمعت الدموع في عينيها تهمس تتوسلها :
- لا يا طرب عشان خاطري أنا بحبه ، بحبه أوي
شعرت بالغيظ الشديد من سلبية شقيقتها في حق نفسها كم لها أن تقبل أن يفعل بها يوسف ذلك ومن يعلم كم مرة عنفها فيها وهي تقبلت وسكتت ، لم تكن تتخيل أبدا أن يوسف بذلك السوء ، اقتربت من شقيقتها تحتضن وجهها بين كفيها تحادثها مترفقة تحاول إقناعها :
- يا حبيبتي ما ينفعش يعاملك كدة ، يا ملاك أنا طول عمري محافظة عليكي مش عايزة أي حد يضربك ، كنت بضرب من تهاني وعدي عشان احميكي منهم ما حدش فيهم يضربك ولا يكلمك ، جاية أنتي دلوقتي تبرري ليوسف ضربه ليكي إزاي تقبلي على نفسك كدة يا حبيبتي ، اللي بيحب ما بيأذيش يا ملاك أومال أنا سيبت رعد ليه ، عشان آذاني
ولكن يبدو أن يوسف كان يسيطر جيدا على عقل شقيقتها ، حركت ملاك رأسها بالإيجاب سريعا تردف متلهفة :
- صدقيني دي أول مرة يتعصب كدة ، والله ندم جداا ووعدني مش هتتكرر ، ولو عمل كدة هقولك صدقيني هقولك أوعدك عشان خاطري يا طرب أنا بحبه
تنهدت يائسة لم تُرد أن تُحزن شقيقتها في أول لقاء لهما بعد غياب طويل بينهما ، ولكنها لديها الكثير ستقوله لذلك الوغد يوسف في غياب ملاك ، ابتسمت لها تحرك رأسها لأعلى وأسفل لتصرخ ملاك سعيدة تعانقها ، أمسكت بكف يدها تجذبها معها تتحدث سريعا :
- طب تعالي معايا بسرعة قوليلي ألبس انهي فستان عشان خلاص يوسف ساعة وجاي ، أنا بس هلبس الفستان ومش هحط ميكب ، يوسف رافض إني احط ميكب
___________
في فيلا جاسر مهران ... في غرفة مريم تحديدا في الحمام الملحق بالغرفة وقفت مريم هناك تُمسك بهاتف صغير تهمس تحادث نصار غاضبة :
- يعني ايه مش جاي يا نصار ، أنت وعدتني أنك جاي ، الفستان دا أنا اصلا جيباه عشان..
وسكتت تشعر بالحرج مما كانت ستقول لتسمع ضحكاته العميقة قبل أن يتحدث عابثا :
-جيباه عشاني قولي ما تتكسفيش ، رغم اني بعشق خجلك دا ، يا حبيبة قلبي عندي صفقة مهمة ما ينفعش ما احضرهاش وبعدين ما أنا هشوف الفستان في الصور ، أنتي اصلا لو لابسة ورقة جرايد هيبقى عليكي فستان عالمي
يا مريومة
أحمرت وجنتاها خجلا تقبض على الهاتف في يدها ، توجهت تجلس على حافة المغطس ابتلعت لعابها تسأله متوترة :
- نصار ، تفتكر لو روحت طلبت أيدي من بابا هيوافق ، أنت عارف يعني عشان فرق السن اللي بينا
سمعت صوته يتحدث بهدوء وثقة :
-أنا وجاسر أصحاب يا مريم ، وأنا واثق أنه هيوافق ، مش هيعترض خالص على موضوع فرق السن دا ، ولو اعترض يا ستي أنا هقنعه بقولك صاحبي وفاهم دماغه ، أنا بس مش عاوز أكلمه دلوقتي عشان هو يا عيني بيلف حوالين نفسه بسبب اللي بيهببه رعد أخوكي
مش عايزك تقلقي خالص يا حبيبتي
تنهدت بعمق تومأ برأسها ، لا تزال تشعر بالقلق ولكنه أقل مما كان عليه ، ابتسمت حين سمعت يقول يتغزل بها :
- وبعدين بقا ، أنا مستعد أفضل اتكلم مع القمر دا طول عمري ، يلا يا حبيبتي روحي كملي لبسك واتصوري في الفرح كتير أوي عايز أشوف كل الصور
ابتسمت خجلة تحرك رأسها بالإيجاب ، أغلقت معه الخط وخبأت الهاتف في المرحاض ، وخرجت بهدوء تُكمل إرتداء فستانها تنظر لإنعكاس صورتها خاصة لعدسات عينيها الطبية ، نصار كان محقا حين أن تنزع النظارة وتضع بدلا منها عدسات طبية ، نصار دوما مخق ذلك الرجل تعشقه !! ، أجفلت على صوت دقات على باب غرفتها ودخل والدها ، ابتسم ما أن رآها يردف:
- ايه الجمال دا زي القمر يا حبيبتي ، يلا خلصي عشان لسه هنعدي على ماما نجيبها هي وياسين وسليم ، هروح اشوف البت چوري لبست ولا لسه
وترك مريم تحرك إلى غرفة چوري يدق الباب ،سمع صوتها تأذن له ففتح الباب ودخل ، رآها تجلس على الفراش تعبث في هاتفها ابتسمت له في حين عقد هو جبينه يسألها :
- أنتي مش هتلبسي ولا ايه ، فرح جاسر ابن عمتك كمان نص ساعة إحنا متأخرين أصلا
اقترب يجلس على حافة فراشها في حين حركت هي رأسها للجانبين تعتذر منه :
- لا يا بابا معلش أنا تعبانة خالص ، الشغل في المشروع الفترة دي كتير أوي عشان نلحق نخلصه تعبنا بقى ، معلش مش هقدر آجي
ابتسم لها يحرك رأسه موافقا ، جاء يقوم فأمسكت بذراعه تردف سريعا:
- بابا صحيح قبل ما تخرج في حاجة عايزة اقولك عليها
نظر إليها يبتسم يُحثها أن تكمل ، فظهر الارتباك جليا على وجهها تتمتم متوترة :
- بصراحة يا بابا ، أنا متقدملي عريس ، باشمهندس عمر من شركة السراج ، الشركة الشريكة معانا في المشروع ، هو شاب طيب ومحترم و.....
قاطعها يسألها :
- وأنتي موافقة عليه ؟
ابتسمت مرتبكة تُخفض رأسها لأسفل تومأ برأسها بالإيجاب ليصفر وجه جاسر ، حاول أن يبتسم في وجهها يحرك رأسه موافقا قبل أن يربت على وجنتها برفق ويخرج من الغرفة ، يجذب الباب ، ألتقط هاتفه في اللحظة التالية من جيب سترته يطلب رقم حسين ، ما أن أجاب الأخير أردف جاسر ساخرا :
- أهلا بخيبتها ، عارف فيلم عريس مراتي يلا ، ابقى روح اتفرج عليه
سمع حسين يسأله مستنكرا :
- في اي يا عمي حصل ايه
ضحك جاسر يسخر منه من جديد :
- لا يا حبيبي ما حصلش حاجة ، خليك عايش في ماية السلطة ، مراتك متقدملها عريس وهي موافقة عليه ، هبقى اجيبك تشهد على كتب الكتاب
انفجر حسين يتحدث غاضبا :
- دا مين دا إن شاء الله ، ويعرفها منين
تحرك جاسر لأسفل صوب سيارته يردف ساخرا:
- مش بقولك عايش في ماية السلطة ، الواد اللي اسمه عمر اللي معاكوا في المشروع ، كاتك خيبة إن كنت إنت ولا المتخلف أخوك مراد ، غور ياض شوف هتتصرف إزاي
وأغلق الخط في وجهه يتنهد متعبا ، يحتاج رؤى جواره يشعر بأنه يلتف في حلقة يحتاج يدها لتشد على كتفه ولكنها حرمته منها
___________
أمام قاعة زفاف كبيرة فخمة مضاءة بالكثير من الأضواء وقفت سيارة الزفاف التي بها جاسر ومليكة وسامر يقودها وجواره أريچ ، نزل جاسر اولا يعقد زر حلته ، يلتف حول السيارة فتح الباب المجاور لمليكة يُمسك بكف يدها يجذبها بخفة من السيارة يبتسم في وجهها سعيدا في حين يطغي هي على وجهها حمرة الخجل ، لا تزال مشهده حين رآها تخرج من صالون التجميل ترتدي فستانها الأبيض، توسعت عيناه حتى ملئت وجهه ينظر لها يبتسم دون كلام ، اقترب منها وقتها يعانقها بقوة يهمس لها بكلمة واحدة:
-بحبك
لا تزال تتذكر صوته وهو يقولها ، تشعر بسعادة لا مثيل لها تكاد تأخذها وتطير من فوق الأرض ، أجفلت على صوت الدفوف من جوارها ، دق قلبها بعنف حين نظرت لوجه جاسر خلسة ورأته يبتسم سعيدًا ، نظرت جوارها لترى والدتها تقف بالقرب منها تنظر اليها تبتسم تدمع عيناها وعلى الناحية الآخرى تقف نرمين والدة جاسر تنظر لها هي ووالدتها كارهة ، هي حقا لا تفهم لما تكره نرمين والدتها دون أن تفعل لها شيئا ، فُتح باب القاعة على مصراعيه وبدأت أصوات الموسيقى تعلو وبدأت تخطو لداخل قاعة الزفاف بصحبة جاسر تنظر للجمع من حولها متوترة ، كلما زاد توترها تقبض أظافرها على حلة جاسر إلى أن رفع يده الأخرى يربت على كفها برفق يطمأنها :
- أنتي متوترة ليه كدة ، دا فرحنا يا حبيبتي ، اهدي وافرحي ، الناس دي مش هتاكلك ، هما هياكلوا البوفية
ضحكت بخفة على مزحتة تتنفس بعمق تحاول أن تهدأ كما قال ، اقتربا من « الكوشة» ولكن قبل أن يجلسا طلب منهم منظم الحفل أن يبدآ الزفاف برقصة لهما معا
تحرك جاسر يجذبها معه وقف أمامها يمسك بكف يدها ، يضع يده برفق على خاصرتها ، لترفع يدها الأخرى تضعها على كتفه ، تُخفض عينيها متوترة ؛ ليميل برأسه صوبها يهمس عابثا :
- يا شيخة يخربيت الكسوف ، يا بنتي بقالنا سنة مخطوبين ، الطم دا إحنا لو كنت اتجوزنا من وقتها كان زمان معانا ميرفت وعلاء
رفعت عينيها إليه تضحك بخفة على ما قال لتتسع ابتسامته حين ضحكت ، يتحرك معها على أنغام الموسيقى يمازحها من جديد :
- الواد الرخم اللي اسمه الودينج بلانر دا ، كان هيخسر ايه لو كنا قعدنا الأول ، هو دا بقى الكلام اللي العريس بيقوله للعروسة وهما بيرقصوا وهي بتضحك مكسوفة ، بيشتم في الودينج بلانر ، وأنا اللي كنت فاكر أنه بيقول قلة أدب
ضحكت مليكة من جديد على ما يقول تحرك رأسها يائسة منه ، شيئا فشئ بدأ توترها يزول وتضحك وتتفاعل معه ، تنظر إليه تلمع عيناها فرحًا
رآها وهي سعيدة تضحك تتمايل بين أحضان آخر بفستان زفاف آخر تبدو سعيدة تكاد تطير تلامس السحاب من شدة سعادتها ، لمعت الدموع في عينيه يحترق قلبه ، يتذكر حين كان يراها قديما ، ولكن هي تلك النهاية الطبيعية لحكايتهم الأميرة لا تتزوج المسخ ، الأميرة تتزوج أمير ، حتى لو كان المسخ لم يعشق غيرها
انتفض حين شعر بيد تُوضع على كتفه نظر خلفه سريعا متوترا ؛ ليرى زين يقف خلفه .. ابتسم عمار له يعانقه ليشدد زين على عناقه يهمس له :
- تعرف أن أنا جيت عشان أشوفك ، عشان كنت واثق أنك هتيجي
ابتعد عمار عن زين يبتسم حزين يحرك رأسه يردف سريعا:
- أنا مش جاي أعمل جاحة والله يا زين ، أنا جاي اشوفها وهي مبسوطة وهي عروسة وبترقص في حضن جاسر ، جاي اشوف عينيها وهي بتلمع ، مليكة لما بتبقى مبسوطة أوي عينيها بتلمع زي النجوم ، صدقني هما لاقيين على بعض أوي ما ينفعش تتجوز واحد زيي ، أنا عارف أنه غباء إني جيت هنا دلوقتي بس أنا كنت محتاج اشوفها للمرة الأخيرة ، أنا هرجع أسوان تاني دلوقتي
والتفتت ليغادر ليجذبه زين يعانقه من جديد ليتمسك عمار به يغمض عينيه تنهمر الدموع من عينيه يتمتم بحرقة :
- أنا استاهل يا زين ، استاهل يتحرق قلبي ، أنا اذيت ناس كتير أوي ، سيبني امشي أرجوك قبل ما حد ياخد باله إني هنا ، المفروض إني ميت خصوصا نصار
ابتعد عمار عن زين يودعه يُنزل القبعة على وجهه يُخفي وجهه بكمامة طبية ، وتحرك سريعا يخرج من الباب الخلفي للقاعة ، رفع زين يده يمسح الدموع عن عينيه؛ لتراه مرام وهو يبكي يمسح دموعه فأستحال شكها يقينا أنه كان يحب العروس ، فشعرت بالضيق الشديد تقبض على فستانها حانقة ، وهي من ارتدت أفضل فستان لديها ليراها فقط جميلة يالها من حمقاء ، ابتعدت تبحث عن طاولة والديها لتجلس عليها
أما على صعيد آخر دخلت عائلة جاسر الحفل عادا يوسف الذي لم يأتي بعد ، رفع عاصم يده إلى جاسر ليتحركوا جميعا صوب طاولتهم عدا مريم التي لم تذهب حين رأت مراد يجلس هناك ، توجهت إلى أريچ تصافحها تلتقط معها الصور ، إلى أن جاء سامر يعتذر منها :
- معلش يا آنسة مريم ، ممكن أخد المجنونة خطيبتي خمس دقايق
ابتسمت مريم بخفة تومأ له ، فتحركت أريچ بصحبة جاسر ، رأتهم مريم يتوجهون إلى طاولة يجلس عليها والد أريج ومعه رجل آخر يشبه سامر على الأغلب هو والد سامر ، انتبهت على صوت مألوف يأتي من خلفها :
- إزيك يا مريم
التفتت خلفها لترى مراد يقف خلفها ، حاولت أن تبدو لامبلاية وتحادثه ببرود:
-بخير كويسة ، في حاجة؟
ابتسم مراد في هدوء يحرك رأسه للجانبين يدس يديه في جيبي سرواله الجينز يردف :
- لا أبدا جاي أسلم عليكي ، أنتي ناسية أن إحنا قرايب ولا ايه ، بس تعرفي شكلك بالنضارة أحلى العدسات دي مش لاقية عليكي
لم تهتم لما يقول ، أعطته ابتسامة صفراء تردف :
- أنا شايفة أن شكلي بالعدسات أحلى
في اللحظة التالية قال ما جعل الدماء تتجمد داخل خلاياها ذعرا :
- أنتي بردوا اللي شايفة ولا عمو نصار !!!
أصفر وجهها وتوسعت عيناها ، ابتلعت لعابها تشعر بكل ذرة فيها تنتفض أما هو فأكمل بهدوء :
- هو فين صحيح مش شايفه ، مع أنه دايما ييبقى موجود في اي مكان أنتي فيه ، عارفة يا مريم الراجل دا يبقى چان بجد وكاريزما بس لو تبصي في عينيه هتخافي أنا نفسي بخاف والله في كمية خبث وشر في عينيه مش طبيعية
حاولت أن تبدو أكثر هدوءً ولكن ذلك لم يُفلح رغما عنها ارتعش صوتها تهمس تسأله :
- أنت عاوز ايه يا مراد بالظبط ؟
ابتسم يرفع كتفيه لأعلى يتحدث ببساطة:
- أبدا أنا جاي أسلم عليكي ، ما رضتيش تقعدي على الترابيزة لما شوفتيني قاعد ، على العموم أنا هروح أرقص مع الشباب وأسلم على جاسر ، تقدري تروحي تقعدي
وتركها وغادر تاركا كل ذرة فيها تنتقض ، وتأكد هو من حدسه إن نصار ينصب شباكه حول مريم
أما زين فتحرك هنا وهناك يبحث عن مرام ، إلى أن رآها تُمسك بالكاميرا الخاصة بها تلتقط الصور للعروسين ، اقترب منها يبتسم يحادثها :
- أنتي فين يا مرام ، بدور عليكي بقالي شوية
لفت مرام رأسها نحوه تعطيه نظرة باردة وابتسامة فاترة تتحدث بهدوء :
- هكون فين يعني بصور العريس والعروسة ، عن إذنك عشان اخلص
قطب جبينه متعجبا من طريقتها ، قبل أن يسألها ما بها أشار له عاصم أن يأتي إليه ففعل .
أما هناك جوار مليكة تقف زينب تبتسم تضحك ، تلتقط مع مليكة الصور وعينيها تتحرك خلسة صوب باب القاعة تتمنى أن تراه بين لحظة وأخرى ، إلى أن فعلت أخيرا رأته يدخل بصحبة جواد ، جواد شقيقه مخطوبته السابقة التي بالمناسبة هي المصورة التي تقف أمامها الآن ، ابتسمت متوترة حين تلاقت عيناها بعينيه لتراه يعطيها إبتسامة فاترة شقت قلبها نصفين لتحرك رأسها صوب مليكة تمنع نفسها من البكاء بصعوبة بالغة
وختام الدخول كان ليوسف الذي يُمسك بيد ملاك التي تحاول أن تبتسم ولكن إن دققت النظر إلى قسمات وجهها سترى بقايا دموع عالقة في عينيها ، وابتسامتها ترتجف تحاول ألا تبكي ، تلك المرة لم يبدي يوسف ندمه على ما فعل بل اقترب برأسه منها يهمس محتدا :
- تستاهلي عشان اللي اقوله يتنفذ ، دلوقتي تقعدي على الترابيزة ما تتحركيش وما تتكلميش عن اللي حصل تمام
طرب كانت محقة تلك الجملة الوحيدة التي تتردد في عقلها ، لا تصدق حتى أن يوسف فعل بها ذلك ، اومأت برأسها تشعر بالذعر منه ؛ ليمسك بكف يدها يجذبها إلى الطاولة ابتسم في هدوء وكأن شيئا لم يكن يرحب بالجميع
أما هي فكانت ترتجف تتمنى فقط أن تهرب من هنا ، تختبئ بين أحضان طرب تبكي
كان من المفترض أن يكن يوسف وملاك آخر الحضور ولكن بعد ساعة وأقل ، توقفت السيارة ورفضت النزول حتى يلتف يفتح لها الباب نزلت من السيارة تتألق في ثواب أسود يخطف الأنظار ، دخلت من باب القاعة لتتوجه أنظار الجميع ، طرب تجاور رعد
_____________
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال
هتلاقوني في معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم الجمعة الجاية 26 يناير في دار إبداع صالة1 جناح b 24
اللي حابب نتقابب نتصور ولتوقيع الروايات
وما تنسوش معانا في المعرض دا
1- لأنها أنتِ " صاحب الحلة السوداء"
2- أسير عينيها الجزئين الأول والثاني ( معدلة منقحة بها الكثير من الأحداث الجديدة )
بالإضافة إلى روايات الأعوام الماضية
( بين الروح وما بقي منها
ورد أبيض وغرابيب سود
ضلع أعوج استقام لينتقم
أنت تقرأ
أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالث
Mystery / Thrillerبريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو