الثاني والأربعون«حُب جاسم»

411 26 14
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما🥰😾
--------------------------------------
_عايز أقابل «سعاد» وأتكلم معاها بس خايف، بفكر أكلمها يوم فرح حسام على ما أعتقد هيكون أفضل مكان نتكلم فيه! 
_هتروح ليه الفرح؟ 
غرز أنامله في خصلات شعره مجيباً إياه بارتباك: 
_إستبرق عزمتني وكمان هي عايزاني أقابل سعاد تاني وحسام كمان بما إنهم طلعوا عائلتي الحقيقية! 
_تمام، براحتك. 
قالها نادر بعدم تركيز فأكمل عادل غافلاً عنه: 
_بابا رجع وهيستقر معانا هنا، حاسس إني في حلم يا نادر من الفرحة.
بلع ريقه ببطء متمتماً
_مبروك!!! 
عقد ما بين حاجبيه ملاحظاً تغير صديقه المفاجئ، ليلاحظ عينيه المحمرتين مع تلك الهالات التي استوطنت جفنيه ليسأله بذعر: 
_مالك يا صاحبي!! 
هرب الآخر من نظرات صديقه التي تحاصره وهب واقفاً ليسقط منه قرص برشامه، كاد أن ينحني فـ سابقه عادل والتقط القرص بنظرات مذعورة، ليصرخ به مصدوماً: 
_إيه ده؟!! أنت لسه بتشرب!! 
ارتبك نادر في وقفته وابتلع ريقه ببطء متمتماً بحدة: 
_ هاته!! 
ألقى عادل الشريط جانباً وجذبه من تلابيب ملابسه بعنف وهو يصرخ في وجهه بحدة مماثلة: 
_ قرص إسبرين يا نادر، أنت بتفكر في إيه يلا!! 
طرق برأسه أرضاً متمتماً بنبرة مقهورة محاولاً إزاحة يد عادل عنه: 
_ سيبني يا عادل، أنت مش فاهم حاجة!! 
نادر تدمر تماماً..
تدمر من الخارج والداخل، وكلما يحاول أحد إصلاحه يتدمر مرة أخرى.
الماضي ما زال يقف عائقًا أمام حاضره.
هو أسير الماضي، والأسير ليس له الحق في شيء.
كلما حاول أن يرى الضوء، يجد من يجذبه إلى القاع.
القاع الذي وقع فيه بإرادته ولا يعرف كيف يخرج حتى الآن.
القاع اختاره هو لنفسه أولاً، والآن لا يعرف كيف يتحرر منه.
هتف عادل بغضب شديد يكاد يفجر صديقه به:
_أنت إنسان غبي، معاك عائلة الكل يحلم بها، لكن للأسف أنت مش مقدر ده!
عائلة!!
ياللسخرية حقاً، أين تلك العائلة بالضبط؟ 
زوجته التي تركها أو تركته لا يعلم أيهما صواب. 
هو الذي لا يفهم نفسه، والآن أصبح مدمناً. 
أكمل عادل بضيق وهو يرى صديقه يضعف أكثر بدلاً من أن يقوى من حديثه: 
_فوق بقى غسان هياخدهم منك، هند أجرت شقة غسان اللي على البحر!! 
علق على حديثه بقلة حيلة: 
_عارف ليها يومين ساكنة هناك!! 
سب سبّة خافتة قبل أن يلكمه بقوة في وجهه وهو يصرخ عليه بضجر:
_فوق، فوق، ابنك ذنبه إيه يعيش من غير أب، طالما أنتَ مش قد المسئولية جبته ليه!!! 
كاد نادر أن يرد له لكمته، فتفاجأ بذلك الوحش يقف خلف عادل بنفس ابتسامته الشيطانية، يشير له بيده التي حملت دوماً السياط.
ها هو الآن آتٍ معذبه إليه، وهو بالطبع عاجز عن البوح بذلك.
معذبه في الماضي والحاضر!!
الموت أرحم من كل هذا العذاب.
ليتَه مات مع شقيقته في تلك الليلة.
ليتَه..!
ارتجف جسده لوهلة وتراجع بخطواته للخلف، وتكاثفت الدموع في مقلتيه لتنهمر بغزارة على وجهه، ليجد عادل يجذبه نحو المرحاض قسراً. سار معه بوهن ونظراته مسلطة على ذلك الوحش.. على جحيمه.. عذابه.
فتح عادل صنبور المياه فوق رأس صديقه، فتوقف عن المقاومة وغمض عينيه مستسلماً. المصير معروف.. الجنون.
هذا ليس هو.. ليس نادر الحقيقي.
هذه صورة منه فقط، صورة مشوهة بالماضي. إنه يغرق في القاع..
يغرق!!
جذبه عادل بقوة من أسفل المياه، فنظر نحو المرأة يرى انعكاس صورته فيها، ولكن رويداً رويداً تتلاشى تلك الصورة وتظهر صورة ذلك الوحش فيها بنفس ابتسامته المرعبة.
انهمرت دموعه كالشلالات على وجهه قهراً، وأنزل رأسه في حوض المياه بإرادته تلك المرة محاولاً الانتحار، ليدرك عادل ذلك ويجذبه خارج المرحاض بسرعة. 
التفت نادر نحوه متوسلاً إياه لأول مرة: 
_وديني مصحة يا عادل، أنا مجنون فعلاً، أنا شايفه وراك، شايفه بيضحك لي نفس ضحكته زمان..
ليتابع هو يلتفت حول نفسه برعب وجسده يرتجف لوحده: 
_أنا شايفه في كل مكان!! 
يقولون "إن الآباء مصدر قوة الأبناء" 
وفي حالة نادر أقول "إن الآباء هم مجرد كابوس في حياة أبنائهما" 
ما زال في القاع..!! 
ما زال عالقاً هناك!! 
ما زال ماضيه متمسكاً به لا يحرره 
_هو مين ده اللي شايفه يا نادر؟! 
مسك الآخر رأسه بين يديه وصرخ متألماً، انهارت ساقاه على الأرض، رافعاً رأسه نحو صديقه برجاء ودموعه تنهمر على وجهه متمتماً بنبرة مقهورة: 
_وديني المصحة يا عادل، أنا مجنون!! 
--------------------------------------
_شكراً جداً يا غسان، من غيرك كنت اخسر أبني، كنت خايفة يروح مني زي ما كل حاجة حلوة بتروح.
أجهشت في البكاء دون سابق إنذار، فرمقها غسان بجزع محاولاً تهدئتها، لتهدأ هي رويداً رويداً. 
كان يود في تلك اللحظة أن يعتصرها بين ذراعيه، أن يدفنها في قلبه كما دفن حبها فيه. 
رفعت رأسها إليه ونظرت نحوه لتتلاشى صورته رويداً رويداً وتظهر صورة زوجها الحبيب. 
لتبكي أكثر، لقد غلبتها الذكرى.. غلبها الحنين إلى الماضي. 
لقد هزمها قلبها.. لقد خانها.
نــادر!! أين هو الآن؟!!
كان دوماً يقف معها، اختفى مثل كل شيء جميل في حياتها: أولاً والدها، ثانياً والدتها، وأخيراً هو. 
_أنتِ بتعيطي كده ليه؟! مدثر الحمد لله خف من السخانة. 
قالها لتهدئتها، فتمسح هي دموعها براحة يديها هاتفة من بين أنفاسها اللاهثة
_الحمد لله، شكراً. 
بادلها غسان ابتسامة ماكرة مستغلاً الموقف: 
_لو عايزة تشكريني فعلاً يبقى نتغدى مع بعض. 
ساد الصمت بينهم لثوانٍ، فهتفت هروباً منه: 
_معلش مش هينفع أسيب مدثر لوحده!!
فاردف غسان بإصرار غافلاً عن مشاعرها تجاهه: 
_ومين قالك إننا هانسيب مدثر، إحنا هنتغدى هنا في الشقة. 
_مش هاكون فاضية أعمل أكل! 
تلك المرة تصدت له بقوة، هي تخشى أن تورطه معها، لا تريد أن تعلقه بها، هي ليست غافلة عن مشاعره، إنها تتجاهلها قاصدةً من أجله، هي لم ولن تحب غير نادر زوجها، نادر مفتاح قلبها المُعطّل.
زفر غسان بضيق محاولاً إخفاءه، مغمغماً بتصميم أكثر من الأول: 
_متعرفيش حاجة اسمها دليفري، ها تمام! 
لانت ملامحها الحادة قليلاً مستسلمة لإصراره الذي أدهشها بعض الشيء: 
_تمام!!
--------------------------------------
_مــرام!! 
تفاجأت بها «عين» أمام عتبة المنزل لتزدرد ريقها بتوتر ظهر على ملامحها. طأطأت مرام برأسها بخزي متمتمة بارتباك: 
_إزيك يا.. 
توقفت للحظة عن النطق ثم رفعت عينيها الدامعتين نحوها، هاتفة بابتسامة متسامحة نبعت من قلبها: 
_يا بنت عمتي!! 
بنت عمتي!! 
مرام تقول هذا!! ولمن لها.. لها هي؟!! 
متى حدث ذلك؟!!!!! 
إنها تحلم بالتأكيد! 
مرام جاءت عند عتبة منزلها وتحدثت إليها.. هي!! 
هل يمكن أن يتحقق المستحيل!! 
_إحنا هنفضل نتكلم على الباب كده!! 
قالتها مرام بإحراج فتنحنحت عين من الباب وأفسحت الطريق لها لتدخل بخطوات متعثرة، لاحظتها الأخرى، تلتفت حولها لثوانٍ مغمغمة بهدوء أدهش عين قليلاً: 
_البيت ده دخلته مرة بس مكنش حلو زي دلوقتي!! 
فغرت فاهها مصدومة من طريقة مرام الجديدة التي لم تعتد عليها قبلاً لتقول وهي تهرب بخطواتها نحو غرفة مهرة: 
_أنتِ أكيد عايزة مهرة، هاروح أناديها!! 
أوقفتها مرام بسرعة بصوتٍ ضعيف: 
_استني يا عين، أنا عايزة أتكلم معاكِ شوية على انفراد! 
بلعت الأخرى ريقها ببطء، وبللت شفتيها بقلق ثم استدارت بجسدها لتقابل عيني مرام  الدامعة:
_أنا آسفة على كل حاجة عملتها ليكِ أنتِ وجاسم، آسفة على كل مرة كلمتك فيها بشكل سيء، آسفة.
مرام تعتذر!! 
مرام التي كادت أن تقتلها يوماً لولا إنقاذ جاسم لها..! 
إنها معجزة أو سحر، لا تعلم حقاً!
المشكلة أن اعتذارها هذا ليس عابراً، بل ظهر ندم حقيقي على ملامحها، لم تغفل عيناها عنه. 
_أنا هاروح أشوف مهرة!! 
أنهت جملتها وهبت واقفة غير قادرة على رفع عينيها الذابلتين نحوها، تخطت إياها بخطوات سريعة. 
رحبت بها مهرة بعناق طويل أعاد الاطمئنان إلى مرام. 
مر الوقت بينهما لتتأكد مرام من صحة حديث سهيل عن فقدانها للذاكرة. 
حسناً، ما الخطة الآن؟!! 
الحقيقة لا خطة، لا هروب من الآن وصاعداً
هي اليوم جاءت لتصفية حساباتها كي تعتذر. 
هي تعلم أن اعتذارها لن يفيد شيئاً، ولكن على الأقل تريح جزءاً من ضميرها. 
احتضنت كفيها بتملك متمتمة، وعيناها تتكاثف بهما الدموع:
_سامحيني يا مهرة والنبي، سامحيني وحياتك!! 
غريب تطلب العفو وهي لم تغفر لنفسها بعد!! 
رمقتها مهرة بذهول لتغمغم محاولة تهدئتها: 
_يا ستي مالك، أسامحك على إيه بس؟ هو أنتِ زعلتيني أصلاً؟ حتى لو زعلتيني، أنا عمري ما أغضب عليكِ، أنتِ أختي الكبيرة. 
أختها!! 
هي لم تكن أختاً صالحة.. لم تكن أختًا حقيقية. 
كانت مزيفة.. كانت تصطنع مشاعرها.. تصطنع كل شيء.
ذاك الحب لا تستحقه بمعنى الكلمة.. ذاك السماح لا تستحقه.
إنها تستحق الموت كما قال سهيل! الموت يستحقها.. وهي تستحقه!
ضغطت مرام على يد مهرة بقوة دون أن تشعر، متمتمة من وسط بكائها الحاد:
_أنا آسفة.. آسفة.. سامحيني.. سامحيني!!!
تطلب المغفرة.. العفو..!
ذاك الاعتذار نبع من أعماق قلبها.. قلبها الذي بدأ سواده يتلاشى.. يتلاشى مع كل اعتذار يصدر منها، يتلاشى مع كل دمعة تسقط منها ندماً. أحياناً النسيان يكون نعمة للمرء دون أن يدرك!
--------------------------------------
_سهيل بيحط دماغه مع دماغي وراح إيه يطلب يدها من أبويا، طب يا وريني إزاي هيأخدها!!
تحدث بغضب وهو يلقي قميصه جانباً وكأنه يلقي عنفه فيه، ذاكرته تعود به لذاك اليوم الذي تقدم فيه سهيل لشقيقته الصغرى وكان رده ساعتها صريحاً تماماً، تماماً!!
_تجوزيني يا مهرة؟!!
أنهى جملته الأخيرة هنا، وانقض جاسم عليه من هنا، لكمه في وجهه يميناً ويساراً، هامساً بشرر يتطاير من عينيه:
_ لو عايز تجوزها علشان هي صعبانة عليك، فهي مش محتاجالك، وأنا أقدر أجبلها اللي يحبها ويقدرها أكتر منك مليون مرة!!
لفظ «سهيل» أنفاسه بصعوبة، محاولاً دفع جاسم من فوقه،
لقد أصبح فجأة مثل الأسد الذي يدافع عن قومه من الأعداء.
من يقول إن هذا جاسم الذي كان يتحدث معه منذ دقائق!!
تحول للحظة إلى وحش مرعب، وحش لا يرى أمامه سوى شخص واحد فقط.. مهرة.
همس سهيل بتحدٍ سافر رامقًا جاسم بنظراتٍ حادة: 
_والشخص اللي هيقدرها يبقى أنا، أنا بحبها يا جاسم!! 
أنهى جملته ووجد لكمه في وجهه تطيح برأسه جانبًا، هب جاسم واقفًا من فوقه مطالعاً إياه بشرر ونظراته تكاد تفتك به: 
_وهي مش بتحبك، شرفتنا!!! 
انتبهى هو من بين حديثه شرودها عنه، فاقترب منها بقلق لتقول هي وما زالت في صدمتها: 
_مرام كانت هنا من شوية!! 
_مــرام!! 
تمتم بها «جاسم» بفزع ليجذبها تجاهه وهو يفحصها بخوف شديد ظهر على قسمات وجهه، ابتسمت هي مقدرة خوفه عليها مردفة بشماكسة
_متخافش، ما حصلش حاجة، هي جت اعتذرت ليَّ ومشت بعدها. 
عقد ما بين حاجبيه غير مصدق هاتفاً باستنكار: 
_مرام جت اعتذرت!!! غريبة مرام تعمل كده؟! أكيد حصلها حاجة؟!
ظهرت علامات الغيرة لديها فتشبثت في عنقه بدلال ليحاوطها هو بذراعيه وعيناه تفحصانها من الأعلى للأسفل متمتماً بمرواغة
_بتغيري عليّ؟!! 
هزت رأسها إيجاباً ليقول وهو يعتصرها بين ذراعيه ويقربها منه أكثر حتى امتزجت أنفاسهما مع بعضهما: 
_بس أنا بحبك أنتِ بس!
كلماته وحدها تكفي لتجعلها تذوب.. 
تذوب في عشقه الذي لا ينتهي أبداً، 
عناقه هذا يساوي الدنيا وما بها، 
عناقه هذا يعيد لها الأمان كل مرة.. 
الأمان الذي لم تشعر به إلا معه هو فقط، 
حنانه لا ينتهي مثل حبه بالضبط، حنانه له لذة خاصة 
دفعته برِقة بعيداً عنها بحرج، ليجذبها هو بقوة وعيناه العاشقتان تحاصران عينيها، انحنى قليلاً وأسند جبهته على جبهتها لترتبك هي ويرتجف جسدها أسفل يديه فتمتمت وهي تغرق في ملامحه الحنينة رويداً رويداً: 
_عارف يا جاسم، أنا كنت وحشة أوي زمان. كنت بعمل أي حاجة تبعدني عن ربنا، كل مرة كنت ببعد أوي أوي، كنت ماشية وخلاص في الدنيا وهمي كان على الفلوس وبس. 
لتنهمر دموعها رغماً عنها، فمسحها هو بأبهامه. ابتسمت على حركته تلك لتردف وهي تذوب مع لمساته الحنينة على وجهها: 
_من يوم ما عرفتك وأنا قربت من ربنا أوي أوي. بقيت أصلي، سيبت كل حاجة وحشة. المصحف اللي مكنتش بفتحه، مبقتش أعرف أكمل يومي غير لما افتحه. أنا ومعاك حسيت إني رجعت للحياة تاني، كل الأيام اللي عدت كنت ميتة فيهم. لما شفتك، أنا حَيِيت.
لمعت عيناه بفخر حقيقي، كلماتها اخترقت قلبه بجدارة، كلماتها لمست قلبه وامتلكته بالكامل،
هو أسيرها الراضي.. أسير قلبها!!
احتضن رأسها بين كفيه وعيناه العاشقتان تقابلان عينيها التي تزينت بالكُحلُ، لتزيد عينيها الكُحلُ جمالًا وليس العكس:
_متحطيش الكُحل دا تاني!!
تلاشت ابتسامتها عقب كلماته سائلة إياه بتوتر: _ليه؟!!
_أصل بغير!!!
قالها بهيام وهو يتأملها لترد هي باستغراب:
_بتغير من كُحل؟!!
أومأ برأسه وهو ينحني على جبهتها ليطبع قبلة طويلة: 
_بغير من أي حاجة هتشاركني عيونك!!! 
نثر قبلاته على وجهها لتضحك هي بصخب، فهتف هو بفخر ظهر في عينيه: 
_أنا فخور بيكِ أوي! 
تابع وهو يطبع على راحة يدها قبلة عميقة حملت الكثير من المشاعر، مردفاً وعيناه تظهر بريق لامع خاص بها هي وحدها: 
_و هاكون فخور بيكي أوي أوي لما تقومي معايا نتوضي نصلي قيام الليل مع بعض. 
ثم هبط على وجهها يوزع العديد من القبلات عليه  لتتراجع هي قبل أن تقول: 
_جاسم..! 
توقفت قبلاته بعد قولها ليهتف بضيق طفولي: 
_إيـه؟!!! 
هذا الجزء الطفولي منه لا يراه أحد سوى عين 
جزء يظهر لها وحدها هي فقط.. 
جزء يجعلها تتحول من دور الزوجة إلى دور الأم 
وهي تحب هذا كثيراً.. بل تعشقه 
_مش هنتوضى؟! 
ابتسم من قلبه ليسند جبهته على جبهتها متمتماً بأنفاسٍ لاهثة: 
_لو مخرجتيش دلوقتي من حضني، أنا مش عارف هيصدر مني إيه قدام!!! 
ضحكت على قوله ثم قالت بجدية:
_ممكن أسألك سؤال قبل ما أروح أتوضى
رمقها بلهفة منتظراً سؤالها لتردف هي ببعض من التوتر: 
_أنت ليه مقولتليش أتحجب؟! 
ابتسم بتوسعٍ وأخذها بين أحضانه بهدوء غريب هامساً بصوت شجي: 
_عايزك أنتِ اللي تقرري ده لوحدك، مش عايز أرغمك على حاجة يمكن أنتِ مش مستعدة لها لسه، عايزك تختاري أنتِ وراضية، أنتِ ومبسوطة من قلبك به، مش عايزك تلبسيه علشاني، أنا عايزك تلبسيه علشان ربنا، علشان ربنا يحبك أكتر وأكتر.
دفنت رأسها في صدره وهمست ببعض الخوف وهي تضغط بأصابعها على صدره دون أن تشعر: 
_أنا خايفة، تفتكر شكلي هيبقى حلو بيه؟! 
ربت على ظهرها بنعومة كأنه يبعث لها الدعم بطريقة مختلفة، متمتماً قبل أن يضع قبلة ناعمة على رأسها: 
_أولاً متخافيش من حاجة هتقربك من ربنا أكتر وأكتر، ثانياً أنت شكلك جميل قوي قوي يا "عين"، بس لما تلبسي الحجاب هيكون الجمال كلمة عادية توصف حلاوتك فيه. 
ختم قوله وهو ينحني برأسه يطبع قبلة على جبينها مرة أخرى هامساً بابتسامة تقسم أنها خطفت قلبها وروحها وعقلها في لحظة: 
_مش يلا نتوضى!
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘💘🤙🏻
فصل بطعم الفراشات😔💘

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن