كومنتات كتير يا كاريزما🥰😾
--------------------------------------
جاء على آخر لحظة عندما ألقى نادر الطلاق على زوجته وبينهما عادل
وقف مصدوم محاولاً الاستيعاب،
غادر فقط ليقابل أحد أصدقائه، وعندما جاء تفاجئ من انفصال ابنه عمه عن زوجها
تقدم بخطواته بقلقٍ انتابه هاتفاً:
_هو في إيه؟!!
استدار نادر بجسده وتقدم منه بخطواتٍ مترنحة، ثم وقف جانبه وربت على كتفه في حسرة امتزجت بألمه:
_مفيش حاجة يا جاسم، أنا كنت بس بحقق أمنية بنت عمك مش أكتر، بس يا رب تكون مبسوطة!!
ثم أكمل في سيره ليخرج من المنزل مصدوماً من قراره
قرارة الذي سيندم عليه كل ليلة على اتخاذه
ولكن ماذا يقول.. ليس باليد حيلة
والسؤال هنا كيف سيذهب للمنزل دون وجودها فيه؟!
هو اعتاد على وجودها معه في كل مكان يذهب إليه
كيف سيعتاد على فراقها إذاً، كيف؟؟!
بينما جاسم وقف في وسط الصالون محاولاً استيعاب ما حدث للتو، فألقى سؤاله مرة أخرى على ابن عمه:
_أنا مش فاهم حاجة، هو إيه اللي حصل بالظبط؟!
_زي ما أنتَ شايف بنت عمك أطلقت!
أجابه عادل وهو يطالع ابنه عمه المنهارة من البكاء وبجوارها والدتها محاولة مواساتها،
رمقها جاسم في حزن هو أيضاً:
_طب فين أبويا وكوثر؟!
_أبوك دائماً في الوقت ده بالشركة أما مرات ابوك ما أنتَ عارف هي في النادي.
أثناء انشغاله في حديث عادل لمح طيف زوجته وهي تقف على الدرج،
صعقت«عين» عندما رأئت جاسم رآها فركضت سريعاً للأعلى محاولة الهروب،
حينها تنهد جاسم تنهيدة حارة ونظر في أثرها بحسرة
يعلم إنه سيأتي يوم وينفصلون هما كذلك عن بعضهما
تمنى بداخله ألا يحدث ما حدث للتو معهما
فهو يحبها حقاً ولا يستطيع أن يبتعد عنها أبداً
إذا ابتعدت هي ستكون نهايته
--------------------------------------
_عم جابر خُد الشنط وحطها كلها في العربية لو سمحت.
ألقى جاسم كلماته على سائق سيارته فأومأ له الآخر، ثم التقط حقائب السفر وخرج ليضعهما في شنطة السيارة الخلفية.
صعد جاسم لغرفته ليرى إذا نسى شيء ولم يضعه في حقيبته فتفاجئ بـ«عين» تجلس على الأريكة كأنها منتظرة إياه منذ وقت طلاق ابنه عمه
تنحنح بحرج واقترب منها لتقف هي مقابلة تماماً مغمغمة بخفون ممزوج بأحراجها الشديد منه:
_جاسم أنا آسفة إني دخلت اوضتك من غير استئذان، بس مالقتش مكان غيرها أقدر أقابلك فيه.
قاطع عبارتها الأخيرة بحزم:
_أنتِ مش محتاجة تستأذني يا عين، أنتِ مراتي.
تحاشت النظر إليه وعادت تجلس على الأريكة مرة أخرى حتى لا تدخل معه في مواجهة خاصة بعد آخر كلماته التي تجعلها تشعر بالحسرة والندم على كل شيء
أخذت نفساً حتى تستجمع شتاتها مردفه:
_طالما أحنا هنسافر الفيوم ومش هنرجع هنا تاني ممكن أروح اشوف بابا لآخر مرة؟!
حك صدغه يفكر في طلبها جيداً،
فهذا أول طلب تطلب منه وجهاً لوجه
ولكن على الرغم من ذلك مازال بينهما حواجز كثيرة،
وهو واثق إنهما سيتخطونها مع بعضهما
_ممكن يا عين، وأنا كما هعدي عليكِ ونسافر من هناك بقى، اتفقنا
ابتسمت له وأومأت برأسها عدة مرات ثم خرجت من الغرفة سريعاً قبل أن يحدث شيء بينهما يُغير موافقته
--------------------------------------
زحفت نحو المغطس وأسندت كفيها على طرفه، رفعت ساقها لتدخل إلى المغطس وهي تشعر بآلام الشديد بجسدها بالكامل، تركت الماء البارد ينهمر على جسدها ليغسل ما علق من رائحته العفنة،
تركها بعد أن أخذ ما كان يريد منها.. مثل الوحش بالضبط ينهي على فريسته تماماً ويرحل بعدها يبحث عن فريسة أخرى وهكذا
ولكن لماذا هي؟!
ما ذنبها ليحدث لها كل ذلك؟!!
ياللحسرة..!
ليته قتلها وتخلص منها أفضل من العيش في هذا العذاب!!!
على الأقل الوحش يتخلص من فريسته ولا يتركها تتألم في عذابه
هذا شيطان يستحيل أن يكون شيئاً آخر
اختلطت دموعها العذبة بالماء، وغطت الأرضية بدمائها السائرة..
--------------------------------------
نظر إلى ساعة يده عدة مرات فزفر بضيق، وهب واقفاً يسير ذهاباً وإياباً، وأثناء ذلك لمح طيف مرام وهي تدخل بخطواتٍ سريعة كأنها فعلت شيئاً خطيراً وتهرب منه
هو يعرفها من أول نظرة، لذلك تقدم منها واعترض طريقها، توقفت هي بخوف امتزج بارتباكها وبلعت ريقها بتوتر جلي، فسألها الآخر بشكٍ:
_مرام، فين مهرة؟!
شعرت بجفاف يجتاح حلقها فهتفت بارتباك جلي:
_هـا، معرفش.
_نعم ياختي!!!
أنهى جملته بعصبية ونظر لها بحدة فـ تراجعت للخلف عدة خطوات هاتفة برعب امتزج بتوترها:
_أنا معرفش بجد فين مهرة، هي قالتلي أنها هترجع البيت علشان تعبت وأنا سبتها فعلاً ترجع!
جذبها من رسغها بعنف وغرز أظافره بلحمها ليؤلمها كثيراً:
_أنتِ بتستهبلي يا بت، مهرة طلعت معاكِ والمفروض ترجع معاكِ، وأنتِ جيه تقوليلي معرفش، نعم يروح أمك!!!
حاولت تحرير رسغها منه، فانسابت دموعها تلقائياً وجذبت يدها بعنف صارخة فيه:
_روح اتشطر مع أختك بدل ما تشطر عليا ولا أنت فالح تشطر علينا وسايب أختك تسهر مع الرجالة!!!!
بغتها بصفعة قوية أسقطتها أرضاً، شعرت بفكها يحطم من قوة صفعته، ووضعت يدها عليه لترى الدماء تذرف من بين أسنانها صارخة به بانهيار امتزج بحسرتها:
_اضرب يا جاسم، اضرب ما أنتَ وأبوك فالحين تيجو علينا وبس!!
صاح فيها باشمئزاز امتزج بنفوره:
_فوقي بقا يا مرام، وشوفي الدنيا صح، ولو على القرف دا أنا سيبهولك أنتِ وأمك!!
_خلاص كفاية!!
قاطعته لواحظ بقولها وهي تركض تجاه ابنتها خائفة عليها من بطش جاسم، مردفه بقوة زائفة:
_إيه يابن نفيسة؟! شكلك نسيت نفسك وبقيت شايف نفسك علينا، أنت نسيت أنا مين وإلا إيه؟! أنا لواحظ هانم!
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
_هقول لجدي كل حاجة هقوله إن مراتك هي اللي قتلت أمي هو هيجبلها حقها مش زيك.
جذبه زهران من لياقة قميصه صائحاً فيه بغضب:
_لو عملت كدا هتشوف وشي التاني، فهمت؟!
خذله والده للمرة المليون..
كان يظن أنه أول شخص سيصدقه ولكن الحقيقة كان أكثر شخصاً يرفض تصديقه بل يعاقبه كلما يحاول قول الحقيقة
لم يحتمل أكثر وركض سريعاً خارج البيت ليذهب لمنزل جده، هرول خلفه زهران،
لج جاسم قصر جده وصعد على الدرج سريعاً قبل أن يأتي والده ويعترض طريقه مثل كل مرة،
ولكن دون سابق إنذار ظهرت لواحظ وحاصرته، ليصرخ عليها هو:
_أبعدي عني عايز أروح لجدي!!
هوت بصفعة قوية على وجهه وأخرى بمدى قوة الأولى، ليهوى الأخر على الأرضية ويذرف الدماء من بين أسنانه، ثم جذبته من خصلات شعره ليصبح في مواجهة عيناها تماماً، لتهفت بنبرة أقرب لفحيح الأفعى:
_اسمعني يولد أنت تنسى حكاية جدك دي خالص وإلا ندفنك جمب أمك!!
انهار باكياً كأي طفل صغير لا يفهم شيء،
ولكن كل ما يفهمه أنه خائف ويريد الرحيل من هنا
جذبته من صدغه بعنف مطالعة إياه بنظرات شرسة:
_رد عليا!
هز رأسه وهو يرتجف خوفٍ:
_فـ هـ فهمت!!!!
وفي تلك اللحظة أتى والده ليتفاجىء بـهما، دفعته لواحظ نحو والدة مغمغمة بشر ممزوج بغلها:
_الظاهر كدا يا زهران إنك كبرت ومش عارف تسيطر على أبنك!
تجاهلها ونظر لابنه يطمئن عليه
فهو يعلم إنها امرأة مختلة يمكن أن تفعل أي شيء لابنه لا يهمها
صُنع قلبها من حجر..
امرأة مثلها سيكون مكانها الجحيم لا شك!
--------------------------------------
ابتسم جاسم بسخرية عقب جملتها الأخيرة فاقترب منهما خطوة لتتراجع هي وابنتها للخلف بخوف شديد، فهتف بنبرة أقرب لفحيح الأفعى:
_لولا إنك ست كبيرة لكُنتِ أنتِ وبنتك عند ربنا دلوقتي
ثم دفعهما عن طريقة باشمئزاز،
وبعد برهة من الوقت كان جاسم مستعداً في سيارته، ضغط على بوق السيارة ليفتح له الحراس البوابة الحديدية لينطلق بها في اتجاه منزل عين أولاً
--------------------------------------
_خير؟؟!!
ردت عليه عين بابتسامة حزينة امتزجت بألمها شعر بها هو:
_كل خير يا بشير، كل خير!!
رمقها والدها بقلق ثم وزع أنظاره بين وجهي بشير وسعاد بريبة انتابته، فسألها بتوتر جلي:
_طب إيه هنقعد مستنين لحد أمتى؟!
بادلته ابتسامة مستفزة ثم نظرت نحو سعاد وألقت سؤالها أمام الموجودين:
_فين حسام يا سعاد؟
اتجهت أنظار الموجودون تجاه سعاد لتجيبها بنبرة متوترة:
_في الطريق.
وفي ذات الوقت لج حسام إلى الغرفة ليلتفت له الموجودين فهتف الآخر وهو يجلس بجوار والدته على الأريكة:
_حصل حاجة وإلا إيه يا جماعة؟!
أخذت عين نفس عميق لتلقي بقنبلتها متجاهلة سؤال حسام الأخير:
_أنا جمعتكم انهاردة علشان اقولكم على حاجة مهمة بخصوص الفلوس!!
التفتا لها الموجودين بلهفة فنطق حسام واستقام واقفاً أمامها:
_قبل أي حاجة، أنا مش مكمل معاكم!!!
هنا التفتا له الموجودين بفزع فأضاف هو بارتباك:
_من يوم ما عين اتوصت ليا شتغل عندهم في الشركة، وأنا حالي أتغير وبقيت أحسن واهو الدنيا ماشية، وغير كدا أنا وعدت حبيبة القلب إني هسيب أي حاجة حرام علشان كدا أنا مش هخون الراجل اللي اشتغلت معاه ابداً ولا البنت اللي فضلها كام يوم وتبقى مراتي.
هاجم إبراهيم حديثة بعنف:
_ليه يا أخويا شايفنا حرامية، دي فلوسنا وحقنا!!
زفر بضيق من رد فعل إبراهيم ثم حاول تبرير موقفه لهم:
_بالنسبة ليا حرام أصل أنا مش من عيلتكم، أنا عبارة عن واحد غريب عنكم، أما عين هي حفيدة العائلة ودا حقها هي مش حقي أنا ولا أمي.
ثم تقدم نحو باب الغرفة واستدار برأسه نصف استدارة مردفاً بحزن:
_بصي لنفسك يا عين وشوفي الفلوس إزاي بعدك عن الناس اللي بتحبيهم وخلتك تشوفي أعدائك هما حبايبك!
هو على حق لم يكذب
المال جعلها تفقد صوابها جعلها لا تعرف الصحيح من الخطأ
المال هو الذي يتحكم بها جعلها مجرد دمية يحركها متى يشاء..
القدر أعطاها فرصاً كثيرة ولكنها تجاهلتها وركضت خلف جشعها
ليس ذنبها فهي تربت في بيئة تجعلها ترى المال هو منقذها الوحيد لكل شيء
هنا هاجمه إبراهيم بقوة خوفٍ أن كلماته تأثر على ابنته:
_أخرس، أنت أصلاً عيل أهبل، أبوك مات وهو مش لاقى فلوس تربة يدفن فيها.
صاحت سعاد في وجهه ساخره منه:
__لأ يا إبراهيم ابوه كان عايز الحلال عمره ما بص للحرام زيك، جوزي كان بيبني للأخرة مش زيك بيتبني للدنيا اللي هي مش فاضلك فيها غير كام يوم وتروح للرب الأعلى، اختشي على دمك يا إبراهيم.
برزت عروقه في غضب؛ بسبب إهانتها له الغير المباشرة
سعاد المرأة التي دائماً تخشى منه
الآن تواجه بكل قوة دون خوف منه أو من غيره
كان يظن أن ابنته ستقوم وتدافع عنه ولكنها كانت تطالعهما بابتسامة مستفزة على محياها كأنه يعجبها ما يحدث الآن بينهما
قاطعهما بشير محاولاً تهدئة الأجواء بينهما:
_في إيه يا جماعة استعيذوا بالله ده شيطان دخل بينكم.
خرجت سعاد مع ابنها للخارج غير مهتمة بهؤلاء الشياطين، وقبل أن تغلق الباب أردفت:
_اعتبروني أنا وابني برا اللعبة!!
فـ تمتم بشير لنفسه بسرور يتملكه:
_أحسن!!!
ولكن أوقفتها عين بقولها الأخير الذي جعل بشير وإبراهيم يلتفتون لها:
_استني يا سعاد خديني معاكِ
ثم التفتت نحوهما بابتسامتها المستفزة:
_بالنسبة للفلوس والشغل بح، أنا مش مكملة معاكم أنا مش أخون جوزي ولا خالي أبداً واللي عايز حاجة يروحلهم كفاية لحد هنا، كفاية جري في الدنيا!!
ثم أضافت بانهيار امتزج بقهرها:
_أنا عايزة أعيش زي كل الناس، عايزة يكون ليا زوج وابن مش عايزة أبقى وحيدة.
فغر فمه بصدمة وصرخ بها بجنون هستيري:
_ طب وأنا والديون اللي عليا؟!
انفجرت به كالقنبلة الموقوتة وحان وقت انفجارها:
_أنتَ أبويا وحقك تاخده مني أنا مش من جوزي، جاسم مش ملزم يدفع ليك ديونك، اللي ملزوم بيها هي أنا مش هما، لو بتحبني بصحيح يا بابا سبني أعيش لو لمرة واحدة لو لمرة بس، مرة واحدة بس سبني أتنفس بحرية من غير قيود
انسابت دموعها أمام الموجودين ليتفاجىء الجميع من انفجارها المرعب هذا:
_بالنسبة لديونك أنا أحاول أسددها ليك، أنا هرجع الشركة تاني واشتغل والفلوس اللي أخدها هدالك علطول تسدد بيها، وكمان جاسم شخص طيب عمره ما هيسبني أكيد هيساعدني هو بيحبني أوي!!
ضرب بشير بكفيه فوق سطح الطاولة منفجراً بها:
_قولي بقى أنك عايزة تلعبيها لوحدك!
انفجرت به عين بقوة امتزجت بغضبها الشديد:
_أحسبها زي ما عايز تحسبها مبقتش تفرق!!
غرقت بدموعها الغزيرة أمامهما
نعـم هي تشعر بالذنب تجاههما، ولكن ماذا تفعل
ليس بيدها شيء..حاولت أن تقضي على مشاعرها تماماً
ولكن قلبها يهزمها كل مرة تحاول محاربته فيه
وتعود مهزومة من حرب كانت تعلم تماماً إنها ستهزم بها الآن أو حتى فيما بعد
سيطر الحب على قلبها وعقلها..
وأخذها لطريقة المرهق.. لطريقة الذي لا يجلب سوى الهلاك لصاحبه
انهارت على قدميها أمام والدها محاولة الاعتذار للجميع:
_أنا آسفة غصب عني والله، حاولت بس مقدرتش أنا بنى أدمه وأكيد عندي قلب زي زيكم.
أولاها والدها ظهره وأخرج سيجارته ووضعها بين شفتيه ليشعلها وليخرج الدخان منها على صورة حلقات متتالية ليردف بعدها بقسوة لم تعدها منه أبداً:
_امشي يا عين، امشي لبعيد!!!
ركضت للخارج محاولة الهروب من كل شيء،
آهٍ من الحب..ومن آلمه
يقولون إن الحب أعمى.. لم ولن يكذبوا أبداً
الحب مرض إذا أصاب الإنسان..يفقده كل شيء
الإنسان أمام الحب كالدمية تماماً
لطالما كان الحب الأقوى على الكل!!!
وقفت تلتقط أنفاسها اللاهثة في وسط الطريق، وفي ذات الوقت ترجل جاسم من سياراته ووجدها تقف في وسط الطريق، رفعت مقلتيها الحمرواتين وبكت كالطفلة عندما رأته أمامها ،
طالعها جاسم بهذا الوضع فتقدم تجاهها بخطواتٍ أقرب للركض
الآن هي في أضعف أوضاعها..
تقابلت عيناه عينيها الحمرواتين المنتفختان من كثر البكاء،
للحظاتٍ دار الكثير من الأسئلة بينهما من خلال نظراتهما
لف جاسم ذراعيه حولها واحتضنها بشدة كأنه يجيبها على كل الاسئلة الذي لم يستطع أحد منهما طرحها للأخر،
أسند رقبته على كتفها وغمضمت عينيها هي مستسلمة لذلك الشعور اللذيذ الذي لمس قلبها وكيانها وروحها..
لفت ذراعاها حوله بامتلاك كأنها تخشى أن ينتهي هذا العناق بسرعة.. وتنتهي تلك اللحظة الجميلة.. وإن ينتهي هذا الحلم!
دفنت رأسها بصدره لتستمع لخفقات قلبه التي كانت تعترف بمشاعرها لها قبل صاحبه،
انحنى برأسه ليهمس لها لتلامس شفتيه إذنها، لتدب قشعريرة بجسدها رغماً عنها:
_أنا جمبك متخافيش، أنا هفضل جمبك طول العمر!!
وكأن كلماته كانت بمثابة الفرصة التي تنقذها على آخر لحظة، تركت العنان لمقلتيها وانهارت في البكاء بقهر وظلت تشهق بأنين موجع، ليشعر هو بألمها القوي ويحاول احتوائها كما اعتاد أن يفعل مع شقيقته، وكما كانت والدته تفعل له منذ الصغر، مسح على ظهرها بنعومة امتزجت بحنانه المفرط، لتعترف هي بمشاعرها أخيراً التي دفنتها في قلبها:
_أنا بحبك أوي أوي يا جاسم!!
--------------------------------------
جثت على ركبتيها أمامه وانهمرت دموعها رغماً عنها ودمعت لوهلة، فمسح يونس دموعها بأطراف أنامله مازحاً إياه، على الرغم من حزنه إنه سيبتعد عنها لفترة:
_ما خلاص بقا يا رفقة!
كفكفت دموعها براحة يدها وهي تنكزه في كتفه بغيظ:
_بس يواد لماضة!
ثم دست يدها في جيب بنطالها الجينزي لتخرج هاتفها المحمول وناولته إياه، محذرة إياه:
_خد التلفون دا، وأبقى أكلمك عليه.
علق على كلماتها بعدم استيعاب:
_بس دا تلفونك يا رفقة يبقى إزاي هتكلميني؟!
ربتت على كتفه بحنان أموي:
_متقلقش هبقا أكلمك من تلفون خالتك سعاد أو حسام، تمام.
قاطعهما السكرتير الخاص بـ يحيى بنفاذ صبر:
_يلا يا جماعة معاد الطيارة هيفوتنا
_عزيز!!!
نهره يحيى بقسوة فانحنى سكرتيرة برأسه خوفاً منه معتذراً ثم عاد يحيى يطالعهما بابتسامة متسعة على شفتيه مضيفاً بلباقة:
_بإذن الله ترجع بالسلامة.
أومأ يونس له بابتسامة بسيطة ثم انحنى على شقيقته ليطبع قبلة عميقة فوق رأسها مودع إياها لآخر مرة، وبعدها ركض مع السكرتير نحو الداخل،
كفكفت دموعها التي هبطت رغماً عنها وطالعته وهو يرحل من أمامها تدريجياً،
لأول مرة سوف تفارق شقيقها الحبيب
اعتادت أن تقف بجانبه دائماً وألاّ تتركه أبداً،
ولكن اليوم هو الذي تركها ورحل عنها
حقاً شعور الفراق شيء مرعب..
يجب على أحدهما يضحي ليصل الآخر!
يجب!!!
ساعدها يحيى في الوقوف واصطحبها نحو سيارته، وانهارت الأخرى تدريجياً معه، فصعدت السيارة ولف الآخر حول السيارة وصعد بجوارها، دون سابق إنذار دفنت وجهها بين كفيها وأجهشت في البكاء، تفاجئ هو فاخرج من خلفه حقيبة سوداء ومدها لها، كفكفت دموعها بأطراف أناملها سائله إياه:
_أيه دا؟!
ابتسم لها مجيباً إياها بهدوء:
_شنطة فلوس زي ما وعدتك
طالعته هو و الحقيبة في أستهزاء مرير ثم ألقتها عليه، هاتفة بجدية:
_خليها معاك أنا مش عايزاها، أنا هدفي من البداية هو أخويا!!
هز رأسه في اعتراض على قولها:
_مينفعش أنا كدا مش أكون قد وعدي!!
بادلته ابتسامة صغيرة على شفتيها مغمغمة:
_رجعلي أنت أخويا بالسلامة وأنا كدا خدت فلوس الدنيا كلها .
--------------------------------------
يتبع
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘الفصل ده ما هو إلا تمهيد للجاي، اللي جاي صدمات كتير انا كا كاتبة مصدومة من اللي بكتبه ومجهزاه ليكم بجد، عموما الفصول الجاية هتكون عبارة عن صدمات لذلك يا عزيزي استعد لها بقلب قوي،
كدت انسى انهاردة هينزل قصة قصيرة أو ونشوت او اسكربت انا لحد دلوقتي مش عارفة احددها هي إيه بالظبط
بس يسيدي اعتبرها زي ما انت عايز، هتكون مختلفة تماماً ويعتبر يعني أن دي عيدية العيد 🥰🥰
أنت تقرأ
تضرب ولا تبالي
Romanceالمقدمة: وقفت الأخرى أمامه بجسد مرتجف ثم تأمل هو أرتعابها ورجفتها بعيناهِ، كلما ينظر إليها يشعر بشي لا يعرف ما هو أو بمعنى أصح شيء يجهله _بتبصي لتحت ليه؟! فركت كفيها بتوتر ثم بللت شفتيها مردفه بتلعثم: _هه.. أصل أنا عندي رهاب إجتماعي شل لسانه وت...