الفصل الثامن عشر الجزء الثاني

32K 2.2K 178
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثامن
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
-----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل ❤
_____________
أغمضت عينيها مستكينة تشعر بالأمان بعد وقتٍ طويل من الألم والخوف تسمع صوته وهو يهدأها وكلمة ابنتي التي يقولها تشعرها بالأمان ، ابتعدت عن أحضانه ببطء لترفع يديها تمسح دموعها بكمي جلبابها تبتسم متوترة قبل أن تتلعثم مرتبكة :
- بجد ، بجد حضرتك هتعتبرني زي بنتك
ابتسم جاسر مترفقا يربت على وجنتها بحنو يردف :
- ايوة يا ستي ، بس خدي بالك ما يغركيش الحنية أنا قلبتي والقبر ، فتبقي بنت شاطرة كدة وما تخبيش عليا أي حاجة
ابتسمت خائفة تومأ برأسها سريعا ليمسك برسغ يدها يجذبها خلفه ينزلان السلم ترك يدها حينئذ يغمغم ضاحكا :
- ما اضمنش اسيبك فوق أحسن الجنونة تطلع تاني ولا حاجة ، يلا على أوضتك ... يلاا
غمغم بها ببعض الحدة لتفر من أمامه سريعا ليضحك عابثا يلوح لها ما أن اختفت من أمامه اختفت ابتسامته تماما وتجهم وجهه واحتدت نظرات عينيه يغمغم مع نفسه :
- لما اشوف اخرك ايه يا طرب ، تبقي غبية لو فكرتِ أنك ممكن تلعبي على جاسر مهران
وتحرك إلى غرفته ليتوضأ ويصلي الفجر ، أما طرب فما إن دخلت غرفتها وجدت رعد أمامها ينظر لها قلقا تقدم صوبها سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها قلقا :
- كنتِ فين يا طرب ، أنتِ كويسة ... أنا كنت لسه هنزل أدور عليكِ تحت
ابتسمت له قبل أن ترتمي بين أحضانه تلف ذراعيها حول عنقه بقوة تدفن وجهها بين أحضانه تهمس ممتنة :
- أنا بحبك أوي يا رعد ...تعرف أنا ما حدش اهتم بيا كدة من سنين ... بجد شكرا لكل حاجة بتعملها عشاني
ابتسم سعيدا يلف ذراعيه حولها ، لا يعرف ما بها لكنها تبدو سعيدة مشرقة بالأمس كانت تحتضر كاد أن يموت رعبا بسببها ... ابتعدت عن أحضانه ببطئ ترفع عينيها إليه لتقترب منه ولأول مرة هي من تبادر وتقبله ، اندهش رعد للحظات قبل أن يتجاوب معها ... يشدد على وجودها بين أحضانه ... يتذكر كل لحظة جمعتهم منذ أن قابلها أول مرة حين حاولت أن تلقي بنفسها في الماء إلى الآن ، لم يكن يظن ابدا ان الحب سيدق أبواب قلبه إلا حين أحبها
ابعدها عنه ببطئ شديد ينظر إلى عينيها يبتسم سعيدا يتمتم :
-وأنت بحبك أوي ، أوي يا طرب .. أنا اصلا عمري إني ممكن أحب ، كان عندي أزمة أكبر وهي والدي واللي بيعمله كنت خايف اتجوز ، خايف لأكون نسخة عن والدي لو خلفت ... بس بعد ما فهمت لاء أنا عايز أخلف عيل واتنين وتلاتة أنا عايز منك عيال كتير أوي يا طرب ، عايز أعيش معاكِ حاجات كتير أوي ما عيشتهاش ممكن
طرفت عينيها الدموع تومأ برأسها بالإيجاب سريعا لتتسع ابتسامته يعانقها بقوة ، ابعدها عنه بعد عدة لحظات يغمغم :
- الفجر أذن يلا عشان نصلي
تُصلي هل يعلم أنها منذ أعوامٍ كانت تخجل من أن تقف تصلي بعد أن ترتدي تلك الحلة الفاضحة أمام السكارى والمخمورين ... ابتلعت لعابها تهمس مرتبكة :
- أصلي ... يعني أنت تفتكر أن ممكن ربنا يقبل ليا صلاة
ابتسم يقطب جبينه مستنكرا ما تقول قبل أن يردف مبتسما :
- أنتِ من يهود بني قريظة يا بنتي ... بصي يا طرب ربنا سبحانه وتعالى أرحم علينا من رحمة أمهاتنا علينا ... دا من أول أسماءه الحسنى الرحمن الرحيم ... مهما ظلمنا أنفسنا في فرصة تانية وتالتة وعاشرة ... المهم أنك تصدقي نية التوبة فهماني
اومأت برأسها سريعا تتنفس الصعداء تفكر في كلماته لعدة لحظات قبل أن ترفع رأسها إليه تسأله متربكة :
- طب أنا عندي سؤال معلش ، أنا فضلت مدة كبيرة ادعي ربنا بحاجات كتير بس ولا دعوة استجابت لدرجة إني افتكرت أن ربنا يعني ما بيحبنيش
- ما كنش خلقك من الأساس
قاطعها رعد يغمغم بها بنبرة قوية هادئة في الآن ذاته ، لتراه يتحرك صوبها يردف مبتسما :
- أنتِ عارفة فين المشكلة أن المعظم وأنا مش عاوز أعمم ، بيدعي ربنا كدة وهو جواه بيقول يلا بقى أما اشوف ربنا هيستجيب لي ولا لاء ، ربنا سبحانه وتعالى ما يتحطتش في اختبار تشوفه هيستجيب دعواتك ولا لاء ، شرط أساسي وأنت بتدعي أنك تكون واثق تمام الثقة
إن ربنا تمام الثقة أن ربنا هيستجب دعائك ، مش تشوف بقى وترجع تزعل لما ما يستجابش ، وبعدين حتى لو الدعاء ما اتحققش في وقتها ما يمكن ربنا بيختبر صبرك ، ربنا أعلم أن اللي بتدعي بيه ممكن يكون اذى ليك فمش هيستجيب دعائك وهيعوضك بحاجة أحسن ، ولو ما حصلش دا ولا دا ، فالدعاء دا ما بيروحش هدر لاء دا بيتحول حسنات مستنية صاحبها يوم القيامة ، فما تدعيش يا طرب وأنتِ في قلبك شك ، لازم تكوني متأكدة تمام اليقين أن ربنا هيستجيب لدعائك ، فهماني يا حبيبتي ويلا بقى اجري اتوضي عشان الوقت ما يفوتناش ، أنا هتوضى عند الواد يوسف وأروح اصحيه يصلي
ابتسمت تحرك رأسها توافقه ، ليتحرك لخارج الغرفة متجها إلى غرفة شقيقه ، فتح الباب ليرى فراش الأخير فارغ في اللحظة التالية رآه يخرج من مرحاض غرفته ليضحك رعد يغمغم :
- كنت لسه جاي اصحيك ، اوعى بقى عشان عاوز الحمام
رفع يوسف حاجبيه مدهوشا مما يقول أخيه ليفسح له الطريق قبل أن يدلف رعد إلى المرحاض التفت لشقيقه يغمغم :
- صحيح يا يوسف ، بما إنك قريب أوي لملاك عكس ما قولتلي يعني ، حاول تقنعها تحضر معاكوا المراجعات النهائية ، أنا ممكن اجيب مدرس هنا البيت بس أنا عاوزها تخرج من الحبس اللي هي حابسة نفسها فيه بالعافية دا فاهمني
اومأ يوسف برأسه ويبدو أنه اقتنع بكلام أخيه ، ليتحرك رعد صوب المرحاض توضأ وعاد إلى غرفته ليجد طرب قد شرعت في الصلاة دون أن تنتظره وقف عدة لحظات يراقبها مبتسما قبل أن يشرع في صلاته هو الآخر ... انتهت طرب أولا وجلست تشاهد رعد وهو يصلي تفكر شاردة فيما حدث في ساعة تقريبا ، بدأ اليوم بمحاولتها للانتحار وانتهى بكونها تصلي الفجر هل حقا ابتسمت لها الحياة اخيرا جاسر تقبل وجودها ورعد يحبها وتعش بين عائلة طيبة مثلهم .. هل من الممكن أن يختفي الماضي ولكن كيف وذلك البغيض لازال يهددها ، آخر ما وصلها منه بعد خروجها من المرحاض رسالة قصيرة قال تتضمن ( ما تبقيش غبية كوثر مش تبعنا ... كوثر مجنونة وكانت عاوزة تموت رعد فعلا ... أنا مستعد أبعدك عن المهمة دي بس بشرط ما تجبيش سيرتنا قدام جاسر مهران لو جاسر عرف حرف واحد عنا هيتهد المعبد على دماغك إنتِ أول واحدة )
ومن ثم انحذفت الرسالة من تلقاء نفسها ما أن قرأتها ... لتتركها في حيرة من أمرها أتصمت كما اخبرها وينتهي كل شيء كما قال أم أنه فقط كان يخدعها وعليها أن تخبر جاسر بكل شيء ...لم تعد تعرف ما تفعل ولكنها لا تزال خائفة من جاسر رغم كل شيء ربما فيما بعد يثبت صدقه وتستطيع أن تقص عليه ما حدث .. ولكن تلك الرسالة معناها أن كل شيء انتهى ... تنهدت حائرة تضع كفيها على وجهها تفكر خائفة ... اجفلت حين حط رعد كفه على كتفها يسألها :
- مالك يا طرب أنتِ كويسة
رفعت وجهها إليه وحركت رأسها بالإيجاب ، استندت على كتفه حين جلس جوارها ترتب ما ستفعل ، ليس معنى أنهم اخبروها أنها ابتعدت عن لعبتهم المدنسة أن اللعبة انتهت ، بالتأكيد سيسعون لمطاردة رعد وإلحاق الأذى به ... وذلك لن تسمح به أبدا ... رفعت وجهها إليه وابتسمت تخطط للكثير
بعد ساعتين تقريبا كانت طاولة الإفطار معدة ... تركت طرب رعد ونزلت سريعا لأسفل تتجه صوب المطبخ تلقي نظرة خاطفة على كل خادمة فيه ... لم تلاحظ شيئا غريبا فابتسمت تتجه لداخل المطبخ تتجه صوب رؤى تغمغم مبتسمة :
- صباح الخير حضرتك عاملة ايه
التفتت رؤى إليها تبتسم سعيدة تغمغم مترفقة :
-صباح الفل يا حبيبتي ... الحمد لله شكلك أحسن كتير عن امبارح ...وبعدين ايه حضرتك دي ما تقوليلي يا ماما لو مش عايزة طبعا بلاش
ابتسمت طرب سعيدة تعانقها ممتنة ... ابتعدت عنها قليلا تغمغم :
- أكيد يا ماما ، ممكن بقى تسيبني أنا أعمل الشاي طالما حضرتك عملتي الفطار
ابتسمت رؤى لها تفسح لها الطريق وقفت طرب تعد أكواب الشاي عينيها تتحرك حذرة هنا وهناك خلسة تحاول أن تلمح شيئا غريبا يحدث ولكن لم يحدث شيء ... حملت صينية الشاي خلف خلف رؤى تتحرك خلفها متجهين إلى صالة الطعام ابتسم رعد ما أن رآها ... جذبت المقعد تجلس جواره مالت على أذنه تهمس عابثة :
- عملالك الشاي بايدي يا رعدود وحسرة عليها يا حسرة عليها
قطب جبينها لعدة لحظات قبل أن يغمغم متعجبا :
- ايه حسرة عليها دي ، طرب لو دا افيه من فيلم عربي فأنا قولتلك كتير أنا ما بشوفش افلام عربي
تنهدت ساخرة تقلب عينيها تشاكسه ، أما يوسف فكان يحاول اختلاس النظرات لملاك التي أحمر وجهها خجلا ولاحظت مريم ذلك فابتسمت سعيدة يبدو أن يوسف معجب بملاك وهي ايضا كذلك ، ذلك معناه ان مراد لازال لها ولكن أين مراد لما لم يأتِ اليوم ... ويبدو أن يوسف ايضا لاحظ ذلك لتجده يخرج هاتفه يتصل به يوسف لا يحادث سوى مراد صباحا ... طال الانتظار ولم يرد وأخيرا أجاب سمعت يوسف يحادثه :
- ايه يا ابني فينك ما جتش ليه ، دا الدرس بعد ساعة
وصمت يقطب جبينه لتتسارع دقات قلبها قلقا عليه خاصة حين غمغم يوسف قلقا :
- رجلك اتجزعت إزاي يعني ، طب يا مراد بذمتك دا وقت كورة ....يا سيدي مش بقطمك ، هتعرف تيجي الدرس يعني طيب هشوفك هناك
وأغلق الخط نظر لرعد يغمغم متضايقا :
- مراد مش عاوز يجيبها البر ، كان بيلعب كورة امبارح ورجله اتجزعت مراد لو سقط السنة دي خالي عاصم ممكن يتشل فيها
لا تعرف كيف منعت نفسها من البكاء شدت يدها على ثيابها تحاول أن تهدأ وقلبها يصرخ قلقا عليه ، لحظات ونزل جاسر من أعلى ، وقف جوار مقعده قبل أن يجلس التفت لهم جميعا يغمغم مبتسما :
- صباح الخير ، من النهاردة خلينا نقول من اللحظة دي طرب وملاك بقى زيهم زيكوا جزء من العيلة وليهم نفس الحقوق وبردوا نفس الواجبات ، وعليه في خلال 24 ساعة هيكون كل الماضي اختفى تماما يا طرب ، أما ملاك فمش بمزاجك تماما الرفض ، أنتِ هتروحي مع يوسف ومريم ومراد المراجعات وخصوصا أنه خلاص الامتحانات على الأبواب ... مش عايز اسمع أي مشاكل من العيلة دي لمدة سنة قدام بدل ما اقوم أولع فيكوا كلكوا وشكرا
ومن ثم جلس إلى مقعده ينظر حوله ليغمغم متعجبا :
- اومال فين الواد اللي طالعلي في البخت ، مراد فين
تنهد يوسف يغمغم متضايقا :
- رجله مجزوعة هيروح على الدرس على طول
همهم جاسر متفهما ... يشرع في تناول طعامه لتغمغم طرب فجاءة :
- هو أنا ممكن اشتغل مع حضرتك ومع رعد ، أنا خريجة إدارة أعمال ومن زمان وأنا معايا كذا لغة منهم الانجليزي والفرنساوي والالماني

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن