الفصل اثنا عشر«مات نوح»

2.4K 113 17
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما🥹
--------------------------------------
أخرجت الهاتف من جيب بنطالها وضغطت على الرقم المطلوب وما إلا ثوانٍ حتى أتاها الرد:
_آلو مين؟
قضبت ما ببن حاجبيها بدهشة،
ذلك الصوت تعرفة جيدًا، ولكن كيف؟! هل يمكن إنهُ على علاقة بها!!
لتهتف سريعًا وقلبها يرتفع ويهبط من شدة التفكير:
_نوح الرازي معاية؟ بس مش ده تلفون أستبرق؟!
أنزل الهاتف من على أذنه وحدج الشاشة بعدم استيعاب ليُغمغم بعصبية مفرطة:
_يا دي المصيبة ألاقيها فين وألا من فين!!
استمعت إلى صوته الذي جعلها تتأكد بحدسها، فتابعت حديثها بتساؤل ممزوج بالخوف:
_نوح أنا عين بنت عمتك زهرة.. إنت بتعمل بتلفون صحبتي إيه؟
زفر بحرارة وجز على اسنانه بغيظ يجيب إياها بضيقٍ:
_ شكلها التلفونات اتبدلت مع بعض.. بقولك سلام دلوقتي أما أروح الحقها!
_إستنى بس..
كادت تُكمل فـ أغلق الهاتف بوجهها بـ مبالاة، نفخت الأخرى بحنق وعقلها يدور به أفكار كثيرة لا نهاية لها كذلك ليس لها بداية،
يكاد رأسها ينفجر لعجزها عن فهم هذا اللقاء العجيب بين صديقتها وابن خالها لتمتم لنفسها بشكٍ:
_يكون استبرق قابلت نوح عشان تقول له الحقيقة وتاخد فلوس!!
شهقت بصدمة..
نفت برأسها مراراً وتكراراً كلماتها!
ولكن بالنهاية انتصر شيطانها للمرة التي لا تعلم عددها على عقلها وجعلها تيقن إن صديقتها قامت بخيانتها
لذلك سريعًا اتصلت على رفقة لتعلم أين مكان استبرق وتقتحم عليهما و تدمر الصفقة التي على وشك الإتمام على حسابها كما تظن هي!
--------------------------------------
هرول نوح في الرواق وهو يبحث عن الفتاة التي أخذت هاتفه دون أن تقصد، عنف نفسه كثيرًا بسبب إنه أخذ الهاتف دون أن يتفحصه بل ادخله بجيبه وفر سريعًا ولم يلاحظ إنه ليس هاتفه بسبب التشابه بينهم،
توقف لوهلة أمام إحدى الغرفة بعد إن أستمع إلى صوت صراخ فتاة تستنجد بأحد كما يعتقد
تردد من التدخل ولكن فضوله جعله يقترب من الغرفة أكثر و أكثر
ولسوء الحظ كان باب الغرفة مفتوح..!
لذلك أندفع للداخل بفضول ينهش به..
--------------------------------------
مدت يدها المتحررة لتلتقط المزهرية من على الكومود ولكنه امسكها سريعًا وصفعها على وجنتها لتنزف من فمها من قوة الصفعه، صرخت بقهر داعيه ربها أن ينقذها أحد من ذلك الوحش المستمتع بتعذيبها.
غمضت جفنيها للاستسلام لمصيرها المحتوم بعدما لم تجد بـ مِن يحررها من هذا العذاب،
لتهرب بروحها وعقلها وتترك جسدها يتعذب أسفل ذلك الوحش
وفجأة لتشعر بأن جسدها تحرر أيضاً، لتجد بـ مِن يرفع ذلك الوحش عنها ويدفعه بعيد عنها
ولكن كـيـف؟!
ظنت إنها بحلم ولكنها أيقنت إنها مازالت في أرض الواقع عندما صاح بها بقوة جعلتها تهتز لوهلة وتشعر بالأمان بنبرته:
_متخافيش أنا معاكِ.
هبت سريعًا ووقفت في إحدى زواية الغرفة، تنكمش على نفسها ويرتجف جسدها من الخوف وقلبها يرتفع ويهبط ليعلن حالة الذعر التي إصابته
باغته نوح بلكمة على فكه للمرة التي لا يعرف عددها
طرحته أرضًا!!
جثى نوح فوقه مسددًا اللكمات يمينًا ويسارًا على وجهه، نزف محمود الدماء من اسنانه كذلك تحطم فكة السفلي جراء عنف نوح المفرط، نهض نوح من فوقه باصقا على وجهه باشمئزاز،
مسح الدماء المتناثرة على طرف جبهته ثم استدار بجسده وهو يرسم بسمة زائفة على ثغره ليبعث لها الأطمئنان:
_إنتِ بخير؟!
اكتفت بهز رأسها إيجاباً له و انكمشت على نفسها أكثر، ولكنها تفاجأت بذلك الوحش يعود مرة أخرى إلى ساحة المعركة موجهًا فوهة المسدس عليهما، رفعت ناظريها المذعورتين صارخة بصوتٍ مرتجف رغم قوته التي هزت أرجاء المكان حولهما:
_حـاسب!
تلاشت ابتسامته تدريجيًا و ازدرد غصته بصعوبة ليشعر بالتجمد وكأن أصاب جسده شلل في لحظة
للأسف قالتها بعد فوات الأوان بعد أن اخترقت الرصاصة ظهره!!
سقط بين يديها
وسقطت الأخرى معه وعبراتها تنساب بغزارة وكأنها أيضاً أصابت بتلك الرصاصة
هزت جسده بعنف عفوي وهي تترجاه أن ينهض و يواجه ذلك الوحش بقوة أكبر ويقضي عليه تمامًا
لكن لا رد..
إنها النهاية!
فر محمود سريعًا قبل أن تأتي رجال الشرطة وتلقي القبض عليه، وترك تلك تصرخ بحرقة وتطلب النجدة لمساعدتها
نزف قلبها آلمًا و قهرًا وهي ترى الوحش الحقيقي يهرب أمام عينيها..
--------------------------------------
شعرت بوخزة بقلبها و وضعت كفها عليه بعد أن تسارعت دقاته، بلعت ريقها بتوجس عندما شعرت بانقباض قلبها فجأةً
لماذا قلبها يؤلمها هكذا؟!
لماذا تشعر بذلك الخوف؟!
أصبح قلبها ثقيل كالحجر،
تناولت بيدها كوب الماء من الخادمة، لترتشف منه القليل فـ ارتجفت أناملها عندما شعرت بوخزة مرة أخرى بقلبها، و نتيجة لذلك هوى الكوب من يدها
و تناثر الزجاج حولها ولكنها لم تهتم وصرخت على الخدم بعصبية مفرطة
ابتعدت قليلًا و التقطت هاتفها المحمول من على الطاولة بترقب شديد
راقبتها احسان مغمغمة بقلقٍ :
_مالك يا صفاء في حاجة حصلت للأولاد؟!
رفعت عينيها لها وهي تقول بخفوت:
_مش عارفة يا احسان قلبي حاسس إن في حاجة هتحصل!
_إن شاءلله خير ياستي متقلقيش إنتِ بس.
تنحنحت ثم حدجت بالشاشة ووضعت الهاتف على إذنها بقلقٍ ينتابها:
_أتاخرت ليه يا سهيل؟!
أتاها رد سهيل بعجالة:
_مفيش يا ماما، بس وراية شغل بالهبل !
تنفست بعمق و ارتخت لسماع صوته الهادي،
يكفي إنها استمعت إلى صوته المُذيب لقلبها قبل عقلها
ثم أغلقت الهاتف بعد أن اطمأنت عليه، ثم اتصلت على رقم ابنها الأكبر نوح لتطمئن عليه هو الآخر
ولكن لا رد!!
تسارعت دقات قلبها..
وتسارعت أنفاسها معه،
غمضت جفنيها داعيه ربها إن يكون ابنها بـخيـر بينما قلبها يؤلمها كأنه يشعر إن ابنها بين الحياة والموت
إنه قلب الأم ببساطة؛
يشعر قبل أن تشعر به..!
--------------------------------------
تفاجئت هي بهذا الحشد الكبير من الناس أمام بوابة الفندق، تسللت بينهم بخطوات مرتبكه كأنها تشعر بإن شيء يخصها بالداخل، واصاب حدسها
توقفت من هول الصدمة لتستوعب ما تراه عيناها!
رفع كلا منهما جسده في وقتٍ واحد على سريرًا معدنيًا نقالًا
ضربت صدرها بكفيها وهي تتبعهم بخطواتٍ أقرب للركض متسائله إحدى الممرضين الذين يجرون إياه:
_ده ابن خالي! هو إيه إللي حصل؟!
اجابتها الممرضة بانفاس لاهثة:
_اتصاب برصاصة، حالته خطيرة لازم يتنقل على المستشفى حالًا!
تنحنحت الأخرى وراقبت سيارة الأسعاف تنطلق به،
هممت هي لـ تستقل سيارة أجرة وتلحق بهما.
_عيـن
فتوقفت حينما اسمتعت إلى صوتٍ خلفها هز كيانها لوهلة،
استدارت عين بجسدها لهذا الصوت الذي تعرفت عليه سريعًا، شهقت بصدمة وترنحت للخلف عند رؤية صديقتها تقف أمامها بجسد ضعيف وعينين ذبلاتان و وجه شاحب مُرهق
إنها هي.. بصوتها المميز
ألقت بجسدها المُرهق داخل احضانها و ارخت رأسها على كتفها وفجأة اصابتها نوابات بكائية عندما تذكرت اعتداء هذا الوحش عليها، مردفة من بين شهقاتها المتتالية بكلماتٍ متقطعة غير مفهومة:
_هو.. لازم ننقذه... كان عايز ينقذني..
ربتت عين على ظهرها وهي تبعث لها الأطمئنان التي فاقدة إياه، هامسةً بجوار إذنها بحنوٍ:
_اهدي يا استبرق.. إيه إللي حصل؟!
مسحت على خصلات شعرها بحنوٍ وهي تهمس بجوار إذنها بكلماتٍ تستعيد قوتها منها
ولكن لا فائدة لذلك..
خارت قواها و شعرت بعدم تحمل ساقيها جسدها الثقيل أكثر، لذلك سقطت من بين يديها
--------------------------------------
جمع ملابسة ووضعها بحقيبة سفره، بينما مهرة تسير خلفة ذهابًا وايابًا بالغرفة، زفر بحنق على طريقتها الطفولية
تأفف بضيق مردفًا:
_عايزة إيه يا مهرة؟!
_عايزة أعرف أنتَ ماشي ليه؟ أنتَ وعدتني تقعد شهرين هنا!
احتضن رأسها بين يديه ثم هبط على جبينها مقبلًا إياه لتصمت هي عن الحديث ليتابع هو ببرود زائف:
_عادي زهقت وأنتِ عارفة يا مهرة أنا مش متعود اقعد هنا أكتر من أسبوع..
بالطبع لن يبوح إنه قدم استقالته لوالده!
وإنه انفصل عن ما تُسمى مخطوبته
وإنه انهزم أمام تلك اللعينة عين..
_بس..
قاطع عبارتها ورفع سبابته على شفتاها:
_ششش، عايزة تيجي اتفضلي معاية مش عايزة براحتك، لكن أنا مش هقعد هنا
أثناء حديثة لشقيقته اندفعت لواحظ داخل الغرفة و صفقت باب الغرفة خلفها بغضب مكتوم.
انفجرت به بشررًا يتطاير منها وهي تلوح بإصبعها أمام وجهه:
_إنت فاكر نفسك إي؟ فاكر إن بنتي لعبة في يدك تسيبها وقت ما تحب؟ وترجعلها وقت ما إنت نفسك عايزة كده!
زفرت مهرة وهي تقول بهدوء زائف:
_أكيد في سوء تفاهم يا مرات عمي.
قطع جاسم عبارتها رافعًا يده بوجهها ليهتف هو بنبرة حادة:
_إنتِ شكلك نسيتي نفسك يا مرات يا عمي.. نسيتي مين إللي اترجى فيا اخطبها عشان متنتحرش ساعتها قولتلك إن عمري ما هكون لبنتك، بس إنتِ قولتيلي أن الدنيا بتتغير يبقى قلبي مش هيتغير
ثم نكزها بكتفها لتتراجع للخلف ليتابع هو بأشد حده:
_أنا فعلًا قلبي أتغير بس مش لبنتك لحد تاني، أنا بـحـب بنت تاني وعن قريـب هتجوزها
شهقت مهرة ووضعت كفيها على فمها وهي لا تستوعب حديثه صدمتها لا تقل عن صدمة لواحظ التي بدت كأنها سمعت إلى خبر وفاة شخص عزيز لها
انهارت تمامًا..
هذا حلمها قبل أن يصبح حلم ابنتها
أرادت أن تحصل على تلك الثروة التي حُرمت منها بسبب والده!
والآن ستحرم منها بسبب ابنه..
لماذا تُعاني هكذا؟! إلى متى ستصبح تُعاني هي وبناتها!! تحطم حلمها أمام عينيها،
و أخذتهُ فتاة أخرى على طبق من ذهب..
وفي ذلك الجو المشحون، أقتحم يحيى الغرفة عليهما محاولًا التقاط أنفاسه الاهثة ليوقفهما عن الحديث، إلتفت كلا منهما إليه ليهتف الآخر بتشنج مبرر:
_نوح في المستشفي و حالته خطيرة لازم نروحله حالًا!
--------------------------------------
حاله من الذعر أصابت الجميع، كلا منهما منهار بداخلة وبحادثة نوح زاد الطين بله، دفنت والدته رأسها بين راحتي يديها وهي تبكي بحرقة خوفٍ أن تفقد ابنها الكبير و أول فرحتها، ضمتها احسان إليها بحنان
بينما مرام سندت رأسها على كتف والدتها واجهشت بالبكاء وانتفخت عينيها من أثر البكاء، رمقتها والدتها بتحطم هي تعلم إن تلك الدموع ليس لنوح بل لجاسم الذي فقدته في لحظة عين
بينما شقيقة سهيل وقف مستندًا بظهره على الحائط مراقبًا حركة الممرضين والأطباء بترقب، عقد ساعديه أمام صدره واطرق برأسه وفجأة دون مقدمات اجهش بالبكاء مثل الطفل الذي فقد أمه وسط الزحام
تذكر كل لحظة قضى بها مع شقيقة الأكبر
مرحه.. عبثه!!
حزنه.. سعادتة..!
قلبه.. عقلة..
ببنما عين كانت في عالم آخر لا يتردد به إلى صوت عقلها وقلبها.. ليتحدث عقلها... ليهاجمه قلبها والعكس صحيح..
ماذا سيحدث إذا مات نوح؟!
سينهار الجميع و أولاهم صديقتها التي فاقدة وعيها في الغرفة المجاورة
تشنجت عندما وجدت زهران يهز كتفها ليخرجها من دوامة تفكيرها السوداوية:
_عين إنتِ بخير؟
هزت رأسها بأيماءات متتالية وكانت أجابه كفيلة بالنسبة له ثم عادت إلى ما كانت عليه وفركت بكفيها بتوتر جلي ليسألها زهران بتردد:
_وهو إنتِ عرفتي إزاي إن نوح في المستشفي وكلمتينا؟!!
_مجرد صدفة
أجابته وهي تتحاشى النظر لـ عينيه ليتنهد هو بحرارة رامقًا إياها بشكٍ:
_ليكِ يد في يلي حصل؟!
نظرت له بارتباك وهي تنفي كلماته بنظرات مذعورة:
_لأ..دي مجرد صُدفة
تنحنحت لواحظ بخبث وهي تراقبهما بنظرات ثاقبة يطقان شررًا
هذه فرصتها للانتقام من عين، التي دمرت حلمها قبل حلم ابنتها
خسرتها كنزها الثمين أو بمعنى أصح جاسم
مالت برأسها نحو صفاء متمتمه بنبرة خبيثة بجوار إذنها:
_أنا سمعت ياختي إن عين لها يد في ده بس زهران مخبي عشان خايف عليها وكدا
رفعت صفاء رأسها من بين راحتي يدها لتستمع إلى شيطان لواحظ بتوجس فأردفت لواحظ ببسمة جانبيه على ثغرها:
_حسبي الله..صدق اللي قال تقتل القتيل وتمشي في جنازته
صاحت احسان بـ لواحظ بإنفعال بعد أن استمعت إلى كلماتها:
_استغفري ربك يا لواحظ عين مالهاش ذنب.. حتى لو كان لها يد فـ أكيد من غير قصد
حدجت «صفاء»«عين» الجالسة بجانب زهران كأنها تحتمي به..
تردد عقلها وهو يخبرها أن تتبع كلمات لواحظ،
بينما قلبها يهاجم عقلها المستحوذ عليه شيطان لواحظ!
فـ تابعت كوثر بنبرة أقرب لفحيح الأفعى عندما وجدت الفرصة لأشعال نيرانها:
_حتى لو من غير قصد ده ميمنعش إن نوح بين الحياة والموت بسببها.
هنا لم تستطيع صفاء السيطرة على أنفاعلاتها الهمجية وهبت واقفة مقابل عين وعيناها يطقان غضبًا
رفعت «عين» ناظريها بهلعٍ ثم نهضت متسائلة بحيرة:
_في حاجة يا مرات خالي؟!
دون سابق إنذار صفعه هوت على وجنتها لتكون طريحه على الأرضية، لتصرخ بها صفاء ومازال شيطان لواحظ مستحوذ على عقلها:
_ابني بسببك بين الحياة والموت وإنتِ بكل برود قعدة قدامي!!
هبطت الأخرى دموعها كالشالات رغمًا عنها، حينها استقام زهران من جلسته محاولًا ابعاد صفاء عن تلك الضعيفة التي لا حول ولا قوة، ولا يعرف سبب ضعفها ذاك ولكنه يشك إن خلف صمتها وضعفها شيء خطير لكنه يمهلها بعض الوقت للبوح عما داخلها،
دفعها زهران بيده عنها صائحًا بزمجرة:
_كفاية، لولا أن ابنك بين الحياة والموت لـ كُنت تصرفت تصرف تاني معاكِ!
ألقى كلماته الأخيرة بتهديد جلي، جزت صفاء على اسنانها بغيظٍ مكتوم ثم جلست على المقعد تضرب على فخذيها بقهر:
_ما إنت عندك حق، كدا كدا إنت مش خسران حاجة، ده ابني أنا إللي أخسر لو خسرته أما إنت عادي ابنك معاك وبنتك وبنت أختك
بينما عين كانت تريد إن ترد عليها بكلماتٍ قاسية تحرق قلبها قبل أن تحرقها هي ولكنها تعلم إنها تحت ضغط، لذلك اكتفت بالصمت وانكمشت على نفسها
ربتت احسان على كتفها مُعاتبة إياها على كلماتها:
_استغفري ربك يا صفاء، كلنا هنا زي زيك خايفين على نوح ربنا يعلم إن نوح زي غسان عندي بالظبط
زمت كوثر شفتيها قائلة بضجر:
_ده كلام فارغ كل واحد بيجري على ابنه!
بادلها زهران نظرات استحقارية امتزجت بنظرات تهدديه نارية،
فاشاحت بوجهها للحظاتٍ، بينما احسان طالعتها بضيقٍ ثم عادت تنظر إلى صفاء متجاهلة قصدًا حديث كوثر الشيطاني مغمغمة:
_استهدي بالله يا صفاء.
على الجانب الآخر وقف جاسم وسط أفراد عائلته مترقبًا خروج الطبيب ليطمئنة، غير مهتماً بأي أحد حوله، كل تركيزه مصوب نحوَ باب غرفة العمليات..
هو خائف أن يفقد أحد عزيز عليه مرة أخرى!
يكفي إنه فقد والدته ويموت حسرًا وقهرًا على فقدانها كل يومًا..
ثم أدار رأسه نحو مرام بعدما استمع إلى صوت شهقاتها البكائية، رامقًا إياها بمشاعر مضطربة..مجهولة
مرام مجرد ضحية أمام طُغيان لواحظ،
لذلك مازال يحمل لها بعض من مشاعر الإخوة،
هو يعلم إنها تُعاني بسببه و تبكي قهرًا عليه الآن.. ليذهب و يعبر عن اعتذاره لها كما كان يفعل بالطفولة، أما يتجاهل عبراتها... وحزنها
تردد عقلة وهو يخبره؛ هي لست مرام الطفلة البريئة المتفهمة!
بينما قلبه المشتاق إلى الماضي يجبره؛ أن يذهب ويعتذر مرارًا وتكرارًا حتى ينال رضاها
تشتت عقلة و قلبه لبرهة ثم زفر زفرة ساخنة حرقت صدره..
--------------------------------------
هزت« مهرة» «زهران» بهدوء لتخرجه من دوامة تفكيره:
_بابا قوم الدكتور خرج!
فرك وجهه بيده بإرهاق بدى عليه ثم نهض و اقترب من الطبيب الذي أجتمعت عليه جميع أفراد العائلة
همم الطبيب للحديث قائلًا بهدوء مُريب وحزن طاغي عليه:
_للأسف حاولنا، البقاء الله ربنا يصبركم جميعًا.

يتبع..
--------------------------------------
عارفة إنكم كلكم في حاله صدمة و أنا قبلكم واللهِ😂♥♥
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر🥹😘



تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن