الفصل الثالث والعشرون الجزء الثاني

35.8K 2.4K 320
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثالث والعشرون
الجزء الثاني 
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
__________
كم الساعة الآن لا تعرف سوى أنها استيقظت فجاءة لتجد نفسها وحيدة في الفراش جواد ليس هنا والخارج مظلم للغاية ، قامت من الفراش تلتقط قميص له ملقى جانبا ترتديه تتحرك صوب المرحاض ، لمحت عينيها قطرات دماء متناثرة على سطح الفراش ، لتبلع لعابها متوترة وداخلها شعور أنها تخطئ ، دخلت إلى المرحاض لتجثو على ركبتيها تجلس خلف باب المرحاض المغلق تنساب دموعها ، تشعر بشعور مقزز بالخيانة ، كانت تعلم أن لليان تحب جواد ولكنها لم ترفض الزواج منه فضلت نفسها عليها
وعقلها يردد أن ليان لديها الكثير من الفرص ليان فتاة جميلة متعلمة لديها عائلة تحبها كثيرا
أما هي فلم تكن تملك سوى فرصة جواد لا تعلم حتى إن كان يحبها فعلا كما يقول أم أنه وجدها لقمة صائغة يتمتع بها عدة أيام ومن ثم سيلقيها في أقرب سلة قمامة ما أن ينتهي منها
ولكنها لا تملك خيار آخر مشاعرها لشريف لن ترى النور يوما ، شريف يحب شقيقة جواد يحبها للغاية ، شريف يستحق من هي أفضل من مجرد فتاة مشردة مثلها ، قامت تستند إلى أرضية المرحاض تتحرك صوب مرش المياه تفتح المياه الساخنة فوق رأسها
دخل جواد إلى الغرفة يحمل صينية طعام قطب جبينه قلقا حين لم يجدها قبل أن ينتفس الصعداء حين سمع صوت مرش المياه
ابتسم سعيدا يضع ما في يده على طاولة صغيرة جانبا ينتظر خروجها .....مر أكثر من نصف ساعة ، شعر بالقلق ليتحرك صوب باب المرحاض يدق بابه يحادثها قلقا :
- نور أنتِ كويسة ، نور أنا هفتح الباب
وقبل أن يفعل فُتح الباب من الداخل وخرجت تتأزر مئزر القطن الأبيض ، خصلان شعرها الشقراء تقطر تجففها بمنشفة صغيرة ، ابتسم يتنهد :
- خضتيني ، تعالي يلا عشان ناكل
أمسك بكف يدها يجذبه معه إلى أحد المقاعد ، جلست ليجلس جواره ... شردت عينيها تفكر في كل شيء ، في كل لحظة مرت عليها منذ طفولتها لتتدافع الدموع إلى مقلتيها انتفضت حين مد جواد يده يمسح دموعها يسألها قلقا :
- بتعيطي ليه يا نور ، أنتِ زعلانة مني ؟
وجهت انظارها له لتنفجر في البكاء تحرك يدها بعنف أنها تريد ورقة ، هرع يحضر لها الأوراق تساقطت دموعها بغزارة على سطح الورقة وبخط مهتز كتبت له ( أنا خايفة أوي )
وألقت القلم من يدها تخفي وجهها بين كفيها تبكي بحرقة ؛ ليقترب منها سريعا يجذبها إلى أحضانه يغمغم جَزِعًا :
- مالك يا نور ، خايفة من ايه يا حبيبتي ، أنا هناك معاكِ ومش هسمح لحد في الدنيا يأذيكِ ، نور عشان خاطري بطلي عياط ، طب أنتِ خايفة مني أنا
حركت رأسها بالإيجاب لتتسع حدقتيه ذهولا ابعدها عنه يمسك ذراعيها بين كفيه يغمغم مدهوشا :
- خايفة مني أنا يا نور ، دا أنا أكتر واحد في الدنيا دي بيحبك ، آه فهمت خلاص أنتِ خايفة لأكون بتسلى بيكِ كام يوم وبعدين اسيبك مش كدة
نظرت أرضا تتحاشى أن تقابل عينيها عينيه ليمسك بطرف ذقنها بخفة يرفع وجهها ليقابل وجهه يهمس بنبرة خفيضة يعاتبها :
- يبقى أنا عندي حق ، ظنك فيا وحش أوي يا نور ، أنا فضلت أدور عليكِ شهور عشان اتسلى بيكِ ، على العموم أنا مش هدافع عن نفسي بكرة الأيام هي اللي هتثبتلك
تقابلت عينيها مع خاصته للحظات قبل أن تنزلها للأوراق أمامها ؛ ليحضر لها القلم .. خطت شيء ما على سطح الورقة ترفعها أمامه :
- أنت ليه ما بتحبش ليان ، دي بتحبك أوي
أنت كدة هتكسر قلبها ، هي طيبة أوي
تأفف حانقا من ذكر سيرة ليان الذي أصبح يلازمه كظله ليردف منفعلا :
- أنا مش فاهم بجد مين قال أنها طالما بتحبني يبقى لازم أحبها ، أنا ما بحبهاش ... وهي عارفة كدة ومع ذلك سمعت كلام ست روان هانم عشان يبعدوا اماندا ، قال يعني لما يبعدوا اماندا أنا هحبها ، اماندا دي أرخص حاجة أنا عرفتها في حياتي ولولا إني شوفتك عندها كنت رميتها برة حياتي من مدة ، وبعد اللي عملته معاكِ أنا كنت باخذها على قد عقلها عشان كنت خايف تلاقيكِ قبلي وتأذيكِ ، دلوقتي خلاص هرميها في أقرب زبالة
أمسك بذراعيها يكمل منفعلا :
- نور أنا بحبك أنتِ ، ليان دي لو عندها مخ كانت لاحظت من البداية إني ما بحبهاش ، لو كان عندها كرامة !! كانت بعدت عني لما أحرجتها من أول مرة ، إنما دي لازقة بغرا
ابتعد عنها يتنفس بعمق يحاول أن يهدأ قليلا قبل أن يلتفت إليها يغمغم بنبرة قاطعة :
- نور أنا بحبك وعمري ما هستغنى ومش متجوزك عشان اتسلى يومين زي ما أنتي فاكرة ، عايزة تصدقي أو لاء أنتِ حرة ، بس ياريت تاكلي عشان أنتِ ما كلتيش حاجة من الصبح
ظنته سيرحل ولكنه تحرك يعود لمقعده يجلس جوارها في صمت يأكل طعامه ... نظرت له مرتبكة تختلس النظرات إليه بين حين وآخر ؛ ليتنهد هو يبتسم يائسا :
- مش عارف والله أقفش عليكِ ، افتحي بوقك كلي يلا
فتحت فمها قليلا تأخذ ما في يده ليرفع كف يدها يقبله يردف سعيدا :
- أوعدك أن كل اللي جاي سعادة وبس !!
_____________
نظر إلى الصغيرين اللذان يغطان في نومٍ عميق أمامه قبل أن يحمل كل منهما على ذراع يصعد لأعلى يضعهم في غرفتهم ، خرج متوجها إلى غرفة ابنته ليطمأن عليها ، اصطدم برؤى التي خرجت من غرفة ابنتها توًا رمته بنظرة حادة نافرة دون أن توجه له كلمة وأكملت طريقها إلى غرفة الصغيرين ، فتح باب غرفة ابنته ليجدها شاحبة الوضع يزداد سوءً كما لاحظ رعد ولكن فكرة أن يدخل طبيب إلى غرفة ابنته ومن ثم يخرج يزف إليهم خبر حملها ستكون طامة كبرى للجميع ، دخل يجلس جوارها لتستند برأسها إلى كتفه تهمس بنبرة ضعيفة شاحبة :
- ليه يا بابا ، رعد زعلان أوي أنا حاسة بيه ، أنا السبب ، كنتوا اتصالحتوا ، أنا عاوزة اروحله يا بابا
رفع يده يمسح على رأسها برفق يهمس متعبا :
- نامي يا چوري  ، أبوكي تعبان أوي وعايز ينام وخايف يغمض عينيه
استند برأسه إلى عارضة الفراش ودون أن يشعر أغمض عينيه وغط في النوم ، نوم مزعج ملئ بالكوابيس .. استيقظ منه على صوت أنين ابنته ويدها تهز جسده فتح عينيه مفزوعا ليجدها تمسك ببطنها بكلتا يديها تهمس باكية :
- بطني بتتقطع
هب واقفا ينظر حوله فزعا لا يعرف ما العمل ولكنه لن يتركها تموت ، حملها بين ذراعيه أسندها لتقف من الفراش ليجد بقعة دماء مكانها توسعت حدقتيه خوفا يجذب مفرش الفراش يخفيه فوق دولاب الثياب يبحث فيه عن فستان أسود حتى لا تظهر آثار الدماء عليه ، وضعه عليها يحملها بين ذراعيه خرج من الغرفة لتصيح رؤى حين رأته يحمل ابنتهم ينزل راكضا بها :
- چوري مالك يا بنتي ، أنت واخدها ورايح فين
خرج يوسف ومريم وملاك على الصوت ، حاول يوسف أن يلحق بأبيه ليصرخ جاسر فيه بعلو صوته:
- خش جوا مش عاوز حد يجي معايا
وحين رفض يوسف وأصر على اللحاق به ، أمسك ذراعه قبل أن يركب السيارة يدفعه بعيدا يصرخ فيه:
- أنا مش قولتلك خش جوا ، هو ما حدش بيسمع لأهلي كلمة ليه ، خش يا يوسف بدل ما اضربك
ولأن يوسف أكثرهم شبها به وجاسر نفسه لا يعلم وقف أمام أبيه يعلو بصوته غاضبا :
- لاء مش همشي دي أختي ومن حقي أخاف عليها زي من حق رعد أنه يخاف عليها ، وأنت بدل ما تقدر خوفه عليها ضربته مع أن هو الكبير ما ينفعش صورته تتهز قدامنا ، ما ينفعش تضربه عشان هو بس خايف عليها ، أنا بس حقيقي مش فاهم أنت بتبعدنا كلنا ايه مخبي ايه ومش عايز حد يعرفه
وكما صفع رعد ، صفع يوسف ولم يكتفِ بذلك أمسك بتلابيب ثيابه يصرخ فيه:
- على آخر الزمن بتبجح فيا ، بس أنا الغلطان ، أنا اللي ما عرفتش أربيكوا ، غور من وشي بدل ما اقتلك
ودفعه بعيدا عنه يستقل سيارته ينطلق بها ، وقف يوسف مكانه يكور قبضة يده بعنف يشعر بغضب لا مثيل له
انطلق جاسر بسيارته نظر لساعة يده ليجدها تعدت الثانية ليلا ، رقم تلك الطبيبة بحوزته اتصل مرة والثانية والثالثة إلى أن أجابت أخيرا تغمغم حانقة :
- مساء الخير ، خير ؟
صاح جاسر قلقا :
- أنتي دكتورة زهرة مش كدة ، لو سمحتي افتحي العيادة بتاعتك بنتي حالتها حرجة جدا
هدأت نبرة الطبيبة تعتذر منه :
- أنا آسفة حقيقي بس حاليا مش هينفع خالص ، أنا مسافرة و...
قاطعها قبل أن تكمل يصرخ فيها بعلو صوته:
- بقولك بنتي حالتها حرجة ، انزلي افتحي العيادة بدل ما اقفلهالك خالص ، أنتي ما تعرفيش أنتي بتكلمي مين
وظنها ستخاف ألا أنه سمع صوتها يصدح عاليا من الإتجاه تصرخ فيه غاضبة :
- هتكون مين يعني ، هو انتوا عشان معاكوا شوية فلوس وشوية علاقات هتفتكرونا خدامين اللي جابكوا
وأغلقت الخط في وجهه لتتسع حدقتيه يسبها غاضبا وقف في منتصف الطريق عاجزا عن فعل شيء ، الجميع ضده الآن
والوضع ساء حد عدم التحمل ابنته تنزف وهو يقف في منتصف الشارع ليلا لا يجد حلا ، فكرة ذهابه لأي مستشفى أشبه بفضيحة ستكتبها الصحف وتزينها مواقع التواصل الاجتماعي صباحا ، وتلك الطبيبة الوقحة يقسم على تلقينها درسًا لن تنساه أبدا ، لم يجد أمامه سوى صديقه سريعا كان يتصل به مرة بعد أخرى إلى أن أجاب ليبادر خائفا :
- خالد ، الدكتورة الزفتة اللي ادتوني رقمها مسافرة ، أنا واقف حاسس إني مشلول چور بتنزف
سمع صديقه يهدئه :
-اهدا واسمعني اطلع على ********وحسام هيسبقك ما تقلقش خير ، يلا على طول
أغلق الخط يتوجه يجلس جوار ابنته التي شبه غابت عن الوعي من الألم ، جبينها يتفصد عرقا ، وجهها شاحب ، شفتيها زرقاء .... أدار محرك السيارة للعنوان الذي أخبره به ، يأكل الطريق خائفا إلى أن وصل إليه ؛ ليجد صديقه بانتظاره بصحبته ذلك الطبيب ، هرع سريعا يصع ابنته على الفراش ينظر ليديه الملطخة بالدماء ، مشهد جعل خالد يغكض عينيه يتذكر مشهد مشابه له .... دخل حسام للغرفة ورفض دخوله ، وقف خارجا يكاد قلبه ينفجر ، ارتمى على أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه ليجلس خالد على المقعد المجاور له يربط على كتفه :
- اهدا يا جاسر إن شاء الله هتبقى كويسة
مرت نصف ساعة إلى أن خرج حسام من الغرفة ينظر لهما آسفا يخلع قفازات يديه والقناع الطبي من فوق وجهه ووجه سؤاله لجاسر :
- معاك الدوا اللي كانت بتاخد منه ؟
اومأ جاسر برأسه سريعا يضع يده في جيب سترته يخرج منها الدواء ، أعطاه لحسام الذي ما أن نظر إليه امتعضت قسمات وجهه يردف حانقا :
- الدوا دا ما ينفعش مع الحوامل ، للأسف الشديد هي كانت حامل في أسابيع وللأسف الجنين ما استحلمش أنا آسف ، أنا محتاج وجود الزوج عشان يمضي على عملية تنضيف
بسيطة لأن للأسف في أجزاء من المشمية لازقة في جدار الرحم

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن