الحادي والاربعون الجزء الثاني

40.7K 2.3K 376
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الحادي والاربعون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
أشار بيده إلى الستار الأحمر ليتحرك إلى الجانبيبن ويظهر من خلفه عمار ومعه رعد
هب نصار واقفا أصفر وتوسعت عيناه ينظر لمن أمامه مصعوقا ، لا يصدق أنه يرى عمار يقف أمامه ، عمار الذي قتله هو قبل فترة طويلة ، عمي لم يمت وتحالف مع جاسر ضده وبالطبع أخبره بكل شيء ، وها هو رعد بن جاسر من الابتسامة الكبيرة الساخرة على شفتيه أدرك الخدعة ، شعر فجاءة بأنه وقع في الفخ ، هو الذي ينصب الفخاخ بات فأرًا في المصيدة ، تحركت عينيه سريعا صوب باب المنزل ليرى عاصم ومعه زين وجاسر راضي ذلك الطبيب النفسي المتحذلق ثلاثتهم يقفون هناك ينظرون إليه والوعيد يملأ عيني كل منهم ، وكانت الطامة الأخيرة حين وقف يوسف عن مقعده المتحرك ينظر إليه يلوي ثغره بابتسامة ساخرة ، نقل أنظاره بين الجميع قبل أن تقف عينيه عند جاسر الذي ينظر إليه يبتسم في هدوء ، فتح ذراعيه على اتساعهما يرحب به :
- دلوقتي بس يبدأ عرض الساحر ، بس قبل ما العرض يبدأ محتاجين نملا شوية بيانات
إنت نصار الأشهب مش كدة
صمت لعدة لحظات ينظر لوجه نصار قبل أن تتسع إبتسامتها يصحح ما يقول :
- قصدي شادي ، شادي حازم سليمان
توسعت عيني نصار في حين ضحك جاسر عاليا اقترب بخطاه من نصار وقف أمامه يفصلهم خطوة واحدة ، تحركت عيني جاسر على وجه نصار قبل أن يقول مبتسما :
- تعرف يا نصار أنا أعرف أن أنت شادي بن حازم سليمان من أمتى
تحركت عيني نصار في اللحظة التالية صوب عمار يرميه بنظرة تحمل الوعيد بالجحيم ، أما جاسر فضحك يحرك رأسه للجانبين :
- لالالا مش من عمار ، عمار أصلا ما يعرفش ، أنت ما قولتش حقيقتك لحد حتى تهاني كل اللي قولته ليها إني سرقتك وأن فلوسي حقك أنت ، بس ليه ما قولتش ، نصار أنا أعرف أنك شادي من يوم حفلة عُدي المهدي ، فاكر لما سألتك وقتها أنا شوفتك فين قبل كدة ؟
«ابتسم جاسر في هدوء ،ينظر ليد الرجل الممدودة لعدة ثوانٍ قبل أن يمد يده يصافحه بهدوء يتمتم :
- اهلا نصار باشا اتشرفت بيك
ومن ثم جذب يده يضعها في جيب سرواله يوجه له سؤال مباشر :
- عُدي كان بلغني أن حضرتك الشريك الجديد ليه في شركات المهدي ، بس معلش أنا عندي سؤال ؟
توقع نصار سؤال جاسر ، عن الشركة المفلسة التي اشتراها هو وضخ فيها الأموال لتعمل من جديد ولما اختار شركات المهدي لشراكتها ولكن سؤاله كان مختلف :
- أنا شوفتك فين قبل كدة ؟ »
ضحك جاسر عاليا يومأ برأسه بالإيجاب يتحدث ساخرا :
- من أول لحظة شوفتك فيها وأنا عارف أنك شادي بن حازم سليمان ، شئت أم أبيت أنت نسخة من عمي حازم الله يرحمه ، عشان كدة أنا أديت بدل الفرصة عشرة وعشرين بس أنت غبي ما استغلتش ولا فرصة
الصدمة التي ظهرت على وجه نصار كانت حقا لا تٌوصف ، أما جاسر فضحك عاليا يعود خطاه للخلف وقف في منتصف الصالة ينظر لوجوه الجميع قبل أن يقف عند نصار يتحدث بهدوء:
- خلينا نحكي الحكاية من البداية ، من سنين طويلة اتغدر بأختي وبعيتلي كلها من صبري ، الراجل اللي ولدي كان بيشتغل عنده ، وبسبب أبو تهاني التهمة اتنفت من عليه ، ولبسنا العار رغم أننا كنا مظلومين ضحايا ، أبويا وأمي ماتوا ، بس عشان ربك رحيم بعتلي حازم سليمان ، الراجل دا كان أطيب خلق الله ،الله يرحمه ، ساعدني ووقف جنبي والمقابل كنت أنا برعاه وبخلي بالي منه ، اعتبرني زي أبنه ، في أول معرفتي بيه سألته إن كان ليه أولاد فقالي أنه كان عنده ابن ومات وهو لسه صغير
ولكن بعد سنين بعد ما بقى بيثق فيا أكتر من نفسه ، حكالي على كل حاجة إن شادي أبنه مريض نفسي عنده انفصام في الشخصية ، قتل والدته وحاول يقتله فوداه مصحة ، ولكن شادي ما سكتش ولع في المصحة ومات ناس بالهبل فيها ، وهرب شادي منها ، بس حازم لقاه وعشان ما يروحش في ستين داهية ، سفره مصحة برة مصر وقال إن هو مات في حريق المصحة ، وواضح أن شادي اتعالج أو لاء ، عمار يعرف أكتر ولا ايه يا عمار ؟
هنا تحرك عمار نزل من فوق سطح المسرح يتحرك صوب نصار وقف أمامه ينظر إليه تلمع عينيه بدموع الغضب والألم ، ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه يحادثه :
- إزيك يا بابا وحشتني ، والله وحشتني رغم كل اللي عملته فيا ، واللي شوفته على إيدك ، بس أنت اللي ربتني ، ربتني إني أكون مؤذي ، إني آذي عشان ما تأذنيش ، حتى البنت الوحيدة اللي حبتها من قلبي خلتني آذيها عشان ما تأذيهاش ، أنا بسببك عملت حاجات كتير أوي بشعة خوفا منك ، كنت بحاول أبين دايما إني قوي ومش فارق معايا وأنا من جوايا كنت مرعوب ، مرعوب تأذيني ، بس ابدأ ما كنتش أتخيل انك تبعت حد يضرب عليا رصاص عشان تموتني ، دا أنا عيشت ليك سنين عمري خدام ، عبد أيوة زي العبيد بتوع زمان ، ما افتكرش حتى أن العبيد كانوا بيتعذبوا العذاب اللي شوفته ، رغم كدة كنت مُخلص ، أذيت أهلي عشان أرضيك ، تعرف أنا نفسي أوريك العذاب ألوان
ولكن نصار لم يبدو خائفا رغم الموقف الذي هم فيه ألا أنه ضحك ساخرا ، أشار بعينيه إلى عمار يحادثه بنبرة جامدة :
- تعالا أقف هنا جنبي واللي يقرب مني تضربه بالرصاص وإلا أنت عارف أنا هعمل فيك إيه
انتفض عاصم غاضبا يتحرك صوب نصار يصرخ فيه غاضبا بعلو صوته:
- أنا هطلع روحك في ايدي يا كلب هوريك العذاب ألوان على اللي عملته في أولادي
ولكن ما لم يحسب له أي منهم حسابا هو رد فعل عمار ، الذي أسرع يجذب المسدس من غمده يشهره في وجه عاصم وقف أمام نصار يحميه يصرخ في عاصم :
- لو قربت منه هقتلك
تجمد عاصم مكانه ينظر لعمار بذهول لا يصدق ما يفعله :
- عمار ايه اللي أنت بتعمله دا ، أنت اتجننت
أما نصار فتعالت ضحكاته الساخرة ، رفع يده يضعها على كتف عمار يسخر من عاصم :
- شوفت هو بيسمع كلام مين يا عاصم ، دايما كنت بقول أن عمار هو اللاعب المحترف في فريقي
ومن ثم حرك رأسه صوب جاسر يحادثه ساخرا :
- يعني إنت كنت بتلعب بيا الكورة يا جاسر يا مهران ، طول عمري كنت بسمع عن ذكائك بس لما اتعاملت معاك لقيتك غبي أوي ، عشان اكتشف في الآخر أن أنا الغبي
نظر جاسر صوب عمار الذي يشهر مسدسه في وجوه الجميع ، قبل أن يضحك يومأ برأسه :
- مش أنا قولتلك ، أن عيب شادي أنه غبي وفاكر نفسه ذكي ، رغم كل الكوارث اللي عرفت أنك عملتها وبتعملها ، ألا إني قربتك مني وعلمتك الشغل واديتك الصفقات وفتحتلك السوق قدامك تكبر ، عشان خاطر عمي حازم الله يرحمه ، وكنت مستعد اسامحك واتغاضى عن كل اللي عملته وأعوض الناس اللي أذيتهم ، لحد ما عرفت انك يا قذر كنت بتلعب على بنتي وعايز تعتدي عليها ، وبتخطط تقتل رعد ويوسف، بس تعرف ايه المميز فيك يا نصار أو يا شادي بقى أنك نفسك طويل ، يعني فضلت سنين تدمر في عمار عشان يبقى عروسة لعبة تحت إيدك ، تنفذ من غير ما تفكر
وفضلت سنة متخفي زي التعبان في جلد الصديق لحد ما أثق فيك ، واعتبرك فرد من العيلة
- وعليه طبعا زي أنت أكيد عارف وشايف وشاهد ، أنا بكره جاسر مهران وعاوز أموته ورافع عليه قضية حجر عشان أخلص منه ، وبكلم الدكاترة عشان يجيبولي تقرير يثبت أنه مجنون ، مش دا الكلام اللي كان بيوصلهولك ممدوح الجاسوس اللي أنت حاطه في شركتي

تحدث رعد في هدوء تام قبل أن ينزل من المسرح يقف جوار أبيه يضع يديه في جيبي سرواله ينظر لمن أمامه ساخرا ، أحتدت نظرات نصار غضبا تكاد كل خلية به تنفجر غضبا ، كان لعبة بين أقدام مهران وأولاده ، رأى يوسف وهو يتحرك صوبه يتحدث ساخرا هو الآخر :
- غبي أنت أوي يا نصار ، حبيبي كل كلمة كنت بتكلم بيها حتى نفسك ، كان جاسر باشا بيعرفها ، وآخرهم كان خطتك أنك تقتلني ، عشان كدة قولنا نساعدك ، بدل ما تخطط وتتفق وتجيب سلاح ، رعد ضرب رصاصة من مسدسه ، بقى بذمتك يا راجل في حد يتضرب بالنار في كتفه يجيله شلل نصفي ، أنت فاكر أننا ما كناش عارفين إن الممرضة اللي على باب الأوضة داخلة تديني حقنة فيها سم ، وأنت صدقت كان عنده حق جاسر باشا لما قال أنك غبي فاكر ونفسك ذكي
هنا انفجر نصار غاضبا يصرخ بعلو صوته :
- انتوا اللي اغبيا مش أنا ، أنا اذيتكوا ، جاسر باشا مهران الحرامي ، سرق فلوس أبويا ، ودلوقتي فلوسي رجعتلي حقي رجعلي ، أنا ما يتضحكش عليا يا جاسر أنا ما يتلعبش بيا الكورة ، من واحد حرامي وشيخ منصر زيك ، عامل فيها شيخ وهو قذر
ابتسم جاسر في هدوء يتحرك خطوتين صوبهم ليحرك عمار مسدسه صوب جاسر يشهره أمام صدره إلا أن جاسر لم يهتم إنما أكمل طريقه وقف أمام نصار يسخر منه :
- دي فلوسي أنا يا نصار ، ورثي من أبوك صحيح ، بس ورثي أنت مالكش جنية فيها ، أنا كنت بديك الصفقات دي وبساعدك شفقة وإحسان مني ، عايزني اديك ملايين يا شحات ، خلينا نتكلم بصراحة يا نصار لو الفلوس دي كانت معاك كنت عملت بيها اللي أنا عملته ، كنت صرفتهم في يومين وقضيت باقي عمرك شحات ، بس تعرف لو ما كنتش عملت الفيلم دا كله وجيت قولتلي أنا شادي بن حازم سليمان وعايز فلوسي أنا كنت راضيتك بقرشين
كلمات جاسر كان يقصد بها استفزاز نصار لأقصى حد ممكن وبالفعل صرخ نصار غاضبا ، اقترب من جاسر سريعا يقبض على تلابيب ثيابه يصرخ فيه بجنون :
- أنت حرامي ، حرامي سرقت ملكي ، بس خلاص هو رجعلي عشان تعرف أن أنت اللي غبي ، أنت اللي شحات ، كنت حتة عيل بيمسح جزم وبفلوس أبويا بقيت مليونير ، أنت فاكر أن أنا كنت عاوز الفلوس بس ، أنا كنت عاوز أدفعك التمن وأعيشك في عذاب ، كنت هموتلك عيالك واحد ورا التاني ، كنت هخلي عمار يطبق على مريومة حبيبة بابا كل اللي أنا علمتهوله ، لولا أنه غبي ، كان هيعذب مريم وأنا هموتلك رعد ويوسف واتفرج عليك وأنت بتموت من العذاب على ولادك لحد ما تتجنن ،
لكن هو دمر كل اللي خططتله عشان حب حتة بت دمرلي كل خططي ، عشان كدة خلصت منه ، وزين جبان ما كانش هينطق بحرف وقررت إني أقرب منك لحد ما ابقى جزء من العيلة ،عشان أنا بنفسي اللي اعتدي على مريم وكنت ناوي أموت رعد ، بس لقيته بيكرهك لقيته بيعذبك باللي بيعمله ، لقيتك مكسور وحاير بسببه ، لقيت جنونه بيزيد وعايز يدمرك بأي شكل ، أنا مش شحات أنت اللي حرامي
ابتسم جاسر في هدوء رفع يديه يمسك بيدي نصار التي تقبض على ثيابه يُبعده عنه ، ابتسم في هدوء يومأ برأسه :
- خلاص عدت الكلام ستين مرة ، خليني اسألك سؤال يا نصار ، أنت كنت بتصرف منين طول السنين دي ، الفلوس اللي عملت بيها كل دا ،  اشتريت بيها شركة وبيت في البلد وفيلا وعربية ، الفلوس اللي قضيت بيها السنين دي كلها جبتها منين ، قبل ما تعرف تهاني وقبل ما تهاني تضحك على جلال ، أنت خرجت من المصحة لقيت في حسابك مبلغ في البنك بملايين يا ترى الملايين دي كلها جت منين

قطب نصار جبينه مستنكرا ما يقول جاسر ، صرخ فيه بعلو صوته :
- وأنت مالك ، دا مش شغلك دي فلوسي هو سابلي جزء منها قبل ما يموت والباقي والكم الأكبر أنت نهبته ، أنا بس برد حقي ، طلعت ناصح وعارف كل حاجة بس خلاص فات الأوان وفلوسي رجعتلي

في اللحظة التالية خطى صوب مريم بخطى سريعة يلف ذراعه حول رقبتها يجذبها إليه ينظر لجاسر يضحك ساخرا :
- والحلوة مريم هتبقى عروسة النيل اللي هتترمي ضحية عشان تفدي الكل ، أنت مش متخيل يا جاسر بنتك حلوة إزاي ، مش متخيل أنا نفسي ألمسها إزاي
ارتجفت مريم بين يدي نصار تنظر لأبيها تستنجد به مذعورة ، أما هو فضحك يسخر منها يشدد خناقه حول رقبتها يهسهس غاضبا :
- ايه يا مريومة خايفة ليه يا حبيبتي ، دا أنا جيت النهاردة هنا بسببك أنتِ بس ، عشان اتجوزك عشان تكوني ليا ، قبل ما أكتشف أن بابا وأخواتك بيلعبوا بيا ، بس ملحوقة مش نصار الأشهب اللي يقع بسهولة كدة
نظر صوب عمار يحادثه غاضبا :
-خرجنا من هنا ، اللي يقرب مني أضربه بالرصاص
التفت عمار برأسه ينظر صوب نصار قبل أن يبتسم يومأ برأسه موافقا يحادثه :
- حاضر ، هعمل كدة ، لما تجاوبني على سؤالي ، عملت فيا كدة ؟ ، عذبت طفل صغير لا حول ليه ولا قوة ليه ؟
انفجر وجه نصار غضبا ،الأحمق الأبلة الغبي ، أيرى أنه الوقت أو المكان المناسب ليقول ذلك ، صرخ فيه بعلو صوته :
- دا وقته يا غبي ، بقولك خرجنا من هنا ، وأنتِ بطلي عياط بدل ما أقطع نفسك خالص ، شايفة حبيب القلب واقف يتفرج عليكِ وأنتِ بين إيديا ، هو عمره ما حبك ، أنا اللي حبيتك ، أنتِ بتاعتي أنا
ومن ثم نظر لعمار يصرخ فيه بعلو صوته :
- أنت واقف تتفرج عليا
حرك عمار مسدسه بين جاسر ورعد ويوسف يوجه حديثه لنصار :
- أنا لو نزلت المسدس دا دلوقتي ، كل واحد فيهم هينهش فيك حتة ، أنت الضعيف يا نصار ، أنت الضعيف هنا ، وأنا مش هتحرك من مكاني من غير ما أسمع ردك
هنا انفجر نصار غاضبا يصرخ فيه بعلو صوته :
- عايز تعرف أنا كنت بعمل فيك كدة ليه ، أنا كنت بنبسط وأنا شايفك بتتعذب ، كنت ببقى في أقصى مراحل سعادتي وأنا شايفك بتبكي وبتترجاني ، مش هو لسه قايل قدامك أن أنا مريض نفسي ، مجرد منظرك وأنت حتة عيل بتجري وبتصرخ من الرعب كانت بتحسسني بنشوة ما قدرش يحسسني بيها أقوى مخدر خدته في حياتي ، الرعب يا عمار ممكن يخلي الإنسان يعمل أي حاجة ، وأنت شوفت من الرعب اللي مخليك لحد دلوقتي لسه بتحميني عشان أنا بس أمرتك ، لآخر مرة يا عمار بأمرك تطلعني من هنا
ومن ثم مال على أذن مريم يحادثها بنبرة خبيثة مسموعة للجميع :
- عارفة اللي أنتِ سمعتيه دا كله ، هعمله فيكِ لو أبوكِ فكر يتعرضلي
انتفضت مريم مذعورة تنظر لأبيها تشهق في البكاء تتوسله أن ينقذها ، التفت عمار صوب زين يطلق رصاصة مرت بالقرب منه ، تجمد زين مكانه ينظر لأخيه مصعوقا ، أما عمار فبدأ يصرخ فيهم :
- أنا كدة كدة ميت لو ما بعدتوش عن طريقي هفضل أموت فيكوا لحد ما أموت
توتر جاسر ينظر لعمار مصعوقا متوترا غاضبا ، ذاك الخبيث المخنث خدعهم ، أشار إليهم ليبتعدوا عن الباب يصرخ فيهم:
- ابعدوا عن الباب عشان البنت ما تتأذيش ، ابعدوا
صرخت رؤى مذعورة تهرول صوب زوجها تصرخ فيه :
- أنت بتعمل ايه يا جاسر ، أنت هتسيبه ياخد البنت ، هتسيب المجنون دا ياخدها

ضحك نصار ساخرا ينظر إليهم يحادث جاسر شامتا :
- شوفت بقى رغم كل اللي عملته مين اللي أنتصر في النهاية
تحرك جاسر خلفهم يصرخ في الحراس :
- أبعدوا عنه ، ما حدش يقرب منهم ، نصار اسمعني ، أنت خدت فلوسك سيب البنت
ضحك نصار ساخرا يتحرك صوب سيارته يشير لجاسر بالوداع يسخر منه :
- باي يا جاسر هبقى ابعتلك فيديو للامورة بنتك وهي في حضني ، عشان تشوف العروسة
دخل سريعا إلى سيارته وعمار خلفه يشهر مسدسه دخل سريعا إلى مقعد السائق ، ينطلق بالسيارة ... نظر نصار إلى عمار يصرخ فيه :
- صبرك عليا على كل العته اللي عملته ، لولا بس أنك في الآخر اشترتني أنا كنت وريتك العذاب ألوان ، شوف أي داهية نروح فيها وتجبلي مأذون عشان أكتب على البت دي ، عشان جاسر ما يعرفش ياخدها ،أنا هموته بحسرته عليها ، الكلب كان بيخدعني وبيلعب بيا طول الفترة دي هو وعياله ، وأنت اخرسي مش عاوز أسمع صوتك بدل ما أموتك وأخلص منك
انتفض مريم مذعورة تضع يدها على فمها تبكي بلا صوت جسدها ينتفض بعنف ، نظر عمار إليها من خلال مرآة السيارة قبل أن يبتسم ساخرا يكمل طريقه إلى منطقة بعيدة متطرفة ظهر على مرمى بصره مبنى قديم ، قطب نصار جبينه مستنكرا يسأله :
- ايه المكان دا ؟
وجه عمار تركيزه للطريق أمامه يحادث نصار :
- دا مخزن لمصنع قماش قديم ، كنت مختفي فيه لشهور ما حدش يعرف مكانه ، وبعدين ما تقلقش أنا لو عاوز اخونك ما كنتش حميتك هناك ، وضربت نار على اخويا وأنت عارف زين بالنسبة لي
أكمل عمار الطريق إلى أن بات أمام المصنع
نزل أولا ، يفتح الباب لنصار نزل وكأنه ملك يمشي بغرور أشار إلى مريم يحادث عمار :
- هاتها
فتح عمار الباب المجاور لها يقبض على كف يدها ، يجذبها معه وهي تصرخ خائفة تحاول أن تجذب يدها من يده ، مد عمار يده بالمفتاح إلى نصار ، فتح نصار باب المخزن القديم لتتسع عيناه فزعا حين أبصر جاسر يقف أمامه يحادثه مبتسما :
- اتأخرت ليه العشا برد
وقبل أن يأخذ أي رد فعل دفعه عمار بقدمه بعنف من خلفه ليسقط أرضا على وجهه ، تأوه متألما حاول أن يقوم سريعا ليبصر الكثير من الأحذية السوداء التي تلتف حوله ، رفع عينيه سريعا ليجد نفسه محاصر داخل دائرة من جاسر ورعد ويوسف وعاصم وحسين ومراد وزين وجاسر راضي ، وفي النهاية انضم عمار للحلقة ، ينظرون إليه من أعلى ونيران الانتقام تلهب أعينهم جميعا ، سمع ضحكات عالية تخرج من أفواهم ، قبل أن ينحني جاسر راضي يقبض على تلابيب ثيابه يرفعه عن الأرض لكمه بعنف يصرخ فيه :
- دا عشان اللي عملته في مليكة وفي أختي
ارتد نصار بعنف إلى رعد ، الذي قبض على تلابيب ثيابه ينفض عنه الغبار ينظر لجاسر غاضبا :
- كدة يا جاسر ، دا راجل كبير ، ما ينفعش تعمل كدة
ابتسم في وجه نصار بهدوء قبل أن يلكمه بعنف يصرخ فيه :
- ودا عشان إنت كنت السبب في اللي حصل لمراتي
ارتمى نصار إلى زين الذي لم ينتظر وركله بقدمه في معدته بعنف يصرخ فيه:
- ودا عشان اللي عملته في أخويا
عند تلك النقطة تحرك عمار أمسك برأس نصار يجره بعنف صدم رأسه بالحائط بكل قوة قبل أن يقبض على تلابيب ثيابه يكيل له باللكمات يصرخ فيه تنهمر دموعه يصرخ:
- دوق من اللي عيشتني فيه عمري كله ، دا عشان طفولتي اللي ضيعتها والعذاب اللي عيشته على إيدك ، وحبيبتي اللي أذيتها ، والمسخ اللي حولتني ليه ، عشان عذابي اللي استمعت بيه ، موتك على ايدي يا نصار ، موتك على أيدي أنا
قبض على عنقه بكفيه يضغط عليه بعنف يصرخ بعلو صوته :
- موت أنت لازم تموت
أسرع جاسر وعاصم يبعدان عمار عن نصار قبل أن يقتله ، جذب عاصم عمار إلى أحضانه في حين قبض جاسر على ثياب نصار يجذبه للداخل ليصرخ يوسف غاضبا :
- على فكرة أنا والواد مراد ما ضربنهوش والله ظلم هو أحنا عشان الصغيرين يعني
ربت رعد على كتف يوسف يحادثه ضاحكا :
- ما تخليهاش في نفسك وروح اضربه
شمر يوسف عن ساعديه يتحرك للداخل ، ألقى جاسر نصار صوب يوسف يحادثه ساخرا :
- معلش أبني وابن أخويا ولسه شباب وعايزين يلعبوا ، خصوصا مراد دا على آخره منك عشان فرقت بينه وبين مريم ، وخطفتها أنا هروح اطمن على أختك يا يوسف ، بعد ما تخلصوا تربطوه في العمود دا ، مش عايزه يموت طبعا
وتحرك جاسر صوب الخارج رأى مريم بين أحضان رعد تتمسك به تبكي وهو يحاول أن يهدئها ، تحرك جاسر إليهم يأخذ مريم من بين أحضان رعد تمسكت مريم بأحضانه تنتفض خائفة تتمتم مرتعبة :
- سيبتني معاه ، سيبته ياخدني ، سيبته ياخدني
حرك جاسر رأسه للجانبين يمسح على رأسها برفق توجه إلى أقرب مقعد منها أجلسها هناك ليجلس على ركبتيه أمامه ، رفع كفه يمسح الدموع عن وجهها يردف سريعا :
- تفتكري أنا كنت هسيبه ياخدك يا عبيطة ، العربية اللي انتوا راكبين فيها أصلا ورا الكنبة كان في واحد من رجالتي ، كان مستني إشارة من عمار وهيطلع يضرب نصار بالرصاص
نظرت مريم لوجه أبيها لعدة لحظات تحاول ألا تبكي ، أختنقت نبرة صوتها تسأله :
- هو حضرتك صحيح خدت فلوسه زي ما هو بيقول
ابتسم جاسر في هدوء يحرك رأسه للجانبين تنهد يقول :
- لا يا مريم أنا ما خدتش فلوسه ولا حاجة ، عمي حازم قبل ما يموت كان ناوي فعلا يكتب كل حاجة باسمي ، بس أنا رفضت وطلبت منه شركة واحدة من شركاته ، والباقي طلبت منه يصفيه ويحوله لفلوس والفلوس دي يبتعها لشادي في حساب في البنك عشان لما يخرج من المصحة يلاقي ورثه ، أنا مش حرامي يا مريم ، أنا طفحت الدم عشان أعمل من شركة واحدة مجموعة شركات ، واللي ساعدني على دا سمعة عم حازم الطيبة وسط السوق ، إنما أنا ما سرقتش ولا نهبت حق حد ، الراجل ادالي الشركة عن طيب خاطر كهدية إني تعبت في رعايته سنين ، وباقي املاكه راحت لابنه ، لكن هو لما خرج من المصحة ولقى شركات وفيلا وعربيات ، قال بس دا سرقني ودول من حقي ، طب والفلوس المتلتلة اللي أنت عمال تصرف منها ، لاء دول جزء من حقي وأنت ناهب باقي حقي ، شادي مريض نفسي من سنين وواضح أنه ما اتعالجش ، اهدي وبطلي عياط كل حاجة خلصت ، رعد تعالا هنا جنب مريم
تحرك رعد يجلس جوار شقيقه أما جاسر فتحرك إلى الداخل ليرى يوسف يلف حبل غليظ حول نصار يعقده جيدا ، نظر لولده يردف :
- بشويش يا يوسف إحنا لسه مش عاوزين عمو نصار يموت
ومن ثم تحرك إليه وقف أمامه يقبض على فكه يتحدث مبتسما :
- لسه لينا قعدة طويلة يا نصار ، قصدي يا شادي ، بس وقت تاني عشان العيال لازم تروح ترتاح شوية ، يلا ياض إنت هو ، وسيبو النور شغال أحسن يكون عمو نصار بيخاف من الضلمة ولا حاجة
في خارج المصنع جلس عمار على احد الدرجات يخفض رأسه أرضا تنهمر الدموع من عينيه وعاصم يجلس جواره كلما حاول أن يحتضنه يبعده عنه رافضا ، إلى أن أخيرا بدأ يتحدث بحرقة وهو يشهق في البكاء :
- سمعته ، سمعته وهو بيقول أنه كان بيعمل كدة عشان بيستمتع لما بيشوفني بتعذب ، هي ليه الدنيا تحكم عليا بالعذاب دا ، أنا كنت طفل
بيعدي قدامي دلوقتي كل لحظة رعب وفزع عيشتهم مش قولتلك أنا ما ينفعش أكون وسطكوا مش قولتلك أنا مؤذي
- أنت مأذي مش مؤذي يا عمار
التفت عمار سريعا على صوت جاسر ، ها هو غريمه الذي أخذ الفتاة الوحيدة التي أحبها قلبه يقف أمامه ، وقف عمار ينظر إليه قبل أن يبتسم يتحدث متهكما :
- جاي تشمت فيا ، حقك اللي أنا عملته بردوا مش قليل
حرك جاسر رأسه للجانبين ، يحادث عمار مترفقا بحاله :
- لا يا عمار أنا مش جاي أشمت فيك ، أنا بقولك الحقيقة ، أنت ضحية ، أنت مأذي مش مؤذي زي ما إنت فاكر ، بص يا عمار أنا عارف إن بينا مصانع الحداد ، بسبب أريچ ومليكة ، بس أنا دكتور نفسي شاطر ، أشطر مما تتخيل ومستعد اساعدك ، وأنا بتكلم بجد صدقني ، أنا خالي رفض كتير إني أحضر الليلة دي وكويس إني اصريت إني أجي عشان أشوف نص الحقيقة المخفي ، مستنيك يا عمار ، عن إذنك
مد يده يربت على كتف عمار ليدفع عمار كف يده غاضبا ينظر إليه كارهًا ، في حين ابتسم جاسر في هدوء قبل أن يتحرك على قدميه حيث المكان التي تختبئ فيه سياراتهم

خرج يوسف من الغرفة ومعه مراد ، دفع يوسف مراد في كتفه يحادثه ضاحكا :
- دا ايه يا جدع الغل اللي كنت بتضرب بيه دا ، ولا عشان كان عاوز يخطف مريم منك
هنا حرك مراد رأسه يمينا ويسارًا سريعا يبحث عن جاسر ومريم إلى أن رآهم ، هرع يقف أمام جاسر يحادثه متلهفا :
- يلا أنا جاهز ، هي بالفستان وأنا بالبدلة فين المأذون
نظر جاسر إلى مريم لتحرك رأسها للجانبين رافضة ،توسعت عيني مراد ذهولا يصيح غاضبا :
- نعم يا أختي يعني ايه لاء ، علي الطلاق أصورلكوا قتيل هنا ، وهيبقى الراجل العرة اللي إحنا رابطينه جوا زي الخروف دا ، هو إحنا مش اتفقنا يا عمي ، اتفقنا أن أنا اللي هكتب الكتاب ، دا أنا قعدت في قراية فتحتها على واحد غيري بصبر نفسي على ما تيجي اللحظة دي ، ولما تيجي تقولي لاء ، والله العظيم ما أنا خارج من هنا قبل ما أكتب الكتاب ، ما تقولوا حاجة يا اخوانا ، هو أنا يهودي ما حد يقف جنب أهلي
ضرب رعد كفًا فوق آخر ينظر إليه مشفقا يتحدث :
- الواد اتهبل ، يا ضنايا يا إبني ، لاء يا بابا أنا أخاف على مريم منه
ضاق مراد زرعا من سخريتهم منهم لينتزع المسدس من جيب حسين يشهره إلى صدره يحادثهم غاضبا:
- أنا مش بهزر وبطلوا تريقة ، أنا عاوز اتجوز مريم ودلوقتي ، وإلا والله هضرب نفسي بالرصاص
المجنون المختل ، زم جاسر شفتيه متضايقا يصيح باسم عاصم :
- يا عاصم تعالا شوف المتخلف ابنك ، يلا عشان عاوزين نروح
دخل عاصم ومعه عمار ، توسعت حدقتي عاصم ذهولا حين أبصر ما يفعله مراد ؛ ليصرخ فيه :
- مراد ما تتجننش ونزل المسدس بدل ما أجي أولع فيك
ولكن مراد حرك رأسه للجانبين يرفض ذلك ، نظر إلى مريم يلصق فوهة المسدس بصدره يعتذر منها :
- أنا عارف أني غلطت وجرحتك ، بس أنتِ دفعتيني تمن غلطتي وزيادة يا مريم ، والله العظيم يا مريم بحبك ، وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك ، عشان خاطري سامحيني ، اوعي تكرهيني يا مريم أنا ما بحبش في الدنيا غيرك
ابتسم جاسر يضم ابنته له ، طرقع بأصبعيه ليظهر أحد حراسه نظر جاسر إليه يقول جملة واحدة :
- هات المأذون
توسعت عيني مراد فرحا يكاد يطير من مكانه ، أما جاسر فنظر إليه يردف :
- عارف يا مراد لو ما كنتش عملت كدة ما كنتش خليتك تتجوزها ولو بعد 100 سنة
دخل المأذون وجلس في المنتصف بين جاسر وعاصم ، وانتهى عقد القران بجملة المأذون
« بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير »
تعالت صوت الزغاريد ، نظر الجميع يلتفتون حولهم من أين يأتي الصوت ، ليحرك رعد يده صوب شاشة هاتفه حيث كانت والدته وچوري يشاهدان ما يحدث من خلال هاتف رعد ، أخذ جاسر الهاتف من رعد يوجه حديثه لرؤى ضاحكا :
- شوفتي المجنون ابن أخوكي ، حلف ليضرب نفسه بالنار لو خرجنا من هنا قبل ما يكتب الكتاب ، هو فين صحيح
التفت جاسر حوله هنا وهناك يبحث عنه فلم يجده لا هو ولا مريم ، قطب جاسر جبينه قلقا يصيح فيهم :
- مراد ومريم راحوا فين ؟
خرج جاسر يهرول لخارج المخزن ليرى هناك على مرمى بصره مراد يمسك بيد مريم يركضان بعيدا ، صرخ بعلو صوته يهدده :
- قسما بالله يا مراد لو حطيت إيدك عليها لأنفخك إنت وأبوك واخواتك
وقف عاصم جواره يحاول ألا يضحك يطمأنه:
- ما تقلقش هو قالي أنهم هيخرجوا شوية وراجعين وأنا حلفته أنه يقربلهاش قبل الفرح وهو حلف
هنا صاح جاسر منفعلا :
- قالوا للحرامي أحلف ، ابنك حرامي غسيل دا أنا ما حستش بيه وهو بيهرب بالبت
ومن ثم دخل غاضبا للمخزن يصيح في يوسف ورعد :
- وأنت يا حيوان منك ليه ، إزاي تسيبوه ياخد اختكوا ، ماشي يا ولاد مهران حاضر
ومن ثم نظر لحسين يتوعده :
- قسما بالله يا حسين أخوك لو عمل حاجة لمريم ، لأخليك تطلق چوري
انتفض حسين يصيح مرتعبا :
- الله وأنا مالي أنا ، هو انتوا ما تقدروش على الحمار تتشطروا على البردعة ، ما تقول حاجة يا عمار دافع عن أخوك يا جدع
توتر عمار حين ألقى حسين الكرة إليه ، شعر بالتوتر والقلق تلعثم يقل مرتبكا :
- ما تخافش مش هيحصل حاجة مراد مش هيتأخر ، أنا ماشي يا بابا عن إذنكوا
تحرك خطوتين نظر عاصم لحسين ليفهم ما يريد أبيه أن يفعل ، أقترب من عمار يلف ذراعه حول كتفي عمار يحادثه بنزق :
- بقولك أخوك في ورطة وجوازتي واقفة على المتخلف أخونا الصغير وأنت تقول أنا ماشي ، تعالا يا عم ندور عليه ، زين روح بابا
أمسك جاسر بيد عاصم يحرك رأسه للجانبين يوجه حديثه لهم :
- لاء عاصم هيفضل معايا ، يلا يا رعد روح وأنت يا زين وراه
ابتسم رعد لأبيه يحرك رأسه موافقا ، تحرك عدة خطوات قبل أن يعود إليه يعانقه بقوة يهمس سعيدا :
- وحشتني يا حج ، هروح أشوف الجزمة اللي أنا متجوزها دي وهجيلك تاني
ضحك جاسر بخفة يومأ برأسه ، ما أن غادر الجميع تحرك جاسر صوب باب جانبي يفتحه ينظر لمن أمامه يبتسم ساخرا توجه لداخل الغرفة يجذب تهاني !! منها ، يأخذها إلى الغرفة حيث نصار ، هناك حيث سيقيم جلسة صغيرة للغاية بين أطراف النزاع !!
__________
تحرك رعد بسيارته يبتسم سعيدًا ، لديه الكثير ليقوله لتلك البلهاء التي يعشقها ، توجه إلى الشقة الجديدة التي يستضيفها والده فيها ، توجه إلى الباب فتحه بالمفتاح يدخل إلى الشقة يبحث عنها هنا وهناك إلى أن رآها تغط في النوم على فراش كبير ويونس ينام جوارها ، ابتسم سعيدا تحرك يحمل الصغير بخفة يضعه في مهده ، يدس نفسه جوارها على الفراش ، انتفضت هي مفزوعة حين شعرت بحركة مجاورة لها ، فتحت عينيها تنظر لما يحدث مرتعبة قبل أن تتحول نظراتها لأخرى غاضبة تحادثه :
- هو أنت ، امشي أطلع برة، صحيح والدك قالي أنك بتساعده وأن أنا فاهمة غلط وأنك هتفهمني كل حاجة ، بس أنا مش عايزة أشوف خلقتك
فما كان منه ألا أنه تمدد على سطح الفراش يجذب رأسها إليه بغتة لترتمي على صدره رغما عنها تثائب يحادثها ناعسا :
- نامي يا حبيبة قلبي ، وبكرة الصبح هنتخانق أنا وأنتِ و بابا وماما وناهد وكلنا ، شوفتي عشان خاطرك اتفرجت على أفلام عربي عشان أعرف اجاريكي ، ولما تقوليلي مسا مسا يا رؤوف أقولك مسا مسا يا ابراهيم
______________
وقف بسيارته بعيدا نزل منها يتحرك خلسة صوب أرض البرتقال الخاصة من مراقبته لها عرف أنها تخرج كل يوم عند السادسة صباحا تتجول بين الحقول قليلا ومن ثم تعود ، وها هي فرصته ، جهز منديل به قدر قليل من المخدر كي لا يؤذيها ووقف خلف الشجرة الكبيرة التي اعتادت أن تجلس أمامها ، ها هي أخيرا ظهرت ، تتحرك صوب الشجرة قلبه على وشك أن يفضح أمره ما أن رآها أقام احتفالا صاخبا ، انتظر إلى أن جلست مكانها كما اعتادت ،وظهر لها انتفضت واقفة ما أن رأته تصيح فيه :
- أنت ايه اللي جابك هنا ، امشي مش.عاوزة اشوفك
وتحركت تغادر هي ليفعل كما يشاهد في جميع الأفلام ، وقف خلفها سريعا يضع المنديل المبلل بمادة مخدرة على أنفها ، ظلت تقاومه عدة لحظات حتى انهارت تفقد الوعي بين ذراعيه ، ابتسم سعيدا يحملها بين ذراعيه إلى سيارته
________
الفصل القادم يوم الثلاثاء بإذن الله

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن