الخامس والأربعون«دون اسم»

739 38 3
                                    

شُكر خاص إلى الجميلة Mariam Elkhyal لإجابتها الصحيحة في الفصل الأربعون «نهاية إحدهما» 💗🎀
"كان المفروض الشُكر من بدري لكن للأسف نسيت 😅"
--------------------------------------
فتحت عينيها إلى حد ما ورمشت بأهدابها لعدة مرات محاولة تجنب الإضاءة الشديدة التي تزعجهما، ثم أغمضتهما مجددًا. صوت أحدهما اخترق آذانها فجعل حواسها تنتبه بدرجة ما: 
_عين، سامعاني يا بنتي، فوقي يا بنتي، أنا مليش غيرك في الدنيا دي!!
أنهى والدها جملته وعيناه غرورقتان، قاومت هي ألم رأسها وفتحت عينيها لتنظر نحو مصدر الصوت، ولكن كانت الرؤية ضبابية تماماً.
فنطقت "سعاد" بخوف انتابها بعد رؤيتها بهذا الحال:
_أنتِ كويسة يا عين؟
لحظة، أين هي؟! ما هذا المكان؟ 
إنها المشفى.. لحظة! 
لقد تذكرت.. جاسم.. حبيبها. 
انتفضت من فوق الفراش بذعر ووزعت أنظارها حول الغرفة لتجد سعاد وحسام وإبراهيم ينظرون إليها بخوف ظهر في ملامحهم.
نبست برعب وهي تشعر بقلبها يصرخ من شدة الألم الذي فيه: 
_ جاسم، جاسم فين، جاسم يا بابا؟!!! 
اقتربت سعاد منها وربتت على ظهرها محاولة تهدئتها ليهتف إبراهيم سريعاً:
_أهدي يا حبيبتي، جاسم لسه في العمليات! 
فأكمل حسام بعده بتوتر: 
_أول ما دخلتِ المستشفى وعرفتِ أن جاسم في العمليات وإللي عمل فيه كدا بشير، أغمى عليكِ علطول
إذن كانت تحلم، أو بمعنى أصح، كان كابوساً، 
كابوساً لا تتمناه لألد أعدائها! 
جاسم على قيد الحياة، وهذا وحده كفيل بأن يجعلها تستمر. 
لكنها تريد حقاً مساعدته كما كان يساعدها هو في كل شيء. 
هي دوماً عاجزة أمامه، ولكن اليوم لن تكون كذلك.
وفي لحظة، تغيرت ملامحها بعدما تذكرت كلمات جاسم لها:
"ماما كانت تقولي إن الدعاء هو النور للإنسان يا عين، لذلك لازم تخصصي دعاء ليكِ في الصلاة." نعم، الدعاء... هو أخبرها ذات مرة أن الدعاء هو منقذ الإنسان. 
_أنا عايزة أصلي يا بابا، عايزة أصلي. 
اندهش الجميع من كلماتها، وخاصة والدها، فنبس هو ما زال في دهشته:
_حاضر، بس أنتِ مش معاكِ حاجة تصلي بيها، هأروح أنا وسعاد نجيب ليكِ هدوم مناسبة، وحسام هيبقى معاكِ.
وقبل أن يغادر هو وسعاد، وقف والتفت نحوها:
_المستشفى رنت على واحد ظابط لما شافوا جاسم مضروب بالرصاصة وهو جه وأخد أقوالي  وبإذن الله هيتقبض على بشير الكلب!
--------------------------------------
_استنى هنا يا إبراهيم!! 
تأفف بضيق ووقف يواجهها، فأردفت
_ بص يا أخويا، اللعبة الصايعة دي انتهت، أنت شوفت بنتك «عين» كلمت أخت جاسم، يعني معناها البنت هتيجي وهتشوفك، والكل عارف إنك ميت، هتقولها إيه بقى؟ صحيت من الموت!! 
فأكملت بنبرة متوسلة
_ اسمع مني يا أخويا، مفيش أحسن من الصراحة، أنا شوفت سوسن، وعبد الرحمن عرف إني أمه والكل عرف الحقيقة ومحصلش مشاكل. 
اتسعت مقلتيه في صدمة، فهو يعلم تلك الحقيقة بعدما انتقل إلى منزلها هو وزوجته ساعتها:
_حسام وإستبرق عرفوا؟ طب ليه مقولتيش لي؟! 
ضربت كفيها ببعضهما في حركة شعبية معروفة ساخرة منه: 
_هو إحنا كنا بنشوفك أصلاً كل الوقت قاعد مع بشير الكلب، ويوم ما شفناك لاقينا الواد ميت في إيدك!! 
ازدرد غصته وتحاشى النظر نحوها فقال بامتعاض
_خلاص مش لازم تقوليلي الكلام ده، وليكِ عندي يا ستي أول ما تيجي البنت دي أقولها كل الحقيقة إني حرامي وابن الكلب وكنت ماشي مع بشير الكلب التاني، ارتحتي يا سعاد؟!!
رفعت إحدى حاجبيها ووضعت يدها على خصرها مغمغمة
_لا، تقول للعائلة كلها الحقيقة!! 
_إيه؟!! 
نبس جملته في صدمة متابعاً وهو ينظر حوله ببعض الخوف: 
_أنتِ عارفة يا سعاد اللي فيها، لو زهران شم ريحة إني عايش هيقتلني وهيقتل بنتي، أنا راضي أموت بس بنتي يا سعاد عايزاني أخسرها، دي الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها من الدنيا في الآخر أخسرها بسبب واحد شيطان زي زهران. 
أكمل ودموعه تنهمر لوحدها بدون إدراك: 
_زهرة اكتشفت أن زهران بيحط ليها برشام في الأكل يوقف لها عضلات القلب، عايز يموتها ببطء بعد ما عرف أن الرازي عايز يكتب لها الشركة، روحنا للرازي وعرفناه الحقيقة، مصدقناش، وافتكرني طمعان وافتكر بنته عايزة تورثه، زهران كان زي الحية في عقل أبوه. 
تابع بضعف يتحدث به لأول مرة: 
_زهرة ماتت بسبب زهران، بقى عندها مشاكل في القلب، تخيلي بقى لو «عين» عرفت الحقيقة، يا زهران يقتلها أو هي تقتله، ساعات الحقيقة بتدمر حاجات كتير، يا سعاد.
أخبرتها«زهرة» تلك الحقيقة ذات مرة، وكانت كل مرة تسمعها منها تشعر بالتقزز من زهران ذاك. كيف لأخ أن يفعل هذا بشقيقته الصغرى،
ومن أجل ماذا؟
المال.. الثروة..
ذلك الشخص نهايته في الدنيا والآخرة ستكون جهنم، لا شك في ذلك أبداً.
_خلاص يا إبراهيم، حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم يا أخويا، بس يعني البت أخت جاسم دي تفتكر مش هتقول لهم إنك عايش؟!
تنهد بتعبٍ وأردف:
_هنحاول نقنعها إنها متكلمش!!
--------------------------------------
انسابت دموعها على وجهها بدون إدراك أنها الآن في أضعف حالاتها، كأن هناك شخصًا يطعنها في ظهرها.
قلبها يؤلمها وروحها تصفعها، الاثنان غرضهما جرحها من الداخل.
الاثنان اتحدا عليها، الاثنان غير متقبلين عدم وجود جاسم بجوارهما.
كل ما بها يضعف تدريجياً!
تشعر أنها على حافة الهاوية، مجرد ريح ستجعلها تقع وآخر سترتفع.
هناك كلمة ستجعلها جسداً بلا روح وأخرى ستعيد لها روحها.
ما كاد جبينها يلامس الأرض حتى فاضت عيناها بسيل سخي رفع مع دعائها ونجواها
_يا رب والنبي، يا رب، يا رب، أنا محبتش غيره في الدنيا، يا رب متحرمنيش منه، سيبه يا رب والنبي متحرمنيش منه، يا رب. 
الدموع تتساقط والروح تتساقط كذلك، 
القلب يتألم والروح تصرخ، 
كل ما بها يخشى الفقد.. يخشى البعد.. يخشى خسارة جاسم. 
هي تصرخ.. قلبها يصرخ.. روحها تصرخ... 
عينيها تبكي.. 
العين تخشى أن لا تراه مجدداً! 
أبكي يا عيني.. أبكي يا عيني.. 
لا تتوقفي يا عزيزتي.. لا تتوقفي! 
أليس هذا حبيبك؟ إذاً ابكي عليه. 
فهذا العزيز إذا لم تبكي عليه اليوم فمتى تبكين؟! 
دموعك ليست كافية، أكثري أكثري، 
لا تتوقفي فهذا العزيز.. 
حبيبك!! 
_يا رب.. يا رب. 
على الناحية الأخرى في غرفة العمليات تحديداً.. 
_دكتور، النبض ضعيف!! 
_دكتور، النزيف قوي! 
_النزيف مستمر لسه!! 
تسارعت أنفاس الموجودين، ثم التفت الطبيب نحو تخطيط القلب الكهربائي وفاجأه عدم انتظامه، فوضع جهاز صدمات كهربائية على صدر جاسم.
- 1، 2، 3.
صدمة كهربائية تلو الأخرى في محاولة لاستعادة نبض القلب الطبيعي.
- 1، 2، 3.
--------------------------------------
يقفز على صدر والدته كالعادة، تنثر هي قبلاتها الناعمة على وجهه، مداعبة أرنبة أنفه بلطف كما تفعل دوماً، فتزداد ضحكاته الصاخبة في أرجاء الغرفة.
تضمه هي لصدرها فيذوب هو في عناقها، تدور والدته به حول الغرفة ليطير هو كالحمامة وجناحاته لا تتسع الغرفة. 
_ماما، بصي الأرنوب بتاعي حلو إزاي! 
ضمته هي لصدرها دون أن تتكلم، فأكمل هو يلتقط لعبته المفضلة: 
_ماما، بصي اللعبة بتاعتي حلوة إزاي! 
طبعت قبلة على جبينه فتشبث هو في رقبتها وأردف ببراءة: 
_ماما، أنا نفسي في مكرونة!
ابتعد عن عناقها واقترب من باب الغرفة لينظر نحو الفراغ الخارجي، ذاك الظلام يبعث الرعب بداخله، يخشى الظلام كثيراً.. كثيراً.
لمح شخصاً يجلس على ركبتيه في ذاك الفراغ، فأشار بأصبعه عليه ثم استدار برأسه نصف استدارة نحو والدته متسائلاً: 
_ماما، هو مين اللي هناك ده، وقاعد بره ليه لوحده؟ مش خايف؟ 
جزء منه يريده أن يقترب.. وآخر لا يريد!
فضوله يجبره على الاقتراب نحو ذاك الشخص، ولكن روحه تقف له كالمرصاد.. روحه ارتبطت بوالدته ولا تريد البعد، تخشى أن تفقدها مرة أخرى، حتى هو كذلك!
وقفت خلفه وضمته إليها بتملك شديد كأن هناك من يجذبه منها قسراً، حاصرته بذراعيها فتمسك هو بها عفوياً لتهمس له بنبرة مهتزة: 
_ده يبقى جاسم الكبير!!!! 
ضحك على جملتها وشاكسها بطفولته البريئة: 
_ده نفس اسمي يا ماما!! 
--------------------------------------
رفعت يديها إلى السماء ودموعها ما زالت تتساقط: 
_يا رب، يا رب العالمين، يا رب. 
لقد لجأت إلى الدعاء فهو منقذها الآن، الدعاء سبيل النجاة، الدعاء كان منقذ يونس في بطن الحوت وسيكون منقذها الآن، وكما قال الله سبحانه وتعالى "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". 
وهي ستستمر في الدعاء حتى يستجيب الله لها. 
على الناحية الأخرى.. 
_جاسم..! 
استمع إلى ذلك الصوت الهادئ فارتجفت أوصاله من ذلك الإحساس الذي اعترى جسده فجأة. 
هذا الصوت لمس جزءًا منه.. جزءًا من قلبه بمعنى أصح. 
وبحركة خفيفة استدار نصف استدارة برأسه نحو الفراغ حيث أتى الصوت فلم يجد أحداً هناك سوى ذلك الشخص المتجمد حرفياً. 
فعاود يلعب مع والدته، حتى عاد الصوت مرة أخرى ينتشله
_جاسم! 
التفت مرة أخرى تجاه الصوت الغريب فلم يجد أحداً، فمط شفتيه بضيق وعاود يلتفت نحو والدته، قفز في حضنها وهو يشاكسها
_جاسم!
أتى ذلك الصوت مرة أخرى ولكن تلك المرة أوضح بكثير من كل مرة. 
ذلك الصوت يعرفه.. ذلك الصوت قريب منه لدرجة كبيرة ولكنه للأسف لا يستطيع التعرف عليه مهما حاول.
هذا الصوت يجذبه كلياً، هب واقفاً بعيداً عن حضن والدته، نظر نحو الفراغ محاولاً التقاط أي شيء غريب في الخارج سوى ذلك الشخص الغريب، فنطق دون أن يشعر: 
_عـيـن
_جاسم!!! 
كأن الصوت يجيبه، ودون إدراك، هربت دمعة من عينيه البريئتين.
فاقترب بخطواته نحو الصوت ليتفاجأ بأحدهم يجذبه من طرف ملابسه من الخلف. فاستدار بجسده ليجدها والدته الحبيبة، فابتسم وسار معها متجاهلاً الصوت.
فعاد الصوت مرة أخرى، ليقف فجأة ويلتفت نحو الصوت. فـ جذب يده الصغيرة من كف والدته متمتماً بتلعثم:
_لا، الصوت، عين!
نظر نحو عينيها فوجدها تترجاه أن يبقى. كالعادة، عينيها هي التي تتحدث دوماً قبل لسانها، عينيها هي التي تعبر عن مشاعرها قبل أي شيء. ضعف للحظة وكاد أن يرحل معها، ولكن الصوت عاد مرة أخرى يجذبه.. يناديه.. يترجاه. ركض بخطواته نحو ذاك الصوت المميز، حتى وصل إلى ذاك الشخص الغريب فـ عبر من خلاله. يالله! هذا الشخص كان هو.. هو وكبيراً.
لقد عاد إلى جسده الحقيقي!
ومع كل خطوة كانت تعود له ذكرى ما..
زوجته.. شقيقته.. والدته.. والده.. أصدقائه.
كما توقع، ذلك الصوت لم يكن سوى صوت زوجته.. نعم، زوجته العزيزة!
وقف مقابلها وطالعها بعينيه العاشقتين، ودون سابق إنذار، ضمها إليه بل اعتصرها بين ذراعيه ودموعه تتساقط كالفيضان
أخيراً وجدها.. لقد ظن أنه لن يراها مجدداً. 
هي التي أنقذته.. هي التي كانت تناديه، 
وها هو لبى ندائها الحبيب لقلبه، 
حبيبته وزوجته، لقد أتت إليه لتساعده، لتمد يدها إليه.. كما تفعل دوماً! 
التفت نحو الغرفة ليجد "والدته الحبيبة" تنظر إليه بابتسامة حانية.. يقسم أن ابتسامتها تلك لمست أعماق قلبه حرفياً، 
ابتسم لها وهز رأسه بامتنان، ودموعه ما زالت تنهمر على وجهه. 
تلاشت صورة والدته رويداً رويداً مع ابتسامتها الجميلة، فابتسم برضا.
ضم زوجته إليه أكثر وأكثر، ودفن رأسه بين حنايا عنقها متمتماً بهيام:
_بـحبـك!
_1، 2، 3.
وضع جهاز الصدمات على صدره مرة تلو الأخرى
_1، 2، 3.
صاحت الممرضة بابتهاج:
_النبض انتظم يا دكتور!!
تنهد بارتياح ووزع أنظاره حول الموجودين:
_الحمد لله، نجحنا.
--------------------------------------
_هو مش المفروض نروح لهم يا إستبرق، أنا خايفة عليهم أوي، وبالذات عين لوحدها!! 
أنهت رفقة جملتها الأخيرة بتشتت امتزج ببعض القلق؛ على الرغم من خلافها مع عين إلا أنها تشعر بالرعب عليها، وخاصة وهي تعرف جيداً أن عين مشاعرها تغيرت تجاه جاسم. 
ردت إستبرق عليها بخوف مماثل: 
_حالي زي حالك بس نعمل إيه؟ سعاد قالت خلينا هنا في البيت علشان ممكن تحتاج حاجة، وكمان علشان ممكن تحصل مشاكل مع عائلة جاسم! 
تابعت إستبرق بابتسامة خبيثة ثم لكزتها في كتفها مغمغمة بمرواغة:
_إللي يشوفك دلوقتي يا ست رفقة يقول مش دي إللي كانت مقاطعة «عين» صحبتها!!
اكتفت بصمتها لثوانٍ ثم تنهدت تنهيدة حارة ونبست بندم امتزج بكسرتها:
_ أنا مش مقاطعة "عين"، أنا كنت مكسوفة أبص في عينها، أواجهها، كنت خايفة أبص في عينها ألاقى العتاب والكسرة فيهم بسببي أنا.!
طالعتها إستبرق بتفهم وربتت على كتفها كدعم صريح منها:
_ يمكن بعد إللي حصل ده ترجع الماية لمجراها زي ما كانت، سعاد أول ما ترن عليا هنروح المستشفى وأهي فرصتك تعتذري لـ عين ونرجع إحنا التلاتة زي زمان.
صدح رنين هاتف إستبرق مقاطعاً الحديث بينهما، فالتقطت الهاتف سريعاً لترى الشاشة مضيئة باسم يونس، فابتسمت برضا وناولت الهاتف إلى رفقة
_ حبيب قلبك يونس بيرن وأنا عارفة هو الوحيد اللي هيخليكِ تبتسمي! 
التقطت الهاتف منها ولجت إلى إحدى الغرف مجيبةً على اتصال شقيقها. 
_ رفقة، ينفع أطلب منك طلب؟! 
_ طبعًا يا حبيبي. 
هتفت بها مجيبةً عليه وقلبها يخفق مراراً وتكراراً خوفًا أن يكون أصابه شيء، فأردف الآخر بحرج ممزوج بالارتباك: 
_ عايز حدودة، مش عارف أنام.
كركرت ضاحكة على جملته الأخيرة. الحقيقة أنها تشعر بالسعادة بعد كلماته تلك، فقد أعادتها كلماته إلى أيام طفولته وطفولتها كاملة.
لقد مر زمن طويل وهي لم تقص على أحد أي قصة منذ أن أصبح يونس كبيراً، لكن على ما يبدو عاد صغيراً مرة أخرى.
عاد طفلها الذي يسمع قصصها الخيالية قبل النوم، لقد عاد!
بدأت بقص إحدى القصص الخيالية له بحماس، فوضع الآخر هاتفه بجواره مستمعاً لها حتى غط في نوم عميق، وهي لم تشعر به إلا عندما انتهت من القصة، فـ ختمت بقولها:
_تصبح على الخـيـر يا يونس."
نهض باسل من فوق الأريكة، فهو طوال هذا الوقت كان يستمع إلى قصتها مع يونس الذي نام في نصف القصة، ولكنه أكمل إلى النهاية حتى قولها الأخير.
تلك القصة حركت فيه شيئاً.. شيئاً لا يعرفه، بالإضافة إلى صوتها الدافئ الذي يساعد على النوم والارتياح.
الحقيقة أن صوتها وحده كان يبعث الأمان والاطمئنان له.
غريبة تلك المرأة، والأغرب منها تلك القصص الخيالية التي لا يعرف من أين تأتي بها.
اقترب من جسد يونس الساكن فابتسم برضا، ثم التقط الهاتف بجواره، وقبل أن يغلقه تمتم بعدة كلمات:
_وأنـتِ من أهـل الخـير!"

يتبع..
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر 💘💘💘💘

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن