للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
_________
وقفت السيارة الخاصة به أمام مطعم كبير شهير في تلك الأحياء ، نظر للمكان المجاور له قبل أن ينظر إليهم يسألهم :
- حد ما بيحبش السمك أو عنده حسسية منه
أشاحت مليكة برأسها دون أن ترد ؛ لتردف زينب محرجة :
- مالوش داعي يا دكتور حضرتك تكلف نفسك ، كفاية مصاريف المستشفى اللي حضرتك أصريت تدفعها
توسعت حدقتي مليكة قبل أن تنظر إلى زينب تصرخ فيها غاضبة :
- هو اللي دفع فلوس المستشفى إنتِ مش قولتي أنك خدتي فلوس من معايا ودفعتيها
ومن ثم عادت تنظر إليه ، أشهرت سبابتها أمام وجهه تحادثه منفعلة :
- دكتور جاسر لو سمحت كفاية أوي لحد كدة ، تدخلك الزايد عن اللزوم في حياتي دا غير مسموح بيه ، وللمرة الألف أنا مش مريضة ولو حتى كنت مش هتعالج عندك أنت ، الدكاترة مليين البلد
أرادت أن تراه غاضبا ربما محرجا ، وربما خجلا من نفسه مما قال لها صباحا ويفعل عكسه الآن إلا أنها رأته يبتسم وكأنها لم تقل شيئا ، رفع كتفيه لأعلى يغمغم ببساطة :
- 2500 جنية دي فلوس المستشفى هاتيهم لو الموضوع مضايقك أوي كدة، هي غالية أنا عارف بس الناس عملوا الواجب وزيادة مننكرش
توسعت حدقتي مليكة في ذهول أثر ما يقول تنظر لزينب التي تحاول كتم ضحكاتها هي وأريچ ، فتح هو الباب المجاور له ينزل منه التفت لها قبلا يغمغم :
- ولا اقولك ابقى ادفعي أنتِ حساب العشا ، انزلي يلا ولا مش ناوية تحاسبي وهدبس أنا
اشتعلت حدقتيها غيظا منه ، ذلك الوقح ترغب في تمزيق ابتسامته المستفزة نزلت من السيارة تستند إلى ذراع زينب توجها إلى المطعم ، أمسك جاسر بقائمة الطعام وطلب النادل وطلب مائدة طوويلة من كل شيء تقريبا ، هنا توسعت حدقتي مليكة تنظر لصديقتها لترى وجه زينب مصفر هو الآخر ، أما أريچ فكانت تعلم أن شقيقها لن يدع مليكة تدفع لذلك لم تكن قلقة ، كانت تجوب بعينيها أنحاء المكان
تنظر لوجوه الناس حولها ؛ ليمر أمام عينيها مشهد سريع مما فعله عمار بها لتنتفض خائفة تحرك رأسها للجانبين سريعا تحاول أن تُزيح ذلك المشهد
في تلك الأثناء جاء النادل ومعه طاولة صغيرة يضع الطعام أمامهم ، خلع جاسر سترته التي أخذها من منزل والديه يضعها على حافة المقعد يزيح أكمام قميصه للخلف ينظر إليهم يتحدث متعجبا :
- ايه يا جماعة ما يلا بسم الله ، انتوا عاوزين عزومة ولا ايه ، مليكة كدا كدا اللي عازمة
ابتلعت مليكة لعابها مرتبكة تزيح خصلة شعر نزلت على وجهها حين نظرت إليه رأت عينيه معلقة بخصلة شعرها ينظر إليها مجذوبا بها ،
حمحمت مرتبكة من نظرة عينيه تشير لزينب ليبدأوا جميعا في الأكل وهي تختلس النظرات إليه بين لحظة وأخرى تراه يتعامل بعفوية شديدة ، يسأل زينب عن دراستها تارة وعن علاقتها بوالدها تارة أخرى ، يشاكس شقيقته مرة ثالثة ينعت قطتها الصغيرة (بالمتحرشة ) ليتها كانت القطة !! حمحمت تجفل حين أخذها تفكيرها لتلك النقطة تحرك رأسها للجانبين تهمس مع نفسها حانقة :
- صحيح إحنا ما بننجذبش غير للسايكو أو التوكسيك أو اللي مش مدينا وش اصلا برافو والله يا مليكة
أجفلت على يده تتحرك أمام وجهها نظرت إليه لتراه يبتسم عابثا غمزها بطرف عينيه أقترب برأسه قليلا منها يهمس يشاكسها :
- أنا من رأيي افتحي موبايلك واعملي ريفيو عن قد ايه الفراخ چوسي ، لا دا سمك صحيح
خلاص اعملي ريفيو عن شوربة السي فود يمكن المطعم يعمل خصم ولا حاجة
ضيقت عينيها تنظر له مغتاظة ليضحك بخفة عليها ، يدفع أحد الأطباق بخفة نحوها تغيرت نبرته لأخرى مترفقة هامسة :
- كُلي عشان أنتِ نزفتي كتير النهاردة ، على فكرة أنا آسف على طريقتي الصبح ، ما كنش ينفع اكلمك بالأسلوب دا طبعا ، أنا بس كنت خايف عليكِ !
توسعت حدقتيها تنظر إليه مرتبكة تشعر بقلبها يكلمها بعنف شدت كفيها تحاول السيطرة على تلك الرعشة التي ضربتها فجاءة دون مقدمات
ازدردت لعابها الجاف تحرك رأسها بحركة بسيطة تشعر بجسدها بأكمله ينتفض بعنف ،
ابتسم يكمل طعامه إلى أن انتهوا ، طلب جاسر من النادل فاتورة الطعام .. ما إن جلبها الأخير أشار جاسر إلى مليكة يغمغم مبتسما:
- الحساب عند الآنسة
أخذت مليكة منه الفاتورة تنظر لنهاية تلك القائمة الطويلة لتجد رأس جاسر معها في الورقة ينظر إليها يغمغم :
- طب والله أسعارهم حلوة كللل اللي أنا طلبته دا ب3800 اديله 4000
رفعت مليكة عينيها إليه تود لكم وجهه الوسيم هذا عله يصمت ، ابتلعت لعابها لا تجد مفر من تلك الورطة حين شعرت بشيء يدق على حقيبتها خفية من أسفل الطاولة ، نظرت سريعا لتجده يمد يده ببطاقته الائتمانية يتحدث يسأل النادل عن فروع أخرى للمطعم ، ابتسمت تسخر منه قبل أن تفتح حقيبتها تُخرج بطاقتها الائتمانية منها ، قبل أن تمد يدها بها إلى النادل سارع هو يعطي بطاقته له يُعيد لها بطاقتها ؛ لتنظر هي تبتسم ساخرة تتهكم :
- تعرف مصنع **** بتاع العصير اللي أنت بتشرب دايما منها عصير البرتقال اللي أنت بتحبه
قطب جبينه يومأ برأسه لها ؛ لتبتسم هي تفجر المفاجأة :
- بتاعت والدي ، والمحصول بيجي من أرضه ، عرفتي أنك مش الغني الوحيد اللي هنا يا دكتور
توسعت حدقتي جاسر قليلا لسببان ، مليكة انتبهت أنه يحب عصير البرتقال إذا هي مهتمة حقا ، وثانيهم لم تصل إليه بين المعلومات التي كان يجمعها عنها قبلا أن والدها يملك ذلك المصنع ، بعد قليل جاء النادل وأعطاه بطاقته وتحركوا جميعا لخارج المطعم ، ارتدت مليكة للخلف حين دفتعها إحدى السيدات في طريقها للخارج ، أمسك جاسر بذراعها قبل أن تسقط ينظر لتلك السيدة ممتعضا ، رفعت عينيها إليه تنظر إليه متوترة ، كانت قريبة للغاية منه
ابتلعت لعابها مرتبكة تتحرك للخارج ولم تنتبه إلى ذلك الذي يقف بعيدا يلتقط كل ما حدث بهاتفه !
__________
استندت كاملا على ذراع ابنتها تخرج معها من الغرفة ، نظر جاسر إليها يحاول أن يفهم لغز تلك السيدة وكأن لغز ابنتها لا يكفيه لتأتي هي الأخرى ، السيدة تبدو أصغر من عمرها قامتها متوسطة نحيفة بقدر كبير ورغم الوهن البادي على قسمات وجهها لا تزال ترفع رأسها بكبرياء ، تنظر للأمام وكأنها أميرة ، حين نظر لعينيها لم تبتعد بعينيها كما تفعل طرب بل ظلت تنظر إليه ، نظرة حائرة متعبة تخفي خلفها الكثير ، تنهد يزفر أنفاسه حانقا يحاول أن يبتسم :
- اتفضلي يا مدام كاملا ، وجودك في القصر هينوره طبعا
في تلك اللحظة دمعت عينيها حين تذكرت القصر الذي عاشت فيه بصحبة جلال لسنوات ، قبل أن ينقلب كل شيء رأسا على عقب ، اومأت تشكره بابتسامة صغيفة تنظر لابنتها بين حين وآخر تبتسم سعيدة لرؤياها من جديد إلى أن وصلوا للسيارة ، هنا رأت زوج ابنتها صاحب الاسم الغريب يلتفت خلفه يحادث زين بنبرة ساخرة :
- شوفتها واطمنت عليها أكيد مش هترجع معانا ، شوف طريقك بقى
نظرت طرب إلى رعد حانقة ، في حين ابتسمت كاملا فرعد يشعر بالغيرة على ابنتها هذا يعني أنه يحبها ، تركت يد ابنتها واقتربت من زين تحادثه مترفقة :
- روح يا حبيبي وأنا هخلي طرب تكلمك عشان لازم اشوفك تاني
ابتسم زين لها يقبل يدها وجبينها ؛ ليتأفف رعد يحادثه حانقا :
- يا ابني هو أنت ابنهم التايه من عشرين سنة عمال تبوس وتحضن ، ما تغور في داهية بقى
ابتسم زين ينظر له عابثا كم هو ممتع إثارة غيرة ذلك الرعد فهو سريع الاشتعال ، لوح لهم من بعيد قبل أن يستقل سيارته ... توجه رعد يفتح باب السيارة جلست طرب في المنتصف بينه وبين والدتها وجاسر جوار السائق بالأمام ، وياسر ظل بالمستشفى
تحركت السيارة بهم ؛ لتلفت كاملا إلى طرب تسألها متلهفة قلقة :
- طمنينب على ملاك عاملة ايه وحشتني أوي
ظهر القلق جليا على وجه طرب قبل أن تبلع لعابها تهمس مرتبكة :
- ملاك كويسة ، بس هي يعني عملت حادثة قبل موت بابا على طول وللأسف بقت قاعدة على كرسي متحرك
توسعت حدقتي كاملا هلعا مما قالت ابنتها ؛ لتنهمر الدموع من حدقتيها بعنف تحرك رأسها للجانبين تهمس بحرقة :
- لاء ما تقوليش كدا أرجوكِ يا طرب ، ملاك ما بقتش تقدر تمشي يا حبيبتي يا ملاك ، أنا آسفة يا طرب بجد آسفة ليكي وليها
وانفجرت تبكي لتعانقها طرب سريعا تحاول أن تهدئها :
- يا ماما اهدي ، صدقيني ملاك كويسة الحمد لله ، وبعدين
- وبعدين يا مدام كاملا أنا مستني بس ثانوية عامة تخلص وهعرضها على أكبر دكاترة في البلد ، ملاك زي بنتي وأنا مش هسيبها
رفعت كاملا رأسها تنظر للجالس على المقعد الأمامي لم يلتفت لهم فقط تحدث ، وسكت وبعد صمت قصير عاد يتحدث من جديد :
- ملاك حساسة أوي ودا اللي خدت بالي منها ، فرجاء ما تعيطيش لما تشوفيها
تضايقت كاملا من نبرة صوته الآمرة من يظن نفسه ليخبرها كيف تحادث ابنتيها ، حمحم رعد ينظر لوالدة زوجته يشاكسها :
- لاء بس حضرتك زي القمر ، أنا عرفت دلوقتي طرب طالعة حلوة اوي كدة لمين
ابتسمت كاملا رفعت يدها تمسح الدموع عن عينيها تسأله متلهفة :
- قولي يا رعد أنت اتجوزتوا امتى ، وخلفتوا ولا لسه ، أنا عاوزة اشوف صور الفرح ... من زمان من وهي بيبي صغيرة وأنا نفسي اشوفها بالفستات الأبيض
ارتبكت طرب ومعها رعد لا يجدان إجابة لاسألتها حمحمت طرب تربت على يد والدتها تهمس لها متوترة :
- هفهمك كل حاجة بعدين يا ماما
قطب كاملا جبينها قلقة حين لاحظت التوتر البادي على وجه ابنتها وزوجها ، أكملت السيارة طريقها إلى أن وصلت إلى حديقة منزل جاسر ، فتحت طرب النافذة المجاورة لكاملا تشير لملاك الجالسة مع فتاة وشابين لا تعرفهم كاملا :
- ماما ملاك اهي ، عشان خاطري ما تعيطيش .. هي أصلا ما تعرفش لسه بخبر أنك الحمد لله عايشة
اومأت كاملا برأسها تنظر إلى ابنتها الصغيرة مشتاقة لعناقها ، فتحت طرب الباب المجاور لها لتنزل كاملا تستند على ذراع طرب ، في حين تقدمهم رعد وقف أمام ملاك يغمغم مترفقا :
- بصي يا ملاك ، أنا عارف أنها مفاجأة غير متوقعة ، بس بصي هناك كدة
قطبت ملاك جبينها متعجبة مما بقول رعد قبل أن تنظر لما يشير ، شخصت عينيها تملىء وجهها ، أغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات تظن أنها تحلم ، تسارعت أنفاسها وتسابقت دقات قلبها قبل أن تنظر لرعد تهمس بشق الأنفس:
- هو دا حقيقي ؟!
اومأ رعد لها يبتسم مترفقا :
- ايوة يا حبيبي مامتك عايشة الحمد لله
شهقة عالية خرجت من بين شفتيها لتتدافع الدموع من مقلتيها تتمسك بحافة الطاولة أمامها تحرك رأسها للجانبين تحادثه بحرقة :
- مش عيزاها تشوفني كدة ، مش عيزاها تشوفني وأنا مشلولة وعاجزة ، عايزة اجري عليها اترمي في حضنها ومش عارفة
اقترب رعد منها يمسح على رأسها برفق يعاتبها مترفقا :
- ايه يا ملاك اللي أنتِ بتقوليه دا ، مشلولة وعاجزة بس دا ينفع بردوا ، وبعدين مامتك عارفة طرب قالتلها
رفع نظره ينظر صوب طرب ليرى كاملا تحاول أن تُسرع خطاها قدر إستطاعتها تتشبث بذراع طرب إلى أن اقتربت منهم ، نزلت على ركبتيها أمام مقعد ابنتها تجذبها لأحضانها ، لتدفع ملاك جسدها الضئيل من فوق المقعد تسقط أرضا بين أحضان كاملا تتشبث بها تبكي بعنف وكاملا تعانقها تنهمر دموعها ، رفعت يديها سريعا تمسح دموعها قبل أن تخرجها من بين أحضانها تكور وجهها بين كفيها ، تحادثها مشتاقة الأحرف تتلهف بين شفتيها :
- كبرتي يا ملاك ، كبرتي وبقيتي برنسس زي القمر ، طرب قالتلي أنك السنة دي في ثانوية عامة ، وقالتلي أنك قوية وشجاعة وبطلة
أنتِ عمرك ما هتبقي عاجزة يا ملاك حتى لو أنتِ شايفة نفسك كدة ، وحشتيني يا حبيبتي وحشتيني أوي
اقتربت طرب تساعد ملاك على العودة لمقعدها تجذب يد والدتها لتقف عن الأرض ، ينظر يوسف ومراد ومريم لما يحدث لا يفهم أي منهم أي شيء ، مال مراد على يوسف يسأله مدهوشا :
- هو ايه اللي بيحصل في بيتكوا دا ، هما بيصوروا مسلسل ولا ايه ؟
رفع يوسف كتفيه لأعلى كأنه يخبره أنه لا يعلم
أصرت كاملا أن تدفع هي مقعد ملاك حين طلب منهم جاسر الدخول للمنزل
هب مراد واقفا يجذب ذراع يوسف يغمغم حانقا :
- سيب ام الكتاب بقالنا 30 سنة بناخد المضارع المستمر وعمري ما فهمته ، يلا نشوف اللي هيحصل جوا ، قومي يا روما
وقف يوسف يقبض على رقبة مراد من الخلف يهسهس حانقا :
- هو أنا مش قولتلك ما تدلعهاش يا حيوان
تأفف مراد حانقا يغيظ يوسف حين غمز لمريم يغمغم عابثا :
- غيور أوي أخوكِ اومال لما تبقى في حضني وفي بيتي هيعمل ايه
جز يوسف على أسنانه حانقا تقدح عينيه شررا ليهرول مراد من أمام يحاول أن يسرع خطاه يضحك عاليا يسخر منه ، نظر يوسف لمريم يقبض على كف يدها يصرخ مغتاظا :
- مريم الواد دا مش هتتجوزيه
ضمت مريم شفتيها تحاول ألا تضحك تومأ برأسها موافقة ؛ ليجذبها يوسف للداخل دخلا إلى صالة المنزل ، رأى حول الجمع يرتكز بأنظاره على كاملا التي تجلس على إحدى الآرائك وملاك تجلس جوارها تخبئ وجهها بين أحضانها ، تعلقت عيني يوسف بملاك ليته كان يملك شجاعة مراد لكان تقدم لخطبتها هو الآخر ، أجفل على صوت جاسر يعرفهم بها :
- مدام كاملا والدة طرب وملاك ، مدام كاملا في تفاصيل كتير محتاج اتكلم مع حضرتك فيها بس مش دلوقتي
ومن ثم توجه صوب رؤى يسألها :
- الأوضة جاهزة
اومأت برأسها تنظر لتلك الفاتنة الشقراء التي ستمكث معهم بداية من الليلة العجيبة التي لا تود أن تنتهي ، قام عاصم من مكانه يودع جاسر :
- طب امشي أنا بقى عشان عندي شغل كتير بكرة أنا ما رضتش اتحرك غير لما أنت تيجي ، يلا يا حلم ، وأنت يا بيه أنت وهو اسبقوني على العربية
اقتربت حلم من رؤى تعانقها تودعها لتهمس تمازحها قبل أن ترحل :
- الست دي حلوة اوي يا طرب ، خدي بالك لأبو العيال يجدد فراشه ولا حاجة
حلم كانت تمزح ورؤى تعلم ولكن في تلك دب القلق في قلبها ، عادت تنظر للسيدة الجميلة أمامها من جديد متوترة ، قبل أن تنفض تلك الفكرة السامة من رأسها جاسر يحبها منذ أعوام طويلة وهي تحبه وتثق في حبه لها ، أجفلت على حركة يد جاسر أمام وجهها يسألها قلقا :
- رؤى أنتِ كويسة يا حبيبتي
حركت رأسها بالإيجاب سريعا تبتسم له ، ليطلب منها :
- طب معلش يا حبيبي قولي للبنات في المطبخ يحضروا عشا
اومأت برأسها تتابع ما يحدث ، لا تفهم لما يرحب بها جاسر للمرة الثانية تقريبا ألا يكفي مرة واحدة ، تعاون يوسف مع طرب بسبب إصابة قدم رعد في حمل مقعد ملاك لأعلى ، توسعت حدقتيها تلك السيدة تود الاستناد على يد زوجها لتقف تلحق بابنتها ، هنا سارعت هي تقف بينهم تجذب كاملا عن مكانها لتستند على ذراعها تغمغم سريعا:
- اسندي على أيدي يا حبيبتي ، رعد قول للبنات في المطبخ يحضروا العشا
هنا حركت كاملا رأسها للجانبين ابتسمت تعتذر منهم :
- ما فيش داعي شكرا أنا مش جعانة ، أنا عاوزة بس اطلع لملاك وطرب
اومأت رؤى لها تعطيها ابتسامة صفراء مجاملة ، تحركت معها لأعلى التفتت برأسها صوب جاسر تعطيه نظرة حادة تتوعده ؛ ليضحك رعد بخفة اقترب من أبيه يشاكسه :
- البس يا معلم ، ماما هتعلن الحرب عشان كنت هتسند مدام كاملا
نظر جاسر صوب رعد متوترا ليردف سريعا يدافع عن نفسه :
- ما كنتش هسندها والله كنت هانديك أنت ، هي شكلها ليلة مش معدية
ضحك رعد قبل أن تندثر ابتسامته وتشخص عينيه نظر إلى أبيه يهمس متوترا :
- تفتكر طرب هتنام الليلة دي جنب أمها
قطب جاسر جبينه متعجبا مما يقول قبل أن يحرك رأسه يسخر منه :
- أكيد طبعا مش محتاجة كلام ، وأنت ما تعدنش وسيبها تنام جنب أمها
شد أسنانه بعنف يدق بعصاه الأرض يصيح مغتاظا :
- حبكت الليلة دي ، حبكت النهاردة ... دا أنا مستني اليوم دا بقالي أسبوع وزيادة ، هتنقط والله هتنقط
وتركه وصعد لأعلى يغمغم ساخطا يعبر عن غيظه ؛ ليضرب جاسر كفا فوق آخر يغمغم مدهوشا :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، الواد رعد اتهطل
نظر حوله يبحث عن چورى لم يرها منذ دخوله ، صعد إلى أعلى قاصدا غرفتها
دق الباب فلم تجيب ، شعر بالقلق ففتح مقبض الباب نظر صوب فراشها ليجدها تغط في النوم
ابتسم يتنفس الصعداء اقترب منه يقبل جبينها يمسح على خصلات شعرها برفق ، رفع الغطاء يدثرها به قبل أن يخرج من الغرفة يغلق الباب عليها ، رأى رؤى تخرج من غرفة ملاك تنظر إليه حانقة ؛ ليبادر هو اقترب منها يتغزل بها :
- أنتِ مالك حلوة أوي أوي النهاردة كدة ليه
ابتسمت سعيدة وكأن شيئا لم يكن ؛ ليلف ذراعه حول كتفيها يتثائب :
- يلا يا حبيبي نروح ننام ، يمكن اليوم العجيب دا يخلص بقى
أنت تقرأ
أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالث
Misterio / Suspensoبريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو