للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
____________
- أعرفك شداد جوزك بعد كام دقيقة !
توسعت حدقتي مرام فزعا ، زوج من ؟!!
من ستتزوج من ؟!! ، نظرت صوب والدها مذعورة تحرك رأسها للجانبين بقوة تهمس مرتعبة :
-لاء مستحيل ، أنت مش هتعمل فيا كدة ... مش هتجوزني للراجل دا ، لا يا بابا حرام عليك
بلغ الغضب بعمرو مبلغه ، قبض على ذراعها يهزها بعنف يصرخ فيها بعلو صوته :
- حرام عليا أنا ، أنتِ سامعة نفسك ، أنتِ مش حاسة باللي أنتِ بتعمليه ولا ايه ، استخدمتي الراجل اللي كان بيحبك أكتر من نفسه عشان تزودي الفلور بتوعك ولما حصلتله أول أزمة بعتيه بمنتهى الدناءة ، بتاخدي السنة في اتنين ليل ونهار شاردة برة البيت بتعملي فيديوهات تافهة زيك ، اتكلمت بالعقل وبالزعيق حتى شريف نفسه لسانه نشف ، أنا خلاص زهقت من اللي أنتِ بتعمليه ، أنا فشلت إني ابقى أب ليكِ أنتِ والبيه أخوكِ ومش هينفع اسيبكوا للأسف تضيعوا أكتر من كدة ، هتتجوزي شداد ورجلك فوق رقبتك ، هنا ما فيش رفاهية الرفض خلاص ما عدش فيه رفاهيات
حركت رأسها تبحث عن والدتها خائفة ، لتنزع ذراعها من يد أبيها تهرول إليها تحتضنها بقوة تتمتم مذعورة :
- ماما عشان خاطري ، عشان خاطري ما تخليش بابا يعمل كدة ، ماما أنتِ ساكتة ليه ، امنعيه
رفعت وجهها تنظر لوجه والدتها لترى عينيها شاردة حزينة ، وكأن المشهد يُعاد من جديد وابنتها بدلا منها وعمرو بدلا من أبيها وذلك الرجل الواقف هناك بدلا من عمرو ، يبدو صلبا وقاسيا نظراته أخافتها ، صمته الغريب مُقلق وكأنه مبرمج ألا ينطق بحرف ، بكت مع أنها أخبرت عمرو أنها لن تفعل وهي ترى ما حدث يُعاد من جديد ، ربما بكائها في تلك اللحظة هو على تقصيرها ولكن كيف وهي أحبت مرام ودللتها كثيرا وأعطتها كل الحب التي حُرمت هي منه ، لما حدث ذلك إذا ؟! ... هنا ثارت على خطتها مع عمرو تقف أمام ابنتها تحميها منهم تصرخ في زوجها :
- لا يا عمرو أرجوك ، أنا عارفة أنا عامل حساب كل خطوة جاية كويس ، بس لاء مش هقدر أبعدها عني ... عشان خاطري يا عمرو
ابتسمت مرام تتنفس الصعداء تتمسك بذراع والدتها لتحميها مما يحدث والدها بالطبع أصابه الجنون ليفعل بها ذلك وكرد فعل أرعن منها صرخت فيهم هي الاخرى :
- أنا مش هعمل الجنان اللي أنت عاوزه دا ، أنت أكيد اتجننت
هنا توسعت حدقتي روان استنكارا تلك الجملة قالتها لوالدها قبلا ، مرام الذنب الذي فعلته قديما وتراه يتجسد أمام عينيها من جديد ؛ ليذكرها بمدى رعونتها ، التفتت لها تقبض على ذراع ابنتها تصرخ فيها :
- ايه اللي أنتِ قولتيه دا ، أنا غلطانة إني دافعت عنك ، أنا عمري ما قصرت معاكِ يا مرام ... قصرت في حق جواد سنين بس ما قصرتش في حقك يوم ، أنا غلطانة اني وافقتك لما قولتيلي ماما أنا عاوزة ابقى زفت بلوجر ، والموضوع بقى بالنسبالك إدمان ، أقولك عمرو عنده حق
وابتعدت عنها توسعت حدقتي مرام ذعرا تنظر حولها تبحث عن منقذ آخر إلى أن رأت جواد ينزل من أسفل يتثائب ناعسا يبدو أن صوت الصراخ قد ايقظه ، هرعت إليه تغمغم مذعورة :
- الحقني يا جواد ، بابا عاوز يجوزني للراجل اللي واقف هناك دا ، كلم شريف أنا موافقة اتجوزه ، والله موافقة
ضحك جواد يسخر منها :
- أنتِ فاكرة أن شريف مستني مكلمتك ، يا ماما خلاص شريف طلعك برة حياته بعد الكلام السم اللي قولتيه ليه في المستشفى ، وبعدين العمدة اللي واقف هناك دا أكيد هيريبكي كويس شكله راجل صعيدي ناشف ، أنتِ بنت حلال وتستاهلي كل خير ، هتوحشيني والله
وعانقها يقبل جبينها يبتسم في وجهها ساخرا ؛ ليصفر وجهها ذعرا لا تجد منقذ يخرجها مما هي فيه ، ارتجفت بقوة حين وصل لأذنيها صوته العميق وهو يحادث والدها :
- يا عمرو بيه أنا مستعجل طال الوقت ، والطريق للبلد طويل ، أنا عشان كنت بايت اهنه في مصر جيتلك على طول ، المأذون في العربية برة بقاله كتير
حركت رأسها للجانبين ترفض ما يرغمونها على خوضه ، رأت والدها يقترب منها وقف أمامها يحدجها بنظرة قاسية للغاية قبل أن يهسهس غاضبا :
- لو سمعت نفسك هقتلك وأخلص منك ، أنت والبيه اللي واقف وراكِ دا برصاصة وأريح نفسي والدنيا منكوا
ومن ثم التفت صوب شداد يحادثه :
-هات المأذون
حرك الأخير رأسه بهدوء يتحرك للخارج ، وهي لا تفهم ما ذلك الرجل الآلي ألا يرى أنها لا تريده
لتصرخ هي فيه :
- أنت ما عندكش دم ولا إحساس ولا رجولة ، أنت شايف إن أنا مش طيقاك مش عاوزة اتجوزك ، ولا هو دفعلك فلوس وأنت زي الكلب بتمشي وراها
كانت محاولتها الأخيرة على أي حال لتستفزه عله يغار على كرامته ويغادر ، توقف والتفت لها وابتسم فشحب وجهها ، بدا وكأن الموت هو من يبتسم ، لم يتحرك خطوة من مكانه فقط ركز حدقتيه الحادة عليها يصدح بصوته القوي :
- سمعت كتير عن طول لسانك وجلة حياكِ يا مصراوية ودلوجت شوفتهم بعيني ، أنتِ لسه ما تعرفيش أنا مين ، أنا شداد يا مصراوية يا متعلمة ، ياللي أبوكِ ما بخلش عليكِ لا بعلم ولا بمال وقصاد دا كان رد الدين ، فضيحته قدام شوية عيال ، من اهنه ورايح اللي هيتنفذ بس هو أمر شداد ... ولسانك اللي متلفحة بيه كيف الحية ، هعرف إزاي اخليك ِ تبلعي سمه
والتفت وخرج للحديقة في حين شحب وجهها هي حد الموت تنظر حولها مذعورة ، روان شعرت بالقلق مما قال ذلك الشداد ، أما جواد فاقترب من شقيقه يهمس جوارها ساخرا :
- دا أنتِ هتتنفخي ، يلا أنتِ قليلة الأدب وتستاهلي ، ما تنسيش تاخدي موبايلك عشان تصوري لايف من جوا الزريبة
وللحظة رأتها مرام فكرة جيدة ، حياة أخرى بمقاطع جديدة لما لا ، نفضت تلك الفكرة سريعا
ذلك الشداد المخيف لن يسمح لها نظرت إلى ثلاثتهم تصرخ فيهم :
- أنا عمري ما هسامحكوا
في الدقيقة التالية دخل شداد ومعه المأذون الذي جلس يباشر في إجراءات عقد القران سريعا ، هل سألها عن رأيها ؟ لا لم يفعل
وضع والدها يده في يد ذلك الرجل وعقدوا قرانها وتطوع أخيها مرحبا بأن يكون شاهدا على العقد ، هو ورجل آخر جاء معه في اللحظة التي حمل فيها عمرو الدفتر أمام وجهها نظرت له تترجاه بعينيها للمرة الأخيرة أن يوقف ما يحدث ولكنه لم يتأثر حتى ، ارتجف كف يدها وهي تخط توقيعها على سطح الورقة ، ابتسمت ساخرة حين رأت ذلك المدعو شداد زوجها المصون الآن يخرج ظرف كبير بالطبع به نقود من جيب جلبابه يعطيه للمأذون الذي رحل دون أن ينطق بحرف ، تحركت هي إلى حقيبتها تجذب ذراعها تجرها خلفها ، التفت لهم تضحك وعينيها دامعة تسخر من نفسها قبلهم :
- واضح أن أنا كدة ما بقاش ليا مكان وسطكوا ،
بس انا عوزاك تعرف بس حاجة صغيرة ، أن حضرتك بدل ما تصلح المشكلة اللي أنت شايفها مشكلة عظيمة رميتها لحد تاني يصلحها بدالك ، هتبقى مرتاح وأنت عارف إنه أكيد هيضربني ، واحتمال كبير يغتصبني ... هتبقي مبسوطة يا ماما ، طبعا أنت أكيد شمتان يا جواد ، غريب أوي جواد عمل بلاوي أكتر مني ألف مرة وأنت كل اللي عملته روحت جبت مراته اللي اتجوزها من وراك وعيشتها معاك هنا ، فعلا عقاب قاسي أوي ، من غير وداع لأني بكرهكوا كلكوا
وتحركت للخارج تُلقي حقيبتها أرضا في منتصف الحديقة تنظر إليه بتعاليٍ تشير إلى الحقيبة في إشارة ساخرة أنه خادم أبيها !!
ابتسم شداد في هدوء تام تحرك صوب الحقيبة كما طلبت هنا ابتسمت ساخرة ، قبل أن يركل هو الحقيبة بقدمه بعيدا لتسقط في المسبح رفع كتفيه يسخر منها :
- بتعرفي تعومي يا مصراوية ، المرة الجاية هتبجي مكان الشنطة
شحب وجهها خوفا تحركت لتجلب الحقيبة لتشعر بيده تمسك بمرفقها تمنعها عن الحركة جذبها للخلف لتصبح أمام وجهه ، أشهر سبابة يده الأخرى أمام وجهها يهسهس غاضبا :
- أبوي الله يرحمه جالي جبل ما يموت ، يا ولدي الراجل الصُح اللي ما يرفعش يده على حرمة بيته ، اللي مراته تهابه وتخاف غضبه بس من غير ما يمد يده عليها ، أنا شداد عيلة زيك ترميلي شنطتها عشان اشيلها وراها ، فكراني خدام أبوكِ ، تجول عني أنا كلب .. ما هتعديش بالساهل يا مصراوية
ومن ثم بدأ يسخر منها ينظر لها من أعلى لأسفل يردف متهكما :
- بس ضحكتيني دمك خفيف جوي ، لما جولتلهم هيغتصبني ، بصي لحالك في الازاز شبه متولي السواج ، اركبي يلا وخلجاتك مش هتجبيهم ، ابقى ألبسي من لبسنا يا مصراوية
وفتح باب السيارة يدفعها للداخل يجلس جوارها وهي كل ذرة بها ترتجف من وقع كلماته ومما هي مقدمة عليه ، كانت لا تزال تمتلك حقيبة يدها ، لتجده فجاءة ينتزعها منها صرخت تحاول أخذها منه ليفتح الحقيبة أخذ هاتفها يضعه في جيب جلبابه البعيد عنها ، يلقي الحقيبة عليها لتصرخ فيه :
- أنت همجي وحرامي ، رجعلي موبايلي يا حرامي
ابتسم يكتف ذراعيه بعد أن تخلص من الرداء الأسود فوق جلبابه ، لف وجهه إليها يسخر منها :
- مدي يدك خديه
الوقح يسرقها والآن ماذا ، هل سيظنها ستخجل وهو لما لم يخجل حين سرقها ، ضحكت تسخر منه :
- أنت فاكر أن أنا هتكسف وأنت ما اتكسفتش ليه وأنت بتسرقني
رفعت يدها ستنتزع هاتفها منه رغما عن أنفه ، الفكرة الآن ليست فكرة الهاتف نفسه بقدر فكرة أنه انتزعها منها غصبا ، أمسك بكف يدها قبل أن تضعه في جيب جلبابه اقترب برأسه منها يهمس جوار اذنها بنبرة وقحة للغاية :
- لو يدك وصلت للموبايل ، ما هخرجكيش من العربية غير وأنتِ حبلة وفي تؤام
شهقت بعنف تجذب كفها من يده سريعا تنزوي بعيدا عنها ، الوقح معدوم الأخلاق ألم يكن يسخر قبل قليل منها ، نفخت خديها تشعر بالخوف الشديد داخل خلجاتها حتى وإن اظهرت ، السيارة تتحرك بها صوب المجهول حرفيا ، ادمعت عينيها وقلبها ينتفض بعنف داخلها ، هي حتى لا تعرف ما الذي ينويه لها ذلك الهمجي البربري معدوم الأخلاق الجالس جوارها
أما في منزل عمرو ، هرعت روان إلى غرفتها تبكي بحرقة تغلق الباب عليها ليعلق جواد ساخرا :
- ايه دا دي دموع الفرح ، فين الزغاريط طيب ، ايه الفرح الساكت دا .. طب هخلع أنا أروح المكتب
وصعد لأعلى يعلو بصوته لتسمع زوجته :
- نوري ، حبيبي حضريلي الحمام
ابتسم عمرو ساخرا ذلك المتعجرف سيلقنه درسا قاسيا حتى يقسم أن ما حدث لشقيقته كان فقط مزحة طريفة !!
______________
كان لا يزال الوقت باكرا حين قررت السيدة صفاء النزور لأسفل لشراء بعض الأشياء من السوق ، نزلت لأسفل لتجد محمود يهم بفتح باب الورشة ، التفت ما أن رآها يسألها:
- رايحة فين يا ماما كدة على الصبح
اقتربت صفاء تربت على ذراعه تحادثه :
- رايحة السوق ، التجار الصبح بيبقوا لسه منزلاين البضاعة طازة ، وعايزة املا التلاجة خزين الأسبوع بدل ما كل يوم أنزل ولا فاطمة تنزل
اومأ محمود برأسه ليُعيد غلق باب الورشة اقترب منها يغمغم :
- طب أنا جاي معاكِ ، طالما حاجة الأسبوع هتبقى الشيلة تقيلة عليكِ أكيد ، يلا عشان ما نتأخرش
وتحركا يغادران داخل السوق الشعبي الواسع
ألتقط ذلك الفتى الواقف هناك يراقب هاتفه يسارع بالإتصال بمنير :
- ايوة يا باشا اوعى تكون مشيت ، الست اللي اسمها صفاء دي نزلت وابنها راح معاها والبيت فاضي دلوقتي ، حاضر يا باشا سلام
أغلق الفتى الخط ليتحرك سريعا خلف محمود وصفاء يتبعهم لداخل السوق ، أما منير فنزل من سيارته الواقفة عند تقاطع شارع جانبي تحرك سريعا إلى داخل العمارة ومنها إلى شقة فاطمة ، وقف أمام الباب لن يخاطر ويدقه فتصرخ فاطمة على السلم ويسمع صراخها الحي بأكمله ، أخرج مادية من جيبه يضعها في قفل الباب القديم لم يحتاج الكثير من العنف قبل أن يُفتح الباب ابتسم باتساع ، قبل أن يدخل إلى الشقة يغلق الباب من الداخل بالمزلاج ، تحرك في الشقة بحذر يبحث عنها هنا وهناك إلى أن رآها نائمة ، توسعت ابتسامته الخبيثة دخل إلى الغرفة يغلق بابها عليه اقترب منها بخفة إلى أن بات بالقرب منها ، تحركت عينيه الماجنة على منحنى جسدها يبتلع لعابه يشتهي ذلك الجسد منذ أن كانت زوجة أخيه الأحمق !! رفع يده يتحسس خصلات شعرها نزل بيده إلى رقبتها ليسمعها تهمهم ومن ثم بدأت تهمس باسم نور ، مما زاده غضبا ... تحركت يديه إلى أسفل ، فتحت عينيها فجاءة حين شعرت بخطب ما يحدث ، لتشخص عينيها هلعا حين رأت منير أمامها في لحظة كان يكمم فمها ويقبض على كفيها في يده الأخرى يشل حركتها ، تلوت بين يديه تزوم بقوة أما هو فابتسم يحرك عينيه على جسدها قبل أن يردف ساخرا :
- لا لا مش كل مرة بقى ، دا أنا هموت عليكِ من ساعة ما كنتي مرات المتخلف اللي اسمه نور ، ويوم ما غار في داهية قولت أخيرا خلصت منه طلعتي حامل ، قولت مش مهم المهم هتبقى معايا ، تقومي مكلمة جوز الشحطة اخواتك وخدوكي مني بالعافية ، وبعد ما لقيتك تاني جاي حتة عيل ابن امبارح عايز ياخدك مني تاني ، لا يا روحي أنا مش جاي اغتصبك وأروح أنا جاي اخدك معايا ، غصب عني هتقومي تيجي معايا
حركت رأسها للجانبين بعنف تنهمر الدموع من عينيها على يده التي تكمم فمها ، ترك كفيها فحاولت دفعه بعيدا عنها ، ولكنه مد يده في جيب سرواله سريعا يخرج منديل مبلل بمادة ما وضعها سريعا على أنفها ظنته مخدر وستفقد الوعي فحاولت أن تقاوم ولكنها شعرت فجاءة بشعور غريب وكأن عقلها توقف عن العقل لا تزال مستقيظة ولكنها لا تفهم ما يحدث كالطفلة الصغيرة تنظر حولها مدهوشة ، جذبها منير من على الفراش لتقف معه دون أدني مقاومة هرع سريعا يبحث عن جلباب يضعه عليها ، وحجاب يحاول أن يخبئ به وجهها أمسك بكف يدها يجذبها معه فتحركت دون حتى أن تقاوم ، نزلت معه لأسفل ليُنزل الحجاب على وجهها أكثر ، الوقت لا يزال باكرا لن يشك أحد فيه لأن لا أحد في الشارع ربما لن يفسد خطته سوى ضحكاتها الغير مبررة بفعل ذلك المخدر ، كان يخطط للقيام بذلك ليلا ولكن الفرصة سنحت الآن ومن أوسع أبوابها ، جذب يدها سريعا يتحرك بها صوب سيارته الموجودة عند ذلك التقاطع ، فتح باب السيارة يدفعها للداخل سريعا ، ركب السيارة جوارها ينطلق بالسيارة مسرعا يطلب رقم الجاسوس الذي يراقب محمود ووالدته يسأله عن الأوضاع ليجيب الأخير :
- ما تقلقش يا باشا هما لسه عند بتاع التموين وأنا سامعها بتقول لابنها انها لسه هتروح تجيب عيش وفراخ
وأغلق الخط فجاءة دون سابق !!
شحب وجه الفتى حين قبض محمود على تلابيب ثيابه يهزه بعنف يصرخ فيه:
- ولا أنت ماشي ورانا بتراقبنا وريني بتكلم مين
انتزع الهاتف من يده بعنف ينظر لشاشته ليبصر اسم منير ، توسعت حدقتيه ينظر للشاب أمامه شرزا يصرخ فيه :
- يا ابن ال*** ، انطق يلا كنت بتراقبنا ليه ، والكلب بتاعك دا فين
لكمه بعنف مرة تليها أخرى قبل أن يقبض على تلابيب ثيابه يصرخ فيه:
- ورحمة أبويا لو ما نطقت لأدفنك مكانك
ارتجف الفتى ذعرا بين يدي محمود قبل أن يتمتم خائفا :
- أنا ما اعرفش حاجة والله ، هو منير بيه ، اداني فلوس ووراني صوركوا وقالي ابلغه أول ما تبعدوا عن البيت ، وأنا بلغته وقالي امشي وراكوا عشان لما ترجعوا اقوله
توسعت حدقتي ذعرا على فاطمة نظر صوب والدته يغمغم سريعا :
- اطلعي بسرعة شوفي فاطمة
تركت صفاء ما في يدها تهرع إلى المنزل وخلفها محمود يجر ذلك الفتى من ثيابه رأى أحد عمال الورشة يهم بفتح بابها ليصيح محمود باسمه يلقي الفتى إليه :
- عماد اربطلي الكلب دا ، اوعى يهرب منك
وهرع يركض إلى أعلى قبل أن يصل سمع صرخة والدته ليتهاوى قلبه خوفا ، ركض لأعلى ليجد والدته تخرج من باب المنزل تصرخ مذعورة :
- الحقني يا محمود البت فاطمة مش موجودة في البيت كله ، خطفها أكيد خطفها ... اتصرف يا محمود دي أمانة عندنا
اشتعلت النيران في جسده يشعر بالغضب يفتت خلاياه ، وشعور بالعار والخزي يصفعانه على وجهه بعنف ، نزل لأسفل توجه صوب ذلك الفتى يطبق على عنقه يصرخ فيه بعلو صوته :
- انطق يالا ، الكلب دا خد فاطمة فين
اختقنت أنفاس الفتى أزرق وجهه حتى كاد يفارق الحياة ، جذب عماد محمود بعنف بعيدا عن ذلك الفتى يصرخ فيه :
- اهدا يا محمود هتقتله هتودي نفسك في ستين داهية وأنت يا ابني انطق قبل ما يقتلك
سعل بعنف يحاول إلتقاط أنفاسه يرتجف مذعورا :
- والله العظيم ما اعرف يا بيه ، ابوس أيدك ارحمني
أمسك محمود بالهاتف نظر للفتى قبل أن يطلب منير يحذره :
- تكلمه وتقوله أنك عايز تجيله عشان في حاجة مهمة حصلت في الحارة ولازم تشوفه عشان تقولهاله ، كلمة زيادة هقتلك
اومأ الشاب برأسه سريعا ليطلب محمود رقم منير ولكن لسوء الحظ الهاتف مغلق ... صرخ محمود غاضبا يشعر بالعجز لا يجد حلا ، قرر الاتصال بجاسر أو عاصم ، هم لديهم النفوذ وخاصة جاسر الذي ستمكنه من معرفة مكان رقم منير ومن ثم سينهش هو عظامه أن وضع إصبعا عليها فقط
_____________
في منزل عاصم استيقظ على صوت رنين هاتفه مد يده يلتقط الهاتف ليقطب جبينه حين أبصر رقم محمود شعر بالقلق ليفتح الخط سريعا يجيب قلقا :
- خير يا محمود في اي حصل ايه فاطمة ؟!
انتظر لبضع لحظات يستمع إلى الطرف الآخر قبل أن تشخص عينيه يغمغم مذعورا :
- أنت بتقول ايه أنا جاي حالا
قفز من فراشه يصرخ باسم ولده البكر ، خرجت حلم من المطبخ ترد هي :
- حسين راح الشركة يا عاصم ، في اي حصل ايه
لا وقت لذلك عاد لغرفته يبدل ثيابه في لحظات معدودة ، ألتقط مفاتيح سيارته يركض للخارج وحلم خلفه تسأله قلقة عما يحدث وهو لا يجيب ، هرع إلى سيارته حاول تشغيلها ليصرخ غاضبا يضرب المقود :
- البطارية زفت نايمة
خرج من السيارة يتوجه إلى الشارع ليأخذ سيارة أجرة حين وجد سيارة سوداء تقف أمامه كاد زين إن يخرج منها ليدفع عاصم الباب يغلقه عليه من جديد التفت يجلس جواره يصرخ فيه :
- أطلع على العنوان اللي هقولك عليه بسرعة يا ابني
اومأ زين برأسه سريعا دقات قلبه تتسارع بعنف حين ينطق عاصم كلمة ( ابني ) ويوجهها إليه، يعلم أنها غير مقصودة فهو يتعامل مع الجميع بها ولكنه يشعر أنها خاصة به حين يقولها
___________
في منزل جاسر مهران
تحديدا في غرفة رعد ، فتح رعد عينيه يتمطأ في فراشه بكسل ، نظر لتلك النائمة جواره ينسدل شعرها القصير على وجهها ليمد يده يزيحه عن وجهها يبتسم سعيدا ، تنهد بعمق يود أن يقبلها حين سمع دقات على باب غرفته ... تأفف حانقا قام من فراشه يفتح الباب ليجد أبيه يقف أمامه اقترب منه يهمس ساخرا :
- مش وقت عسل يا حبيبي ، خالتك مخطوفة خد بالك أمك ما تعرفش حاجة ، غير هدومك في ثانية وتحصلني على العربية وما تقولش رجلي كدة كدة هتفك الجبس النهاردة
اومأ رعد برأسه سريعا تحرك للداخل اغتسل سريعا وبدل ثيابه إلى أخرى خرج من الغرفة بخفة كي
لا تستيقظ ينزل سريعا متوجها إلى سيارة أبيه
استيقظت طرب بعدها بعدة دقائق مدت يدها لتضايق رعد كما تفعل ولكنها لم تجده فتحت عينيها تبحث عنه رأت ثيابه ملقاة على مقعد جانبي يعني أنه بدل ثيابه وخرج ... اعتدلت جالسة تبتسم ساخرة هي على أتم ثقة أن رعد لم يقصد فعلها ، ولكن استيقظاها بمفردها بعد ما حدث بينهم بالأمس يعيدها لنفس شعور الرُخص التي كانت تشعر به حين ترقص ، كان بإمكانه أن يوقظها ويخبرها أنه سيذهب لا أن يرحل هكذا فجاءة ... مدت يدها تفتح علبة حُلي صغيرة نزع جوف العلبة تلتقط شريط أقراص صغيرة ، أخذت واحدة تبتلعها دون ماء
لتعيد الأقراص لمكانها وتعيد العلبة كما كانت عليه ، لن تسمح لذلك الحلم أن يتحقق
انتفضت حين دُق الباب كانت تظنها كالعادة والدة رعد ، ولكنها قبل حتى أن تسمح لها بالدخول فُتح الباب ودخلت والدتها ابتسمت في وجهها حزينة ، في حين تحركت كاملا بخطى بطيئة إليها ... جلست أمامها لترتمي طرب بين أحضانها تبكي لتفزع كاملا من مشهدها تسأله مذعورة :
- مالك يا طرب بتعيطي ليه يا حبيبتي وايه الدم اللي على السرير دا ؟!
__________
بعد رحلة طويلة وصلت السيارة إلى وجهتها ، نامت مرام منذ بداية الطريق أساسا ، استيقظت حين توقف السائق بالسيارة فتحت مذعورة ظنت انها كانت تحلم ، لترى ذلك المدعو شداد يجلس جوارها ينظر لها بعينيه المخيفة تلك ابتلعت لعابها تحادثه مرتبكة :
- أنت بتبصلي كدة ، وبعدين إحنا وقفنا ليه
أشار من النافذة المجاورة له إلى البيت القريب منهم ، نظرت إلى ما يشير ، ذلك البيت يُشبه المنازل التي تظهر في الأفلام والمسلسلات الصعيدية ، ابتلعت لعابها متربكة حين أردف :
- وصلنا يا عروسة ، انزلي
فتحت الباب المجاور لها وأول خطوة رعناء فعلتها بعد وصولها بلحظتين أنها ركضت بعيدا ، احتدت عيني شداد غضبا منها ؛ ليسرع خطاه خلفها قبض على ذراعها يُجذبها نحوهه يصرخ فيها :
- بداية جصيدتك معايا كفر يا مصراوية ، أنا شداد مرتي تجري وتهرب ... دا أنا اجطع خبرك جبل ما تعمليها
جذبها بعنف يتحرك بها صوب البيت وهي تصرخ تحاول دق قدميها في الأرض :
- لاء أنا مش عاوزة أعيش معاك ، أنا مش هدخل هنا ، إنت هتغتصبني وتعذبني ... ابعد عني الحقوني حد يلحقني
ضاق ذرعًا منها ليتوقف قبض على ذراعيها هزها بعنف يهسهس يتوعدها :
- وربي يا مصراوية لو ما بلعتي لسانك جوا خشمك لأعمل فيكي كل اللي أنتي مرعوبة منه دا ، حسك ما اسمعوش
شحب وجهها ذعرا تومأ برأسها سريعا ... تتحرك معه صوب الداخل دون النقط بحرف واحد فتح الباب يجذبها للداخل لتبصر في صالة البيت ، سيدتان لم تدقق النظر في ملامح اي منهمن ... كانت خائفة مذعورة تنظر لكل ركن تقريبا إلى أن وقعت عينيها على إحدى السيدتين كانت عجوز ملامحها صارمة تنظر لها تبتسم ساخرة تتفحصها بعينيها شبرا بشبر لتغضب مرام مما تفعل لتحادثها حانقة :
- في حاجة حضرتك بتبصيلي كدة ليه ، أنا مش فاهمة ايه البلاوي دي
شهقت بعنف حين قبض شداد على فكها يدير وجهها نحوه رأت وجهه يشتعل غضبا قبل أن يهمس محتدا :
- البلاوي دي تبجى امي يا مصراوية ولو لسانك طال عليها أقطعه فاهمة
__________
استيقظت تشعر بألم شديد في رأسها ، هبت جالسة تنظر حولها مذعورة كانت في غرفة نوم عادية لا غريب فيها سوى أنها لا تعرف أين هي
ولما ترتدي قميص نوم فاضح لتلك الدرجة نظرت صوب الباب حين فُتح لتتسع عينيها ذعرا حين رأت منير يدخل إلى الغرفة عاري الصدر يحمل بين يديه صينية طعام يرسم على شفتيه ابتسامة كبيرة ما أن رآها ليغمغم مبتهجا :
- صباحية مباركة يا عروسة كل دا نوم
___________
مساء الخير أو صباح الخير على حسب ما هتقرا الفصل
لو أنت متابع الحروب فأنت عارف ايه المشكلة لو مش متابع فأنا حقيقي مريت بأزمة صعبة أثرت على نفسيتي ولا تزال والله بس اكتشفت أني لا أملك رفاهية الوقت للانهيار ، فكان لازم ارجع بأسرع وقت ، المشكلة بس الوحيدة اني ما كنتش اجمع فكرة، الافكار كلها بتهرب وعقلك بيسحبك لنقطة سودا غصب عنك
أنا ما كنتش بدلع ولا أنا قاصدة الغياب
انا فعلا كنت ولازلت محطمة بقدر كبير
وزي ما قولت أنا ما عنديش رفاهية الوقت
بإذن الله راجعة يوم الجمعة بفصل أكبر وأقوى
أنت تقرأ
أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالث
Mystery / Thrillerبريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو