للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس والاربعون
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
ضحك جاسر قبل أن يتحرك صوب خالد يعانقه يرحب به :
- نورت والله يا صاحبي ، بس إيه الدخلة دي صرعتنا كلنا ، كنا لسه هنسحب السلاح
ضحك خالد يربت على كتف جاسر يتحدث وهو يضحك :
- داخلين نشرفك يا إبني
ضحك جاسر يحرك رأسه نظر للجمع حول خالد تحركت عينيه إلى لينا الواقفة جواره يحادثها باسمًا :
- نورتينا يا مدام لينا ، رؤى هتفرح أوي لما تشوفك
ومن ثم علا بصوته يحادثه البقية :
- منورين يا شباب المكان مكانكوا ، ادخلوا واقفين ليه
كان مع خالد ولينا حسام وزيدان فقط ، سارة ولينا فضلتا الجلوس في البيت مع الأطفال
وبدأ الحفل المكان مزدحم ولكن مساحته الضخمة تجعل الجمع يتحرك براحة دون أن يشعر أي منهم بالضيق ، الكاميرات تصور كل ما يحدث في الحفل ودعنا نفعل ذلك معهم
إن نظرت هناك سترى جاسر راضي يلف ذراعه حول كتفي مليكة يبسط يده الأخرى على بطنها ، قرب رأسه منها يهمس لها عابثا :
- إيه الجمال دا يا أم العيال ، فاكر ليلة دخلتنا يا حنفي
ضحكت مليكة تومأ برأسها قبل أن تكور كفها تصدمه على صدره الوغد الوقح ألا يخجل ، تركته وتحركت تغادر تتوجه صوب طاولة والديه تجلس هناك أما هو فتحرك هنا وهناك يرحب بالحضور
والمشهد الذي حدث جعل النيران تندلع في قلبه ، شعر بطعنة قوية تخترق روحه ، أراد أن يصرخ ويبكي ولكن لا رقية لا ذنب لها ، ولكنه سينفجر إن لم يصرخ ، مال على أذن رقية يهمس لها :
- معلش يا رقية أنا آسفة هروح بس الحمام خمس دقايق وجاي
حركت رأسها ليبتسم لها ، ترك مقعده وتحرك سريعا يبتعد يخرج من القاعة ، ما حدث جعل زين يقلق استأذن من مرام وتحرك يتوجه إلى رقية يسألها:
- هو عمار راح فين ؟
أخبرته أنه ذهب للمرحاض فتحرك سريعا يلحق بشقيقه ، تحرك يسأل عن المرحاض هنا وهناك إلى أن عثر عليه ، دخل فرأى المرحاض فارغا لا أحد سواه ، أقترب من شقيقه لف عمار رأسه إليه ، ليرى زين الدموع تملأ عينيه أقترب زين من عمار يسأله قلقا :
- مالك يا عمار بتعيط ليه ، حصل إيه ؟
أرتمى عمار بين أحضان زين يبكي ، رفع زين يده يربت على كتف شقيقه حين سمعه بحرقة :
- مش قادر يا زين لما شوفتها في حضنه لافف دراعه حواليها عمالة تضحك بين أيديه كنت هتجنن ،نار ولعت في قلبي يا زين ، ما قدرتش استحمل المنظر ، بس هي سعيدة ودا أهم حاجة عندي أنها تكون سعيدة ومبسوطة ، مليكة كانت حلم ما كنش المفروض أحلم بيه لأول مرة نصار كان عنده حق
ظل عمار يعانق شقيقه عدة دقائق يبكي بحرقة
إلى أن أستطاع تمالك شتات نفسه ابتعد عن زين يمسح دموعه عن وجهه يحاول أن يبتسم في وجهه :
- يلا نرجع ما ينفعش نختفي فجاءة كدة ، استنى هغسل وشي
وقف زين ينظر لحال شقيقه الأمر صعب عليه وهو يعرف ذلك ، ابتسم يربت على كتفه يحاول أن يشجعه :
- انسى يا عمار ، صدقيني علاقتك بمليكة كانت هتبقى سيئة بكل المقاييس ، مليكة عمرها ما كانت هتنسى اللي أنت عملته فيها ، وكل ما تشوفها أنت ، كنت هتفتكر كل ذنوب الماضي ، كنت هتعيش في عذاب دايم ، صدقني كدة أحسن ليك وليها ، تعالا يلا نخرج للناس
تنهد عمار يوافق حين خرجا من المرحاض رآيا عاصم يتحرك إليهما يبدو غاضبا :
- أنت فين يا بيه إنت وهو ، الناس بتسأل العرسان راحوا فين
تحركت عينيه إلى عمار صاحب الأعين الحمراء من أثر البكاء يسأله قلقا :
- وأنت مالك عينيك حمرا كدة ليه ؟ في ايه يا عمار حصل إيه ؟
حاول عمار أن يبتسم قبل أن يحرك رأسه يقول بهدوء :
- ما فيش يا بابا ، يلا بينا نرجع ، أنا بس حسيت بهبوط فدخلت الحمام إغسل وشي وزين جه ورايا
لم يقتنع عاصم بما قال ولكنه تحرك معهم وعاد كل منهما جوار عروسه ، هنا ظهر مراد وقف جوار عاصم يتحدث ساخرا :
- عيال فقرية ، في حد يسيب عروسته ويقوم من الكوشة بردوا ، كان هيحصلكوا حاجة يعني لو حطيتوا كوشة كمان ليا
ضحك عاصم قبل أن يرفع يده يصفع مراد على رقبته يسخر منه :
- أخرس ياض
زم مراد شفتيه متضايقا تبرم بعدة كلمات لم تصل لأذني عاصم قبل أن يتحرك يبحث عن مريم إلى أن وجدها اخيرًا كاد أن يقول شيئا يغازلها به ، حين صدح صوت منظم الحفل يطلب من الجمع :
- ممكن العرسان يتفضلوا معانا عشان نبدأ الرقصة الأولى
ابتسم حسين لچوري التي لا تنفك عن الشرود مد يده يمسك بكف يدها يتحرك معها صوب ساحة الرقص ، ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي چوري حين وصلا إلى منتصف الساحة وقف حسين أمامها يلف ذراعيه حولها وهي تضع يديها على كتفيها ، زفر أنفاسه متضايقا من حالة الشرود السخيفة تلك اخفص صوته يهمس:
- والله يا چوري ما ينفع حالة الشرود اللي أنتِ فيها دي ، والجملة الغريبة اللي أنتِ قولتيها على باب القاعة ، چوري إحنا في لحظات مش هتتكرر تاني ، ممكن تفكِ ولما نروح هعملك كل اللي أنتِ عيزاه مش عاوز أشوفك مكشرة وسرحانة كدة
زفرت أنفاسها بقوة تومأ برأسها حسين محق ، ابتسمت في وجهه فتنهد يردف سعيدًا :
- ايوة كدة يا شيخة حرام عليكِ ، دا أنا ما صدقت
بالقرب منهم احتضن سامر أريچ يبتسم سعيدًا يتحرك معها على أنغام الموسيقى قرب فمه من أذنها يتمتم ضاحكا :
- طول عمري كنت هموت وأعرف العريس بيقول ايه للعروسة ، بردوا ما عرفتش
ضحكت أريچ عاليا تضع رأسها على كتف سامر الذي ابتسم سعيدا يهمس بصدق من داخل أعمق نقطة في قلبه :
- أنا بحبك أوي يا أريچ ، بجد بحبك أوي ومبسوط أنك وافقتي أننا نتجوز دلوقتي قبل ما تخلصي الكلية وأنا وعد عليا وأقسملك بالله أن أنا هبقى جنبك خطوة بخطوة لحد ما تبقي أحلى دكتورة في الدنيا كلها
ابتسمت أريچ تلمع عينيها فرحا بعد كل ما حدث وخاضت كانت النهاية أروع بكثير مما تخيلتها ، لمحت عينيها عمار وهو يتحرك ليصل لساحة الرقص يمسك بيد رقية نظرت له من أعلى لأسفل بإزدراء ولم تشعر بالخوف وذلك ما زادها سعادة ، أنها لم تعد تشعر بالخوف منه
عادت تنظر لسامر ابتسمت تتحدث سعيدة بحرية دون أن تخشى من شيء ذلك أكثر ما تعشق في سامر ، أنها تخبره بكل ما يجول في رأسها دون خوفٍ منه :
-تعرف يا سامر أنا حاسة أن أنا كنت عايشة في فيلم رعب ، الأول بسبب مصطفى وبعدين عمار واللي انقذني من كل دا جاسر ، وفجاءة الفيلم اتغير وبقى فيلم جميل بدأت أعيش حياتي فيه من جديد ، لحد ما ظهر البطل اللي بيحب غزل البنات وبيلف تحت المطر
ضحك سامر أثر ما قالت قبل أن يتنهد بقوة تتحرك عينيه على صفحة وجهها يهمس لها :
- أنا وأنتِ كان جوانا جرح كبير أوي يا أريچ ، وعلى رأي اللي قال سألت كل المجروحين ايه اللي جرحكم كدة قالولي طيبة قلبنا بتعمل أكتر من كدة
انفجرت أريچ في الضحك أثر ما قال حبييها المجنون ، صوت ضحكاتها جلت جاسر الذي أمسك بيد مليكة يتحرك بها إلى ساحة الرقص لف ذراعه حول خاصرتها يعانقها يقترب منهم ، غمزهم بطرف عينيه يتحدث ضاحكا :
- ايه يا شباب ما تضحكونا معاكوا ، ولا مالناش في الطيب نصيب ، يعني أنا في الهم مدعية وفي الفرح منسية
ضحكت أريچ تنقل أنظارها بين سامر وجاسر قبل أن تردف ضاحكة :
- أنتوا الاتنين مجانين بجد ، بس أنا ما اقدرش أتخيل حياتي من غيركوا
ابتسم جاسر ينظر لشقيقته الصغيرة نبتته النضرة التي رعاها جيدا حتى تفتحت أوراقها ، يشعر بسعادة تغمر كيانه وكأنها ابنته لا فقط شقيقته ، حرك عينيه صوب سامر أثر يلكزه بمرفقه خفية لف سامر رأسه إليه فتحدث جاسر يتوعده :
- تزعلها هعملك منك طبق شوربة سمك ، آمين يا صاحبي
ضحك سامر يحرك رأسه يوافق قبل أن يبتعد بأريچ بعيدا يحادثها ضاحكا :
- تعالي نبعد عن أخوكِ قبل ما ياكلني
ابتسم جاسر لف رأسه إلى مليكة ليراها شاردة عينيها تنظر بين حين وآخر صوب عمار وما جعله غاضبا حقا أنه لاحظ أن عمار يحاول اختلاس النظرات إليها ، خرجت من بين شفتيه حمحمة غاضبة يوجه حديثه لمليكة بصوت خفيض :
-مليكة أنا عارف أنك ما بتحبيهوش ، وأنك بتبصيله قلقانة من وجوده ، بس هو مش هيعمل حاجة دي خطوبته ، وبعد إذنك ما تحاوليش حتى تبصي ناحيته تاني ، أنتِ مش متجوزة أختك يعني
ابتسمت مليكة في هدوء تحرك رأسها توافق ما يقول اقتربت منه أكثر تريح رأسها على صدره فابتسم يلف ذراعيه حولها سمعها تهمس :
- كويس أنك عارف ، ولازم تكون عارف إن أنا بحبك وبحبك أوي كمان ، صحيح هنروح لدكتورة امتى عشان نتابع معاها الحمل
جملتها جعلت إحساس لذيذ يضرب كيانه ، مجرد التفكير في الأمر يجعل قلبه يرقص فرحا ، تنهد بقوة يشدد من احتضانها يتمتم سعيدًا :
- بكرة على طول ، يارب تطلع بنت يا مليكة ، نفسي في مليكة صغيرة تبقى أنتِ بس على صغير ، هطلعها أكتر بنت في الدنيا عندها ثقة في نفسها ، لو ملكة جمال العالم جت وقفت جنبها ، بنتي بردوا هتبقى شايفة نفسها أحلى منها وهتبصلها بقرف كمان
أما بالقرب منهم فسترى شريف ومعه زينب التي ترقص بين ذراعيه ، تذكرت تلك الأغنية التي انتشرت مؤخرًا فابتسمت بخبث قررت أن تغيظه قليلا ، فبدأت تغني بصوت مسموع :
- يهون كل دا لو التمن كلمة رضى ، يا أبويا كنت منعتني
انتفض شريف يبتعد عنها خطوة ينظر إليها مصعوقا قبل أن يتحدث مستنكرًا ما تقول :
- طب أنا عملت إيه طيب ، ما عملتش حاجة أنا ، اللي بيعملوا على الترند بتبقى متجوزة حيوان ، ولا مجنون بيطفي فيها سجاير ، إنما أنا ما عملتش حاجة والله
ضحكت زينب على رد فعله قبل أن تومأ برأسها تردف من بين ضحكاتها :
- أنا كنت بغيظك كنت عاوزة أشوف رد فعلك
اختفت ابتسامة شريف يعض شفتيه مغتاظا ، اقترب يطوقها بذراعيه يهمس جوار أذنها يتوعدها :
- إما خليتك تعملي الترند حقيقي لما نروح صبرك عليا يا أوزعة أنتِ ، دا أنتِ دشملتيلي العربية دا أنا المفروض أقول يا أبويا كنت منعتني
جوارهم مباشرة سترى يوسف وهو يمسك بيد ملاك وهي تضع يدها الأخرى على كتفه تبدو متوترة للغاية ، تبحث بعينيها عن طرب بين لحظة وأخرى لا تعرف أين اختفت شقيقتها فجاءة انتبهت على صوت يوسف يسألها بصوته العميق الذي تحب :
- بتدوري على طرب؟
حركت عينيها إليه قبل أن تومأ برأسها توافق ما يقول ، ابتسم في وجهها يحاول أن يطمئنها :
- هتلاقيها بتغير ليونس ولا حاجة
حركت رأسها للجانبين تشير له برأسها إلى والدته ، يونس مع والدته فعاد ينظر ضحك عابثا يحاول أن يجعلها تهدأ قليلا :
- هتلاقيها مع رعد بيتحرش بيها في أي حتة مدارية ، عقبالنا إحنا كمان
توسعت حدقتيها أثر ما قال ، أحمر وجهها خجلا تنزل رأسها لأسفل لتسمع صوته يتمتم ضاحكا :
- لو تشوفي أبويا باصصلي إزاي عشان برقص معاك ِ ، أنا شكلي هتعلق على باب الفيلا النهاردة
ضحكت ملاك بخفة ، في حين ابتسم يوسف تنهد قبل أن يقول :
- ملاك أنا بجد آسف ، وأقسملك إني عمري ما هكرر اللي هببته دا تاني أبدا ، أنا كان نفسي نكتب كتابنا النهاردة بس أختك رفضت ، بس معلش السنين ما فيش أسرع منها
اختفت ابتسامتها توترًا ، عقدت جبينها تود أن تسأله ترددت لعدة لحظات ولكنها يجب أن تسأل :
- يوسف إنت لسه قدامك خمس سنين على ما تخلص ، ممكن في خلال السنين دي تحب أو تُعجب بواحدة غيري
ابتسم لها قبل أن يحرك رأسه للجانبين يُنهي ذلك الشك للأبد :
- الحب مش أكلة يا ملاك هزهق من البانية فهروح أدور على صينية مكرونة بالباشميل ،ما فيش حد بيزهق من الشخص اللي بيحبه ولا بيعرف يحب غيره ، عشان كدة أنا عاوزك تشيلي الفكؤة الهاطلة دي من دماغك تماما
ضحكت ملاك بخفة تحرك رأسها لأعلى وأسفل توافق ما يقول
أما هناك عند زين نظر لمرام سعيدًا قبل أن يتنهد يهمس يغازلها :
- تعرفي أنك أجمل بنت شافتها عينيا ، وأن وجودك في حياتي نعمة بجد ، أنا بحس معاكِ أن أنا سعيد أوي يا مرام ، أنا يمكن ما بعرفش أعبر بالكلام أوي عن مشاعري بس شوفي الافعال بقى ،اعتبريني مصباح علاء الدين
ضحكت مرام تحرك رأسها يائسة ، قبل أن تتحدث تخبره بما يجول في خاطرها :
- تعرف يا زين ، أنا كنت شخصية عكس تماما اللي أنت شايفها دلوقتي ، كنت بجد أنانية أوي ما بفكرش في اللايك والشير والشهرة الوهمية ، ولما فوقت اكتشفت فعلا أني كنت بضيع حياتي في السراب ، الحياة الحقيقية أحلى بكتير جواد وبابا وماما وأنت ! أغلى عندي من أي شهرة فيك مالهاش لازمة ، أنا دلوقتي سعيدة بجد ، فوتوغرافر شاطرة ، وبساعد جواد في الشركة ، وصلحت علاقتي مع بابا وماما ، ونور مرات جواد ، وبحب باشمهندس زين عاصم ، مش ناقصني أي حاجة بجد
- وباشمهندس زين عاصم بيعشقك
قالها قبل أن يعانقها يلتف بها حول نفسه وهي تضحك عاليا وسط أصوات التصفيق والصفير ، أما جواد فزم شفتيه يتمتم ساخرا :
- حاسس إني بقرون !
وأخيرا وصلنا إلى عمار ، عمار كان صامتًا ينظر لوجه رقية ويبتسم ، كلما حاول تجميع كلمة يقولها للفتاة أمامه كما يفعل جميع من حوله تبعثرت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله أبدا ، حاول وحاول وحاول إلى أن نطق أخيرا :
- على فكرة شكلك بالفستان حلو ، قصدي يعني أنك حليتي الفستان عما كان
لم يشعر أنها أحبت غزله السخيف ولها كامل الحق ، رآها وهي تنظر للجمع حولها تشعر أنها مختلفة غريبة عنهم ، حركت عينيها إليه حين سمعته يقول :
- بصي يا رقية ، صدقيني أنا أقدر أقولك قصايد غزل أنا كنت شخصية محترفة أنها تخلي. اللي قدامها يحبه ، بس ما كنتش شخصية كويسة يا رقية ، عشان كدة سامحيني أنا بحاول أتعلم الحياة من أول وجديد زي ما قولتلك ، أرجوكِ مش عايزك تحسي انك أقل من حد فيهم أبدا
أما عند الحضور فتحرك جواد هنا وهناك يبحث عن نور رآها تجلس جوار والدته تنظر للحفل بأعين تلمع ، أقترب منها يستأذن من والدته قبل أن يمد يده يمسك بكف يدها يجذبها لتتحرك خلفه توترت تسأله :
- أنت واخدني على فين يا جواد
ضحك بخفة قبل أن يتحرك بها صوب ساحة الرقص يشدها لأحضانه عنوة يتمايل بها وهي بين ذراعيه يتحدث ضاحكا :
- الرقص بيبقى كدهو ، ارقصي يا شفيقة
ضحكت نور مرتبكة تنظر حولها متوترة أما هو فكان ينظر إليها مسحورًا كعادته ، قرب أنفه منها يحتجز عبقها داخل رئتيه وتحرك لسانه يفصح عما في قلبه :
- لو تعرفي أنا بحبك قد إيه يا نور ،وأن عمري في حياتي لا حبيت ولا هحب غيرك ، نور أنا بتعذب وأنا حاسس أنك بجد ما بتحبنيش ، أنا مستعد أعمل أي حاجة لو طلبتي نجمة من السما ، عشان بس ما أحسش مجبرة على وجودك معايا
ورفع وجهه ينظر لوجهها ، تحركت حدقتيها على قسمات وجهه تنظر إلى فيضانات العشق التي تفيض من حدقتيه ، ويبدو أن موجة الحب المسيطرة على المكان أثرت بها ، تنهدت متوترة مرة بعد أخرى قبل أن تقول :
- أنا ما بكرهكش يا جواد ، ولا مجبرة على وجودي معاكِ زي ما بتقول ، يمكن كنت بحس كدة زمان في أول فترة اتجوزتني فيها ، بس من مدة طويلة والإحساس دا اختفى ، وأنا شيفاك دايما عاوز تعمل أي حاجة عشان بس تفرحني ، وأنا بقيت أن ليا سند في أي وقت هكلمك أو هحتاجك هتكون موجود ، جواد أنا ، أنا ، أنا بحبك
توقفت كل عضلة به حين نطقتها أخيرا ، عدا قلبه الذي تدافعت دقاته بعنف شديد يكاد يحطم صدره ، ابتلع لعابه ينظر إليها مصعوقا ظل صامتا للحظات وبعدها أمسك يدها يجذبها معه لخارج القاعة توسعت حدقتيها تسأله مدهوشة :
- جواد إحنا رايحين فين ؟
لم يلتفت لها بل ظل يجذبها صوب الخارج وهو يردد بنبرة قاطعة :
- على البيت ، هنرجع دلوقتي حالا البيت
في الخارج وقف مراد ينظر صوب جواد وهو يجذب زوجته صوب السيارة يضحك سعيدا والفتاة تبدو خجلة وجهها أحمر من شدة الخجل ، رفع حاجبيه لأعلى يتمتم مع نفسه ساحظا :
- يا ابن المحظوظة يا جواد ، ما انت ما عندكش حما زي جاسر بيه ، مقعد البت جنبه رهينة
توقفت سيارة وليد أخيرا نزل منها يتأنق بحلة من اللون البني أسفلها قميص أبيض وحذاء أبيض ، رفع مراد يده يلوح له فابتسم وليد أقترب منه ليعانقه مراد يحادثه ضاحكا :
- أهلا أهلا بوليد بيه ، دا يوسف هينفخك ، ايه يا عم عاش من شافك ، مختفي فين
ابتسم وليد في وجهه ولا يجد إجابة ليقولها ، هل يخبره أنه أبتعد بسببه هو ؛ لأنه تزوج الفتاة التي تمنى أن يتزوجها ، ابتسم يقول :
- شغل المكتب عند باشمهندس جواد كتير
ضحك مراد يلف ذراعه حول كتفي وليد يتحرك به للداخل يتحدث ساخرا :
- ايوة ايوة ، أنا لسه شايف باشمهندس جواد واخد شغل المكتب في العربية وماشي، ما تاخدش في بالك تعالا تعالا
في داخل الحفل تحديدا على طاولة خالد ، زم حسام شفتيه ضجرًا يتمتم حانقا :
- هما هيفتحوا البوفية أمتى أنا جوعت
ضحك زيدان يلكزه في كتفه يسخر منه :
- يا ابني اسكت هتفضحنا
زم حسام شفتيه يبسط راحة يده أسفل وجنته يتمتم ساخرا :
- يا عم أقعد ، أنا جاي هنا مجبر أصلا قال ايه فرح ولاد صاحبي، أول مرة أشوف ناس بتعمل فرح شركة ، دول 15 عريس وعروسة ، أنا بطلت اعد من بعد رقم 3 بصراحة ، دي الفرقة اللي برة ايديهم نملت يا راجل ، وكل واحد واخج مراته وبيرقص ، أقولك تعالا نرقص أنا وأنت ، ولا أقولك تعالا نعمل تيك توك بتاع الأفراح دا نجرب، اااااه
تأوه متألما حين سقط كف خالد على رقبته من الخلف نظر خلفه سريعا ليرى أبيه وزوجته يقفان خلفه ، أقترب خالد برأسه من حسام يسأله :
- عايز تعمل ايه يا حبيب أبوك ؟
- دا كشري معلب جديد اسمه تيك توك نفسي فيه ، زيدان عارف أني بموت في الكشري
تلجلج حسام يتمتم متلعثما في حين ضحك زيدان يوجه أنظاره صوب ساحة الرقص يتذكر زفافه هو ولينا ، كم كان سعيدًا يومها ، ولازال يشعر بالسعادة في كل لحظة معها ، انتبه على صوت خالد الذي جلس أمامهم يسأله :
- زيدان هي وتين قالتلك أنا عاوز دونت وأنت قولتلها لاء
توتر زيدان من سؤاله ، الصغيرة الواشية تخبر جدها بكل ما يحدث في حياتهم ابتلع لعابه يتمتم متوترًا :
- ايوة يا خالي ، وتين بتاكل حلويات كتير ، ودا غلط عليها و...
ضرب خالد سطح الطاولة بكفه يقاطع ما يقوله يحادثه بحدة :
- زيدان ، البت مكلماني مفطورة من العياط و بابا قالي لاء وأنا كنت عاوزة واحدة بس ، كان ممكن تفهمها أو تقولها هجبلك بكرة مش لاء وتسيبها تعيط ، وتين تعيط مرة تانية يا زيدان هنقلك حلايب اللهم بلغت
هنا اعترض حسام يدافع عن صديقه :
- ايه الافترا دا ، كل دا عشان السوسة اللي شبه أمها ، كل ما حد يقولها لاء تجري تعيطلك ، البت دي لما تكبر هتدوس على رقابنا كلنا
- أنت كمان هنقلك معاه بس السجن اللي هناك قالها خالد بنبرة هادئة وابتسامة ساخرة ، جعلت حدقتي حسام تتسع فزعا نظر لصديقه يصيح فيه:
- أنت ما بتجبلهاش دونت ليه يا أخي منك لله
________________
مساء الخير بقالي كتير ما بقولش ملاحظات في آخر الفصل ، بس في الحقيقة الفصل فعلا ما كنش عاوز يتكتب أنا فاتحة الموبايل والورق بقالي أسبوع كل يوم ما فيش حرف بيطلع ، وما زاد الطين زي ما بيقولوا اتعرضت لضيق شديد وزعل جامد أثر على نصف جسمي الشمال ، ما كنتش قادرة بجد لدرجة أن لساني تقل وما كنتش قادرة أتكلم بشكل طبيعي كان لساني تقيل بس الحمد لله قدر ولطف
فحاولت أكسر سم الفصل دا عايز اقولكوا أنا بكتب فيه من بعد صلاة المغرب الحروف بتطلع بمعجزة ، فدعواتكم بجد
أنت تقرأ
أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالث
Mystery / Thrillerبريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو