الرابع والعشرون«المستحيل»

1.1K 49 3
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما😾💘
--------------------------------------
ما زال غارقاً في صدمته
آلماً شديداً في قلبهِ.. ألم قد يؤدي لموته
ترنح في سيره وهو لا يعرف إلى أين يسير وألا أين يذهب..
عندما وجد نفسه ضعيف أمام والده هرب
هرب للخارج مثل كل مرة يفعل
لا شيء جديد في الأمر..
تمنى يوماً أن يستطيع مواجهة أبيه وظلمه حتى لو لحظة واحدة لا أكثر
لكن لا فائدة مازال ضعيفاً.. جباناً
المشكلة الأكبر هنا كيف سيواجه «عين» ويخبرها بأن زواجهما سوف يمتد لستة شهور
فهو اتفق معها على شهر أو شهرين لا أكثر والآن هو سوف يطلب منها أن تطول هذه المدة عكس ما اتفق عليها
السبب الثالث من زواجه من عين هو ورث والدته؛ أراد أن يحصل على ثروة والدته حتى يستقر بحياته بعيداً عن شر والده وزوجته
جلس أمام مقبرتها وبدأ يقرأ لها الفاتحة بخشوع والذي اتضح من صوته إنه كان يبكي
نعم يبكي
يبكي كما كان يبكي لها هو وصغير
وجاء الآن يبكي لها بعد أن أصبح شاباً كبيراً
هي الشخص الوحيد الذي يجعلها ترى دموعه وآلمه وضعفه
تحسس بأنامله شاهد قبر والدته بحزن شديد وبدأ يسرد لها كل ما حدث معه بالفترات الأخيرة
_انهاردة كتب كتابي وبعد ساعات هكون عريس، انهاردة هتجوز البنت اللي..
صمت وهو يفكر بجملته الأخيرة
مشاعره مضطربة نحوها
منذ أول لقاء بينهما ومشاعره مضطربة تجاهها لا يستطيع تفسيرها
يمكن أن تكون مشاعره حب أو كره أو كليهما معاً
لا يعرف
لذلك قرر متجاهلة هذا الحديث ويسرد لها شيء آخر
_أنا جيبلك خبر حلو أنا لسه بصلي ومصيتش ولا فرض ومش دعيتلك فيه، أنا واثق إنك فخورة بيا دلوقتي.
لم يستطيع أكثر الاصطناع إنه بخير وانهار باكياً بجوار قبر والدته كأنه أخيراً وجد الفرصة لينفجر باكياً:
_سامحيني بس أنا مش بخير، ومش عارف أبقى بخير، ابنك مش بخير يا أمي، ابنك تعبان.. تعبان جداً.
حاول تكفيف دموعه السائرة محاولاً التماسك أمامها فانفجر باكياً أكثر ولم يستطع التحمل،
هب واقفاً أمام مقبرتها بعد أن تمالك نفسه وبدأ بتكفيف عبراته الساخنة التي لهبته من الداخل والخارج متمتماً بقوة محاولاً اصطناعها:
_بس هحاول أبقى قوي علشانك، علشان تفتخري بيا دائماً.
تذكر في ذات الوقت الذي حاول أن يصبح قوياً ولكن جاء والده وخمد قوته بجبروته
وفي ذلك الوقت عرف إنه وحيد مهما كان حولة الكثير والكثير كان وحيداً لا أحد يراه
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
انتهى العزاء على خير ورحل الجميع ولم يبقى سوى أفراد العائلة الذي لم يظهر عليهم أي تأثر بوفاتها وخاصة كوثر التي كانت تهتم بابنتها الصغيرة غير مبالية ببكاء جاسم وانهياره الزائد كما تظن هي
كفكف دموعه بكفيه والتفت نحوَ كوثر بنظراتٍ شرسة تحمل كل قسوة وحقد عليها، اقترب منها أسفل أنظارها المتوترة منه، فصاح بتشنج وبدأت دموعه تنساب دون أن يدرك:
_قتلتيها ليه؟! جاوبيني.. هي عملتلك إيه عشان تقتليها وتحرميني منها؟! تعرفي أن وصيتها كانت قبل ما تموت إني أخلي بالي على بنتك ..تخيلي بقى إنك رديتي الخير بتاعها شر..ليه عملتي كده؟!
ألقى جملته الأخيرة بصراخ وانهيار تام وهو يدفعها مراراً وتكراراً بقوة ولكن نظراً لقوة الجسد بينها وبينه لم تهتز هي أبداً 
انهار على قدميه أمامها وانفجر في البكاء
لأول مرة يبكي بتلك القوة
ولكن ماذا بعد الأم.. لا شيء
هبت واقفة هي الأخرى رامقه إياء باستيلاء ممزوج باشمئزازها منه:
_أنتَ مجنون يالا عايز تلبسني جريمة قتل في لحظة، أنا والا قربت على أمك وألا بطيقها أصلاً
فصاح بها باهتياج وعيناه تنزف آلماً ممزوج بحسرته:
_إنتِ كذابة أنا شوفتك بعنيا دول أنتِ ومرة كنت بتحاولي تقتليها
ازدردت ريقها برعب ممزوج بتوترها الواضح
تخشى أن يكشفها أمام زوجها وبهكذا ستخسر أفراد عائلتها –التي كونتها بصعوبة– بسبب طفل صغير ورث من والدته ذكائها الجبار
نظرت نحوَ زهران الذي يراقب كل ما يحدث بهدوء مرعب، فتعجبت الأخرى منه وخافت أن يصدقه فهزت رأسها تنفي قول ابنه المعتوه صارخة بقوة:
_ده كذاب يا زهران متصدقهوش
تقدم منهما زهران خطوة ثم أخرى، فتراجعت كوثر للخلف خوفاً أن يفعل بها شيئاً بعد قول ابنه
ولكنه فعل عكس ما توقعت وجذب ابنه من مرفقه الصغير وغرز أظافره في لحمة ليؤلمه وهو يصرخ عليه:
_عارف لو الكلام ده طلع برا أو جدك سمع بيه أو أي حد أقسم بالله لاكون بعتك لأمك فهمت
صرخ به بقسوة لينتفض هو بخوف وجذب مرفقه منه بقوة وهو يشعر بالحسرة:
_أنا كنت فاكرك هتصدقني حتى لو لمرة واحدة.. بس أنتَ!!!
نصر زوجته عليه.. مثل كل مرة
كان يرجوه بعينيه أن ينصره حتى لو لمرة واحدة
ولكنه فعل العكس
ياللحسرة!!!!
--------------------------------------
يالله مستحيل أن يكون هذا الملاك حقيقياً على وجه الأرض
ابتسامتها.. لمعت عينيها..وتحديداً عيونها الفيروزية التي لم يرى مثلها طيلة حياته ولن ولم يرى أبداً!
كل هذا خطفوه من اللحظة الأولى بينهم..
لا يصدق نفسه إنه قادر أن يصبر على كل هذا الجمال يسير أمام عينيه،
خطفت قلبه دون أن تدرك..
خطفته كلياً ولم تترك له شيئاً يحتفظ به!!
فقد عقله من الوهلة الأولى عندما وقعت أنظاره على عينيها الفيروزية،
بغض النظر عن الظروف التي جمعتهما
ولكنه يحب تلك الصدفة التي جمعتهما معاً كثيراً،
آفاق أخيراً على صوتها الرقيق والهادي والذي بدأ يحبه تدريجياً دون أن يشعر:
_أستاذ عادل حضرتك شوفت مدام حسناء؟!
_آه.. أقصد يعني.. إيه.. مش فاهم.
عنف نفسه من الداخل؛ بسبب كلماته الذي نطقها للتو
أول حديث يدور بينهما والآن هو يدمره بسبب ارتباكه منها
ماذا تقول عليه الآن..بالتأكيد ستعتقد إنه شخص مجنون
وبالفعل لم يفشل ظنه؛ فـ استبرق خافت منه ومن طريقة حديثة الغريبة لذلك تراجعت للخلف بخوف مستعدة لأي شيء يصدر منه مجنون
زفر بضيقٍ وهو يشعر بالإحراج من ارتباكه المفاجئ الذي لا يحدث إلا معها هي فأردف محاولاً إصلاح ظنها به:
_أقصد يعني هي أكيد طلعت تجيب حاجة، لو أنتِ محتاجة أي حاجة قوليلي عادي متكسفيش اعتبربني اخوكي.
ماذا اخوكِ؟!.. ما هذا الغباء الذي صدر منه في لحظة
إذا فكرت به هي كأخ سيخسرها
هو بالتأكيد لن يتقبل مقام أخيها أبداً ولكن لا بأس في قبول مقام حبيبها.. زوجها!!!
صك على اسنانه بغيظ معنف نفسه، فهز رأسه ينفي قوله الأخير:
_لأ لأ بلاش اخوكِ اعتبريني صحبك آأ!!
نظرت له بإذدراء وتراجعت للخلف في اشمئزاز منه، فلعن نفسه بداخله وسب نفسه بالداخل، فأخذ نفساً عميقاً لعلى وعسى يستطيع أن يوضح قوله الأخير لها:
_قصدي يعني اعتبربني جوزك.
_أفندم؟!!!
قالتها بإستنكار ممزوج باشمئزازها منه،
ادرك الآخر إنه فعل كارثة لثوانٍ دون أن يدرك، لذلك حاول يهرب منها وخاصة بعد إحراجه الأخير أمامها:
_أنا لازم امشي قبل ما اخربها أكتر ما هي خربانه!!
نبس جملته الأخيرة وهو يهرب منها إلى خارج القصر قبل أن يتفوه بشيء آخر يجعلها تتأكد إنه مجنون تماما
ولكن آه لو تعلم إنه مجنون بها!
بل تخطى حدود الجنون!!!!
طالعت الأخرى في أثره بتعجب متمتمة بين نفسها:
_ده شكله مجنون، ده أكيد!
سحبت نفساً عميقاً متجاهلة إياه وافعاله أيضاً، ودلفت لغرفة عين وارتمت فوق المقعد بارهاق، ولكن على الرغم من ذلك لم تستيطع متجاهلة حديثة وبقت تفكر به
فقطعت أفكارها  عين عندما خرجت من المرحاض منتزعة المنشفة التي تلف بها شعرها المصفف حتى لا يبتل.ألقت نظرة سريعة على استبرق ثم أولتها ظهرها وجلست على مقعد المرأة لتضع البعض من مساحيق التجميل على وجهها، فتوقفت عما  تفعل واستدرات برأسها نصف أستدارة نحوها هاتفة:
_مالك؟!
أجابتها وهي ما زالت تفكر في كلماته المجنونة:
_هو اللي اسمة عادل ده مجنون؟!
قطبت جبينها بحيرة وهي تسألها مستوضحة:
_ليه؟!
تمتمت بمبالاة امتزج بخوفها بعد أن تذكرت كلماته:
_اصله بيتكلم بطريقة غريبة زي المجانين بالظبط.
لوحت بذراعها بمبالاة مردفه:
_يعم فكك، أصل كل اللي في البيت هنا مجانين.
--------------------------------------
أنطلقت الزغاريد من فاه سعاد وهي تشعر بالسعادة عندما علمت بخبر علاج يونس
حتى يونس لم يصدق إنه وجد متبرع لحالته بعد طول انتظار
أخيراً سيحقق أحلامه التي يحلم بها طيلة عمره،
حينها رفقة لم تتوقع فرحتهما تلك فبكت وهي ترى تلك السعادة على وجهوهم التي لم تراها منذ سنين، وتأكدت أيضاً بعد فرحتهما، أن تلك الصفقة خير عليها وعليهما جميعاً
فسألها يونس بلهفة:
_طب دلوقتي اعمل إيه أنا؟!
أجابت إياه بطيبتها المعهودة:
_تروح دلوقتي تجهز شنطة هدومك علشان هتقعد في فندق وبعد بكرا هتسافر لوحدك وتبدأ علاجك هناك، بس يلا اوام جهز شنطتك علشان الحق الفرح.
ضيق عينيه وهو يسألها بحيرة واضحة:
_تقصدي إيه إني هسافر لوحدي، يعني أنتِ مش هتيجي معاية؟
نظرت له نظرة حزينة مجيبة إياه بأنفعال:
_لا مش هسافر!
_ليه؟!
سألها بحدة ممزوجة بحزنه الشديد فأجابته بقلة حيلة:
_علشان مينفعش!!
رسمت سعاد ابتسامة زائفة على محياها محاولة تخفيف الجو بينهما مستطردة:
_عادي يعني هو المتبرع هيتبرع لمين والا مين يعني، بس أكيد طبعاً هيسافر معاك واحد يحرسك، مش صح يا رفقة؟
أومأت رفقة مؤكدة حديث سعاد:
_أكيد طبعاً.
احتضنته سعاد من ظهره مغمغمة بسعادة كبيرة:
_متفكرش في أي حاجة يا حبيبي غير في رحلة علاجك وبس.
--------------------------------------
جذبها من مرفقها بعنف صائحاً في وجهها بغضب:
_بكرا تندمي يا مرام على كل لحظة اديتلك فيها فرصة وأنتِ رفضتيها
جذبت ذراعها منه بعنف مماثلاً لعنفه صارخة في وجهه:
_متخافش مش هندم بس أنت تبعد عن طريقي وساعتها هكون شاكرة ليك
عقب على كلماتها بصدمة ممزوجة بحزنه:
_للدرجادي مش طيقاني يا مرام
_مش طيقاك وبس يا يحيى!!
ألقت جملتها في استنكار واضح، بينما هو تحطم قلبه للحظة
فهو يفعل المستحيل كي يحصل عليها
وهي الآن تعذبه بكلماتها الباردة
دفعته خارج غرفتها وهي تحذره بعدم التعرض لها في أي ظرف
_لو دخلت الاوضة دي تاني يا يحيىٰ مش هيحصل كويس فاهم
أنهت جملتها في تهديد واضح وأغلقت الباب في وجهه بقوة وعلى الرغم من ذلك لم يخف من تهديدها الصريح
بل كان خائفاً من أن تبتعد عنه وتتركه للأبد

يتبع...
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘
ورأيكم في الشخصيات.. 💕


تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن