الثاني و الثلاثون«حياة جديدة»

1.2K 57 3
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما🥰😾
--------------------------------------
لتعترف هي بمشاعرها أخيراً التي دفنتها في قلبها منذ أول لقاء بينهما:
_أنا بحبك أوي أوي يا جاسم!!
احتضن كفها بكفه وانحنى برأسه ليطبع قبلة مطولة على راحة يدها وعيناه معلقة عليها كلياً متمتماً بنبرة فضحت عشقه لها:
_مش أكتر مني.
دمعت عيناها فرحاً رغماً عنها فأخذ الأخر نفساً طويلاً وأردف بنبرة يشوبها الحنان:
_عيونك كل يوم كانت بتعترف بحبها ليا!
ارتسمت ابتسامة على ثغرها على رغم من حزنها –عقب جملته الأخيرة–ليهتف هو  وعيناهِ مصوبين نحوها:
_إيه هنفضل كدا في الشارع واللي رايح واللي جاي يتفرج ولا إيه؟! دا أنا حتى مش عارف أبوس؟!!
زمت شفتيها للأمام بغيظ ونكزته في كتفه بخفة، مد ذراعه فـ تأبطت في ذراعه بخجل ثم اتجهت معه تجاه سيارته المرسيدس..
وفي الذات الوقت طالعتهما مهرة من خلال نافذة السيارة ودموعها تهبط بغزارة حسرة على ما أصابها..
وهي تتخيل نفسها بدلاً من عين وسهيل مكان جاسم..
كانت ستكون مثلهما –يوماً ما–..
كانت ستكون برفقة سهيل –ذات يوم –وتعترف بمشاعرها هكذا..
ولكن كل هذا تلاشى فجأة.. دون سابق إنذار
غدر بها القدر وأنتشل حلمها هذا وألقاها في وحل ظلماته
كأنه يعلمها ألا تثق به أبداً!!!
وعلمها الدرس جيداً..!!!!
من يصدق أن في لمحة عين انتهت حياتها على يد رجل لا تعرفه،
واختفى هذا الرجل بعيداً ولم يبقىٰ سوى أثار يديه على جسدها التي أصبحت تكرهه وتكره حياتها..!
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
استمعت إلى طرقات على باب غرفتها فارتجفت رعباً،
تخشى أن يعود ذلك الذئب مرة أخرى ويعيد كرته بها، فتقدمت بخطواتٍ مرتجفة تجاه باب غرفتها
وازدردت غصتها العديد من المرات من كثر الخوف الذي انتابها في تلك اللحظة، وضعت يدها  على مقبض الباب ثم فتحته ببطء لتتفاجىء بشقيقها الأكبر،
لم تمهل لنفسها الثانية وبكت كالطفلة التي أخيراً وجدت والديها بعد أن شعرت أنها فقدتهما في لحظة، ارتمت بين أحضانه لتشعر بعاطفته الكبيرة التي لمست قلبها ليهتف هو قلقاً من رد فعلها:
_أنتِ بخير، صح؟!
تنحنحت بحرج ومسحت دموعها بأطراف أناملها محاولة الهروب من النظر في عينيه المصوبان نحوها:
_أنا بخير، بس أنا أتأثرت بفيلم علشان كدا حضنتك
_مش لازم لما تشوفي فيلم تحضنني تعالي احضنيني في أي وقت طالما ده هيريحك
قالها بنبرة عطوفة لمست كيانها بالكامل لتنظر له باطمئنان مستمدة قوتها منه كما اعتادت، تلفت جاسم حول الغرفة بشكٍ ثم التفت لها مغمغماً:
_مرجعتيش البيت مع مرام ليه؟!!
تسمرت قليلاً محاولة استيعاب كلماته مرددة سؤاله:
_هي مرام رجعت البيت أصلاً!
_أيوه
قالها وهو ينظر لها من طرف عينه بشكٍ يتغلغل في قلبه وكلمات مرام تتردد في عقله، تسمرت واقفة غير مصدقة رحيل مرام
فهي اتفقت معها أنهم سيرحلون معاً
ولكن يبدو إنها نست ذلك الاتفاق!
ويمكن شيء آخر جعلها تغادر وتتركها!!
هل يمكن أن تكون هي السبب فيما حدث لها!!!
مجرد فكرة هبطت على رأسها فجأة..!!
فحاولت هي نفيها... مرام مستحيل أن تؤذيها هي ابنة عمها وغير ذلك تحبها كثيراً
فتصنعت الأخرى كالبلهاء إنها تعرف ذلك:
_أيوه صح هي قالتلي أنها هتمشي بس شكلي نسيت!!
نظر لها بطرف عينه بشكٍ أكبر..
وازداد شكه أكثر من إجابتها البلهاء
لن يكذب أن كلمات مرام الأخيرة مازالت تتردد في عقله
ولكن قلبه يقف أمامه كالجدار ويخبره أن مهرة ليست من هذا النوع من الفتيات
وأن يفوق من شيطان مرام قبل أن يغرق معه!!!
زفر بضيقٍ مستغفر ربه عن ظنونه السيئة بشقيقته الصغرى
_طب مش يلا علشان نعديّ على عين
أومات برأسها والتقط هو حقيبة ملابسها وخرج برفقتها من الغرفة.
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
مكاناً رِيفياً هادياً يحتوي على شتى أنواع الزهور ذوات الألوان المختلفة وفي الأوسط شجرة التوت الضخمة الذي ذرعها جاسم وهو طفل مع شقيقته الصغرى والآن كبر هو وشقيقته وَكبُرت هي معهما..
ونهراً هادئاً يجري من تحت جسر ذي  ماء صافي ويصدر صوت خرير؛ بسبب تضارب المياه مع بعضها مصدرة صوتاً عذباً بالإضافة إلى أرض منبسطة ذات عشب مرتفع نوعاً ما وبالنصف منزلهما الكبير
استقبلهما استقبال حار «الحج صبحي» الذي كان يهتم بشؤون المنزل هو وزوجته في غياب جاسم في الفترات الأخيرة
_البيت نور ولله يا باشا.
طالعه جاسم بابتسامة بشوشة لم تقل عن ابتسامة الحج صبحي أبداً:
_أنت النور كله يا عم صبحي.
ابتسم صبحي عقب كلمات رب عمله ثم التفت نحو عين هاتفاً بحسن نية :
_أكيد بقا أنتِ ست الكل، متعرفيش بقا أن الباشا  عملنا صداع بيكِ طول الاسبوع إزاي؟؟!!!
حمحم جاسم بإحراج محاولاً قطع حديث صبحي فأكمل الأخر ببلاهة غير مدركاً ما يفعل:
_كل يوم يرن على التلفون ويقولي جهزت البيت يا صبحي فرشت البيت يا صبحي، أنا عايز البيت جنة دي مراتي جاية يا صبحي.
التفتت تجاه جاسم وهي تضحك بطلاقة على حديث صبحي الصريح..
دائماً كانت تخطىء في اختياراتها..
ولكن الآن لم تخطىء في اختيارها
هذا الأختيار بالتحديد لم تكن خطأ فيه أبداً!!
لأول مرة تختار الخيار الأصح من بين الاختيارات الأخرى..
وسيكون هذا الأختيار الأول والأخير لها!!!
تنحنح جاسم بأحراجٍ وسحب معه «الحج صبحي» للخارج قبل أن يفضحه بثرثرته تلك أمامهما.
تابعت أخاها وهو يخرج مع العم صبحي ثم سارت نحو غرفتها متسرعة بخطواتها قبل أن يأتي أخيها،
استغربتها«عين» ولكنها ظنت إنها تريد أن تستريح قليلاً لذلك تركتها على راحتها، عاد جاسم لها بعد ما تخلص من «الحج صبحي» وثرثرته المعتادة، اقترب منها وجذبها نحوه برفق وأحاطها من خصرها بذراعه لتهتف هي بقلق ممزوج بخجلها:
_إيـه؟!!!
طالعها بنظراتٍ حنونة ثم انحنى برأسه ليقبل أرنبة انفها مردداً بمراوغة:
_وحشتيني!!!
رفعت إحدى حاجبيها باستنكار هاتفة بمراوغة مماثلة له:
_بالسرعة دي؟؟
فأردف بنبرة بريئة امتزجت بنظراته التي لا توحي على خير:
_آه، فيها حاجة يعني لما مراتي حبيبتي توحشني!
ودون سابق انحنى بجذعه للأمام ليضع ذراعه الآخر أسفل ركبتيها وبكل رفق حملها، فلفت هي ذراعها حول عنقه بخوف امتزج بخجلها ليبتسم هو بخبث فأردفت هي بقلقٍ انتابها مع احمرار وجهها الذي عبر عن خجلها الشديد منه وخاصة إنه أول مرة يحملها هكذا:
_إيــه؟!!!!!
_إيـه!!!!
--------------------------------------
ارتمت بجسدها الضئيل فوق الفراش ليتناثر شعرها حولها لتنظر لسقف الغرفة، واعتراف سهيل مازال يتردد في عقلها مراراً وتكراراً
ودون سابق إنذار غرورقت عيناها بالدموع الحارقة التي لهبت قلبها..
قلبها وروحها مجروحتان بجرح مستحيل أن يتداوى
ليعترض عقلها على أفكارها تلك ويخبرها أن كل شيء يتداوى مع مرور الزمن
إلى متى ستبكي كالبلهاء الصغيرة؟!!
ماذا سيفيد البكاء.. مجرد عبرات لا تداو ولا تشفي أحد..
ولكنها تخفف عنها الحِمل قليلاً..!
ستتجاهل اعتراف سهيل وستعتبر إنها لم تستمع بذلك الاعتراف بتاتاً
وهذا من مصلحتهما معاً
لتنسى كل شيء يربطها بسهيل..
لتنسى حبيب عمرها التي كانت تتمناه كل ليلة تمر عليها
ارتجفت شفتاها وأناملها تزامناً مع ومضات الشاشة التي اعلنت اتصاله..
كأنه أتى على أفكارها
كأنه شعر بألمها كما كان يفعل بالطفولة
أهة خفيضة اودعتها كل حزنها..
خاتمة لكل هذا ما اغلاقها لهاتفها الذي ألقته جانباً بعنف وقبل أن تدفن رأسها في وسادتها تمتمت:
_كل حاجة انتهت يا سهيل، انتهت!!!
--------------------------------------
اعتدل من فوق الفراش وسند ظهره على ظهر الفراش لتلقي الأخرى رأسها على صدره، غمضت جفنيها باطمئنان لأول مرة وبقت على هذا الحال لعدة دقائق،
للحظاتٍ شعرت بأنها تحلم فقط
ولكن لا يهم حتى إذا كانت تحلم المهم هي معه
مررت أناملها على صدره لتتأكد إنها لا تحلم
وإنها فقط بالواقع
شبك أصابعه بأصابعها كأنه يؤكد لها هو الأخر بأنها لا تحلم، قبل كفها برومانسية قوية ليهتف بصوتٍ مبحوح عاشق:
_أنت مراتي وعيوني، وتاج راسي، وحياتي وكل حاجة حلوة في الدنيا، أنتِ النور كله اللي في الدنيا. 
لم تكن تحلم إنها حقاً معه..بجواره
لأول مرة تجد أحداً يحبها لتلك الدرجة، دائماً كانت الطرف غير مرغوب به
ولكن تلك المرة حدث العكس..
لم تخسر عندما تركت كل شيء خلفها من أجله..
دفنت رأسها بصدره واغلق ضوء الغرفة هو وجذبها من خصرها داخل صدره لأعناقها بقوة واغمض جفناه مستسلماً لهذا الشعور الجبار..
مازال لا يصدق إنها أخيراً أصبحت زوجته حبيبته وقلبه وروحه هي كل شيء بحياته الآن
لقد انتشلت إياه من حياته السوداء وبدأت بوضع الوانها في حياته
ورحب هو بالوانها كأنه كان يريد ذلك من زمن ولكنه لم يجد من يأخذه!
--------------------------------------
_حتى لو اتعالجتي كنت هتتعالجي بفلوس حرام، لعله خير يا استبرق انسحاب عين!
قالتها سعاد محاولة مواساة استبرق..
الحقيقة استبرق كانت تضع كل أملها على عين
ولكن بعد رؤية علاقتها بجاسم أيقنت إن تلك الخطة مجرد غلاف يخفي ما داخل الكتاب
وها الآن رأت الكتاب على حقيقته،
أنها تدعم صديقتها حتى إذا كان قرارها يؤذيها هي شخصياً
ولكن لا بأس هذا مقابل تضحياتها لها!
أردفت في سخرية لاذعة:
_دا اللي كان المتوقع يا سعاد يبقى ليه ازعل.
انهت جملتها بمبالاة ثم نظرت تجاه هاتفها الذي أعلن عن  أتصال أحدهما لتلتقطه وتضعه على إذنها مستمعة للطرف الثاني:
_وحشتيني.
زفرت بضيق فهي تعرفت على صوته سريعاً، ومن غيره الذي يمتلك كل تلك الجرأة ليحادثها هكذا فابتعدت عن سعاد ووقفت في إحدى الزوايا هاتفة بسخط وبصوتٍ منخفض حتى لا يصل لسعاد:
_مش هرد عليك علشان متزعلش مني!
لم يهتم عادل لجملتها الأخيرة بل تابع بمبالاة:
_معادنا الساعة 10 بليل في الملاهي
واغلق هاتفه سريعاً قبل أن تجادله كعادتها، زفرت بضيق وهي تقسم بداخلها إنها سوف تجعله يصل لمرحلة يكره أن يسمع اسمها.
------------------------------------
دفن رأسه بين راحتي يديه وبكى كالطفل تماماً
لا يريد أن ينهار ولكن ليس باليد حيلة..لقد نسى في لحظة إنه رجل بالغ وليس طفل صغير كي يبكي 
ولكن ماذا يفعل ليس أمامه سوى البكاء فقط
خسر زوجته وابنه وعائلته ولم يبقىٰ له شيء آخر؟!
بل بقى مجرد ذكريات.. مع مرور الزمن ستتلاشى كما تلاشى كل شيء في حياته
ليذكره عقله إنه أب مسؤول على طفل يجب أن يكون قوياً حتى النهاية
حتى إذا لم يكن من أجله..!
من أجل ابنه الصغير وزوجته أو بمعنى أصح طليقته..
قطعت أفكاره طرقات أحدهما على باب مكتبه، لتدلف السكرتيرة الخاصة به هاتفة بقلة حيلة:
_أستاذ نادر مش هينفع حضرتك كدا، أنت بدمر كل حاجة كونتها، في قضايا كتير وقفتها وغير كدا حضرتك قافل على نفسك في المكتب ومحدش عارف يدخلك، أنت كدا بتأثر على شغلك وصحتك أرجوك يا أستاذ نادر ارجع زي الأول الموظيفين كلهم منتظرين حضرتك ترجع.
لن يكذب أن كلماتها أعادت نشاطه مرة أخرى ولكنها لم تخفف ألمه:
_اطلعي أنتِ دلوقتي يا هدى وأنا أحاول أفكر في حل لكل دا.
أومأت برأسها بقلة حيلة وخرجت من المكتب وبعد عدة دقائق عادت له بالأوراق التي يريدها ثم غادرت المكتب
تنهد تنهيدة حزينة على حاله الذي وصل إليه، ثم فتح الأوراق ليتفاجىء بصيحة غاضبة من خلفه بصوت والده:
_ لسه جبان زي ما أنتَ!!
استدار بجسده المرتجف ليتفاجىء بذلك الشيطان أمامه
مازال يطارده..
تراجع عدة خطوات فتعثر في خطواته وسقط على الأرضية، ليبتسم والده ابتسامة سوداوية تعبر على سواد قلبه وقسوته:
_أنت غبي..غبي
أنهى جملته الأخيرة بصرخة قوية هزت جدران الغرفة، ليضع الأخر يديه على أذنه متمتماً لنفسه بحسرة امتزجت برعبه الشديد:
_دا مات من زمان، دا مجرد وهم، وهم يا نادر!!!
وفي ذات الوقت اندفعت هدى –خوفاً عليه– للداخل بعد سماع صراخه، طالعته بذعر عندما وجدته يحتضن جسده في إحدى زوايا الغرفة ويبكي كالطفل الذي ضاع من والديه، فبلت شفتيها بقلق وقالت بارتباك بدى في نبرتها:
_أستاذ نادر حضرتك كويس؟!!
وكانت هدى بمكانة القشة التي يتعلق بها قبل أن يغرق..
ليفوق سريعاً من حالته الهسترية ويلتفت لها ثم يعاود النظر أمامه خوفاً أن يكون ذلك الوحش مازال واقفاً هناك، تصبب العرق فوق جبينه فهب واقفاً والتقط أنفاسه اللاهثة  ثم هرول نحو الخارج تاركاً إياها، تسمرت هي من الصدمة
هي الحقيقة ظنت إنه فقد عقله من بعد خسارته زوجته وابنه..
ولمَ لا فهذه أفعال ليست رجلاً طبيعياً..!
هذه أفعال رجل فقد عقله تماماً..!
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘💘💘

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن