كومنتات كتير يا كاريزما🥰😾
--------------------------------------
_مبروك يا جماعة، الآنسة مهرة بخير، ودلوقتي هننقلها غرفة عادية.
وبدون سابق إنذار، سجد جاسم شكراً لربه على هذا الخبر الذي أعاد الحياة لقلبه مرة أخرى.
يالهي، أخيراً ستعود شقيقته لأحضانه مرة أخرى.
كم اشتاق لها، اشتاق لحضنها الدافئ، اشتاق لصوتها ونبرتها البريئة، اشتاق لكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة.
مهرة الصغيرة التي حاول المجتمع تلويثها..
ما زالت هي مهرة البريئة ولن يختلف بها شيء.
مسحت «عين» على ظهره ودموعها تنهمر معبرة عن فرحتها هي كذلك، فنهض جاسم واقفاً وأخذها بين أحضانه، دفن رأسه بعنقها محاولاً التحكم في سعادته التي لا تقدر بثمن بتاتاً.
فرت الدموع من مقلتيه ولمعت عيناه، ووزع العديد من القبلات على وجهها معبراً عن فرحته الكبيرة ناسياً نفسه إنه في المستشفى.
طالعهما سهيل بنظراتٍ حانية، تمنى للحظة أن تكون علاقته هكذا مع مهرة.
أن يركض على عناقها كالطفل الذي يأتي من الخارج ويرتمي بين أحضان والدته يحكي لها عن سعادته، حزنه، ألمه.
وبالنهاية تكافئ إياه بعناق طويل دافئ يشعره بالأمان.
مهرة هي الأمان له، وهو الأمان لها.
وبعد عدة ساعات مرت كالدهر اقتحم الجميع غرفتها، هللت عين أساريرها واحتضنت مهرة بحرس شديد حتى لا تؤذيها وشقيقها فعل أكثر من ذلك، اقترب سهيل منها بخطواتٍ ثقيلة بالإضافة لارتباكه الشديد الذي ظهر على وجهه، هبطت هي عليه بسؤالها الذي جعل جميع الموجودين مصدومين:
_سهيل، هو أنتِ أمتى رجعت من السفر؟
وزعت «عين» أنظارها على وجهي جاسم وسهيل بقلق ثم أذدردت ريقها ببطء ونظرت نحو مهرة متمتمة بريبة:
_هو أنتِ مش فاكرة حاجة؟؟!
رمقتها مهرة بابتسامة رقيقة على ثغرها مجيبة إياها ببلاهة:
_لا، هو إيه اللي حصل أصلاً؟!! وفين ماما وبابا ليه محدش جه منهم؟!
هبطت كلماتها على جاسم وسهيل كالصاعقة تماماً..
ماذا يعني هذا؟!!
بالتأكيد تمزح معهما!!
ولماذا تمزح في هذا الوقت تحديداً؟!!
بلع جاسم غصته بصعوبة متسائلاً بحيرةٍ:
_أنتِ مش فاكرة حاجة بجد؟!!
_أومال بهزر يا جاسم!!! ليه بتبصلي كدا هو في حاجة لازم أفتكرها يعني؟!
أنهت جملتها هنا بابتسامة بلهاء وخرج سهيل سريعًا خارج الغرفة يبحث عن طبيبها.
فحصها الطبيب جيدًا وطرح عليها العديد من الأسئلة أمامهما، وعندما انتهى من فحصها التفت نصف التفاته نحوهما:
_ممكن دقيقة يا حضرات!!
خرج كلاهما مع الطبيب وبقت «عين» مع مهرة بالغرفة.
_آنسة مهرة فقدت الذاكرة، خبطة العربية مكنتش سهلة والإصابة كانت قوية على المخ ودا خلاها تفقد الذاكرة.
تساءل سهيل باضطراب:
_مش فاهم يا دكتور؟!
تنهد الطبيب ليشرح لهما بعمق أكثر:
_أقصد يعني هي هتنسى كل حاجة حصلت قبل الحادثة وتدريجيًا ممكن الذاكرة ترجع لها تاني ودا على حسب الحالة وعلى حسب انتظامها في الأدوية.
أوما جاسم برأسه مغمغماً بحزن امتزج بحسرته:
_يعني ده مش هيأثر على حاجة تانية يا دكتور؟!
_لا طبعاً.
انصرف الطبيب من أمامهما وتركهما غارقين بحيرتهما، تنهد سهيل محاولاً إيجاد الجانب الجيد:
_مين عالم مش ممكن تكون بداية جديدة لـ مهرة!!
انتكس برأسه أرضاً مخجلاً من نفسه،
إنه السبب لكل هذا لقد شك في شقيقته الصغرى وجعل الشيطان يدخل بينهما لينشر خبثه
وهو الذي سمح له بفعل ذلك، شخصيته المتشككة هي التي فعلت بشقيقته هكذا
يجب ألا ينسى إنه مذنب تجاهها مثل الآخرين بالضبط.
العار عليه!!
_تفتكر ربنا أعطاني فرصة علشان أعوضها؟!
قالها جاسم وهو غارق بأفكاره فأجابه سهيل بنبرة مؤلمة:
_ممكن، وليه لأ!!!
--------------------------------------
_أنا من حقي أعرف يحيى عمل كدا ليه؟!
سألتها شقيقتها بعنف لكن الأخرى اكتفت بصمتها القاتل، زفرت هند بضيق منها والتفتت نحو والدتهما:
_ما تقولي حاجة يا ماما.
وهنا خرجت مرام من هذا الصمت وتحدثت بغضب وهي تنظر نحو لواحظ:
_بقولك يا هند هو إيه جزاء الست الخائنة؟
تسارعت دقات قلب لواحظ وازدردت ريقها ببطء وهي ترى ابنتها الصغرى توشك على فضحها أمام ابنتها الكبرى
لم ولن تحتمل نظرات بناتها الاثنين لها!
يكفي الصغرى التي لم تخاطبها منذ أن عرفت الحقيقة ما بالك إذاً الكبرى إذا عرفت الحقيقة!
ابنتها الكبرى لا أنها تعرفها مثل والدها بالضبط تبغض الخطأ،
ويمكن أيضاً أن تحرمها من حفيدها الصغير
وضعت يدها على قلبها، متوسلة إياها بعينيها أن تصمت لكن تابعت مرام بكل قسوة وكأنها فقدت عقلها للحظات:
_ولا مش كدا وبس قتلت جوزها علشان تكمل مع عشيقها اللي هو بالمناسبة أخو جوزها!!
موت زوجها..!
رباه إنها بداية الجحيم لها على ما يبدو!!
هذا السر دفنته بيديها كي لا يخرج ولكن على ما يبدو أن يوجد أحدهما كشف إياه لابنتها الصغرى
ولا يوجد سوى زهران.. وبشير يعرفون هذه الحادثة
بشير بعيد عنهما ومستحيل أن يعود بعد ما حدث له
زهران هذا عدوها اللدود.. عدوها الذي ينتظر سقوطها في أي لحظة كي ينقض عليها
بدأ عقلها يحذرها من التهور؛ يخشى أن تسقط في بئر أعمالها ويسقط معها هو
عليها الثبات فقط..!!
أي ثبات هذا، أنها ترتجف رعباً بداخلها أمام ابنتها الآن.
تابعت مرام وعيناها يطقان شرراً يكاد يحرقها:
_تخيلي بقى إنها معاها بنتين وقدرت تعمل كل دا!
_إيه الستات دي بجد، ستات متعرفيش جايبة الجبروت دا كله من فين، دي حتى مفكرتش في عيالها لما يكبروا من غير أب هيحصل فيهم إيه، معاكِ صورة ليها؟!
أنهت جملتها الأخيرة بحسن نية وهي تظن أن الحديث عن امرأة أخرى غير والدتهما فأكملت مرام بقهر:
_وتحتاجي صورة ليها ليه وهي قدامك آهو!!!!
ضحكت هند بسخرية متمتمة وهي تنكز مرام في كتفها:
_بس بقى هزار بارد.
_أهزر ليه ما دي الحقيقة!!
تلاشت ابتسامتها تدريجياً والتفتت نحو والدتها محاولة إخراج والدتها من صمتها الذي التزمت به:
_ماما قولي حاجة هتفضلي ساكتة كدا!!
ابتسمت مرام باستهزاء مرير بعد أن جالت جملتها الأخيرة بخاطرها:
_وهي ليها وش تكلم دي ست قاتلة وخائنة، قتلت أبونا علشان تكمل مع أخوة زهران!!
دون سابق إنذار صفعتها هند على وجهها بقوة لتسقط أرضاً على أثر الصفعة لتكمل «مرام» بالامبالاة دون الاهتمام بألمها:
_عندكِ حقّ تضربيني، ما أنتِ إزاي تصدّقي إن أمك تكون ستّ قذرة بالطريقة دي!!
صرخت هند مراراً وتُكراراً كي توقف مرام عن المتابعة، ثم التفتت نحو والدتها متمتمة بصوتٍ متحشرج:
_ماما قولي حاجة، طب زعقليها.
هذا الذي كانت تخشى منه
خسارة ابنتها الكبرى
أنها تعلم جيدًا أن هند متعلقة بوالدها كثيراً، كانت تحبه أكثر منها بمراحل..
حقيقة مثل هذه قد تؤدي بها إلى فعل شيء بنفسها
هذا إذاً الكنز الذي كانت تبحث عنه منذ زمن،
هذا هو الكنز الذي خاضت معارك كثيرة من أجله،
هذا هو الكنز الذي جعلها أمام بناتها شيطانه
هذا هو الذي كانت تحلم به وحاربت لأجله!
يا ليت في ذلك اليوم كان قتلها بشير بجوار زوجها أفضل من أن ترى نظرات بناتها تلك.
انهمرت دموعها وهتفت بمرارة:
_أرجوكِ اتكلمي، قولي حاجة، متبقيش ساكتة كدا، قولي لـ مرام أنتِ إزاي كنتِ بتحبي بابا، إزاي مكنتيش تقدري تنامي غير وهو جمبك، قوليها إزاي بابا كان بيحبك وبيحبنا.
انهارت بجسدها على الأرضية أمام ابنتها، لم تستطع مواجهتها
أنها تتعذب، تقسم إنها تتعذب بسبب فعلتها.
نعم، مرت العديد من السنوات على فعلتها لكنها لا تتوقف عن جلد نفسها كل ليلة!
كل ليلة تندم على فعلتها ألف مرة.
صابر كان رجل صالح، رجل يحب عائلته، رجل لا يستحقها بمعنى الكلمة.
كان يستحق غيرها، يستحق امرأة مثله وليس مثلها خائنة.
ياليتها تعود..ياليتها.
سقطت هند بجوراها ولطمت على وجهها بحسرة امتزجت بألمها:
_قتلتيه، قتلتي أبويا، أبويا حبيبي، كان نفسي أحضنه قبل ما يموت، ليه عملتي كدا حرام عليكِ، حــرام عليكِ.
هند مدللة أبيها الوحيدة، كان يلقبها بالأميرة الصغيرة عندما يجدها ترتدي فستانها القرمزي. دائمًا يخبرها إنها أميرة وستبقى أميرة للأبد. يكفي ابتسامته التي كانت تشعرها بأنها تمتلك العالم كله وحدها،
وحضنه الواسع.. الحضن الذي كان له لذة خاصة. ولكن والدتها دمرت كل هذا في لحظة.. ومن أجل ماذا؟
شـهـواتـهـا.
--------------------------------------
_يعني أنا بقولك إني هروح أخطب واحدة يوم الجمعة تروح تقولي قربني من مرات صحبك، دا أنت شكلك مجنون فعلاً يا غسان!!
أنهى جملته بغضب يتطاير، فزفر غسان بضيق:
_هتقولي تاني مرات صحبك تقصد طليقة صحبك يعني خلاص مفيش حاجة تربطهم، وأنتَ محسسني إني جيلك في حاجة حرام مثلاً، دا أنا بقولك عايز أتجوزها بالحلال.
احتقنت دمائه في شرايينه صائحاً باهتياج:
_أنت بتستهبل يالا، أنا أعرفك كويس مش عايز غير إنك تكيد نادر، ما أنت بتكره كره الدنيا. ابتسم باستهزاء على كلمات عادل الأخيرة هاتفاً باقتضاب:
_هند كانت من حقي يا عادل، هند كانت المفروض تبقى مراتي أنا مش مراته هو، اللي شايفه صحبك ده كان أخويا في يوم من الأيام كنا بنقسم الأكل مع بعض على الأقل أنت اتعرفت عليه في الثانوية أم أنا كنت صاحبه من الطفولة كنت بثق فيه أكتر ما بثق في نفسي.
برزت عروقه تأثراً بذكرياته، مضيفاً بنبرة منكسرة امتزجت بألمه:
_بس طلع واحد خاين لما شاف بس حب هند ليا دمرني، كان مجنون زي ما أبوه قال، أبوه كان عنده حق يسيبه!
لم يستطع عادل الاستماع له وهو يتحدث في حق صديقه، فانقض عليه ولكمه في وجهه لكمة قوية لينزف الآخر من بين أسنانه، ثم تابع بحرقة تنهش قلبه غير مهتماً بتلك اللكمة:
_عندك حق تدافع عنه ما أنت شايفه ملاك..
ثم ابتسم في سخرية وهو يلفظ أنفاسه بصعوبة وأردف بمرارة:
_ما أنت مشوفتش يلي شوفته منه، وبالنسبة بقى لـ هند أخدها واتجوزها بعد العدة وابنها هيكون أبني لأن دا كله من حقي أنا!!
خرج من المكتب صافقًا الباب خلفه غير مبالٍ بنظرات الدهشة المرسومة على وجه عادل، صعد سيارته وجلس على مقعد القيادة ثم نظر للأمام مسترجعاً ذكرياته، ما زال صوتها يتردد في أذنه، صورتها الأخيرة.. ركضها في الممر هروبًا منه.. صراخها.. نادر.
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
جحظت عيناه مصدومًا بهذا المنظر، دفع الفتاة عنه بعيدًا محاولًا الاستيعاب كيف أتى إلى هنا وإلى تلك الغرفة بالتحديد.
آخر شيء يتذكره أنه كان يجلس مع نادر في مطعم الفندق ومن بعدها لا يتذكر أي شيء. تشبكت الفتاة في عنقه فدفعها بعنف وهب واقفًا بفزع، لتضحك الفتاة بدلال محاولة إغرائه بجسدها:
_مالك يا عسل مكسوف؟!
لم يهتم لكلماتها بتاتاً فهو يعلم هذا النوع من النساء جيداً
يحبون اللهو ولا يهتمون بأي شيء بعدها
المهم سعادتهم وارضاء شهواتهم
ودون أنذار تفاجىء بـ «هند» تقتحم الغرفة وبرفقتها نادر...
طالعتهما هند بأشمئزاز بدى على ملامحها، لم تحتمل رؤية خيانته وركضت إلى الخارج.
هي التي جاءت تخبره بموافقتها على ارتباطهما ببعضهما.
وبالنهاية تجده مع فتاة أخرى!!
هكذا يعبر عن حبه.. بخيانته!!
ليتها صدقت نادر عندما أخبرها أن غسان مجرد صديق ويجب أن تعتبره هي كذلك
بلهاء..!
سارت خلف قلبها الأبله.. وما النتيجة بالنهاية خيانته لها
كم هي بلهاء كيف صدقت شخص مثله كيف؟!!
اللعنة على الحب..
وعلى قلبها الذي أحبه!!
ابتعدت الفتاة عن غسان بالامبالاة واقتربت بخطواتها الجريئة من نادر قائلة بدلال:
_كدا تمام يا نادر بيه؟!
دس مبلغ نقدي كبير بيدها متمتماً بنبرة لعوبة:
_تمام بس!! دا عسل.
تابعهما غسان بأنظار مصدومة غير مصدقاً أن صديقه وراء كل هذا
صديقة!!!!
أي صديق هذا الذي يطعن صديقه بظهره دون رحمة؟!
استدارت الفتاة برأسها نصف استدارة نحو غسان، متمتمة بغيظ امتزج بإعجابها به:
_يا خسارة كنت أتمنى نتقابل في وقت أفضل من كدا!
ألقت جملتها وانصرفت من الغرفة بعدها، تابعها نادر حتى خرجت ثم التفت نحو غسان مغمغماً بنبرة خبيثة، لوهلة تشعر أن ذاك الشخص ليس نادر الصديق الوفي:
_كدا نقول أن هند بقت ليا لوحدي!! حطتلك شوية مخدرات خليتك مش حاسس بنفسك.
أنهى جملته وغمز له من طرف عينه، فوقف غسان متسمرًا في مكانه، ما زال لا يصدق أن هذا صديقه.. أن هذا صديق طفولته.
فتمتم وهو ما زال مصدومًا:
_أنتَ يا نادر؟!!
كيف هذا؟ كيف يأتي الغدر من أقرب أصدقائه؟؟
لم يتوقع أبدًا خيانة صديقه،
لقد طعنه من ظهره..
كأنه انتهز الفرصة
لقد أعطاه ظهره ووثق به أكثر من نفسه..
هذه الطعنة الأكثر آلما، الأكثر تعذيباً!
هذا إذاً ثمن الصداقة بينهما هذا إذاً ثمن تضحياته من أجله!
إذاً هذه النتيجة!!
--------------------------------------
وعند ذكرياته الأخيرة، ضرب على مقود السيارة بيده متمتماً بغضب حارق لاعناً نادر بداخله: "غبي.. غبي.. غبي!!!
منذ ذلك اليوم وهند لم تتحدث معه إلا بحدود، أو بمعنى أصح انتهت صداقتهما، حتى بعد تبرير لها موقفه،
لم تصدقه وقررت تصديق نادر الذي سيطر على عقلها في فترة قصيرة كالشيطان بالضبط! أصبحت معظم وقتها مع نادر.. حتى أصبحت لا تجلس مع عائلتها من أجل نادر.. تركت وظيفتها التي كانت بمثابة فرصة ذهبية لها من أجله أيضًا
كان يظن أنه سيأتي يوم وينكشف أمامها وتعود إلى رشدها هي
ولكن في يوم وليلة تفاجأ بخطبتها من ذلك الشيطان
الذي على ما يبدو سيطر عليها بالكامل
--------------------------------------
بعد مرور يومين على هذه الأحداث..
عادت مهرة إلى منزل جاسم وبالطبع لم تتذكر شيء، بينما جاسم عاملها طبيعي كأنه لم يحدث شيئاً، لعلى وعسى تكون بداية جديدة للجميع وبالأخص مهرة.
ليصدح صوت ضحكات مهرة في الحديقة المرافقة للمنزل حينها ابتسمت "عين" وهي تستمع لحديث زوجها المضحك وضحكات مهرة وسهيل الصاخبة التي لا تتوقف.
توقف جاسم للحظة ثم نظر نحو سهيل سائلاً إياه بتردد:
_هو أنتَ رجعت البيت؟
دس سهيل بعض اللقمات في فمه مجيباً إياه:
_لا، محدش يعرف أصلاً إني رجعت غيركم، ومتخافش مقولتش لحد على الحادثة اللي حصلت لـ مهرة.
ابتسمت باتساع وهي تقول بنبرة ناعمة:
_كويس مقولتش أصل مش عايزة حد يقلق عليا أكتر من كدا كفاية أنتوا..الحمد لله محدش قال لـ بابا حاجة.
لتتابع بنبرة حنونة ناسية أن شقيقها وزوجته موجودين بينهما:
_متعرفيش أن فرحتي برجوعك لينا أكتر من فرحتي لما خرجت من المستشفى.
كلماتها.. نبرتها.. حنيتها المفرطة تلك
كل هذا يفقده السيطرة على نفسه
رباه..
هل هذه أتت كي تعذبه أم تجعله مدمنًا بها؟!
كلماتها تلك أصابته بسهم في قلبه..
لم يستطع قلبه الصمود أمام سهمها هذا وخضع لها كالخادم.. كأنها سحرته.
يذوب بين حروف كلماتها الأخيرة!!
آهٍ من قلبي هذا الذي لا يكفي عن أيقاعي كل مرة بها ولا يتوب عن فعلته أبداً!!
هنا نظرت إليها مهرة بعشق خفي محاولة إخفائه على قدر الإمكان فانعكس على عينيها ضوء الشمس لتظهر لمعة عينيها
نظرتها فقط تجعله مجنون مهووس بها،
فاتنته الصغيرة آهٍ منها..
مُهلكة بمعنى الكلمة..!!
هنا عاد عقله يتحكم به مرة أخرى صائحاً عليه
لا تجعل فقدانها للذاكرة هذا يخدعك
أنها كما هي لا شيء تغير بها..
لم يستمع له سهيل وقرر دفن كل شيء يخص ماضيها..
ليتبع قلبه تلك المرة.. وليرى نهاية هذا الطريق سيؤدي به إلى أين
_مهرة تجوزيني؟!!!!!
تسمر الجميع في مكانهم وظلت مهرة متصنمة كالصنم، محاولة استيعاب جملته الأخيرة.
إنها لا تنكر أنها كانت تتمنى اعترافه منذ زمن، ولكن ليس في تلك اللحظة، وليس في هذا الوقت، وليس أمام شقيقها الأكبر الذي على ما يبدو إنه لم يخرج من صدمته مثلها تمامًا.
لملمت عين شتاتها وبلعت ريقها بمرارة مغمغمة محاولة تلطيف الأجواء بجملتها المرحة:
_عسل والله يا سهيل، دمك خفيف أوي.
التفت لها وهتف بجدية ظهرت على ملامحه:
_أنا مش بهزر أنا بتكلم جد!!
ثم عاد ينظر نحو مهرة متوسلها بعينيه كي توافق عليه بينما هي ما زالت متسمرة متفاجئة أو بمعنى أصح لا تصدق أن ذلك الحلم يتحقق أمام عينيها وينتظر موافقتها فقط حتى يتم، كرر سهيل جملته مرة أخرى بعاطفة كبيرة: _تجوزيني يا مهرة؟!!يتبع
--------------------------------------
يعتبر دا عيدية العيد، العيد عشر ايام💘
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر 💘💘💘
أنت تقرأ
تضرب ولا تبالي
Romanceالمقدمة: وقفت الأخرى أمامه بجسد مرتجف ثم تأمل هو أرتعابها ورجفتها بعيناهِ، كلما ينظر إليها يشعر بشي لا يعرف ما هو أو بمعنى أصح شيء يجهله _بتبصي لتحت ليه؟! فركت كفيها بتوتر ثم بللت شفتيها مردفه بتلعثم: _هه.. أصل أنا عندي رهاب إجتماعي شل لسانه وت...