للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الرابع والاربعون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
في مطار القاهرة الدولي وصلت الطائرة من مطار دبي ، خرجت ليان من المطار بصحبة شهاب تتحرك سريعا تنظر حولها هنا وهناك متوترة قبل أن تنظر لساعة يدها تحادث شهاب :
- الوقت بيجري أوي يا شهاب أنا كدة مش هلحق ألبس ، إنت هتيجي معايا عند شريف ولا هتروح عند حنان
أقترب شهاب منها يلف ذراعه حول كتفيها يمسح على ذراعها برفق يطمأنها :
-أهدي يا ليان وما تتوتريش عشان خاطر اللي في بطنك ، هتلحقي ما تقلقيش ، أنا هوصلك وأروح عند حنان وهسبقك على القاعة
ابتسمت له تومأ برأسها تحاول أن تتنفس بعمق وهدوء ، أوقف شهاب سيارة أجرة ، انطلقت بهم إلى بيت والديها ، تشعر بدقات قلبها تتضارب اشتاقت لأبيها وأمها وشريف ، اشتاقت لهم جميعا الأيام التي قضتها بالخارج كانت جحيما في بدايتها ولكن مع الوقت بدأت تتأقلم وتعرفت على جيرانها والوضع صار أسهل بكثير كما قال شهاب بالإضافة إلى محادثتها اليومية مع والدتها التي تشجعها دوما ، انتبهت حين توقفت السيارة أمام منزل أبيها ، ابتسم شهاب يودعها نزلت من السيارة ، وجدت المصعد يعمل أخيرا ، اقتربت من الطابق دقات قلبها تعلو أكثر فأكثر ، وصلت أمام منزل والديها رفعت يديها المرتجفة تدق الباب ، سمعت صوت والدتها يأتي من الداخل تقول :
- ايوة ، ثواني
انتفض قلبها وملأت الدموع عينيها ، لحظات وفتحت إيمان الباب شهقت بقوة حين رأت ليان أمام عينيها ، صرخت باسمها سعيدة قبل أن تجذبها إليها تعانقها بكل قوة تنهمر الدموع من عينيها :
- ليان وحشتيني يا حبيبتي ، وحشتيني أوي ، حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ، تعالي ، يا علي يا شريف ليان هنا
جذبتها إيمان تدخلها للشقة ، وخرج علي يعانق ابنته سعيدا برؤياها ، أما شريف فوقف بعيدًا عنهم قليلا ينظر لشقيقته أشتاق لها كثيرا ، لم يكن يظن أن فراقها سيؤلمه لتلك الدرجة ، شعر بالدموع تتجمع في عينيه وهو ينظر إليها ، خرجت ليان من بين أحضان أبيها واقتربت منه وقفت أمامه تنظر لوجهه تبتسم فساره يجذبها إليه يعانقها بكل قوته وهو يردد :
- وحشتيني يا ليان وحشتيني اوي
ابتسمت سعيدة تعانق شقيقها لمدة طويل ، قبل أن تحاول الابتعاد عنه تحادثه :
- أوعى يا عم أنت حاضني جامد كدة ليه هتفعص النونو
توسعت حدقتي شريف أثر جملتها ، أبعدها عنه يمسك بذراعيها ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيه يسألها مدهوشا :
- أنتِ حامل
ابتسمت ليان تومأ برأسها فأطلقت إيمان زغرودة عالية وأقترب علي منها سعيدًا يبارك لها هو وإيمان ، أما شريف فضحك سعيدا يعانقها بقوة من جديد :
- هبقى خالو ، مبروك يا ليان مبروك يا حبيبتي ، النهاردة بجد الفرحة فرحتين لاء تلاتة
___________
في منزل عاصم وضع حسين يديه فوق أذنيه يحاول حجب صوت صياح مراد الذي لم يتوقف منذ السابعة صباحا ، يا ليت أبيه كان هنا الآن لكان أخرسه ولكن والده يشرف منذ الصباح على تحضيرات قاعة الزفاف ، ألتفت حسين إلى مراد يصرخ فيه :
- يا إبني اسكتتت ، اسكتتت من سبعة الصبح وأنت عامل تصوت زي القطط في موسم التزاوج ، على الطلاق عمك جاسر ما هيجوزك مريم غير بعد ما تتخرج حتى لو مشيت قدامه على الحيطة ، ما تطلعش الواحد من هدومه بقى خليني أروح أكمل لبس
خرج زين من غرفته على صوت حسين الغاضب ، ضحك يقترب من مراد الذي يقف أمام حسين عابسا متضايقا ، ربت على كتف مراد يحادثه :
- مراد انجز نفسك وروح ألبس عشان تلحق تروح ليوسف ، إنت اللي هتسوق عربيته ، هو مين اللي هيبقى معاك في العربية صحيح يا حسين
نظر حسين حانقا صوب مراد قبل أن يتوجه برأسه إلى زين يقول :
- رعد ومعاه مراته ، وأنت أخو العروسة بردوا
اومأ زين برأسه ، نظر جواره فلم يجد مراد ألتفت إلى حسين وارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة ، ابتلع غصته يحادثه :
- هتوحشني الرخامة اللي كنا بنرخمها على بعض الصبح ، وسندويتشات البيض بالبسطرمة المحروقة بتاعت بليل
ابتسم حسين اقترب من شقيقه يربت على كتفه بخفة يحادثه ضاحكا :
- يا زوز هو أنا مهاجر ، دي الشقة جنبكوا هنا نص ساعة وتبقي عندي ، وتعالا يا سيدي وأنا أعملك كل السندويتشات اللي أنت عايزها
ضحك زين بخفة يومأ برأسه ، نظر لشقيقه لتدمع عينيه أقترب منه حسين يعانقه ، صدمه على رأسه بخفة يردف :
- أنا حقيقي سعيد أن أنت أخويا يا زين
أبتعد عنه رفع يمسح الدموع عن عينيه يحادثه ضاحكا :
- شوفت خلتني أعيط أنا كمان إزاي يلا ، تعالا نروح نشوف عمار بيعمل إيه
ضحك زين بخفة يومأ برأسه يتحرك بصحبة حسين للخارج
في غرفة عمار تراه هناك يتمدد على فراشه ينظر لسقف الحجرة يرى وجه مليكة مطبوع أمام عينيه ، هل سيراها الليلة ؟ هل أخبرها جاسر بماضيه ؟ ستشفق عليه وربما تتقزز منه
أغمض عينيه يزفر أنفاسه بعنف ، فتحها فجاءة حين فُتح باب غرفته بعنف وظهر أمامه زين ومعه حسين يضحكان تحركا ناحيته جذبه زين من الفراش يحادثه ضاحكا :
-يلا يا عم قوم أنت لسه نايم ، قوم يا عريس خلاص الوقت حان
ارتسمت إبتسامة شاحبة على شفتي عمار يومأ برأسه موافقا قام من فراشه توجه صوب المرحاض وقف أمام المرآة ينظر لانعكاس صورته الحزينة وملامح وجهه الكئيبة العابسة ، أغمض عينيه يتنهد بقوة ، عليه أن يبتسم ويبدو سعيدا للغاية لن يدع رقية تشعر بأنها أقل من غيرها ، سيريها كم هو سعيد يكاد يطير فرحا بخطبتهم ، رقية يجب أن تكن سعيدة كأريچ ، اغتسل وهذب ذقنه ومشط خصلات شعره نظر لانعكاس صورته في المرآة يبتسم قبل أن يخرج ، حين خرج رأى أبيه يقف أمامه يبتسم في وجهه سعيدا تحرك إليها وقف أمامه يعانقه بقوة يربت على رأسه برفق :
- ألف مبروك يا عمار ، ألف مبروك يا حبيبي
أبعده عنه يبتسم في وجهه ربت على خده برفق قبل أن يجذبه من يده صوب الفراش يتحدث سريعا :
- تعالا أوريك أنا جبتلكوا ايه ، جبت لكل واحد فيكوا واحدة ما عدا العاق مراد ، حطيتله تمنها في حسابه
قطب عمار جبينه تحرك صوب أبيه ينظر لما يشير فرأى على سطح فراشه حُلة سوداء فاخرة للغاية تبدو باهظة الثمن ، نظر لأبيه يقطب جبينه فضحك عاصم يربت على كتفه يقول :
- يلا أنت لسه هتنح ، عاصم وزين كل واحد خد بدلته وراح يلبس ، خلص وتعالا عشان أربطلك الجرافتة
اومأ عمار برأسه أخذ الحُلة وتحرك إلى المرحاض بدل ثيابه ومن ثم خرج ابتسم عاصم ما أن رآه يقول :
- لاء ذوقي هايل ، البدلة هتاكل منك حتة ، تعالا أربطلك الجرافتة
أقترب عمار من عاصم وقف أمامه صامتا شاردًا ، رفع عاصم يده يعقد رابطة العنق لعمار لاحظ شروده الشديد ، فرفع كفيه يكوب وجهه بين كفيه يسأله قلقا :
- مالك يا عمار ، شكلك مش مبسوط
تحركت حدقتيه صوب أبيه تنهد يحرك رأسه للجانبين بخفة قبل أن يبتسم يردف :
- لا أبدا مش زعلان ، أنا بس متلغبط ، أنا همشي عشان ما اتأخرش عن إذنك
تحرك عمار خطوة ليمسك عاصم بذراعه أقترب منه يلف ذراعه حول كتفيه يحادثه وهو يضحك :
- استنى يا عم خدني معاك ، أنا صاحب العريس اللي هيسوق العربية بتاعته ، وحلم مصرة تيجي معانا
توسعت حدقتي عمار ذهولا ينظر لأبيه لم يكن يتوقع أن ذلك سيحدث ، ابتسم شعر وكأن وجود أبيه في حد ذاته يطمأنه ، تحرك بصحبة أبيه للخارج ليرى حلم زوجة أبيه تقف أمامهم تتحدث سريعا على عجل :
- كل دا تأخير ، يلا يا عمار مامت رقية بتقول أنهم جاهزين ومستنينا
ابتسم عمار لها يومأ برأسه ، اقتربت حلم منه تلتقط باقة أزهار جميل الشكل تعطيها له تحادثه مبتسمة :
- ألف مبروك يا عمار ، أديه لرقية ، أنا قولتلها عمار جايبلك بوكية ورد حلو أوي
ابتسم عمار ينقل أنظاره بين أبيه وبينها ينظر لهما ممتنا
____________
في منزل عمرو
تحديدا في غرفة مرام انتهت الفتاة من وضع مستحضرات التجميل على وجه مرام ، نظرت مرام لإنعكاس صورتها في المرآة تبتسم قامت تنظر لهيئتها بالكامل ، تشعر بسعادة لا مثيل لها لم تشعر بها قبلا ، حتى شريف الذي قضت معه فترة مراهقتها ومن المفترض أنه كان حبها الأول لم تكن تشعر معه بتلك السعادة أبدا التفت حول نفسها مرة في لحظة دخول جواد إلى الغرفة أطلق صغيرا قبل أن يردف ضاحكا :
- ما هذا الجمال ؟ والله أنتي خسارة فيه
تحركت مرام ناحيته ، مد يده لها يمسك بذراعها يجعلها تلتف حول نفسها مرة بعد أخرى قبل أن يقول ضاحكا :
- برنسيس ، الفستان قمر عليكِ صحيح لبس البقسماطة تبقى بطاطة
ضحكت مرام تصدمه على صدره بخفة وقفت أمامه تعقد ذراعيها أمامها ضحكت تسخر منه :
- أنا طول عمري حلوة يا حبيبي ، ولا أنت عشان توم كروز الليلة هتشوف نفسك علينا ، أوعى تكون رايح تشقط هتتعلق
ضحك جواد يحرك رأسه للجانبين ينظر حوله هنا وهناك قبل أن يقترب برأسه منها يهمس بخفة :
- أشقط إيه بس ، أنا راجل متجوز توبنا إلى الله ، هي فين نور صحيح
أخبرته أن نور ذهبت لغرفتها لترتدي فستانها بعدما انتهت من وضع مستحضرات التجميل هي الأخرى ، ترك غرفة مرام وتحرك إلى غرفة نور ، مرام أخبرته سلفا أنها ابتاعت هي ونور فستان لها خاص بالليلة جميل للغاية ، وقف أمام باب غرفتها قلبها يدق بعنف ، رفع يده يدق الباب لحظات وفتحت ، وخطفت أنفاسه حين فعلت ، توقف نبضه وجحظت مقلتيه ينظر إليها تتحرك عينيه على صفحة وجهها ابتلع لعابه يميل برأسه إلى اليمين ينظر إليها عن كثب ، شعرها الأشقر المعقود ، زينة وجهها التي لم تكن تحتاج إليها ولكنها جعلتها تبرق ، وفستان ناعم بلون السكر حين يحترق يلمع بفصوص بيضاء ونهاية بحذاء له كعب قصير ، صعدت عينيه إلى الفستان ليرى أن كتفي الفستان تنزل وهي تحاول رفعها ، ابتسم يسألها :
- أنتِ مش عارفة تقفلي سوستة الفستان
توترت اخفضت رأسها تومأ بالإيجاب ، لترتسم ابتسامة ماكرة على ثغره خطى إلى الغرفة يدفع الباب بقدمه بخفة ، توترت تعود بخطاها إلى الخلف تنظر إليه مرتبكة تسأله :
- هو أنت بتقفل الباب ليه ؟ ، أنا كنت هروح لطنط روان تقفلهولي
ابتسم جواد يحرك رأسه للجانبين رافضا ما تقول :
- وليه تروحي لطنط روان وابن طنط روان موجود ، تعالي بس دا أنا حتى أيدي خفيفة
أقترب منها خطوة وأخرى وهي تعود بخطواتها للخلف فضحك يتهكم مما تفعل :
- ايه يا نوري بتبعدي ليه ، هو أنا داخل اضربك يا حبيبي ، اقفي عشان أقفلك الفستان
توقفت تقبض على فستانها بكفيها أولته ظهرها
مد يده يُغلق سحاب الفستان لم يحاول أن يضاقيها أو يلمس ظهرها الظاهر بأي شكل حتى لا تتضايق منه وهو يعمل جاهدًا على ترميم علاقتهم ، جذب السحاب لأعلى سريعا يغلقه مرة واحدة قبل أن يقترب برأسه من أذنها يهمس لها بنبرة تفيض عشقا :
- شكلك زي القمر ، على فكرة أنتِ هتبقي معايا في العربية وإحنا رايحين القاعة ، أتمنى ما يكونش عندك مانع
توترت من قربه ، حركت رأسها للجانبين تهمس بنبرة خفيضة :
- لاء ما عنديش مانع
ابتسم لها قبل أن يتحرك للخارج ، دُق الباب وفتحت والدته تحادثه سريعا :
- والله كنت عارفة إني هلاقيك هنا ، يلا هات نور وأنزلوا زين وصل كدة هنتأخر
___________
الوضع عند زينب لم يكن مختلفا كثيرا اليوم مزدحم سريع يمر كطرفة عين ، ولكنها بمفردها ليس تماما لديها صديقتها ووالدها صحيح أن والدتها ليست هنا ، وصحيح أنها لا تعلم عنها شيئا ولكنها لا تشعر بالضيق لغيابها بالعكس ربما وجودها في هذه الليلة ربما كان ليخيفها ، لا يطمأنها نظرت لانعكاس صورتها في المرآة تبتسم ، صحيح أنها تفتقد وجود مليكة جوارها ولكن أريچ الصغيرة تحتاجها أكثر ، تنهدت تبتسم متوترة سعيدة في الآن ذاته ، دُق الباب ودخل أبيها ابتسم سعيدا ما أن رآها اقترب منها فالتفتت له ، احتضنها يقبل جبينها دمعت عينيه يعتذر منها :
- سامحيني يا زينب ، سامحيني عشان سيبتك تعاني سنين مع أم مريضة ، إنتِ ما تعرفيش أنا مبسوط قد ايه وأنا شايفك سعيدة ومبسوطة قدامي ، شريف ابن حلال وطيب وبيحبك ، عايزك تعرفي أن أنا جنبك في أي وقت تحتاجيني فيه ، لآخر نفس في عمري يا زينب أنا جنبك ، ربنا يسعدك يا بنتي
عانقت زينب أبيها تغمض عينيها بقوة تحاول ألا تبكي حتى لا تفسد زينة وجهها ، سمعت صوت زغاريد عالية تأتي من الخارج ورأت إيمان والدة زوجها ومعه شقيقته يدخلان إلى غرفتها ، أبتعد أبيها عنها وخرج ليرحب بشريف ووالده ، أما إيمان فاقتربت من زينب تعانقها تحادثها سعيدة :
- ألف مبروك يا حبيبتي زي القمر ، ربنا يهينكوا ويسعدكوا يارب
أمسكت إيمان بذراعيها تبعدها عنها قليلا تنظر لوجهها قبل أن تبتسم تحادثها بنبرة رقيقة بها قدر كبير من الحنان :
- زينب أنتِ زيك زي ليان بنتي ، وأنا عيزاكِ تعتبريني زي ماما ، وأنا أقسملك إني عمري ما هاجي عليكِ في يوم عشان خاطر شريف أبدا ، اللي ما أرضهوش لبنتي ما أرضهوش لبنات الناس ، ماشي يا حبيبتي
هنا أدمعت عيني زينب قبل أن تحرك رأسها لأعلى وأسفل تعانق إيمان من جديد في حين صاحت ليان مذعورة :
- زينب بالله عليكِ أوعي تعيطي الميك اب هيبوظ وشريف هيدبحنا كلنا
أنت تقرأ
أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالث
Misterio / Suspensoبريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو