للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس و الثلاثون
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤
الصدمة ، الذهول كانت من نصيب كل من كان داخل القاعة ، أليست تلك طرب زوجة رعد الهاربة ، تعلقت أعين الجميع بها وهي تتهادى كأميرة هامتها مرفوعة لأعلى ، تمسك بيد رعد ، أما هو فكان يمسك بيدها بكفه الأيسر ويحمل طفل صغير على ذراعه الأيمن ، شهقت رؤى وقفت تنظر لهم مذهولة أما طرب فابتسمت في هدوء ، اقتربت رؤى منهم لتتحرك طرب إليها تعانقها تحادثها سعيدة :
-وحشتيني أوي يا طنط ، أخبار حضرتك ايه؟
ولكن يبدو أن وقع المفاجأة على رؤى كان كبيرا ، لم تنظر لها ولا لرعد أنما اقبلت على الصغير تأخذه من بين ذراعي رعد ما أن نظرت لوجهه ملئت الدموع عينيها ، تضمه لأحضانها نظرت لطرب في تلك اللحظة تعاتبها على ما فعلت بعنينها فقط لم تنطق بكلمة ، وإنما أخذت الصغير وعادت لطاولتهم نظرت لجاسر تدمع عيناها تهمس بحرقة :
-ابن رعد يا جاسر ، ابن رعد
حرك رأسه ينظر لها يبتسم مد يده يمسح على رأس الصغير برفق يردف :
-يونس يا رؤى اسمه يونس يا حبيبتي
ضمته لأحضانها برفق تنزل دموعها ، ما حدث جعل جميع من في الزفاف ينظرون إليهم لمدة دقائق قبل أن يعود المشهد كما كان عليه قبل قليل ، أما رعد فأمسك بيد طرب وتوجه إلى الطاولة إلى حيث يجلس الجميع ... ابتسمت طرب في هدوء تنظر لجاسر الذي ابتسم بدوره يحرك رأسه يرحب بها :
-نورتي يا أم يونس حمد لله على السلامة
هدوء جاسر وترحيبه بها بحفاوة أثار استنكار رؤى التي نظرت لطرب تعاتبها على ما فعلت :
-هربتي ليه يا طرب ، كان في ألف حل غير الهروب ، غير أنك تحرقي قلوبنا كلنا ، رعد كان بيدور عليكي في الشوارع ليل نهار ، لحد ما حاله اتقلب وخاصم الكل وبعد عن البيت وعن أهله
لم تتغير ابتسامة طرب بل زادت هدوءً نظرت صوب رعد ومن ثم نظرت إلى رؤى تحادثها مبتسمة :
- تقدري حضرتك تسألي رعد يا طنط وهو هيقولك هو عمل ايه خلاني هربت ، بس حقيقي شكلك حلو أوي بالنقاب دا لونه جميل عليكي
لم تعرف رؤى أتبتسم أم تغضب أم تنظر لرعد تسأله عما فعل ، ولكن ما حدث مجئ نرمين إلى طاولتهم تنظر لطرب بإحتقار واشمئزاز قبل أن لها من أعلى لأسفل تتهكم منها :
-هي الهانم اللي كانت هربانة رجعت وكمان داخلة بكل غرور ولا كأنك عاملة كارثة يا بجاحتك
لم تتغير ابتسامة طرب بالعكس توسعت أكثر تنظر لنرمين بهدوء قبل أن تردف تهنئها :
- مبروك يا طنط ، ألف مبروك عقبال البكاري
باركيلي للعروسين
احتقنت عيني نرمين غيظا تنظر إليها محتدة أراد الصراخ في وجهها أرادت جذبها من خصلات شعرها وطردها خارجا ولكنه زفاف ولدها لن تفتعل فيه فضيحة يكفي أنها لا تطيق العروس ، تركتهم وغادرت غاضبة لتبتسم طرب في هدوء تأخذ كأس العصير من أمام رعد ترتشف ما فيه ، مالت نحوه تهمس له تسخر منه :
-ايه دا ، دي ما طلعتش خمرة أنا قولت بقيت خمورجي لدرجة أنك بتشرب خمرة في كل مكان ، بس طلع عصير تفاح يا خسارة
عض رعد دفة شفتيه السفلى غاضبا ينظر لها بغيظ شديد أما هي فقررت فجاءة أنه ليس غاضبا كفاية ، قامت من مكانها تنزع حذائها الكعب ذو الكعب الرفيع تتحرك حافية القدمين ، شعر أنها ستفتعل كارثة ؛ ليهب واقفا يلحق بها أمسك بمرفقها فنظرت له ببراءة أما هو فهمس محتدا :
- أنتِ رايحة فين دلوقتي ؟
ابتسمت ساخرة تجذب مرفقها من كف يده وقفت أمامه تكتف ذراعيها ، قبل أم ترفعهم لأعلى قليلا تتحدث ببساطة :
-رايحة أحيي الليلة يا حبيبي أنت مش متجوز رقاصة بردوا ، ينفع تبقى متجوز راقصة مصر الأولى والفرح يبقى ساكت كدا
شخصت عيناه ذهولا وهو يتصور منظرها وهي تتمايل أمام الجميع ، شعر بالدماء تتدافع بغزارة إلى رأسه تضرب عقله وأعصابه وكل خلية حية به ؛ ليقترب منها يطحن أسنانه يهسهس غاضبا :
- طب ابقي أعمليها كدة يا طرب وأنا أكسر كل عضمة فيكي
ابتسمت تتحداه أن يفعل اقتربت منه خطوة تهمس ساخرة:
- طب ابقى أعملها كدة يا رعد وأنت تشوف أنا أقدر أعمل ايه ، وكدة طبعا يُعتبر الإتفاق اللي ما بينا لاغي ومش هتشوف خلقتي أنا ويونس لباقي عمرك لو شقيت الأرض
كور كف يده يضعط عليه بعنف تتأجج النيران في مقلتيه غضبا ، أغمض عينيه يلتقط أنفاسا سريعة قوية متتابعة قبل أن يزفرها دفعة واحدة يحاول أن يتحدث بهدوء :
- طرب لو سمحتي أرجعي الترابيزة
توسعت ابتسامتها تحرك رأسها لأعلى وأسفل
تتحدث بهدوء :
- ماشي عشان طلبت بذوق بس
وتركته تتحرك بخطى مختالة مغترة تعود للطاولة تجلس هناك تشاهد العروسين
أما هناك عند الشرفة الخارجية للقاعة وقفت ملاك قبل مجئ طرب هناك تحاول ألا تبكي ، لا تعرف لما يفعل يوسف ذلك ؟! ، لما يستمتع بضغفها ؟! ، كيف يكن يحبها وهو يؤذيها ؟!
لا تتذكر كم مرة صرخ في وجهها لأنها فعلت شيء من وجهة نظره هو خاطئ ولا يجب أن تفعله ، كم مرة انطبعت أصابعه على رسغ يدها وهو يمسك برسغها بعنف وكأنه يود كسره ، وهي بكل بلاهة تتقبل ندمه الذي يظهره وتسامحه ولكن تلك المرة شعرت بالذعر الحقيقي شعرت بالذعر حين كانا في سيارته
قبل المجئ
Flash back
منذ أن رآها تخرج إليه بدا غاضبا غير راضيا ، لا تعرف لما هو غاضب ولكن يوسف دوما غاضب بلا سبب ، لم تتحدث خوفا منه !! ... ولكن بعد مدة وجدته يقف بالسيارة في منطقة فارغة ومن ثم التفت برأسه إليها يسألها غاضبا :
-أنا قولت ايه على الهباب اللي في وشك دا
توترت ترتعش يداها خوفا نظرت إليه تحاول أن تبرر حتى لا ينفجر غاضبا كعادته :
- دي طرب هي اللي أصرت صدقني أنا ما كنتش عاوزة أحط
بدا متفاجئً حين أخبرته أن طرب هنا ، ولكنه ظل غاضبا ، مد يده يقبض على رسغ يدها كما اعتاد أن يفعل !! يصرخ فيها :
- وأنتِ ما عندكيش لسان تقولي لاء
رفع يده الأخرى يقبض على ذقنها بعنف رأت في عينيه نظرة مخيفة وصرخ فيها :
-عارفة يا ملاك لو قولتلك حاجة وعملتي عكسها تاني هعمل فيكي ايه ، هسيبك تتخيلي أنا هعمل ايه ، هسيبك تتخيلي أنا هعمل ايه ومهما يوصل خيالك أنا هعمل أسوء منه
في اللحظة التي فرض فيها سيطرته وشعرت بالضعف والخوف حد الذعر أمامه بدأت تكرهه ، تنفر منه ...ذلك ليس يوسف الذي تعرف ، ذلك ليس سوى مسخ على هيئة يوسف
مسخ مخيف عليها أن تبتعد عنه ، سجب أن تهرب بعيدا قبل أن يبتلعها في ظلمة جوفه ، أما هو فتركها يلتقط عدة محارم من العلبة أمامه يغرقهم بالماء يمسح ما على وجهها بكل عنف ! قبل أن يُكمل الطريق لقاعة الزفاف
Back
انتبهت تنتفض حين سمعت صوت رجل يحمحم ظنته هو ، فارتجفت خائفة نظرت خلفها سريعا لترى زين هو من يقف خلفها ، حاولت أن تبتسم ولكن خرجت ابتسامتها مرتعشة ، ابتسامة فتاة على وشك البكاء ... اقترب زين منها يقطب جبينه يسألها قلقا:
-مالك يا ملاك ، دي مش إبتسامة أبدا ، عينيكِ مليانة دموع شكلك حزين ليه كدة ، حصل ايه ؟!
حركت رأسها للجانبين سريعا ، لم تكن لتخاطر لتخبر زين ويحدث شجار بينها وبين يوسف هنا والآن ، اقترب زين خطوة أخرى منها يسألها قلقا :
-يا ملاك ما تخابيش عليا ، إحنا متربين مع بعض وأنا زي أخوكي الكبير ، حصل ايه طيب متخانقة مع يوسف
ما إن ذكر اسم يوسف ، ظهر يوسف وكأنه جني المصباح يظهر فقط ما أن تنطق اسمه ، نظر لهما وهما يقفان في الشرفة بغضب شديد ، نظر لزين يصرخ فيه غاضبا :
- أنت واقف معاها هنا لوحدكوا ليه ، أبعد عنها يا زين أنت فاهم
توسعت عيني زين ذهولا يرفع حاجبيه ذهولا يتحدث مستنكرا :
- أنت بتزعق فيا يا يوسف ، إنت اتجننت وايه أبعد عنها دي ، لا مش هبعد ، إنت واضح أنك مش لاقي حد يقفلك وطايح في الكل
أنت تقرأ
أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالث
Mystery / Thrillerبريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو