الفصل التاسع«لقد قتلتها بدمٍ بارد»

2.7K 120 4
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما😾♥♥
--------------------------------------
صفع الباب خلفة ولج للداخل بغيظ مكتوم، فكلما يتذكر سيارتة المفضلة تتدمر كليًا أمام عيناه، يُريد أن ينقض على تلك التى تسمى «عين»، جز على اسنانه بعدما دلفت السكرتيرة الخاصة بهِ، رمقها بشرر منفجرًا بها بكل غضب يحمله، فتالقت الأخرى نصيبها من غضبة:
_في إيه؟ مش قولتلك أنهارده أخر يوم ليكِ في الفرع ده.. وإنك هتشتغلي معاية في شركتي
طأطأت برأسها خجلًا ثم استطردت حديثها بتردد:
_أنا بعتذر عن الإزعاج يا باشا، بس في واحدة برا بتقول اللي هي بنت عمتك وكانت مستنياك لحد ما تيجي المكتب عشان تدخل.. أدخلها يا باشا؟
تنهد بعمق محاولًا السيطرة على غضبةِ، لاعنًا إياها بداخله ثم هز رأسه بالموافقة، خرجت الأخرى سريعًا قبل أن تتلقى شحنة أخرى من غضبة الفتاك.
رسم بسمة زائفة على ثغره عندما لمح طيفها عند عتبة الباب، تقدمت«عين» منه بخطوات مرتبكة. فـوقفت الأخرى أمامه بجسد مرتجف ثم تأمل هو أرتعابها ورجفتها بعيناه،
كلما ينظر إليها يشعر بشيء لا يعرف ما هو أو بمعنى أصح شيء يجهله
_بتبصي لتحت ليه؟!
فركت كفيها بتوتر ثم بللت شفتيها مردفه بتلعثم:
_هه.. أصل أنا عندي رهاب إجتماعي
شل لسانه وتشنج وجههِ من إجابتها، فأردف بنبرةٍ لعوبة للأيقاع بها في شر أعمالها:
_ياترى إيه الرهاب دا؟!
هو يعلم الإجابة جيدًا ويعلم من هو مريض بالرهاب ومن يصتنع المرض مثلها هكذا
حدقت بهِ برعب ثم أذدرات لعابها بصعوبة، متمتمه ببسمة بلهاء:
_جرب!
تشنج «جاسم» فقرر مجرايتها:
_امم جرب، بس إزاي دا؟!
_أصل عندي رهاب إجتماعي من نوع خاص.
_اووه قولتيلي من نوع خاص
هز رأسه مرددًا كلماتها، منتشلًا هاتفة من على المكتب واضعه على إذنه، متمتم ببعض الكلمات مع الطرف الآخر دون أن تصل إليها، وهو يرمقها مرة تلو الأخرى ببسمة على ثغره،
دون سابق إنذار أندفع رجال الأمن داخل المكتب، فـأشار بسباته عليها صائحًا بذمجره:
_أرمو البـنــت ديه بـــــرا حـالًا
القاها الأمن خارج المكتب كما آمرهما رب عملهما، ضربت قدمها أرضًا لتعبر عن غضبها المكتوم، وفجأة لمعت عينها وظهر بها بريق لآمع، متمتمه لنفسها بنبرة خبيثة:
_أنا أطرد، طب استلاقى نصيبك بقى يا إستاذ جاسم!!
--------------------------------------
كفكفت دموعها بكفيها ثم أردفت من بين شهقاتها المتتاليه:
_هو طردني و زقني على الأرض كأني مش
بني آدمة .. يارب خدلي حقي يا رب
أنهت كلماتها الأخيرة رامقه خالها بطرف عينيها بخبث، فهي سوف تاخذ بثأرها من ذاك جاسم الذي أخرجها من المكتب غصبٍ عنها
ضرب زهران بكفيه على سطح مكتبه، غير مصدقًا إن ابنة يفعل ذلك، لقد تخطى حدوده معها، فصاح بزمجرة:
_أنتِ متأكدة اللي هو قاصد كل ده؟!
اعتصرت عيناها وهي تصتنع البكاء، مكفكفة باناملها عبراتها الزائفة، طالعها زهران بحزن جلي ممتزج بحنوٍ أبوي فهي تعتبر يتيمة ليس لديها والد ولا والده ولكن الآن هو أصبح بمثابة والدها لذلك سوف يجلب ثأرها حتى إذا كان من ابنة الوحيد.
هزت راسها بإيماءات متتالية وهي تجيبة:
_طبعًا متأكدة!!
إتسعت عيناهِ بصدمة ثم قال بنبرة امتزجت بين الأدانة والتهكم :
_مش معقول!
ابتسامة جانبية ظهرت على محياها وهي ترى الحيرة في أعين زهران، لا تنكر إنها تشعر ببعض الحزن تجاهه ولكن هذا لا يمنعها على إكمال كذبتها حتى إذا كلف الأمر التضحية بحياتها؛ فـ نعم جاسم لم يفعل لها شيء إلا طردها من المكتب بواسطة الأمن ولم يمسها حتى، و لكنها ألفت تلك الكلمات الزائفة لطرده وتبعده عن طريقها حتى لا تنفضح على يديه، فـ همس زهران بوعيد و عيناه يطقان غضبًا:
_وحياة امة لـ هيكون أخر يوم ليه في الشركة عندي
--------------------------------------
ركضت خطواتها خلفة لتواكب خطواتة السريعة حتى وصلا إلى مكتب جاسم، أندفع زهران داخل المكتب و أشار لها أن تنتظر خارجًا حتى ينهي حديثة وصفع الباب بوجهها، ترنحت للخلف بتذمر ممتزج بحرجٍ؛ فذلك أول يوم لها بالعمل والجميع يعاملها بطريقة لا تُطاق
بينما جاسم كان واضعًا ساقية فوق سطح مكتبه وينفث في دخان سيجارتة متحدثًا بالهاتف، اعتدل في جلستة عندما وجد اقتحام زهران المفاجىء له.
تمتم زهران ببربرية لا تليق بمنصبة المرموق:
_مش معقول تكون إبني!!إزاي تمد أيدك على بنت عمتك؟!
عقد ما بين جاجبيه سائلًا أبيه بعدم فهم:
_أضرب بنت عمتي!! تقصد إي بالظبط؟
كتف زهران ساعديه أمام صدره و احتدت نظراته:
عـيـن»
هز رأسه بإيماءات متتاليه، متحدثًا بسخرية مريرة:
_هي قالتلك أني مديت إيدي عليها، ممم على العموم أنا مش الراجل إللي بيمد إيديه على ست، ومش الراجل اللي بيستقوي على ست، أنا مش زي حضرتك..
نبع الحزن في صدر«زهران» و انكسر قلبه محدقًا بابنة بتوسلٍ ليُغفر له!! هو لا يريد شيء إلا المغفرة.
نكس رأسه بندمٍ نابعٍ من قلبهِ فـ دائماً ابنة يذكره بِماضية الأسود الذي لا يُغفر إطلاقًا.
يعلم أنه مهما عدى الزمن والسنون لن ينسى جاسم شيء من فعلته التي ارتكبها بيديه الأثنتين بدمٍ بارد.
تنحنح بحرجٍ جلي:
_مش معاناة أني غلط يبقا كل شوية تفكرني، ولازم تفتكر أني أبوك
_واللهِ إنت أبويا في شهادة الميلاد، غير كدا إنت مش أبويا أبدًا
أغمض جفناه بقهر وهو يتذكر فعلته التي لا تغفر، و جعلت ابنه هكذا معه قاسي.. متحجر القلب..
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
_مش تسلمي على مراتي يا حبيبتي
انقبض قلبها من كلماته التي بدت كلطلقات المباغتة بصدرها والتي أصابتها في مقتل، ما زاد خفقان قلبها بقوة كلماته الصريحة، لتستوعب كلماته خاصة مع إبتسامة تلك الواقفة التي تتمطى بين ذراعيه، غلت الدماء في عروقها و اندفعت بقوة إلي خلاياه جسمها لتحفزها على الأنقضاض على تلك الخائنة، ودون سابق جذبتها من فروة رأسها لتخرج غلها وحرقتها عليها، صرخت كوثر مستنجدة من ذلك المتجمد أمامهما، أبعدهما عن بعضهما بقوة فأحتمت الأخرى بظهر زوجها، حاولت نفيسة الإمساك بها فـابعدها زهران عنها و أصبح كالجدار لـكوثر، فجذبته الأخرى من تلابيبه هادره بقوة:
_إنت يا زهران! ليه عملت كده؟ عملت إي أنا عشان أستحق الخيانة، ياخي دا أنا أُم ابنك ومراتك ليه تكسر بخاطري كده ليه؟ إي ذنب ابننا إنه يعيش كده فهمني، إي ذنبي أنا عشان أتعذب بسببك
ثم دفعته بقبضتيها بقوة بصدره صارخة بهِ و عبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة، بكت تلك المرة بحرقة.
ثم إلتفتت نحو كوثر مغمغمة بنبرةً متشنجة:
_وأنتِ يا كوثر هانت عليكِ العشرة، دا أحنا كلنا العيش والملح مع بعضنا، دا أنا كنت معتبراكِ أختي قبل صحبتي أنا كنت بطمنلك أكتر من أختي نفسها أنا كنت اقسم الحلو معاكِ، وفي الآخر جزائي إنك تخونيني تغدري بيا.
لطمت على وجنتيها بقهر صارخة بهيستيرية غير إيرادية:
_يا ريت كنت صدقت كلام زهرة، إنك شيطانة مش هترتاحي غير ما تخربيها مش هترتاحي غير لما تخربيها.. تخربيها
شدت فروة رأسها وهي تندب على حظها وعلى قلبها الطيب الذي قدم كل خير إلى أعدائها، التي لم تراهم إلا زهرة على وجهوهم الحقيقية كاشفة ذلك القناع الزائف
نظر لها زهران بقسوة وجبروت لم ترى منه قبل، ثم جذبها من خصلات شعرها بين اصابعة ذللاً إياها:
_إنت طايحة فينا ومش عاملة حساب لحد، لا فوقي ياما أنا جوزك و اللي زيك يبوس رجلي عشان مطلقهاش، ومتنسيش إنك عملالي توكيلات يعني بح
ثم بصق بوجهها، تلك اللحظة شعرت بالاختناق شعرت إنها على حافة الموت، توقف كل شيء حاولها، أصبحت الأن في ظلام دامس لا يفرق عن الواقع بشيء، صوتٍ واحد فقط هو الذي يتردد في إذنها ويتوسلها إن تعود له، هي تعرف ذلك الصوت على ظهر قلب، حاولت إن تقاوم ذلك السواد ولكن بالنهاية باتت محاولاتها بالفشل
_ماما فوقي يا ماما بالله عليكِ يا ماما متسبنيش ماما أنا هموت من غيرك مــامــا
هزها جاسم بعنف متوسلاً إياها أن تفيق من أجله هو فقط، بينما طالعهما زهران بإضطراب وأنفاس لاهثة، نظرت كوثر لهُ بطرف عينيها بخوفٍ أن يكون قتلها أسفل يديه، هي ليس حِمل تلك العواقب الوخيمة، اذدرات ريقها وانحنت بجذعها و وضعت أصبعيها على رسغها لتتفقد نبضها فتنفست الصعداء لكونها مازالت على قيد الحياة فدفعها جاسم بإهتياج:
_أبعدي عنها.. أنا بكرهكم كلكم.. بكرهكم كلكم
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
_دخلت في غيبوبة بسببك بسببها خسرتها، خسرت حضنها، كان نفسي لما اتخنق أجري أترمي في حضنها، اجري اشكيلها همومي وأحزاني، خدتها مني خدت الحضن الوحيد اللي عمره ما هيتعوض
ألقى جملته الأخيرة و أحتقنت دمائه في شرايينه، وحبس عبراته بمقلتيه، شعر بوخزة قوية بقلبهِ، فـأولاه ظهره ووضع كفه على قلبه وهو يشعر بلهيب يحرق بصدره كتم شهقتة وبكى بحرقة في صمتٍ تام ثم قال من بين شهقاتة:
_اتفضل بـــرا..
لم يعلق على كلماته فهو أيضاً بداخلة نيران تنهش بهِ، خرج من المكتب مهزوم أمام ابنة مثل كل مرة يخوض معه حرب الماضي.
تخطى تلك الواقفة بالخارج و التي تنتظر رده، ولكن صدمها بقوله لها:
_خلي أي حاجة بعدين
جحظت عينيها من رؤيته بهذا السوء ثم بدى الخوف على وجهها أن يكون انكشف أمرها، فـ تمتمت لنفسها:
_استرها يا رب
وفي ثوانٍ وجدت نفسها تنجذب بالداخل من خلال جاسم، التصقت بالجدار وارتطم جسدها بصدره، اصطدمت عيناها بعيناه ، وبدأ صدرها يعلو وبهبط من اقترابه لها بتلك الدرجة ولا يفصل بينهما إلا خطوةٍ، شعرت بجفاف يجتاح حلقها من شدة الخوف، مرر الآخر نظراته عليها من رأسها لاخمص قدميها متمتماً بنبرة أقرب لفحيح الأفعى غير مباليًا بنظراتها:
_لو فاكرة أن بجيبك أبويا ليا هتهزيلي شعرة لا يابا ولا عاش اللي كان يهز شعرة لـ جاسم الرازي اقسم بالله حركة كمان..
ثم تابع وهو يشير بسباته على المكتب الخاص بهِ:
_هدفنك تحتة
رمقته بصدمة ورمشت بأهدابها عدة مرات بعدم إستيعاب، لأول مرة تهاب شخصًا بتلك الطريقة فـ أستجمعت شتاتها سريعًا دافعة إياه بذراعيها المرتجفة ثم فتحت باب المكتب مندفعة للخارج، حدق بأثرها بـ مبالاة ودس يديه بجيبي بنطاله متردد بغل مكبوت:
_يا أنا يا إنتي.. و الأيام جاية بينا كتير

يـتبـع..

بعتذر عن التاخير بس النور كان قاطع زي ما انتو عارفين أكيد.

متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر🥹♥♥

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن