السابع عشر«حبل المشنقة»

1.9K 92 6
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما 🥹😾
--------------------------------------
ركضت خطواتها خلفة لتواكب خطواته السريعة حتى وصلا إلى غرفة صفاء، اندفع كلاهما داخل الغرفة، لتنهار ساقية بجانب الفراش محضتناً جسد والدته الساكن برفق وهو يترجاها أن تفيق:
_بالله عليكِ يا ماما اصحي متسبنيش لوحدي..  للأسف لم تستجيب لندائه
ذهبت روحها لابنها نوح التي طالما أحببته
أنه خسر والدته في لحظة..في لحظة تركته..
لماذا كلما يحاول تخطي مرحلة يجد مرحلة اصعب؟! لماذا؟
لماذا لم تأخذ إياه معها مثل ما كانت تفعل معه هو وطفل!
لماذا تركته وحيد وسط عتمة الحياة، لماذا؟!
لم يستطيع كتم دموعه وانهمرت على وجنتيه بحسرة ممزوجة بألم، وضع راحة يده على صدره ورفع رأسه للأعلى وصرخ بأعلى صوته بتألم ممزوج بقهر...
يوجد ألم لم يرى مثله من قبل..
ألم أحرقه من الداخل والخارج..
ضم جسدها إليه أكثر وهو يردف بمنتهى الألم:
_إنتِ وعدتيني عمرك ما هتسبيني، فين وعدك ليا!!
اقتربت منه مهرة و قلبها ينزف آلمًا وهي تراه بهذا الحال، اقتربت أناملها من ظهره ببطء حتى تكاد تلامس ظهره ولكنها تراجعت على آخر لحظة مردده لنفسها بألم
ليبكي.. فهو إنسان بالنهاية لديهِ قلب..
إلى متى سيكتم آلمه..إلى متى!
وسط أفكارها المبعثرة هذه دفعتها إحسان مقتربة من سهيل تواسي إياه، وتنحنحت هي للخلف مراقبه إياهما بألم ممزوج بحزن، فهتفت إحسان بهدوء:
_ادعيلها بالرحمة يا سهيل.. ادعيلها يا حبيبي.
رفع رأسه لـ إحسان ثم هز رأسه نفيًا فكرة خسارتها ثم التفت نحو جسد والدته الساكن وهو يهز كتفيها بنهيار وهو يتوسل إياها مثل الأطفال:
_ماما قومي بالله عليكِ إنتِ قولتيلي هتفضلي معاية لآخر العمر فين وعدك ليا، فين حبك ليا، فين كل ده؟!
نبس تلك الكلمات بتشنج وهو يهزها بعنف غير إيرادي متابعًا كلماته بصوتٍ متقطع منكسر:
_مش إنتِ بتحبيني أكتر من نوح سيباني ليه.. جاوبيني متفضليش ساكتة كده..
ألقى كلماته و ضرب بقبضتيه على طرف الفراش وعينيه تطقان توهجًا غريبًا
انتفض كلا من إحسان ومهرة لتصرخ إحسان على مهرة:
_أجري يا مهرة كلمي زهران وكلمي فاروق بسرعة!
مهرة كانت في عالم آخر غير واعية بِمَ يحدث ولا تصدق كذلك إن المرأة التي اعتبرتها والدتها الثانية بل أكثر من والدتها تخسرها في لحظة، –هي–لم تجد الحنان من والدتها وجدته عند صفاء
رفعت يديها ووضعتها على أذنها محاولة عدم سماع صراخ سهيل المستمر فغمضت جفنيها  وكأنها تبعث الأمان لنفسها في لحظة..
لتهزها  إحسان من كتفيها لتخرجها إلى الواقع المرير:
_بسرعة روحي.. بسرعة..
هزت رأسها بأيماءات متتالية وهي تطالع سهيل الذي فقد السيطرة على نفسهِ ويحطم في كل شيء يجده أمامه
ركضت للخارج وبحثت على هاتف إحسان، الملقي على الأريكة لتلتقطه من بين أناملها لتجد اقرب رقم لها وتتصل عليه ليأتيها رده سريعاً:
_آلو.
كفكفت دموعها بكفها لتهتف بصوت متحشرج:
_بابا أنا مهرة طنط صفاء مش بتصحى يا بابا ماما صفاء ماتت يا بابا
_إيه.. إنتِ بتقولي إيه؟!
نبس تلك الكلمات الأخيرة غير مستوعب كلمات ابنته لتردف مهرة من بين شهقاتها المتتالية:
_تعالى بسرعة الحق سهيل..سهيل اجنن يا بابا
اغلقت الهاتف وركضت نحوَ الغرفة بعد أن سمعت إلى صراخ إحسان المفاجيء
--------------------------------------
ألقى الهاتف على الأرضية ليتحطم إلى أجزاء..
صرخ بداخله وهو يشعر بالعجز لأول مرة، لتصيح به لواحظ الجالسة على المقعد ببرودٍ:
_ما تهدى بقى يا زهران عشان محدش يشك فينا..واقعد خلينا نفكر هنعمل إيه في الخطوة الجاية
ليصرخ بها بجنون بعد أن فقد عقله في لحظات:
_خطوة جاية هو لسه في خطوة جاية بعد عملتك، لحد كده وكفاية أنا مش هقدر إداري عليكِ كتير يا لواحظ.
استقامت واقفة وهي ترد انفعاله بانفعال أقوى:
_بدل ما تشكرني إني خلصت منها قبل ما تفضحك، دي كانت عايزة تودينا كلنا لحبل المشنقة
لوح بيده في الهواء ببرود:
_حبل المشنقة أهون من الخوف اللي عايش فيه أنا!!
_ده كلام بس وقت الجد الكل بيكش
قالت كلماتها ثم جلست على المقعد وهي تتذكر جريمتها النكراء فهتفت بغضب اجتاحها في لحظة:
_أوف عجبك كده خليت مزاجي اتعكر
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
_من يوم ما مات نوح كنت بسأل نفسي سؤال ليه ابني يموت طب إيه الذنب اللي عملته عشان أخسر ابني بالطريقة دي.. بالنهاية اكتشفت إن ده عقاب على كل حاجة حصلت بالماضي، لما جه جاسم عندي وقالي أنه اخد حق نوح حسيت اللي هو ده اللي سكت على حقة بالماضي تحت مسمى خايفة على بيتي يتخرب..حسيت بالاحقارة من نفسي أوي.. مكنتش متفكرة أن الطفل ده يكبر ويجبلي حق ابني من يوم الأيام
أخذت لواحظ تسعل بقوة أثناء إبتلاعها للعصير، فأردفت صفاء بحدة وسط دموعها التي اغرقت وجهها:
_لأزم الكل يعرف الحقيقة لازم «جاسم» يعرف كل حاجة ويعرف قد كيف إحنا كنا ناس حقيرة منستهلش حبه لينا أبداً، وألا«عين» لو عرفت بس إللي أحنا السبب في موت أمها، فاكرة جملتك لينا يا لواحظ زمان" الماضي سببًا في بناء مستقبلنا" طلع كلامك صح للأسف
ثم انسابت دموعها الحائرة أكثر و ارتفع صوت شهقاتها فأردفت:
_تحبي أنا اللي أقول الحقيقة والا أنتِ يا لواحظ هانم.
دمعت لواحظ في لحظاتٍ وشفتاها بدأت ترتجف رعبٍ من اكتشاف حقيقة الماضي
يالله إذا خرج الماضي وعرف به أحد ستكون نهايتها قبل نهاية الآخرين
هتفت لتجعل قلب صفاء يرفق بها:
_أحنا أخوات يا صفاء نسيتي كنا بنقول إيه يا صفاء إننا هنفضل أخوات لآخر العمر.
بكت صفاء بصمت وهي تتذكر كل لحظة قضتها برفقة لواحظ صديقة عمرها..
ليبكي قلبها معها قهرًا وحسرًا لأنها اضطرت أن تأخذ هذا القرار الذي سيؤدي بهم جميعًا إلى الهلاك
وضعت يدها على ثغرها لتكتم شهقاتها وهي تردف وقلبها يؤلمها أكثر:
_كنا يا لواحظ أخوات..كنا.
انهارت لواحظ ساقيها على المقعد عقب آخر كلمات صفاء هاتفة بنهيار:
_إنتِ كده هتودينا كلنا لحبل المشنقة!
استدارت صفاء برأسها نصف استدار وهي تطالع لواحظ بنظرات قاسية بعض الشيء هادرة بكلماتٍ أشد قسوة:
_حبل المشنقة قليل عليكم!! انتوا تستاهلوا الحرق!
ثم أولتها ظهرها محاولة التماسك، فبكت لواحظ بصمت ثم طالعت كأس العصير بنظراتٍ جامدة لتلتقطه بعدها وتلقي بداخله شيء ما مستغلة إن صفاء تعطيها ظهرها، ثم اقتربت من صفاء بخطواتٍ مبعثرة ودموعها تنساب على وجنتيها بغزازة..
يجب أن تتخذ هذا القرار..
ليس لديها خيار آخر إلا غيرة
إنها آسفة حقاً ولكن يجب أن تفعل هذا حتىٰ إذا اضطرت أن تقتلها!!
مسحت ما علق في أهدابها بأناملها راسمه بسمة زائفة على ثغرها ثم مدت كأس العصير لها:
_ممكن تشربي عشان تهدي شوية وبعدين نتفاهم
أشاحت بوجهها عنها بنفور لتردف لواحظ بترجي وهي تصطنع الطيبة:
_طب عشان خاطر نوح اشربي ده من أيدي
استخدمت الوتر الحساس لدى صفاء بكل جدارة لتتناول صفاء الكأس وترتشفه دفعة واحدة بعفوية،
راقبتها لواحظ بخبث حتى ارتشفت آخر نقطة  بالكأس لتتسع ابتسامتها تدريجياً..
وضعت صفاء يدها على قلبها وهي تشعر بألم غريب كأن نسل حاد يغرز به، لتتراخى أصابعها  عن الكأس فيسقط فوراً على الأرضية وتسقط معه هي لترفع بصرها للأعلى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة هادرة:
_أنا اديتلك ضهري ووثقت فيكِ
إنحنت لواحظ بجذعها للأمام لتجذب إياها من صدغها بعنف لتتألم الأخرى وتهبط دموعها بحسرة:
_تعرفي إنك رابع واحدة تقوليها ليا.. اغششك كمان مين هيقولها بعدك؟!
لتقترب ببطء هامسه بجوار أذنها بنبرة اقرب لفحيح الأفعى:
_«عين».
اتسعت ملقتيها بدرجة كبيرة حتى كاد كلتاهما يخرجان عقب كلمة لواحظ الأخيرة ثم بكت بألم  وهي لا تصدق أن تكون نهايتها ونهاية من أحبت على يداي لواحظ
فأردفت لواحظ بجنون ممزوج ببغض:
_أيوه «عين»أنا خلاص مش هسيب حاجة تاني تهددني طول ما أنا عايشة
ثم استقامت واقفة وهي تطالع صفاء بستهزاء لتغمغم بسخرية مريرة:
_متنسيش تسلميلي على نوح أصلي مسلمتش عليه قبل ما يموت.
ألقت كلماتها هنا وانهار جسد صفاء تماماً لترتطم رأسها بالأرضية..
لتترك الحياة بِمَ فيها
وتتحقق أمنيتها وتذهب لابنها نوح
لطالما تمنت أن تموت و تسكن بجوارهِ
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
_متخافش يا زهران أنت نضفت المكان كويس وظبط كل حاجة يعني مفيش دليل
قالتها لتطمن إياه فقال بقلقٍ:
_أنا مش خايف إلا من حاجتين السم وإحسان
لوت ثغرها بتهكمٍ:
_السم مش بيسيب أثر متخافش أما إحسان فهي كانت برا مش في البيت، كله تمام بس إنت حاول تمسك نفسك عشان متفضحناش
--------------------------------------
جذب كلا من محسن وفاروق سهيل الذي انهار تماماً بجوار جسد والدته، أخرجوه من الغرفة بقوة وعنف ثم أغلقت إحسان الباب سريعًا قبل أن يعود ذاك الذي فقد عقله إليها مرة أخرى،
هجم سهيل على فاروق دافعاً إياه بعيدًا عن الباب من أجل دخول الغرفة فجذبه محسن داخل أحضانه واشتد على عناقه ليتوقف سهيل عن الحركة لبرهة وكأنه كان ينتظر ذلك العناق منذ زمن
تمنى منذ أن مات نوح أن يعانقه أحد، فلم يجد!!
بينما الآن تغير الحال ووجد والده يحضنه بقوة،
ليشعر سهيل بالأمان لوهلة،
هذا العناق مختلف قليلًا هذا العناق يستمد كلاهما الأمان منه 
بكى كلاهما معاً في نفس الوقت ليهمس سهيل بجوار أذن والده:
_أمي راحت يا بابا.. أمي راحت مع نوح
لف محسن ذراعيه حول سهيل وبكى بحرقة هامسًا بجانب أذن سهيل:
_علشان كده متسبنيش يا سهيل.. أنا ماليش غيرك في الدنيا دي.. خلاص مفضلش ليا غيرك علشان خاطري يا ابني متروحش زي أخوك وأمك خليك معاية علشان خاطري
انسحب سهيل من أحضان والده رامقاً إياه بحزن ممزوج بحنية ليهبط على جبينه مقبلًا إياه:
_أوعدك يا بابا إني مش هسيبك أبداً.. أنا هفضل جمبك لآخر دقيقة في عمري
فأردف بستعطاف جلي:
_بس أوعدني أنك متسبنيش أبداً
لمعت عينيه بعبراته هامساً:
_مفيش حاجة في الدنيا تخليني أبعد عنك.
كل ذلك شاهده زهران الذي أتى منذ قليل، كفكف دموعه قبل أن يراها أحد ولكنه لم يستطيع السيطرة أكثر وانهار باكياً أمام ابنته التي لا تعي شيء قط
لا يصدق أنه للمرة الثانية ع التوالي يدمر حياة شقيق آخر لديه
ألا يكفيه تدمير حياة الأول.. ليدمر حياة الآخر هو وعائلته..!
أنه فعل هذا تحت ضغط ولكن هذا ليس معناه إنه ليس على خطأ
ماذا بعد أن يرى شقيقة يموت حسرًا وقهرًا بعدما فقد عائلته جميعها ولم يبقىٰ إلا ابنه
ماذا بعد..!
--------------------------------------
في نفس التوقيت كانت عين تقضي وقتها مع عائلتها التي اعتبرتهما عائلتها الحقيقية منذ الصغر،
لم ولن تشعر يوماً وسط عائلة الرازي إنها مع عائلتها، دائماً كانت تشعر بالخوف معهما،
ثلاث أشهر تعيش معهم ولم تشعر بأنها وسط عائلتها قط
لا تنكر أنها شعرت ببعض الأمان والارتياح مع إحسان ومهرة بالحديث ولكن مازال يوجد بعض الحدود بينهم لا تستطيع هي تخطيتها..
لتردد لنفسها
بأن مكانها الصحيح وسط سعاد وحسام ورفقة ويونس واستبرق وابراهيم
هؤلاء عائلتها التي ستضحي بكل ما تملك من أجلهم جميعاً
أما عائلة الرازي ليست عائلتها ولم تعتبرهم أبداً، هم مجرد ورقة رابحة
غير ذلك لا
قطعت حبيبة أفكارها جاذبة إياها لتشاركها بالرقص، فاليوم خطوبة حبيبة وحسام
ويجب أن يمرح الجميع فـ أخيراً من أحبته حصلت عليه بالنهاية من بعد صعوبات كثيرة ولكن لا يهم
المهم إنها حصلت عليه بالنهاية
طالعها والدها فوزي بوجه متجهم لتجذبه هي ليرقص معها بالبداية اعترض ولكن فيما بعد وافق ورقص معها
هي ابنته الوحيدة وعليه أن يشاركها فرحتها حتىٰ إذا كان معترضاً عليها منذ البداية ولكن لا بأس
أنها ابنته الحبيبة.. حبيبة القلب
حسام لم يخطإ عندما أطلق عليها هذا اللقب
بل يجب أن يشكره أنه أحسن اختيار لقب رائع كهذا لابنته
أنها بالفعل حبيبة قلب والدها
أنطلقت الذغاريد من أفواه الجميع..
وخرجت أصوات الموسيقي والطبول من نوافذ المنزل وهزت أرجاء الحارة
وكل من المارة يلتفت نحو الصوت ومنهم من يدعو باليسر والخير لهم ومنهم من يحقد عليهم ويتمنىٰ لو كان هو مكانهم في تلك اللحظة 
--------------------------------------
_أخيرًا بقينا لوحدنا.. 
فقالت بتذمر:
_لأ مش لوحدينا رفقة ويونس قاعدين
_تؤتؤ قاعدين بعيد عننا!
حاوط كفيها بكفيه بحب قائلًا بصوتٍ مبحوح عاشق:
_أنتِ البنت الوحيدة اللي في حياتي، إنتِ أول بنت أكلمها في حياتي، إنتِ النور كله
ثم قرب كفها لثغره مقبلًا إياه، متفرس ملامحها بـ هُيام:
_بحبك مع أن كلمة بحبك مش هتوصف جزء من مشاعري ليكِ
قطع عبارتهُ صوتٍ مِن الخلف يعرفهُ –هو– جيداً، ليرفع عيناهِ برعب وهو يتمنىٰ أن لا تكون هي.!
لكن للأسف ما خشىٰ منه تحقق..
هتفت«ملك» بوقاحةٍ:
_حسام! كده برضوا تختفي فجأة من غير مقدمات..بس مقبولة منك يا حبيبي
طالعتها حبيبة بشرر يتطاير من عينيها ثم أدارت رأسها نحو حسام وهي تطرق بإصبعها على سطح الطاولة بنيران تحرقها من الداخل..
فبلع الآخر غصته بصعوبة محاولًا نفي آخر كلمات الفتاة وخصوصًا كلمة"حبيبي"
فأردف بتبرير غير مقنع:
_أنا معـرفهاش..
لتقطع عبارتهُ «سماح» من الخلف مغمغمة بفرحة، ليلتفت الآخر لها بدهشة:
_مش معقول زوز إيه المُفاجأة الحلوة دي!
ثم وزعت أنظارها بين وجهي حبيبة و ملك لتردف بارتباك:
_هو أنا شكلي جيت في وقت مش مناسب ولا إيه يا زوز!
ضربت حبيبة بكفيها على سطح الطاولة وهي تشير بسباتها على سماح تلتها ملك:
_مين دي؟!
_فترة..!
_ومين دي؟!
_فترة
_ابو حسام أنا مش مصدق عيني واللهِ!
استدار حسام برأسه ليتعرف على ذلك الشخص الذي نطق اسمهُ للتو، ليتصنم من هول الصدمة ليردف بارتباك جلي:
_حسن!!
ابتسم حسن صديقة المقرب وهو يوزع أنظارهُ على الفتيات بإعجابٍ:
_أيوه ياعم الدنيا بتلعب معاك إنتَ.
اتسعت ملقتيها عقب كلماته ثم أشارت بسبابتها عليه:
_مين ده؟!
_فترة..!
_إيه؟!
أزدردَ ريقه برعب متابعًا بصوتٍ مرتجف:
_يستحسن خلينا متفقين إن كلهم فترات!!
--------------------------------------
انسحبت عين من بين تجمع العائلة بهدوء لترد على مكلمات بشير الفائتة:
_خير شغال زن ليه مش قولتلك أنهاردة خطوبة حسام ومكلمنيش خالص
_إنتِ بتقولي إيه يا هانم إنت مش حاسه بحاجة وألا إيه؟!
قوست ما بين حاجبيها بعدم فهم هادرة:
_ حصل إيه؟!
صاح بها بشير عبر الهاتف:
_ما طبعاً، ما إنتِ وابوكِ مش حاسين بالدنيا، هي دي أخرة الشغل معاكم واللهِ
زفرت بضيقٍ مغمغمة بفظاظة:
_الاه ما تلم نفسك يا جدع و اتكلم عدل.
لم يهتم بكلماتها الأخيرة وأردف قائلاً:
_جاسم راح مكان الحفلة التنكرية وسأل على السلسلة بتاعتك وسأل على البنت اللي كنتِ واخدة شخصيتها
فغر فمها بصدمة لتهتف:
_آسيا
_أيوه الزفت آسيا وراح عندها وسألها على الحفلة وقالت له الحقيقة وإنها أجرت واحدة تروح الحفلة لأنها كانت تعبانة..يعني أحنا خلاص على حافة الجبل يا نوقع يا منوقعش أحنا وحظنا
أطلقت عين سبة نابية دون أن تدرك غير مصدقة أن نهايتها ستكون على يد هذا اللعين جاسم،
فأردف بشير بتشنج بدي:
_خدي الكبيرة بقى.. صفاء هانم ماتت.. أم نوح ماتت يا عين
لم يأتيه ردها في تلك اللحظة فعقد حاجبه وصاح باسمها مرارًا وتكرارًا بعدم استيعاب:
_آلو عين.. عين..!
بينما عين سقط الهاتف من يدها وازدرت لعابها بصعوبة عندما وجدت استبرق تقف أمامها بوجهٍ شاحبٍ شحوب الموت مغمغمة بتشنج بعدما استمعت إلى حديثهما عبر الهاتف:
__ماتت بسببي..العائلة دي ادمرت بسببي أنا.
أنهت جملتها و صفعت نفسها براحتي يديها، وازدادت حدة بكائها، فضمتها عين ولفت ذراعيها حولها وضمتها إليها أكثر لتسند استبرق رأسها على كتفها مكتفية بنحيبها الصامت
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر🥰❤
تفتكروا مصير استبرق ايه؟!
وعلاقة حسام وحبيية صح ولا لأ وهتكمل والا مش هتكمل؟!
ازاي لواحظ وزهران السبب ف موت والده عين؟!
وياترى جاسم خلاص عرف حقيقة عين ونهايتها هتكون ع ايده؟!
اسئلة كتيرة كل اجابتها ف الفصول الجاية يا حبايبي 🥰

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن