الفصل الثامن والعشرون الجزء الثالث

43.1K 2.4K 251
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثامن والعشرون 
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
___________
- أهلا وسهلا عُدي بيه المهدي ، مبروك على المناقصة
وضحك بخفة يكمل كلامه :
- لاء أنا مش ناوي أقدم المرة دي ، بس أنا سامع أنك مقدم عرض فوق الممتاز ، مبروك مقدمًا يا سيدي
ومن ثم صمت لبضع لحظات يستمع فيهم إلى الطرف الآخر قبل ان يهمهم يردف :
- حفلة ! ، ما عنديش مانع ... بإذن الله أهو بالمرة على رأيك نتعرف على شريك شركات المهدي الجديد ، ماشي يا عدي
وأغلق معه الخط ينظر صوب رعد الذي قطب جبينه متعجبا من الموقف برمته :
- ايوة يعني إحنا هناخد العملية دي ولا هنسيبها لعدي ، حضرتك أكيد عارف إن آخر يوم في تقديم العروض بكرة الساعة 3
ابتسم جاسر في هدوء رفع يديه يعقدهم خلف رأسه يتمتم في هدوء عينيه تنظر صوب كاملا :
- بكرة قبل 3 هنقدم الورق
عقد رعد جيبنه لا يفهم منذ متى ووالده يتصرف بتكفير آخر ، هل اقتنع لتلك الدرجة لما قالت كاملا والدة طرب ، تنهد يومأ برأسه التفت جواره ليجد طرب تنظر إليه حانقة هو يعلم أنها غاضبة لأنه لم يوافق على عملها ، قام يمط ذراعيه تثائب يغمغم ناعسا :
- أنا هطلع بقى ، تصحبوا على خير ، يلا يا طرب
اشاحت بوجهها بعيدا كادت أن ترفض الصعود معه ولكنها وجدتها فرصة مناسبة لإقناعه بعملها ، قامت من مكانها تتحرك نحوهه أمسك بكف يدها ، كاد أن يتحرك حين سمع والدته تسأله فجاءة :
- صحيح يا رعد ما فيش حاجة كدة جاية في السكة تفرحنا كلنا
أصفر وجه طرب أثر كلمات رؤى ارتعش كف يدها وشعر رعد برجفة يدها في كفه نظر إليها ليراها شاحبة تبتلع لعابها متوترة للغاية ، الأمر الذي أثار ريبته ، نظر إلى والدته يحادثها :
- لسه بدري يا ماما ، بس قريب إن شاء الله
يلا تصبحوا على خير
وتحرك لأعلى بصحبة طرب ، أما هناك في غرفة يوسف جلس مراد أمام يوسف يربع ساقيه يأكل الكعك ضحك يوسف متعبا يسخر منه :
- إنت يا جاي تغيظني يلا ، ولا جاي تتعشى ومروح
نظر مراد إلى يوسف فمه ملئ بالكعك بلع ما في فمه يغمغم متذمرا :
- أنا غلطان إني قولت اجي اطمن عليك ، وقولت اجي اشوف مريم بردوت بصراحة بقالي كتير ما شوفتهاش
ضيق يوسف عينيه مغتاظا ليمسك بتحفة صغيرة تجاور فراشه ألقاها عليه يهمس حانقا :
- قول كدة واخدني كوبري عشان تشوف اختي ، يا عرة الصحاب ... اطلع برة يلا قبل ما اقوم افتح دماغك
ضحك مراد عاليا يرتمي بجسده على الوسادة جوار يوسف يربع ذراعيه خلف رأسه تنهد يهمس حالما يخطط للمستقبل :
- امتى بقى النتيجة تطلع وكل واحد يدخل كلية الهندسة مش حبا فيها والله ، بس عشان اشتغل في شركة ابويا ولا ابوك اللي هيدفع أكتر هشتغل عنده ، واخطب البت اختك رسمي ونفرش شقتنا سوا ، يا راجل دا أنا عينيا بتطلع قلوب من دلوقتي
كاد يوسف أن يلتقط الوسادة خلف رأسه يهنق بها أنفاس ذلك الوقح الأحمق على ما يقول حين التفت مراد إليه يغمغم سريعا:
- صحيح يا فضيحة طول ما إنت في البنج عمال تقول ملاك ملاك وشوية ملاك أنا بحبك ، البت وشها كان شبه اللمونة وبتقول يا أرض انشقي وابلعيني ، أكيد عمي جاسر سألك ما هو مش هيعيدها
تنهد يوسف يومأ برأسه نظر صوب مراد يهمس حائرا :
- قولتله على كل حاجة ما عدا إني كنت بكلمها قبل على الفيس قبل كدة ، هو قالي لما تشد حيلك نبقى نتكلم ، بس أنا مش هقبل اي رفض من ناحيته ، بعدين بابا تقبل طرب اختها بينا وبقى بيعامها أحسن مننا كمان ، أكيد مش هيرفض ملاك ولا ايه
اومأ مراد برأسه قبل أن ينظر صوب يوسف يسأله :
- اومال فين وليد صحيح ما شوفتوش  
- والده تعبان ما عرفش يسيبه وأنت اطلع برة بقى عشان عاوز أنام
غمغم بها يوسف قبل أن يتثائب ناعسا ليضحك مراد يمط ذراعيه في الهواء يغمغم ناعسا :
- آه والله الواحد موخم أوي ، قول لعمتي تصحيني بكرة على الفطار وتعملي بيض بالبسطرمة وشاي بلبن
لكزه يوسف في ذراعه يهمس حانقا :
- يا بخت من زار وغار ، ما تروح تبات في بيتكوا يا زفت
ولم يسمع منه ردا سوى أن مراد جذب الغطاء يختفي أسفله يهمس ناعسا :
- اقفل الاباجورة يا يوسف عشان ما بعرفش أنام في النور ، وما تخليش حد يصحيني قبل الضهر
في غرفة رعد وطرب
دخلت طرب إلى المرحاض ارتدت فستان رقيق من اللون الأسود وضعت بعض المستحضرات تزين وجهها تضع الكثير من العطر ، نظرت لصورتها في المرآة لتبتسم متوترة التقطتت أنفاسها بعمق خرجت لتراه يجلس على مقعد خلف المكتب الصغير يطالع عدة أوراق أمامه يرتدي نظارة شفافة ، لم تكن تعرف قبلا أن رعد يرتدي نظارة !! ، اقتربت منه تقف خلفه مدت يديها تدلك كتفيه بخفة تهمس بنبرة ناعمة :
- رعدودي مش كفاية شغل بقى يا حبيبي ، الصبح بتشتغل ولما رجعنا من المستشفى ودلوقتي كمان ، أنت ما تعبتش
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي رعد ، يحرك رأسه للجانبين بخفة يردف بهدوء :
- لاء يا طرب ما تعبتش ، ولاء ما فيش شغل
قطبت جبينها غاضبة من رفضه الغير مبرر ، تنفست بعمق حاولت أن تهدأ قدر المستطاع حتى لا يتشاجرا ... التفت تجلس على سطح المكتب أمامه تعقد ذراعيها أمامها تهمس متذمرة :
- ليه يا حبيبي دا أنا هبقى معاك في الشركة هو أنا هشتغل في مكان غريب وهروح معاك وارجع معاك ، كدة يا رعدودي مش عايزني دايما معاك ، وأنا دايما عايزة اشوفك
نزع النظارة من فوق عينيه رفع وجهه إليها يبدو غير راضيا تماما عما تقول ، أمسك بكف يدها يُنزلها جذبها نحوهه لتجلس على قدمه فابتسمت ظنت أن ما فعلت أثر به وهو الآن على وشك أن يعطيها الموافقة ، فظلت تسبل عينيها في وجهه بلا توقف لتسمعه يردف ساخرا :
- عينيكِ هتعلق يا حبيبتي ، بطلي الهطل اللي بتعمليه دا ...
ومن ثم صمت لعدة لحظات قبل أن يحادثهل بنبرة هادئة :
- طرب أنا مش موافق على شغلك ، ودي حاجة أنا مش هتراجع فيها ، أنا عارف إن من حقك تشتغلِ .. بس أنا مش حابب أنك تحتكي بالموظفين والشركة عندنا كبيرة والموظفين كتير والعملا أكتر ، ومن غير أي إساءة ليكِ
أنا مش عاوز حد يضايقك بكلمة يعني يكون شافك وأنتِ ....
وصمت ولم يكمل في حين طرفت عينيها الدموع ، غص صوتها تهمس بحرقة :
- وأنا برقص ، ما تكمل سكت ليه ؟! ... بس تعرف أنت عندك حق ، أنا اللي عيشت أوي بينكوا لدرجة اني نسيت الماضي ، والناس ما بتنساهوش ... أنا آسفة إنت عندك حق
ابتعدت عنه تهرول إلى الفراش ارتمت عليه تشعر بألم لم تشعر به قبلا ، هو محق لم يكذب
سيعرفها الكثيرون والكثيرون ، طرب الراقصة الأولى التي كان يمتلئ الملهى يوميا بمئات ولا مبالغة في كلمة الآلف فقط ليروها ، شعرت بخطواته تقترب منها جلس خلفها مد يده يمسح على خصلات شعرها القصير برفق سمعت صوته يعتذر منها :
- طرب أنا آسف ، أنا بجد آسف حقك عليا والله ما كنش قصدي ازعلك ، لو أنتِ فاكرة اني بفكر في نفسي أو شكلي قسما بالله أبدا ، كل إللى أنا خايف منه ، أن حد يضايقك ولو بكلمة ولا يتعرضلك بحرف واحد ، واوعي تفتكري أنك قليلة في نظري أبدا ، أنا بخاف عليكِ يا طرب بخاف عليكِ أوي ، أنتِ أول وآخر حب في حياتي ، أنتِ دخلتي حياتي في عز ما كانت مضلمة عايش وسط أهلي وحيد ، ويكون ونيسي الوحيد بنت مجنونة حاولت ترمي نفسها في الماية ولما انقذتها لقيتها بتقولي ما سيبتش المحفظة برة ليه عشان تجيب أكل ، وأكلتني لأول مرة في حياتي كبدة من على عربية في الشارع
خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيها تجاور دموعها لفت جسدها تنظر إليه ليمد كفه يمسح الدموع عن وجهها ، شدها يرفعها قليلا عن الفراش يحتضنها ، تمسكت بقميصه تغمض عينيها تنساب دموعها ، لحظات وابعدها عنه يهمس سريعا :
- اقولك أنا عندي ليكِ شغل حلو ، مش أنتِ شاطرة في الحلويات زي ما بتقولي دايما ، وما دوقتش من الكلام دا طبق رز بلبن حتى ... أنتِ اعملي الحلويات وغلفيها وسعريها وأنا هاخدها احطها في الكافتريا بتاعت الشركة واللي حابب يشترك والمكسب كله ليكِ مش هاخد منك نسبة يا ستي قولتي إيه ، بطلي عياط بقى عشان خاطري
رفعت يديها تمسح دموعها بعنف تومأ برأسها تهمس حائرة :
- مش عارفة هفكر
ابتسم يومأ برأسه ابتعد عنها يحرك عظام رقبته المتيبسة يهمس عابثا :
- طب ايه بالنسبة للمساچ اللي كان من شوية رقبتي بتنهار ، ما فيش تاني
كتفت ذراعيها أمامها تعطيه ابتسامة صفراء تردف متهكمة :
- لاء ما فيش ، واطفي النور بقى عشان عاوزة أنام وروح أنت كمل شغلك ، يارب تحلم بالورق بيخنقك
____________
الغير مفهوم حقا أن الساعة لا تزال العاشرة ليلا
وقد خلد معظم أهل آل مهران للنوم
أما في منزل ياسر راضي فتح ياسر باب منزله يدخل أولا ومن بعده دخل كل من جاسر وسما وأريچ في النهاية ، هبت نرمين واقفة حين رأت سما لتدمع عينيها تنظر إليها تعاتبها بعينيها فقط على ما فعلت ، أما سما فنظرت إلى والدتها وادمعت عينيها ندمًا عما قالت في حقها عدة مرات ... تحركت نرمين صوب سما وقفت أمامها كل منهما تنظر للأخرى عدة لحظات قبل أن تجذبها نرمين إلى أحضانها تعانقها بقوة اخترقت الدموع وجهها يصاحبها شهقاتها تهمس تعاتبها :
- أنا زعلانة منك أوي ، أوي يا سما
تأفف جاسر ينظر للمشهد الدرامي أمامه بملل نظر جواره ليرى أريچ تبكي وهي تشاهد إعتذار سما لوالدتها وكيف تحتضن كل منهما الأخرى تطلب منها السماح ، طرق بأصابعه أمام وجهها يتمتم ساخرا :
- تعشقوا النكد زي عينيكوا ، كان هيحصل ايه لو دخلنا سلمنا على بعض وتجازونا اللي حصل وخلصت ، أنا عارف إن ضد مبادئ علم النفس ، بس انتوا فعلا Drama queens أوي
ضحكت أريچ بخفة رفعت يديها تمسح دموعها ، نظرت لوالدتها وهي تعانق شقيقتها ، تبتسم سعيدة وعقلها يُفكر قلق يتمنى أن يحصلوا على السعادة بعد كل ما حدث ... قاطع جاسر ما يحدث يغمغم متذمرا :
- يا جماعة عشوني وبعدين ابقوا عيطوا ، أنا على لحم بطني من امبارح ، أريچ خدي سما أوضتها ساعديها تغير وتفوق كدة وأنا هطلب عشا مفتخر يلا مش خسارة فيكوا
ابتسمت أريچ تومأ برأسها تحركت صوب شقيقتها تبتسم متوترة ... لتمد سما يدها تستند على كتفها لتبتسم تشجعها ، تحركتا معا للداخلل تتذكر كلمات جاسر التي قالها في المستشفى ( أريچ أنا عايزك جنب سما ال 24 ساعة في الاربعة وعشرين ساعة جايين ، عايزك دايما شاغلة مخها مش عايزها تقعد مع نفسها لحظة تفكر ، لو دخلت الحمام وطولت خبطي ورخمي وخليها تخرج ، أنا عايز المخ يركن اللي حصل دا بعيد أوي ومش هيعمل كدة غير لما تفضلي مشتتاه على طول ، اريچ ما تناميش غير لما تتأكدي أنها راحت في النوم مش بتمثل أنها نايمة )
فتحت أريچ باب غرفتها هي اسندتها لتجلس على الفراش ابتسمت تغمغم متوترة :
- ماما حطت هدومك هنا ، وبعدين أنا عوزاكِ تباتي معايا في الأوضة ينفع ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة شاردة على شفتي سما تومأ برأسها ؛ لتتحرك أريچ سريعا صوب دولاب الثياب تخرج ملابس لشقيقتها ، اقتربت منها جلست جوارها تضع الثياب بعيدا ، جذبتها تعانقها تنساب دموعها في صمت ، مسحت دموعها سريعا تبعد سما عنها ابتسمت تحادثها متلهفة :
- صحيح مش أنا جبت قطة اسمها بسكوتة وجاسر مسميها المتحرشة ، أصله كل يوم يصحى يلاقيها نايمة على وشه ... وحشتني أوي هتحبيها أوي صغننة كدة بس قردة
حاولت سما إن تضحك قبل أن تومأ برأسها قامت تلتقط ثيابها توجهت صوب المرحاض دخلت تغلق الباب عليها تضع ثيابها جانبا توجهت صوب المرش تفتحه وقف أسفله تغمض عينيها تنهمر دموعها مع المياه تتذكر مشاهد من حياتها السابقة السعيدة مع مصطفى تمتزج بكلماته السامة التي قالها لها في الفندق ، قضت سنوات بين أحضان شيطان وهي لم تكن تعرف ... فتحت مقلتيها تنظر لانعكاس صورتها في المرآة ، هناك ترى ما تبقى منها شظايا مبعثرة تحتاج لإعادة تجميع لتكون هيكل متماسك ولكنه مشوه !!

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن