التاسعة والعشرون «مات منتحر»

1.2K 51 17
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما 😾💘
--------------------------------------
نظر إلى ساعة يده بملل فزفر بضيقٍ عند أن وجد الساعة اقتربت إلى الخامسة
حسناً يقسم إنه سيجعلها تدفع ثمن تأخرها عليه
أمرها أن تأتي إلى هذا المطعم ليروا مع بعضهما غروب الشمس
ولكن على ما يبدو إنها تجاهلته، وظنت إنه سيتهاون معها
في الحقيقة مستحيل إن يسامحها
وخصوصاً عندما رأى غروب الشمس بمفرده،
عكس ما اتفق عليه كلاهما
لذلك التقط هاتفه المحمول من فوق الطاولة، وبحث على رقمها الذي أخذه منها رغماً عنها، وأرسل لها رسالة نصية ولكن قبل أن يرسلها قرأها بصوته ليتأكد بعدم وجود خطأ في كتابته:
_لو مجتيش دلوقتي يا إستبرق هفضحك، وأنا مبهزرش في الكلام ده!!!
وبعدها ألقى هاتفه جانباً على الطاولة في غضب،
وغرق في أحداث ليلة أمس،
على الرغم من حزنه الشديد عليها واكتشافه لمرضها
ولكن هو شاكر كثيراً لتلك الليلة
--------------------------------------
أسند كفي يده على السطح الرخامي لمكتب الاستقبال بالمستشفى هاتفاً بريبة بادية على وجهه:
_  أستاذة إستبرق هنا لو سمحت؟!
ردت عليه الممرضة وهي تسند سماعة الهاتف على إذنها:
_أستاذة استبرق قاعدة في الدور التاني، تقريباً مع دكتور حافظ.
عقب على كلماتها مصدوماً:
_ودكتور حافظ بيعمل إيه مع استبرق هانم؟!
رمقته الممرضة بازدراء هاتفة:
_دي معلومات خاصة بالمرضى.
لوى فمه في امتعاض ودس يده في جيب بنطاله واخرج مبلغاً نقدياً، ناوله لها دون أن يلاحظ أحد حولهما، فابتسمت الممرضة ابتسامة صفراء متمتمة بنبرة خبيثة:
_والله يا باشا هي مش حكاية فلوس، إستبرق هانم عندها سرطان ودكتور حافظ مشرف على حالتها.
عقب على كلماتها في استنكار امتزج بصدمته:
_سرطان لأ لأ..مستحيل أصلاً!!
وكيف يصدقها؟!!!
وهل يعقل القدر يغدر به..
ويأخذها منه!!
لا مستحيل.. ستعيش..هو واثق من ذلك.
_أنت كويس يا فندم!!
قاطع أفكاره سؤال الممرضة له، تجاهلها وركض نحو المصعد ليصعد لها،
ثوانٍ وخرج من المصعد وركض كالمجنون، بحث عن الغرفة الموجودة بها،
وأثناء ذلك لمح طيفها خلف زجاج إحدى الغرف، تراجع للخلف خطوة ثم أخرى،ووقف متسمراً ينظر لها عبر النافذة الزجاجية
على الناحية الأخرى،
كانت تدخل أسفل جهاز الأشعة ببطء حتى أصبحت أسفله تماماً، غمضت عيناها كما اعتادت حتى لا تشعر بالألم والرهبة
وغرقت في أحلامها..
هاربة من الواقع!!
تابعها الأخر عبر النافذة الزجاجية..
تبدو شاحبة.. لوهلة اختفى بريق عينيها
ولكن ما زالت تجذبه!
أراد للحظاتٍ تحطيم الزجاج وأخذها بين أحضانه..
لا يهم إذا رأته مجنون في تلك اللحظة!
وفي ذات الوقت خرج د.حافظ من الغرفة حتى تنتهي مريضته من الفحص، ففوجئ بعادل وأيقن أيضاً إنه من أحد اقرباء مريضته؛ عندما لمح لهفته وحزنه الشديد على قسمات وجهه، اقترب بهدوء منه وكور راحة يده أمام فمة ليلفت انتباهه
التفت عادل له بمبالاة ثم عاود يتابعها مرة أخرى عبر الزجاج غير مهتم بمن يقف جواره فقال بنبرة حازمه:
_حضرتك دكتور حافظ؟
ابتسم الطبيب وهتف بجدية:
_أيوه يا فندم، حضرتك تعرف أستاذة استبرق؟؟
التف له عادل وبقى لثواني يفكر في سوالهِ فأجابه بثقة غريبة:
_أيوه.
_أولاً تحب اقولها إنك جيت والا زي انسه عين؟!
عقد ما بين حاجبيه بحيرة سائلاً إياه:
_و أيه اللي دخل مدام عين في الموضوع؟!
ابتسم الطبيب وعقب على كلماته الأخيرة بسخرية:
_آنسة عين بتحضر تراقب الأستاذة من بعيد، و أنتَ بقى عايز تبقى زيها ولا لأ؟
التفت له عادل مردداً بجدية واضحة:
_لأ!!
اتسعت ابتسامة د.حافظ تدريجياً مردفاً:
_بص يا بني من غير لف ودوران، دي أكتر فترة مناسبة أستاذة استبرق تجوز فيها وتعيش حياتها، لأن محدش ضامن بعدين هيحصل أيه.
انهار عادل تدريجياً عقب كلماته وشعر بقلبه يتمزق مع كل كلمة ينطقها الطبيب..
ماذا يفعل به القدر يعطيه ثم يحرمه
أي عدل هذا
الفتاة التي أحبها يمكن أن يخسرها في أي لحظة
ولكن لحظة هل سيقف ويرى معاناتها كالجميع؟!
أم سيرافقها في رحلتها ويحارب مرضها معها؟!
بالتأكيد سيحارب معها، هي الآن أصبحت روحه وحياته وكل شيء
تنحنح عادل في حرج امتزج بحزمه:
_يعني لو اتجوزنا هتتالعج عادي جداً، يعني مفيش خطر عليها؟؟
هز الطيب رأسه نافياً:
_الطب تطور خلاص، والدنيا تغيرت، زمان كنا بنخاف من الخطوة دي بس دلوقتي عادي جداً.
--------------------------------------
سند ظهره على السيارة وعقد ساعديه أمام صدره منتظراً إياها بلهفة، نظر إلى ساعة يده، ففوجئ بالوقت الذي عده وهي بالداخل، 
لا يهم.. لو عليه ينتظرها مليون سنة لا يفرق
لا يهم كم الوقت الذي سيمر
المهم بالنهاية ستعود لأحضانه، وهذا الهدف من انتظاره لها
خرجت إستبرق من بوابة المستشفى تلتفت حولها على سيارة أجرة، ولكن تفاجئت به يقف بجانب سيارته رامقاً إياها بنظرات غريبة لم تفهمها بتاتاً، أشار لها بيده، فشعرت الأخرى بالخوف واستدارت عائده للداخل، فتعجب من رد فعلها وهرول خلفها صائحاً باسمها:
_إستبرق.. استني بس!
بالبداية تجاهلته وسارت بخطواتٍ أقرب من الركض، فأمسك بكفها بالأخير وجذبها نحوه، جذبت رسغها منه بعنف وصاحت به باهتياج امتزج بغضبها:
_هو في أيه؟! ماشي وراية وكمان بتقول اسمي حاف كده والانيل بتمسكني من أيديا، طب والله لولا إنك قريب صحبتي لكنت عملتلك محضر  دلوقتي ومكنتش فرقت معايه.
بعد حديثها هذا معه شعر بالغضب تجاهها ولا ينكر أيضاً ازاداد حبه لها
فهي تقف أمامه كالنمرة ولا تخشى شيئاً
وهو يحبها كذلك.. قوية..!!
على الرغم إنه يشعر بخوفها الشديد منه، ولكنها أثبتت له عكس ذلك للحظاتٍ،
وغير ذلك تحفظها معه الذي جعله يريدها أكثر وأكثر
تابعت هي بغضب شديد يتملكها:
_أنا مش واحدة صحبتك أو زميلتك علشان تناديني باسمي حاف كده، وحتى لو تعرفني برضوا تكلمني باحترام.
صك على أسنانه بغيظ محاولاً إن يتغاضى على كلماتها المهينة في حقه:
_طب ممكن تتفضلي معاية في العربية يا أستاذة إستبرق.
ردت عليه ببرود غير مبالية:
_لأ طبعاً!!!
_هو إيه اللي لأ!!، أنتِ مش شايفة الساعة كام يا هانم، الساعة 5 الفجر، وأحنا ماعندناش حريم تمشي لوحدها في الشارع في الوقت ده.
تفاجئت به يصرخ بها بغضب شديد، لوهلة خافت منه ولكن حاولت الثبات أمامه وعلى الرغم من ذلك لاحظت خوفه الشديد عليها،
لذلك اطمأنت قليلاً له ورافقته نحو السيارة تلك المرة وهي تشعر بالأمان تجاهه قليلاً، صعدت جواره وانطلق هو بالسيارة دون أن يلتفت لها،
هتف دون أن ينظر لها بنبرة خبيثة:
_ألف سلامة عليكِ، الأمراض كلها دلوقتي بقى ليها علاج.
ردت عليه بتلقائية غير واعية:
_ الله يسلمك عندك ح..
لم تكمل عبارتها الأخيرة، واتسعت عيناها في صدمة، ثم التفتت له مردفه بعدم استيعاب:
_هاا..انا مش فاهمة؟!
التفت لها وتقابلت عيناهما لأول مرة فـ غمز لها بطرف عينه متمتماً بنبرة خبيثة:
_متخافيش مش هقول لحد بس لازم تكوني بنت مطيعة وشاطرة كده.
--------------------------------------
قاطع حبل أفكاره استبرق عندما لمحها تقترب من الطاولة التي يجلس عليها،
ألقت حقيبتها فوق الطاولة بعنف فانتفض هو بخوف منها وخاصة عندما لمح نظراتها الحادة له، جلست أمامه مغمغمة بحدة على غير طبيعتها:
_أنت عايز أيه بالظبط؟!
ابتسم لها وطالعها بحب مجيب إياها وهو يتأملها:
_عايزك يا بنت الناس.
رفعت أحد حاجبيها هاتفة بسخرية مريرة بعد أن جالت جملته الأخيرة في خاطرها:
_لأ والله؟! والمفروض بقى أصدقك، صح؟!
انحنى بحسده وسند بساعديه على الطاولة مغمغم بهيام مسيطر عليه:
_ أنا بحـبك يا إستبرق.. بحـبك أوي أوي.
--------------------------------------
_دا مكنش إتفقنا من الأول، حضرتك قولتيلي هتبغليني بكل حاجة عن نادر!
زفرت طبيبة نادر بضيقٍ، ووضعت ساق فوق الأخرى متمتمة بفظاظة:
_دي معلومات مرضى ومنقدرش نقولها لأي بني آدم
ضربت بكفيها فوق سطح المكتب بعصبية مهاجمة إياها:
_هو إيه اللي مينفعش بقولك جوزي بينهار، وأنا مش عارفة أعمل حاجة قصاده..
ثم تابعت باستنكار:
_و أنتِ بتقوليلي معلومات مرضى!! دكتورة عفاف أنا وثقت فيكِ من البداية واقنعت جوزي يتعالج عندك، وفي الأخر خلفتي وعدك معايه.
استقامت«عفاف» واقفة بهدوء غريب راسمة ابتسامة زائفة على ثغرها:
_مدام هند أرجوكِ افهميني، نادر محتاج حد جمبه، حد ميعرفش ماضية.
كتمت غيظها بداخلها وخرجت لاعنه إياها،
هي حقاً حاولت التعامل مع نادر دون معرفة ماضيه
ولكن الحقيقة كل مرة تعجز أمامه..
لذلك تريد معرفة ماضيه لتستطيع تحديد الطريقة التي تتعامل معه
وشق الطريق سريعاً دون متاعب
خرجت هند من عيادة الطبيبة وفي ذات الوقت ترجل نادر من سيارته دون أن يلاحظ زوجته، تلفت حوله لثواني خوفٍ أن يراه أحد، وبعدها دخل المبنى وصعد للطابق الذي يوجد فيه العيادة
--------------------------------------
جلس أمامها على المقعد بعد أن هدئته قليلاً، ثم التقطت قلمها ودفترها الصغير لتدوين الملاحظات الخاصة بمريضها،
اعتدل نادر من فوق المقعد ونظر صوب عينيها تماماً، متمتم بنبرة أقرب لفحيح الأفعى:
_انا عايز أنسى اللي شوفته!!
لم تتأثر الطبيبة«عفاف» بنظراته المرعبة أبداً بل نطقت ببرود:
_مفيش حد ينسى إلا لما يفتكر يا نادر..!!
ثم تابعت وهي تضغط على أعصابه قاصدة:
_لو عايز تنسى لازم نكمل اللي عملناه!
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
بكى والده باصطناع في عزاء ابنته الصغرى، ليكسب عطف الجميع  عليه ولكن ماعدا ابنه الذي كان يرمقه بكره ممزوج بحقده الشديد
وخاصة وهو يراه يبكي بتلك الطريقة المستفزة أمام الجميع..
المشكلة هو الذي قتلها، 
قتلها بأبشع الطرق..
ولكن ما الفرق؟!!
هو لا يفرق عنه بشيء..
فهو لم يستطيع أن يفتح جوفه حتى يقول الحقيقة خوفاً من والده
بل اكتفى بصمته
جبان... وسيبقى جبان للأبد
اقتربت منه هند تربت على كتفه بحنانها الذي اعتاد عليه منها، قائلة بطفولتها المعهودة:
_اعتبرني من انهاردة أختك سلمى يا نادر، أنا معاك.
فأكمل غسان محتضناً إياه:
_خلاص يا نادر أنا مش هسيبك أبداً.
اقترب منهما والده متمتماً ببسمة زائفة على ثغره:
_بكرا  نادر هيروح معاكم المدرسة.
رفع نادر رأسه ونظر له بشرر يتطاير من عينيه محاولاً كتم غضبه،
فتدخل صابر وسحب معه صديقة المجنون كما يطلق عليه إلى أحد الأركان معترضاً:
_عايز ابنك يروح المدرسة بكرا وأخته ميتة انهاردة أنت مجنون يا فيشاوي
ربت فيشاوي على كتف صديقة يطمئنه:
_ارتاح أنتَ يا صابر أنا عارف مصلحة أبني كويس.
--------------------------------------
ربتت عفاف على كتفه تدعمه ليكمل في سرد ذكرياته هاتفة:
_يعني هند كانت حب طفولتك
أومأ لها فقالت الأخرى سائلة إياه:
_طب هو أتغير بعد وفاتها؟!
_بقا أوحش من الأول
عاد بذكرياته مرة أخرى..
وهو يتذكر كل لحظة كان يتعرض فيها للعنف
يتذكر تلك القسوة التي حصل عليها من والده
الذي كان يجب أن يكون سنده في تلك الحياة..
ولكن هو أصبح العكس
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
نزع حزامه الجلدي عن بنطاله وقام بلفه عدة مرات حول كف يده ورفعه عالياً في الهواء ليصبح كالسياط  ثم هوى به على جسده بقسوة صارخ فيه:
_على آخرة الزمن ابني يجيب درجة أقل من ابن فاروق، غسان الواد الأهبل يقفل في الدرجة وأنتَ لا!
صرخ نادر متألماً يتوسل والده أن يتوقف عما يفعل،
فتابع والده بجلده غير مهتم بدموعه التي اختلطت بدمائه،
انهار ابنه باكياً..
بكى بحرقة يتوسل إياه صارخاً من شدة الألم والعذاب..
توقف والده عما يفعل ورامقه بنظراتٍ شهوانية تعرف عليها ابنه سريعاً،
وزحف للخلف محاولاً الهروب من هذا الشيطان،  وظل يتوسل منه مراراً وتكراراً:
_أوعدك إني هقفل المرة الجاية ومش هنقص درجة تاني والله، بس سبني والنبي.
ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه ثم نزع ملابسه عنه  وجثى فوقه بعنف..
وبدأ في اعتدائه الوحشي على ابنه
ابنه الذي من لحمه ودمه..
ابنه.. الفتى الصغير الذي لا يعي لشيء
الآن هو يستخدمه ليحقق شهواته الحقيرة عليه
أحياناً يكون عدونا الحقيقي هو من عائلتنا
وساعتها لا نستطيع أن نواجه أو الاعتراض!!
--------------------------------------
_ياترى غسان بيحب هند؟!
نظر لها وابتسم في استهزاء مرير مجيب إياها:
_غسان مش بيحبها، وعمري ما شوفت نظرة حب في عينه ليها، بل كانت نظرة تحدي ليا، غسان عايز ياخدها زي ما أخد كل حاجة، غسان أتعود من صغره ياخد اللي عايزه، و طبعاً هند الحاجة الوحيدة اللي مش عارف ياخدها.
_أمم، طب تحب نكمل؟!
قالتها عفاف بجمود زائف منتظرة أجابته فـ دفن وجهه بين كفيه وهز رأسه معترضاً:
_كفايه لحد كدا، أنا عايز امشي.
فنطقت محذرة إياه:
_تمام، بس مع التنبيه برضوا ممكن تشوف تهيؤات وده عادي جداً في حالتك!
--------------------------------------
دلف لغرفته فوجدها جالسة على الفراش تقرأ كتابها المفضل، طالعها بهيام، فهبت الأخرى واقفة ولم تلاحظ نظراته لها، تركت الكتاب جانباً سائلة إياه:
_حمد لله على السلامة يا حبيبي، اجهزلك الأكل؟!
ارتمى فوق الفراش بإنهاك وجذبها نحوه، وأرغمها على الجلوس على ساقه، وتغزل بها بطريقته الخاصة، نكزته في كتفه بغيظ امتزج بخجلها:
_يوه بقى يا نادر افرض دخل علينا ابنك نعمل إيه بقى؟!!
غمز لها من طرف عينه متمتماً بخبث:
_ما يدخل، هو هيدخل على حد غريب.
دفعته بعيد عنها في غيظ وخرجت من الغرفة سريعاً وقبل أن تغلق الباب خلفها هتفت بمراوغة:
_خد شاور كدا لحد ما الأكل ينزل على السفرة!
ألقت جملتها بابتسامة جميلة جذبته للحظاتٍ، فأغلقت الباب خلفها سريعاً قبل أن يتهور زوجها ويرغمها على الدخول إلى الغرفة،
استقام هو واقفاً بإنهاك ودلف للمرحاض ليغتسل.
خرج من المرحاض، ووقف أمام المرآة ليرى هيئته ولكن فجأة ظهرت صورة والده في المرآة بنفس ابتسامته الشيطانية التي يبتسمها له كلما يعتدي عليه!!
تسارعت أنفاسه وضربات قلبه في ذات الوقت لدرجة كبيرة..
حاول تمالك أعصابه..
مردداً لنفسه بخوف شديد..
لماذا عاد ذلك الشيطان مرة أخرى؟!
لماذا الآن؟!
لماذا؟!!!
ليدمره..!!
آلا يكفيه ما أخذه منه وهو صغير!!
ضرب بقبضة يده المتكورة المرآة بقوة فتحطمت على الفور إلى أجزاء صغيرة،
ثم نظر مجدداً إلى انعكاس صورته المشوهة عليها..
شعر بأنامل أحدهما تربت على كتفه فاستدار بجسده، فتفاجئ بذلك الشيطان أمامه تماماً ولا يفصل بينهم إلا سنتيمترات
تسارعت أنفاسه أكثر.. وأكثر
وارتجف جسده لوهلة..
وانهمرت دموعه رغماً عنه
يريد أن يصرخ حتى ينجده أحد..
يريد أن يهرب
ولكن ليس باليد حيلة فهو تحت سيطرة ذلك الشيطان..
الذي قضى على شقيقته
وقضى عليه وهو صغير..
وجاء ليقضي عليه الآن  
شعر بأنامل والده على وجهه لتثير اشمئزازه، وغمض جفناه وهو ما زال يرتجف رعبٍ
للحظة كأنه أصاب بشلل مؤقت..
فتحت هند الباب سريعاً بعد أن استمعت لصوت تحطم زجاج، كادت تعنفه، ولكنها تصنمت من حالة زوجها عندما وجدته يقف متسمراً ويرتجف بطريقة أثارت رعبها عليه، تمتمت بارتباك:
_نادر، مالك يا حبيبي؟!
تشبث مدثر في ساق والدته بعد أن رأى والده يرتجف بتلك الطريقة المرعبة، مردفاً بقلق ممزوج بخوفه:
_بـابـا!!!
التفتا لهما «نادر» برعب فوجدهما خائفين منه، عاود ينظر إلى ذلك الشيطان بأنفاس متسارعة
ولكن لم يجد شيء
كان عبارة عن شبحه
جاء ليخيفه
_انتوا لازم تخرجوا دلوقتي حالاً!!
أنهى جملته وهو يركض نحوهما بأنفاس لاهثة، وجذب زوجته من مرفقها وفتح باب الشقة ودفعها للخارج مع ابنه الصغير، تعثرت زوجته وسقطت ارضاً غير مصدقة ما يحدث حولها، ومازالت نظراتها المصدومة مصوبة نحوه كأنها..
تلومه.. تذكره أنها زوجته و حبيبته..
حبيبة طفولته.. 
هل نسى كل شيء بينهما للحظاتٍ
نسى كل ما قدمته له
بكى ابنه خوفاً من والده وتشبث في والدته أكثر.. رامقاً إياه برعب من شخصيته الغريبة التي ظهرت تواً
نظر لهما نظرة مطولة أخيرة كأنه يودعهما لآخر مرة..
وأغلق الباب في وجوهم، وركض نحو غرفته فوجد ذلك الوحش يجلس على طرف فراشه رامقاً إياه بابتسامته الشيطانية، صرخ نادر بجنون به:
_أنت عايز إيه؟! مش كفاية اللي اخدته مني، عايز إيه من مراتي وابني عايز إيه؟! أنت خدت مني أختي مسيبتش حاجة افتكرها بيها مش كفاية بقى!!
_أختك!!مالها أختك ما آهي وراك!!!
استدار بجسده محاولاً إدراك كلمات والده فتفاجئ بشقيقته تقف عند عتبة الباب وتحتضن دميتها المفضلة لها، دمع فرحاً عندما وجدها أمامه،
ولكن فجأة تحولت الغرفة إلى ساحة من الدماء، نظر حوله برعب وأصبح يرتجف بشدة، فصرخت شقيقته  –بقوة هزت جدران الغرفة–وهي غارقة بدمائها كالليلة موتها بالضبط:
_أنــت اللي سيبـتي يا نادر.. أنت السبب في مـوتـي.. أنا مش هسـامحك أبــداً.. أبــداً سـمعنـي!!!
انهار على قدميه وزحف نحو إحدى زوايا الغرفة، ودفن رأسه بين كفيه، وضع يديه على إذنه محاولاً عدم سماع صوتها الذي أصبح مرعباً تدريجياً..
الحقيقة أن الغرفة فارغة، ولا يوجد أحد سواه بالغرفة
نادر فقد عقله..
نادر المحامي الأقوى في السوق
لا يستطيع مواجهة ماضيه
مازال يهرب حتى الآن
كان يظن أنه نسى
ولكن الحقيقة لا شيء يُنسى!!
احاط قدماه بذراعيه وانفجر باكياً وصرخ متألماً:
_أرجوك كفاية، أرجوكم كفاية، انا تعبت.. تعبت!!!
مد يده المرتجفة ليمسك بقطعة الزجاج الحادة التي كانت مطروحة على الأرضية،
ورفعها نحو عينيه ورأى فيها انعكاس صورة والده بابتسامته الشيطانية، وببطء امتزج برجفته انزلها على رسغه..
--------------------------------------
يتبع
اعتذر عن الاخطاء لعدم مراجعة الفصل 😥

متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر 💗💘💘

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن