السادس والعشرون«اعترف جاسم»

1.6K 64 13
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما😾🥰
--------------------------------------
ودون سابق إنذار هبطت بحذائها فوق رأسه لينزف بغزارة ويصرخ متألماً غير مصدقاً أن تلك المرأة أخذته على غفلة من أمرهِ دون أن تترك له المجال ليفكر حتىٰ..
ركضت والدته«سوسن» نحوه بخوف شديد على الرغم من غضبها منه عندما أعلن خطوبته،
فهو مهما فعل يبقى ابنها ومازالت هي أمه،
ومعروف قلب الأم ضعيف مهما أخطأ ابنها تغفر له فوراً دون تردد 
لذلك صاحت في«عين» بغضب يعتريها:
_أنتِ مجنونة إزاي ترفعي يدك على ابني؟! شكلك نسيتي مكانتك يا بنت زهرة.. نسيتي أنتِ جايه من فين ومن إي قاع.. على الأقل أمك الخاينة عرفت مكانتها وهربت، عقبال ما تعرفي أنتِ مكانتك وتمشي زيها
غضب الآخر كالبركان ومازال ذلك القلم يتردد في عقله
كيف استطاعت أن ترفع يدها عليه؟
كيف استطاعت يدها تطاوعها دون أن ترتجف خوفاً منه وتحسب لهُ ألف حساب؟
كيف..؟!
كل هذا كان يدور في عقله وهو لا يصدق حتى الآن إنها فعلتها، صك على أسنانه بغضب ورفع يده في الهواء مستعداً ليصفعها..
غمضت جفنيها بخوف شديد منه ولكن للحظات وجدت جاسم بينهما وهو يتلقى ذراع يحيى ويلفه بقوة حول ظهره ليؤلمه، صرخت«سوسن» في ذات الوقت بذعر وهي تتوسل جاسم؛ حتى يترك ابنها الصغير:
_خلاص يا جاسم علشان خاطري، ده عيل ومش فاهم حاجة والله.. ده زي أخوك الصغير.
عقب جاسم على كلماتها بصرامة وهو يضغط بقوة أكثر على ذراع ابنها ليؤلمه كثيراً تحت أنظارها المتوسلة:
_لو أخويا فعلاً مايفكرش يرفع يده على مراتي أو يلمس شعره من مرات جاسم الرازي.
فصاح عادل باهتياج على الرغم من غيظه من شقيقة الصغير ولكن بالنهاية يبقى شقيقة:
_أخويا عرف غلطته يا جاسم سيبه يلا وإلا هتبقى مذبحة هنا يا جاسم لو مسبتهوش، وأهو بحذرك.
هنا ألقاه نحو والدته لتتراجع بخوف ومن أثر الدفعة أيضاً، فابتسم عادل بانتصار ظناً منه أن جاسم خشى من تهديده ولكن أردف جاسم رامقاً إياه باستفزاز:
_أنا هعملك معروف يا ابن عمي إني هربيلك أخوك مجاناً.
تلاشت الآخر ابتسامته المنتصرة وفجأة انقض جاسم فوق شقيقة وبدأ يسدد له اللكمات يميناً ويساراً في وجهه ولم يترك الفرصة لشقيقة أن يقاوم حتى 
سقط يحيىٰ أرضاً من أثر الضربات فركض عادل ووالدته نحوه بخوف شديد عليه بينما غسان اقترب من جاسم وجذبه بعيداً عن يحيى 
انهارت والدته وسقطت بجانب جسد ابنها الضعيف محاولة تجفيف دمائه بطرف أكمام ملابسها مرددة بصوتٍ متشنج:
_قوم يا حبيبي، علشان خاطري قوم.
اطمئن عادل على شقيقة عندما وجده يتنفس ثم رمقه بغيظ وهو يكاد يكمل عليه ضربات جاسم
فهو الذي جلب لنفسه الإحراج أمام الجميع
يعلم جيداً أن شقيقة يستحق هذا
بل يستحق أكثر
واثق أيضاً أن شقيقة فعل تلك الحركات المجنونة ليشعل غيرة مرام عليه.. التي ليس موجودة!!
ظناً منه بهكذا ستعود له راكعة
تترجاه أن يعود لها..
مجرد أحلام يعيش بها شقيقة ولعله يفيق منها ويعود لواقعه.
جثت رفقة–بذعر انتابها– على ركبتيها بجوار جسد يحيىٰ الذي فقد وعيه، فدفعتها والدته بقبضتها بعيد عن ابنها صائحة بضجر:
_ابعدي عنه، منك الله ياشيخة، ربنا ياخدك ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ أنتِ وصحبتك حسبي الله.
وهنا توجهت كاميرات الصحافة عليهما جميعاً،  انقلب الزفاف إلى ساحة معركة ولم يكن أحد سعيد بذلك إلا الصحافيين الذي قاموا بتصوير كل شيء بكل حماس ولهفة
يفكرون بكم المبالغ التي سيكسبونها من بعد هذا العرض الضخم لعائلة الرازي
عائلة الرازي التي كانت لا تظهر في التلفاز إلا صدفة، لآن سيصبحون حديث المساء والصباح من بعد هذا الزفاف
هنا «عين» لم تستطع متابعة تلك اللعبة التي أصبحت تعرف نتائجها الفاشلة
حسناً هي تعلن راية استسلامها لتلك اللعبة التي دمرتها وكادت تدمرهما جميعاً
ليذهب ذلك المال للجحيم لم تعد تريده..
بسببه خسرت نفسها..خسرت أغلى ما عندها "صديقتها"
البداية كانت خطأ لذلك يجب أن تكون النهاية مثل البداية بالضبط
هي حسمت الأمر سترحل من هذا المنزل اللعين.. الذي كاد يفقدها كل شيء
رفعت طرفي الفستان حتى لا تتعثر وتوجهت نحوَ الخارج غير مهتمة بالكاميرات الموجهة تجاهها..
الآن كل همها هو الخروج.. الخروج للهواء الطلق..
الخروج للحرية التي حرمتها على نفسها..
فوقفت واستدارت برأسها نصف استدارة متمتمة:
_يلا بينا يا إستبرق!!
اتسعت الأخرى حدقتاها بصدمة تحتلها
هي الآن في موقف لا تحسد عليه
عليها الاختيار بينهما الآن.. وإلا ستخسر الإثنين
هم ليس مجرد أصدقاء بل هم بمثابة عائلة لها
والآن يتوجب عليها الاختيار مع من تبقى..
عين..رفقة
اختيار صعب حقاً
كان كلاهما ينتظران إجابتها على حر من جمر وخصوصاً عين...
خائفة أن تخذلها تلك أيضاً..
وتختار غيرها،
ساعتها ستكون الخاسرة الوحيدة
لم يكذب ظنها وتراجعت استبرق للخلف بخطواتٍ مرتبكة وأطرقت برأسها للأسفل..
خطواتها ونظراتها كانت كفيلة لتجيبها
هنا كانت صدمتها الكبرى حقاً؛ من ضحت لأجلهم الآن يتركونها بنصف الطريق
إذاً هذا الواقع الذي دوماً يتحدث الجميع عنه..
هل هذا حلم وهي مازالت به؟!
أم هو الواقع التي كانت تهرب من عدم مواجهته؛ خوفاً أن تتلقى صدمة قوية تجعلها تفيق وتعرف قيمتها الحقيقية.. وهي لا شيء
لا شـيء!!!
تلقلقت  عينيها بالدموع رامقه إياها بحزن شديد:
_أنا فعلاً والا حاجة، أنا كنت مجرد مسودة مش أكتر.
ألقت جملتها بانهيار تام وركضت سريعاً خارج القصر فركض جاسم خلفها محاولاً إلحاقها
يشعر بها..
فهو يوماً ما ذاق من ذلك الطبق وأصبح مثلها
ذاق الخذل من أقرب الناس إليه
هذا الإحساس يكرهه كثيراً
ما أقسى هذا الإحساس..وما أوحش الذي يجعله يشعر به
--------------------------------------
جلست بجانب ابنها وهي تبكي بحسرة عليه..
ماذا كانت تظن من ابن زهران
بالتأكيد كل الشر.. ومنذ متى وهي تحصل من عائلة الرازي على خير
منذ حضورها هذا الزفاف وهي كانت تشعر بشيء سيحدث لأحد أبنائها
ولم يكذب إحساسها ونقذت ابنها الصغير من براثن ابن زهران
جالت تلك الأفكار في عقلها وهي تشتعل غاضباً كلما تتذكر ما حدث لابنها، ثم التفت في غضب نحو رفقة التي لم تفارق فراش ابنها لثانية واحدة
تلك الفتاة عبارة عن لعنه لابنها..
وهو لا يدرك بذلك،
تقسم أن تلك المرأة هلاك لابنها
والأيام ستثبت ذلك..!!
قاطع حبل أفكارها عند أن آفاق يحيى من غيبوبته المؤقتة
بدأ الأمر لديه عبارة عن ضباب بعض الشيء ثم اتضحت له الرؤية تدريجياً حتى استطاع رؤية والدته جيداً، نطقت سوسن بلهفة واهتمام جلي:
_حبيبي، أنتَ كويس يا حبيبي؟
تجاهل سؤالها ووضع يديه على رأسه وهو يشعر بألم يفتك بها، التفت تجاه والدته ببرود ثم رفقة فقال وهو يحاول أن ينهض من فوق الفراش:
_رفقة استني! انا هوصلك.
هزت رأسها باعتراض تمنع إياه:
_أنت كده بترهق نفسك، متخافش أنا هعرف أمشي لوحدي.
قاطعها بإصرار رامقاً إياها بحدة:
_وأنا قولت هوصلك يعني هوصلك!
كلماته جعلتها تخشى منه فاكتفت بصمتها خوفاً منه، حينها والدته تشبثت في ملابسه وهي تعترض طريقة:
_أنا عايزاك يا يحيى.
التفت لها بإرهاق بدي:
_بعدين يا أمي، هوصل رفقة ونرجع نتكلم!
جذبها من رسغها وخرج بها من الغرفة سريعاً، وأثناء هبوطه معها على الدرج فوجئ بـ«عادل» واستبرق الذي اتضح إنهم كانوا يصعدون إليه ليطمئنوا  عليه، غمغم عادل بذعر عليه :
_يحيى! أنتَ رايح فين في الوقت دا، أنت مش شايف نفسك تعبان إزاي.
أجابه يحيى بـمبالاة رامقاً رفقة بنظرات قوية:
_هوصلها، وأنت كمان روح وصل استاذة استبرق.
تنحنحت استبرق بحرجٍ وكادت تعترض قوله ولكن استغل عادل الفرصة ووافق قول شقيقة، متمتماً دون أن يترك لها الفرصة بالاعتراض:
_اتفضلي معاية يا أستاذة استبرق أنا هوصلك ومتخافيش مش هيحصل حاجة يعني.
نظرت له بشك فهي حقاً تخشى أن يفعل بها شيء وخاصة بعد آخر حديث دار بينهما 
ولكنه أكد لها أمام شقيقة وصديقتها إنه لم يفعل بها شيئاً لذلك قررت على الاعتماد على الله والذهاب معه
فالوقت تأخر ولا يوجد سيارات بالخارج
وليس أمامها غيره
--------------------------------------
انطلق بسيارته بسرعة معقولة، واختلس  نظراتٍ خاطفة لجانب وجهها الذي لم تلتفت له منذ أن ركبت جواره
كم هو سعيد بتلك اللحظة،
لا يصدق أن من اختطفت عقله وقلبه تجلس بجانبه ولا يفصل بينهم إلا سنتمتيرات
أنها سحرته منذ أول لقاء بينهم.. يتمنى حقاً أن لا يفيق أبداً من هذا السحر
سحر تمناه منذ زمن...
سحر له لذة خاصة..
آهٍ يا قلبي كيف تصبر كل هذا عليها؟!!
كيف عشقتها بتلك السرعة كأنك قابلتها منذ زمن!!
أو بمعنى أصح قلبه وعقله أدمنها ..أدمنها إلى حد الجنون
ظل غارقاً فيها لدقائق، فقرر قطع هذا الصمت السائد بينهما بسؤاله:
_ليه اختارتي رفقة ومختارتيش عين؟!
ظل غارقاً فيها لدقائق، فقرر قطع هذا الصمت السائد بينهما بسؤاله:
_ليه اختارتي رفقة ومختارتيش عين؟!
صمتت هي ولم تجب إياه بل نظرت جانباً متجاهلة سؤاله، فتقبل هو صمتها، وتنحنح في حرج مردفاً باعتذار:
_عموماً لو مش عايزة تتكلمي أنا هتقبل دا بكل احترام.
قاطعت إستبرق عبارته الأخيرة مردفه وهي تطالعه في حزن بدي:
_أنا انسحبت!!
فوجىء بإجابتها؛ ظن إنها سوف تتجاهل سؤاله
وغير ذلك أيضاً إجابتها التي صدمته وجعلته يشعر بالحيرة تجاهها..
مهلاً..
هذا يعني إنها لم تخذل صديقتها كما ظن الجميع
بل انسحبت من المعركة دون مقاومة 
تابعت هي وعيناها يلمعان ببريق دموعها:
_عين ورفقة أخواتي وعائلتي وأصحابي وروحي وقلبي، ومفيش إنسان يقدر يستغنى عن قلبه أو روحه.
فقال الآخر وهو شارد في أفكاره:
_علشان كدا رفقة رافضة تكلمك، لأنها فهمت.
ازدردت ريقها بصعوبة غير مصدقة أن يأتي يوماً وتنتهي حكايتهما في لحظة
ومن أجل ماذا؟! المال
يظن المرء أن المال سيصلح حياته ولا يعلم إنه سبب في دماره!
أحياناً المال يجعلنا نفقد صوابنا.. ونركض في طريق فارغ..
لم نحصل منه إلا على التعب والمشقة
سعلت هي فجأة وبدأ صدرها يؤلمها كأن خنجر انغرز به، فـ دس الآخر يده بجيبه سريعاً وأخرج  منديلاً ورقياً ناوله إياها
فتناولته منه وسعلت به ففوجئت بدمائها عليه،
شهقت بصدمة، وبدأت تنهار تدريجياً بداخلها،
هذه الدماء تعني شيئاً واحداً..إن حالتها سارت غير مستقرة وأيضاً بدأ المرض يسري بجسدها مستغلاً حالتها.. آلمها
ليس أمامها الكثير في تلك الحياة
أنها انتهت..
بمعنى انتهت حقاً!!!
انهمرت دموعها بغزارة دون أن تدرك ذلك
ولكن لم يغفل عادل عن دموعها تلك..
فألقى  كلماته بقلق وهو يكاد يجن من تلك الدموع التي آلمته دون أن تشعر هي بذلك:
_أنتِ بخير؟!
_وديني المستشفى دي بسرعة(.......)
كان ردها سريعاً عليه فـارتبك بذعر ممزوج بخوفه الشديد عليها، سائلاً إياها وقلبه يحترق من شدة الرعب عليها:
_أنتِ أكيد بخير، صح؟!
الأبلة لم يلاحظ دماءها على المنديل الورقي الذي ناوله لها، لذلك كان حائراً من أمرها وأيضاً مذعوراً أن يكون قد أصابها شيء، فتحرك بالسيارة بسرعة كبيرة..
--------------------------------------
_وقف العربية هنا لو سمحت.
قالتها بتلقائية وهي تشعر أن طاقتها انتهت تماماً، التفت لها بهدوء ثم صف السيارة جانباً، فأردفت «عين» دون أن تلتفت له:
_عملت كده ليه؟ أنتَ كدا ممكن تخسر ابن عمك بسببي.
التفت لها نصف التفاته ثم عاد ينظر للأمام هاتفاً بإيجاز:
_اللي يحاول يرفع أيده على مراتي مايبقاش قريبي، يبقى عدوي!
ازدردت ريقها بصعوبة متمتمة من بين شهقاتها المتتالية ودموعها مازالت تنساب على وجنتيها: 
_أنت بتعاملني بلطف كده ليه..؟
رد عليها بتلقائية بعد أن التفت لها ونظر لعينيها المتلقلقه بعبراتها :
_لأنك مراتي.
كلمات كفيلة خرجت من فوه جعلتها تشعر بالضعف أكثر.. وعلى الرغم لو أحد غيرها سمعها سيشعر بالقوة.. ولكن ليست هي
لماذا كلما تحاول الابتعاد يقربها إليه أكثر؟!
هي لا تنكر أن يوجد بداخلها بعض المشاعر تجاهه.. ولكن ليست كفيلة لتبني علاقتهما
علاقتهما التي لم تعرف لها تفسير حتى الآن..
بل يوجد ولكنها تتجاهلها.. حتى لا تغرق بدوامة تحاول الفرار منها منذ زمن
فـ ردت عليه تلك المرة محاولة التصدي له بثبات زائف:
_لو فضلت تعاملني كده أنا ممكن أحبك!!!
اعتدل في جلسته واحتضن وجهها بين كفيه مردفاً بحنان جارف يكاد يغرقها بشلال حبه:
_وده من حقك، أنتِ مراتي.
ألقى كلماته وغرق بملامحها التي تتردد في ذهنه كل ثانية.. دقيقة..لحظة..
عيناها السوداء التي بهما لمعه خاصة ..أهدابها الطويلة.. شفتاها..
نعم شفتاها..
مرر إبهامه على شفتيها برفق شديد متلذذاً بذلك الإحساس المدهش
دون سابق جذبها نحوه ليقبلها قبلة عميقة تعبر على كل مشاعره التي أخفاها عنها
التي حاول مراراً وتكراراً عدم الإفصاح عنها
ولكن لم يستطع
في تلك اللحظة اشتعلت حرب بين قلبه وعقله، وأخيراً من بعد طول انتظار انتصر قلبه..
والآن يتلذذ بانتصاره
الآن هو واثق تماماً إنه لم ولن يحب إلا غيرها، منذ أول لقاء بينهما وهو وقع في حبها
أو بمعنى أصح هو تخطى مراحل الحب
الآن هو يعشقها..
حتى العشق ليس كافياً ليصف حالته وهو معها..
--------------------------------------
كركرت ضاحكة وهي تتذكر كل ما حدث في الزفاف:
_اها يا لواحظ لو شوفتي شكل حسناء تموتي من الضحك والله خسارة كان لازم تحضروا الفرح
طالعتها لواحظ بمبالاة بينما مرام رمقتها بنظرات حارقة
الآن هي حقاً تدعم جاسم عندما قاطع كوثر،
إنها امرأة خبيثة حقاً لا تستحق أن تكون زوجة عمها
التي تمنت من أعماق قلبها أن تكون مكان مهرة حتى يكون والدها
فأضافت كوثر بشماتة وهي تتذكر كل لحظة في الماضي:
_تقولي الماضي بيعدي علينا تاني يا لواحظ، للحظة شوفتك بينهم!
أنهت جملتها بسخرية ولكن للحظة أفاقت عندما وجدت مرام تركز في كلماتها، فارتبكت قليلاً، حينها نطقت لواحظ سريعاً لتشتت تركيز ابنتها:
_مرام اطلعي اعملي حاجة نشربها أنا وخالتك.
_حاضر.
قالتها بضيق ثم نقلت بصرها نحوَ كوثر في  غموض، وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها، فوقفت خلف الباب بعد أن قررت التنصت عليهما 
فأتاها صوت والدتها وهي تنهر كوثر بضيقٍ:
_انتِ مجنونة عايزة تفضحينا
عقبت كوثر على كلماتها:
_ قصدك أفضحك، أنا مش زيك خاينة.. والا عمري فكرت أخون جوزي
شهقت بصدمة من خلف الباب ووضعت يدها على فمها.. محاولة نفي ما استمعت له
والدتها خائنة..
هي التي كانت تتمنى أن تصبح مثلها في حب زوجها
ويتضح الآن أنها كانت تصطنع حبها لوالدها
ياللقهر..
إذاً هي..
ابنة امرأة خائنة..!!
ابنة امرأة باعت شرفها..
ابنة امرأة باعت زوجها وأسرتها مقابل رجل آخر..
أو بمعنى أصح هي ابنة شيطانة
مستحيل أن تكون تلك والدتها.. مستحيل..
ولكن مهلاً من ذلك الرجل التي كانت والدتها تخون والدها معه؟
مَن ذلك الذي كانت تفعل معه الفاحشة دون خوف؟!
انسابت دموعها بحسرة ممزوجة بصدمتها عندما جالت تلك الأفكار في ذهنها،
محاولة إعطاء نفسها القوة لتقاوم ضعفها، اقتربت من الباب أكثر حتى التصقت به لتستمع لهم بوضوح تام..
لوت لواحظ فمها بسخرية مردفه بستهزاء مرير:
_وأنا ياختي كنت بخون جوزي مع مين يعني؟! مش مع جوزك.
--------------------------------------
يتبع....!
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘







تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن