الثلاثون«نار على نار»

1.4K 69 5
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما🥰😾
--------------------------------------
مد يده المرتجفة ليمسك بقطعة الزجاج الحادة التي كانت مطروحة على الأرضية،
ورفعها نحو عينيه ورأى فيها انعكاس صورة والده بابتسامته الشيطانية، وببطء امتزج برجفته انزلها على رسغه..
_نادر!!
ولكن قبل آخر لحظة وجد زوجته تتقدم نحوه وتمسك يده تمنعا إياه أن يؤذي نفسه،
سقطت قطعة الزجاجة من بين يده وبكى كالطفل الذي يستنجد بوالدته حتى تنقذه، سند رأسه على كتفها وترك لعبراته العنان لتنهمر من مقلتيه
وانهار باكياً..
يشكو لها عذابه..
وآلمه..!
ضمته إليها وهبطت فوق جبينه لتطبع قبلة صغيرة هامسة بصوتها الرقيق الذي يسحره سريعاً ويأخذه لعالم مختلف، لعالم له لذة خاصة، لذة مختلفة تماماً
ربتت على ظهره بحنان نابع من قلبها، فأغمض عينيه باطمئنان وتشبث بها كالطفل تماماً
وبعد ثوانٍ فتح جفنيه فتفاجئ باختفائها، هب واقفاً يلتفت حول نفسه ويبحث عنها في أرجاء الغرفة،
كانت مجرد خيال في عقله
ولكن الحقيقة هي أنقذته على آخر لحظة من الموت..
مثل كل مرة يحتاجها
ركض نحو هاتفه والتقط إياه ليتصل عليها ويعتذر منها مراراً وتكراراً حتى تقبل اعتذاره تماماً وتعفو عنه
هو حقاً لم يطردها  كرهاً بل خوفاً عليها منه
من شيطانه..!!
يتمنى حقاً أن تغفر له تلك المرة
فهو لا ينسى نظرتها الأخيرة له
لا ينساها أبداً
لم ترد على اتصالاته فقرر أن يذهب لمنزل عمها
--------------------------------------
_يعني إيه طردك؟!!
انفجرت باكية من كثر ضغط والدتها عليها منذ أن أتت إلى هنا، غمغمت بضعف يجتاحها:
_يعني طردني يا ماما، رماني زي أي واحدة رخيصة عارف إنها هترجعله تاني، رماني كأني مش مراته أو أم ابنه.
بدأت شهقاتها تعلو تدريجياً وهي تتذكر آخر لحظة بينهم:
_عارفة إيه اللي مخليني أجنن أكتر إنه طرد ابنه، ابنه اللي من لحمه ودمه، أنا استحملت كتير والله ودوست على نفسي وقولت هانت بكرا يتغير بس يجي على ابني.. لأ ابني خط أحمر ومش هسمح يجبله عقد نفسية
ضربت لواحظ بكفيها على فخذيها متمتمة
في حسرة:
_يحظك الأسود يا لواحظ إيه اللي حصل لعيالك، يحظك الأسود ياختي!
بكت هند أكثر عندما وجدت والدتها تندب على حظهما
ماذا تريد والدتها منها
تريدها أن تدعس على نفسها أكثر
حسناً ستحتمل ولكن ابنها هل سيحتمل مثلها؟!
هل ستجعل ابنها يصبر على معاناة أبيه مثلما هي تصبر
ما ذنبه أن يكون طفلاً غير سوي
إذا كانت هي لا تهتم بحياتها ولكنها تهتم بحياة ابنها الصغير
_أنا هروح هجيب عادل هو اللي يعرف يتصرف مع نادر، هو صحبه وأكيد بيفهمة.
ابتسمت باستهزاء مرير عقب جملة والدتها:
_نادر محدش بيفهمة حتى لو كان مين، نادر بقى شخص غريب عن الشخص اللي كنت أعرفه زمان.
خرجت والدتها من المنزل غير مهتمة بكلمات ابنتها
ركزت فقط في مهمتها؛ هي أن تجد عادل
فهو الشخص الوحيد الذي سيعرف أن يصلح بين صديقة وابنة عمة
رفعت يداها للسماء داعية ربها لأول مرة:
_يا رب ألاقيه في البيت، هو الحل الوحيد لمشكلة بنتي.
--------------------------------------
التفتت نحو الباب بعد أن استمعت إلى طرقات عليه، فنطقت والدتها وهي تلتفت كل ثانية نحو عادل بسرور كأنها أخيراً وجدت كنزها:
_هند أنا أمك يا حبيبتي ومعاية عادل، افتح الباب؟
كفكفت الأخرى دموعها براحة يديها ثم اعتدلت من فوق الأريكة هاتفة:
_اتفضلوا.
دفعت لواحظ الباب ودلفت بخطواتٍ متسرعة وخلفها عادل الذي ألقى السلام، جلس هو على المقعد القريب من ابنه عمه وانحنى برأسه وهو يقول بجدية صارمة:
_خير يا بنت عمي.
أشاحت بعينها بعيداً عنه متمتمة وانهمرت دموعها رغماً عنها:
_طردني!
أخذ نفس عميق هامساً بنبرة أقرب لفحيح الأفعى:
_ضربك؟!!!
_لأ
خمدت نيران قلبه قليلاً بعد قولها المريح بالنسبة له
فهي إذا قالت عكس هذا لكان زوجها من أعداد الموتى حتى إذا كان صديقة
هند عزيزة على قلبه.. هي بمثابة شقيقته الصغرى
وليس هي فقط بل مرام أيضاً
حدجها بنظراتٍ قوية ثم أردف محاولاً فتح طريقاً لموضوعه:
_لو أنا معاية أخت وكانت متجوزة نادر وهو طردها من البيت، ساعتها أخليها تطلق منه حتى لو كان صحبي، علشان دي مش أول مرة يعملها وأنتِ فهماني يا هند كويس
هنا التفتت له محاولة السيطرة على دموعها الغزيرة فأكمل هو في حزن عليها:
_الراجل اللي ميقدرش الست اللي عايشة معاه يبقى بلاها منه يا هند، أصل هي مش متجوزة علشان تتهان، الست لازم تعرف قيمتها كويس علشان تعرف تقدرها
أشاحت بوجهها بعيداً عنه وانهارت باكية
كل تلك السنوات لم تعرف قيمة نفسها مع زوجها
بل بالعكس كانت تدعس على نفسها من أجله
وهو لم يقدر ذلك بل أكمل عليها
ياللحسرة حقاً
أخذ نفساً عميقاً بعد أن رأى دموعها التي فضحتها من قبل إي شيء، وأردف بنبرة حنونة لتشعر بها هي:
_عموماً يا بنت عمي دي حياتك أنتِ واللي تشاوري عليه هيتنفذ علطول من غير نقاش، أنا مش هجبرك على حاجة علشان متقوليش بعدين أن ابن عمي أجبرني.
انفجرت في البكاء ودفنت وجهها بين كفيها،
وكأن لثوان مر شريط ذكرياتها مع زوجها التي تخلت عن كل شيء من أجله
تمتمت –دون أن تنظر له– بنبرة حادة حاولت صنعها بجدارة:
_طلقني منه يا عادل.
استقام واقفاً ورمقها بثباتٍ أظهر قوته وهتف بنبرة غليظة:
_أخر كلام يا بنت عمي؟!!!
_آخر كلام!!!!
أنهت جملتها بألماً ينهش بها..
الحقيقة أنها مازالت تحبه
لا تنكر ذلك أبداً..
اللعنة على قلبها الذي جعلها بهذا الضعف!
اللعنة على كل شيء يذكرها به!
ابتسم الآخر باستهزاء بعد أن جالت جملتها الأخيرة بخاطره فهو يعلم حبها الشديد لنادر، فهتف:
_عيدي كلامك وعينك في عيني يا بنت عمي!!
نظرت في عينه ولكنها سريعاً تحاشت النظر إليه ونظرت بعيداً، ليبتسم هو في سخرية ثم أردف:
_مع أني مش مصدقك، بس أنا عيوني تحت أمرك.
وفي ذات الوقت دلفت الخادمة الغرفة بعد أن وجدت باب الغرفة مفتوحاً هاتفة:
_نادر بيه واقف تحت وعايز يطلع يا ست هانم.
هنا تدخلت لواحظ بعد أن شعرت بمعاناة ابنتها الكبيرة مع زوجها اللعين:
_ميطلعش يا نجلاء ، هو بيت ابوه علشان يطلع ويدخل براحته فيه!!
--------------------------------------
وقف عادل مقابل صديق طفولته..
من يتوقع أن بعد تلك السنوات يأتي شيء ينهي صداقتهما
مواجهة قوية.. بين أقوى اثنين من العائلة
كلاهما لديهم سلطة وقوة..
ولكن أيضاً كلاهما لديهم نقطة ضعف
_عايز إيه يا نادر
قالها«عادل» بحدة وهو يرمقه باشمئزاز بدى، فـ رد عليه «نادر» بعد أن رأى نظرات صديقة الحادة:
_وأنا هكون مثلاً جاي البيت علشانك تفتكر ؟!!!
ثم أزاحه من أمامه وتقدم نحو زوجته ووالدتها، فجذبه عادل من كتفه بشدة، وصك على أسنانه وهو يذكره بِمَ توعد بهِ له:
_أنتَ نسيت والا أيه يا صحبي!!!
شرد قليلاً وهو يتذكر آخر حديث بينهما..
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
أوقفه عادل وهو يدس يديه بجيبي بنطاله مغمغمًا بنبرة غامضة يعرفها هما الإثنين فقط منذ الصبى:
_المرة دي بكلمك على أنك صحبي، بس المرة الجاية هكون ابن عمها هي.
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
لتتسع مقلتاه في صدمة بعدما تذكر، مغمغم بحدة امتزجت بقوته:
_خليك بعيد يا عادل، دي حاجة بيني وبين مراتي
ابتسم له ليستفزه وأردف:
_ما أنا قولتلك المرة دي هكون ابن عمها!!
_هند يلا بينا على بيتنا.
تجاهله«نادر» ووجه حديثه لزوجته التي تجاهلته وتحاشت النظر إليه خوفٍ أن تضعف تجاهه..
تعرف جيداً إنها أمامه ضعيفة.. ضعيفة جداً
ولكنها حاولت تشجيع نفسها ومواجهة إياه بقسوة زائفة:
_طلقني يا نادر!!
تريد الطلاق.. بعد تلك السنوات التي بينهم تريد أن تنهي كل شيء جميل
لماذا..؟!
برر لها موقفه وهو يتوسلها أن تعود إليه كما كانت:
_هند والله أنا عملت كدا علشان أحميكِ!!
_من مين؟!
ألقت سؤالها عليه باستنكار امتزج بحسرتها، فأكمل هو وقلبه يتقطع من شدة الألم الذي يشعر:
_من نفسي!!!
نـعـم!!!
هو يحميها من شيطانه!
هو لم يستطع حماية نفسه من شيطانه
ولكن هذا لا يعني إنه لن يحمي زوجته وابنه..
هما حياته لذلك سيحميهم
حتى إذا كان المقابل حياته
لا يهم.. المهم أن يكون ابنه وزوجته بخير دائماً 
ابتسمت باستهزاء مرير بعد أن جالت جملته الأخيرة بخاطرها فهتفت بحسرة:
_لو بتسمي اللي بتعمله حماية تبقى أنتَ مريض يا نادر!!!
_طلقها يا صحبي وكفاية لحد هنا!
تدخل عادل بينهما وألقى جملته بحدة فالتفت له نادر وصاح به باهتياج:
_طلاق مش هطلق يا عادل، فهمت؟! ولو أنت صحبي صح مش هتوقف ضدي أبداً.
_طلقني يا نادر علشان خاطري وخاطر ابنك.
هنا تدخلت هند بعد أن وجدت زوجها يرفض طلاقها ويكاد أن يتعارك مع ابن عمها
فهي تعرف جيداً إنه مستحيل ينهي علاقتهما بتلك السهولة
نادر يحبها إلى حد الجنون..
مثلها تماماً!
نظر لها نظرة مطولة كأنه يتوسلها بعينيه ويطلب منها المغفرة..
ولكن الأخرى بادلته نظرة حادة رأى فيها قسوتها وأيضاً حزنها وانهيارها،
لذلك أخذ قراره،
يكفيها آلماً بسببه
هي لم تخطيء عندما قالت يكفي
لن يعاتبها أو يعاقبها.. هي على حق
_أنـتِ طـالـق يـا هـند.
انهارت على الأريكة بعد كلماته التي كانت عبارة عن سهم أصاب قلبها ليقتلها فوراً
ياللحسرة نهاية مأساوية لقصة حبهما
قصة كان الجميع يرددها ويشهد بها
قصة انتهت بسبب ماضي
ماضي لا يُنسى أبداً
وللحظة شرد «عادل» بهما وتذكر ما حدث بينه وبين إستبرق من قبل ساعات قليلة 
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
انحنى بحسده وسند بساعديه على الطاولة مغمغم بهيام مسيطر عليه:
_ أنا بحـبك يا إستبرق.. بحـبك أوي أوي .
هبت واقفة وضربت بكفها على سطح الطاولة، صائحة باهتياج وعيناها يطقان شرراً، مما جعل الجميع يلتفت لهم بريبة:
_نـعـم!! أنتَ أهبل يالا وجاي تطلع هبلك عليا، ما أنا عارفة صنفك كويس يفضل يستهبل كتير لحد ما يوقع في شر أعماله
ابتسم في استهزاء مرير بعد أن جالت جملتها الأخيرة بخاطره:
_شر أعمالي!! طب كتر خيرك ياستي، بس عموماً مصير الواحد يتكعبل وهو بيطلع السلالم زي ما هتكعبلي في حبي كدا!!
رمقته باشمئزاز وعيناها تطقان شرراً مرعباً، مغمغمة بحدة اكتسبتها من خلال عملها:
_دا في أحلامك يالا؟!
_ومالوا بكرا في أحلامي بعدو في الواقع!!
ألقى جملته بابتسامة مستفزة ليستفزها أكثر وأكثر،
انتشلت كأس المياه من فوق الطاولة عقب كلماته المستفزة، وألقت محتواها على وجه غير مبالية بغضبه أو ردة فعله، مغمغمة:
_بص بقى يعسل روح شوفلك واحدة رخيصة زيك كدا وسيبك مني علشان أنا على الدوغري دائماً!
مد يده ليأخذ منشفة ورقية من العبوة الموضوعة على الطاولة، وكفكف وجهه بغيظ:
_وأنا بموت في الدوغري! وكمان براحة علشان صحتك!
أنهى جملته محاولاً استفزازها ولكنها تجاهلته وتركت المكان بأكمله لاعنه إياه بداخلها
--------------------------------------
جلست وسط أصدقائها في كافية الفندق محاولة الاندماج معهما
ولكن على الرغم من ذلك لم تستطع الاندماج معهما وكان بالها مشغولاً مع ابنه عمها
أصبحت تردد لنفسها بعض الكلمات لمواساة نفسها
ظلت غارقة في أفكارها حتى قاطعه أحد أصدقائها هاتفة:
_فاكرة يا مرام مهرة زمان، فاكرة لما سبناكِ في المخزن في الضلمة ومشينا كلنا ماعدا مهرة رجعت ليكِ وقعدت معاكِ علشان متبقيش لوحدك.
عادت لها ذكرياتها تدريجياً وتذكرت ذلك اليوم الذي كانت تلعب فيه مع أصدقائها وتركوها بغرض المزاح معها، ظلت وحيدة في مخزن والدها الجديد، و بكت في تلك اللحظة،
أصدقاؤها كانوا يعرفون أنها تخشى الظلام ولكنهم لم يهتموا وتركوها
ولكن عاد شخص واحد فقط منهما..
مهرة!!
على الرغم من صغر سنها في ذلك الوقت لكنها عادت لها وجلست بجانبها على عكس أصدقائها،
وتبدلت دموعها بضحكاتها..
وبفضل من ذلك... مهرة!!
هبت واقفة متمتمة بانهيار جعل الجميع يتفاجىء منها:
_أنا عملت إيه! أنا هببت إيه!!!
رفع أصدقاؤها أنظارهما لها باستنكار من ردة فعلها، فانسابت دموعها كالشلالات والتقطت حقيبتها من فوق الطاولة وهرولت سريعاً للخارج، هتفت إحدى الفتيات باستنكار:
_مالها دي؟!!!
رفعت الفتاة الأولى كتفيها بمبالاة:
_معرفش!
--------------------------------------
هرولت في الرواق وأثناء ذلك اصطدمت بجسد «معتز» الذي انتهى من مهمته المرهقة قليلاً ولكن بأس بالأخير ذاق ما كان يريد، جذبته الأخرى من تلابيت ملابسه صائحة به بانهيار ممزوج بحسرتها:
_أنت عملت إيه؟ حرام عليك، ربنا ياخي ينتقم منك، حسبي الله ونعم الوكيل!!!
امسك رسغيها وانزلهما بعنف عن فوق ملابسه مردداً بغيظ:
_أنتِ مجنونة يا بت، أنتِ اللي عرفتيني طريقها وجايه  دلوقتي تحسبني فيا، ليه يروح أمك هو أنا روحت لمستها من وراكِ، ما أنتِ عارفة اللي فيها.
ضربته بقبضتيها في صدره عدة مرات وهو لن يهتز مرة واحدة قط
بل كان أقوى منها وأقوى..
فهي أمامه مجرد حشرة صغيرة يمكن دعسها في أي لحظة
مثل ما دعس ابنة عمها بالداخل
_ندمت، حرام عليا أندم يعني؟!!
دفعها هو بقوة في استهزاء مرير هاتفاً:
_جاية تندمي بعد ما خلصت، طب كنتِ ندمتي قبل ما أخليها زي الأموات جوا!!!
جحظت عيناها عقب كلماته الأخيرة، وركضت نحو غرفتهما، فـ طالعها الآخر في استهزاء وغادر غير مهتم بها.
--------------------------------------
وقفت أمام باب الغرفة في توتر ملحوظ
مدت يدها المرتجفة نحو الباب كادت أناملها تلامسه ولكنها تراجعت على آخر لحظة 
تدخل..
أم
تهرب..
أمامها اختيارين.. وعليها أن تختار
معتز لم يخطىء عندما قال لها إنه انتهى كل شيء
جاءت لتندم الآن بعد فوات الأوان
يالها من بلهاء
ليهاجمها قلبها ويردد..
إنها ابنة عمها يجب أن تساعدها حتى إذا كان الثمن حياتها
ليرد عقلها بكل قسوة عليه..
وأيضاً يجب آلا تنسى أن أبيها زهران
الرجل الذي طعنها من ظهرها..
الرجل الذي فعل الفاحشة مع والدتها..
يجب أن تهرب وتفكر في نفسها فقط..
إن تنجو بنفسها فقط..
وليحترق الجميع.. المهم هي فقط..
تراجعت خطوة ثم أخرى وكفكفت دموعها المنهمرة على وجنتيها براحة يدها، مردده لنفسها بقهر ممزوج بألمها:
_سامحيني يا مهرة.. سامحيني!!!
--------------------------------------
اختبأت مهرة أسفل الملاءة محاولة السيطرة على نوبة الخوف والبكاء التي انتابتها للحظاتٍ،
انهارت في البكاء كالطفلة تائهة
بكت وبكى قلبها معها..
كلما تتذكر ذلك الوحش الذي حصل على مبتغاه الدنيء منها
تنهار أكثر وأكثر..
ياللحسرة..!
يالله إذا شقيقها علم بمَ حدث سيقتلها بكل تأكيد
ولكن ما ذنبها لتقتل؟! ماذا فعلت؟!
هي عبارة عن ضحية لا أكثر
ولكن لا أحد سيصدق هذا!
بل سيقتلونها قبل أن يعرفوا الحقيقة كاملة!!
حافظت على نفسها وكانت دائماً تفعل بنصيحة شقيقها آلا تقترب من الرجال..
ولم ولن تسمح لأي رجل أن يلمسها بطريقة سيئة
لكن للأسف جاءت الضربة من ظهرها لتسقطها أرضٍ بكل قوة وتجعلها عاجزة تماماً عن فعل شيء
سقطت من فوق الفراش وتركت لعبراتها العنان، وزحفت نحو المرحاض، وفجأة صدح رنين هاتفها المحمول، انتشلت هاتفها من فوق الأريكة ليسقط عليها رغماً عنها وليصدر صوت المتصل –الذي كان سهيل– بعدما فتحت المكالمة من أثر اصطدامه بالأرضية
_مهرة وحشتيني أنا عايز أبلغك حاجة هتفرحك جداً، أنا راجع مصر بعد أسبوع، مهرة.. آلو!!
تعرفت على صوته من ظهر قلب وانفجرت باكية كأنها شعرت بالأمان لصوته واختفى خوفها للحظاتٍ، شعر الآخر بالارتباك بعدما لم تجب عليه وردد سؤاله مرة أخرى:
_مهرة.. آلو.. أنتِ بخير، صح؟!
وضعت راحة يدها على فمها لتكتم صوت شهقاتها وباليد الأخرى التقطت هاتفها وهتفت بخفوت:
_أيوه أنا معاك!
تنهد تنهيدة حارة وأردف بسعادة تغمره:
_شكلك مبسوطة ومش قادرة تكلمي.
بكت بحرقة عقب كلماته ووضعت كفها فوق فمها لتكتم صوت شهقاتها ومازالت دموعها تنهمر بغزارة رغماً عنها، لتردف على الرغم من الألم الذي تشعر به بقلبها وجسدها:
_جداً.. أنا فرحانة جداً يا سهيل!!
_يبقى مفيش أنسب من الوقت دا اعترفلك فيه.
قرر أن يفضح مشاعره لها.. هو يعرف أن الوقت ليس مناسباً لذلك ولكن حقاً هو لا يستطيع أن يصبر أكثر
طفح كيله فهو لا يعرف كيف استطاع أن يخفي مشاعره حتى هذا الوقت
عندما ابتعد عنها لمدة قصيرة فقط شعر بشعور غريب أو بمعنى أصح مرعب..
فأكمل وهو يأخذ نفساً عميقاً:
_مـهـرة أنـا بـحبـك..أو بـعشقك مش عارف، بس كل اللي أعرفه اللي أنا مقدرش أبعد عنك أكتر من ثانية.
استمعت هي إلى اعترافه بصدمة كبيرة ووضعت يديها فوق فمها
وفي ذات الوقت نفذ هاتفها شحناً..
يحبها.. هي.. ولكن بعد ماذا؟!
بعد ماذا؟! بعد أن أصبحت مجرد بقايا نفايات أحدهما
ولكن السؤال هنا هل سيرضى أن يكمل مع واحدة مثلها.. مجرد بقايا رجل غيره
ليعترض قلبها على أفكارها..
إنها مجرد ضحية يجب ألا تنسى أبداً
ليواجهه عقلها بالحقيقة..
لا أحد سيصدقها الجميع سيراها مجرد مذنبة حتى إذا لم تفعل شيئاً خاطئاً ولكن هذا واقعنا يرى البريء مذنباً دائماً
قهقهت ساخرة على نفسها لتمتزج ضحكاتها ببكائها المرير لتصرخ بأعلى صوتاً بعد أن خارت قواها تماماً:
_يـا رب.. يـــا رب!!!!
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر 💘💘

حبايبي اللي بيسأل ويبعتلي على المسنجر إنه ينفع يعمل ريفيو للرواية وينزله في الجروبات؟!
ينفع عادي طبعاً 
طبعاً بعتذر عن التاخير وكان غصب عني بسبب تجهيزات العيد.

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن